صفحات الحوار

عبد العزيز الخيّر: مع التدخّل الخارجي وضدّ التدخّل العسكري


حوار صبر درويش

في ظل حال الانقسام القائمة بين معارضة الداخل، الممثلة بهيئة التنسيق الوطني الديموقراطي، ومعارضة الخارج الممثلة بمجلس الوطني، يقدّم عبد العزيز الخيّر، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق، القيادي في حزب العمل الشيوعي، في حديث خاص لموقع “أخبار بووم”، رؤية الهيئة للخلاف المتمحور حول مفهوم التدخل الخارجي، ويشدّد على التمسّك بسلميّة الثورة ورفض الحوار قبل تهيئة ظروفه.

وفي ما يأتي نص الحوار:

• من الواضح أن الموقف من “الخارج” شكل جدلاً واسعاً بين أوساط المعارضة السورية، حنى أنه من الممكن أن تكون هذه النقطة بالتحديد هي جذر الخلاف بين “المجلس الوطني” و”هيئة التنسيق الوطني”. ماذا تعنون أنتم في هيئة التنسيق بـ”لا للتدخل الخارجي”؟

• نحن قلنا لا للتدخل العسكري الخارجي ولا لوسائل الضغط الاقتصادية التي تلحق ضرراً بالشعب، ولكنا أوضحنا في نفس الوقت أننا على قناعة تامة أن للمجتمع الدولي دوراً مهماً في مسألة تطورات الوضع السياسي السوري. ونحن نعلم أن سوريا بالمعنى الجيوسياسي هي بلد له أهمية استثنائية. فهي مفتاح من المفاتيح الرئيسية للمنطقة، وهي جسر تركيا إلى آسيا العربية. ودعني أذكر بتعبير الرئيس الأميركي الأسبق أيزنهاور، عندما وصف سوريا بأنها “أكبر حاملة طائرات في الشرق الأوسط”، في إشارة إلى أن من يسيطر على سوريا يسيطر على المنطقة. فسوريا بلد قريب من أكبر مخزون نفطي في العالم، وفي نفس الوقت لها أهميتها الحضارية والتاريخية والبشرية، كما أنها “عاصمة آسيا العربية” على حد تعبير المفكر الفلسطيني عزمي بشارة.

إذاً، فالخارج، وعبر التاريخ الطويل، كان له مصالح في سوريا، وكل كلام عن “مؤامرات” هو حديث نافل، لأن المؤامرات كانت موجودة وكان هناك مصالح للخارج، وهو شيء طبيعي ومفهوم. نحن نقول في الهيئة إن كل هذا واضح بالنسبة إلينا من جهة، ومن جهة أخرى نحن نريد أن نحافظ على سيادة الشعب السوري على أرضه وعلى مصيره، الذي دفع ثمنه من دماء أبنائه. نحن ندرك أهمية دور الخارج وضرورته ونطلب كل الدعم والمساندة من المجتمع المدني العالمي، بمنظماته وهيئاته، ونطلب الدعم من الشعوب الصديقة ولكن بالوسائل التي لا تسلب الشعب السوري استقلالية قراره.

• الشارع السوري لا يدرك بدقة ماذا يعني “الحظر الجوي”

• ما هي أشكال التدخل الخارجي المقبولة لدى هيئة التنسيق؟

• هناك أشكال من الضغوط الاقتصادية على رموز السلطة وبعض مؤسساتها، مثل تجميد الأرصدة ومنع السفر لهذه الشخصيات، إضافة إلى منع المؤسسات، وتحديداً الأمنية منها، ممارسة الضغوط السياسية على السفارات. كل هذا إضافة إلى ما يمكن أن تعمله المنظمات الحقوقية في كل العالم، حيث تستطيع أن تلعب دوراً مهماً في رصد الانتهاكات التي يرتكبها النظام على الأرض وفضحه، وهو شيء ممكن أن يدفع من يدعمون النظام إلى إعادة التفكير في مواقفهم.

إضافة إلى كل ما سبق، لدينا أيضا مؤسسات حقوقية تابعة للأمم المتحدة بإمكانها ممارسة ضغوط سياسية لا يستهان بها، مثل المجلس العربي لحقوق الإنسان أو المنظمات الرئيسية للأمم المتحدة كالجمعية العامة أو منظمة “فاو” و”اليونسكو” ومنظمة الصحة العالمية.. إلخ. كلها لديها وسائل ضغط على النظام كفيلة بإشعاره أنه لن يفلت من العقاب وسيدفع الثمن على المستوى العالمي. وقبل كل هذا، علينا الإشارة إلى الدور السياسي والاقتصادي المهم للمحيط العربي، والذي ممكن أن يلعبه في التضييق على النظام. كل ما ذكرناه يأتي عملياً من الخارج، ونحن لا نرفضه على الإطلاق. بينما ما لا نقبله هو بالتحديد التدخل العسكري الخارجي بما فيه الحظر الجوي.

• ألا ترى أن موقفكم من التدخل الخارجي و”الحظر الجوي” تحديداً، قد يبعدكم عن مزاج الشارع الذي طالب صراحةً بالحظر الجوي؟

• أولاً علي توضيح نقطة مهمة. كلنا يعلم أن الشارع لا يطلق التسمية على يوم الجمعة، الجميع يعلم آلية التسمية، حيث يقترح موقع الكتروني معين اسم الجمع ومن ثم يجري التصويت عليه، ونسبة المصوتين من خارج سوريا هي أكبر من المصوتين في سوريا، وهو شيء أشبه بالاستفتاء، حيث لا خيارات أمام المصوت. وأياً يكن الأمر، فالناس لا تخرج إلى الشارع بسبب تسمية الجمعة، فالمتظاهرون يخرجون بغض النظر عن اسم الجمعة وأحياناً يختلف الناس على تسمية الجمعة ورغم ذلك نجد الجميع يخرجون، ولكن هناك أطرافاً تحاول تحميل الجمع شعاراً معيناً من خلال هذا الموقع الالكتروني أو ذاك وغالبا ما تنجح في ذلك. كثير من التسميات كان موفقاً، وبعضها الآخر كان سيئاً، مثل جمعة الحظر الجوي على سبيل المثال، وهي محاولة لإلباس السوريين قناعة ليست لهم. إذن، لا يوجد مقياس دقيق يشير إلى معرفة إن كان الشارع موافق على هذه التسمية أو لا، فلا صدقيه “للتصويت الالكتروني”. تم تسمية جمعة باسم “جمعة الحظر الجوي” ولكن لا يعني ذلك أن الشارع السوري يريد ذلك، كما لا يعني ذلك أن الشارع السوري يدرك بدقة ماذا يعني “الحظر الجوي”. هناك من يعتقد مخطئاً أنه “منع طيران”، ولكن ما ان يدرك بأن الحظر الجوي يفترض ضرب كل أسلحة الدفاع الجوي الموجودة في سوريا، واحتمالية سقوط عشرات الآلاف من الجنود السوريين، وضرب المطارات والبنى التحتية المرتبطة بها، وضرب مقرات السيطرة والربط…إلخ، عندما يعلم السوريون كل هذا، أعتقد بأنهم سيرفضون فكرة الحظر الجوي لما تحمله من مخاطر يصعب تقديرها. فالحظر الجوي بالمختصر هو إعلان حرب.

اليوم يقتل النظام من الناس عشرين وثلاثين وحتى خمسين شخصاً في اليوم، ولكن عندما تنطلق عمليات الحظر الجوي من يستطيع التنبؤ بعدد القتلى من المدنيين؟ وما هي ردة فعل النظام على ذلك؟ هل سيسكت أمام ضرب دفاعاته من دون أن يكون لديه أي ردة فعل؟ ما هي طبيعة ردة الفعل هذه وما انعكاساتها على المنطقة؟ النظام يدرك أن سلاحه الاستراتيجي يكمن في معرفته بأهمية موقعه الاستراتيجي، وأنه في منطقة توازناتها حساسة، فهو قريب من منطقة فيها أكبر مخزون من النفط، كما أنه مجاور لفلسطين المحتلة ومحيط للبنان، وهو مجاور للعراق، والنظام السوري له حلفاء وقوى على الأقل في لبنان والعراق وله قدرة على التأثير داخل تركيا.. إلخ.

• إن كان النظام سيرحل فحتماً هو يفكر أنه “لن يرحل بمفرده”

• هل يعني ذلك أنك تأخذ تهديدات الأسد بجدية؟

• بالتأكيد، إذا شعر النظام أنه وصل إلى الحائط، فهو حتماً سينفذ تهديداته، رهانه الاستراتيجي في الحقيقة هو “صفر”، أي لا أحد رابح، فإن كان سيرحل فحتماً هو يفكر أنه “لن يرحل بمفرده”. سيسعى إلى تفجير المنطقة بالكامل، ونحن نعلم أن سلاح الصواريخ السوري قادر على الوصول إلى عمق فلسطين المحتلة، كما أنه علينا عدم نسيان امتلاك النظام لأسلحة الدمار الشامل القادرة على تهديد إسرائيل، بدليل ما عبرت عنه شخصيات إسرائيلية من أن المواجهة مع النظام السوري إن حدثت فستكون بأسلحة الدمار الشامل.

• في الأسابيع الأخيرة بدأت تخرج أصوات مطالبة بتسليح الثورة، ما موقفكم من هذه الدعوات؟ وهل أنتم مع تسلح الثورة؟

• منذ اللحظة الأولى لتأسيس الهيئة كان لدينا موقف مستند إلى قراءة وتحليل وأيضاً إلى تجارب الشعوب العربية التي سبقتنا إلى الثورة (مصر وتونس واليمن) وهي تجارب استطاعت أن تنجح وتمكنت من الحفاظ على خيارها في سلمية ثورتها.

في بداية الحراك كان المتظاهرون يطالبون بالحرية والكرامة، وإذا شئتم كانوا يطالبون بإصلاحات معينة، ولكن طبيعة ردة فعل النظام الأمنية والدموية والمتوحشة دفعت الناس إلى تصعيد شعاراتها خطوة خطوة، فبتنا نسمع بشعارات تطالب أولاً بـ”إسقاط النظام” وتجاوزت لاحقاً المطالب العقلانية حتى أصبحت تعبر عن الانفعال والغضب ووصلت لحد المطالبة بـ”إعدام الرئيس”، وهو شعار يعبر عن الغضب أكثر من أي شيء آخر، وهو شيء مفهوم بالنسبة لنا، ولكن بالمعنى السياسي علينا ألا ننزلق إلى هذا المكان، لأنه إن كنا سنؤسس لنظام بديل فلن يكون لدينا الحق بالإعدام، فهذا الحق يمنح للمؤسسات القضائية حقاً وحصراً.

لقد كان ولا يزال لدينا رؤية، أن سلمية الثورة هي رصيد استراتيجي لها، يجعلها تتفوق على خصمها، ومن قبل اندلاع الثورة كان هناك قوى تريد تطور تدريجي سلمي وآمن. ولكن مع بدء الثورة ستضمحل فكرة التدرج، وذلك على قاعدة اتساع رقعة الحراك الشعبي، ما سيبقى هو فكرة “السلمية” و”الانتقال الآمن”، إلا أن النظام أصر على النيل من هاتين السمتين من خلال الدفع باتجاه العنف وتسلح الثورة، وفي سبيل ذلك قام بكل ما أتيح له من وسائل القمع الوحشي وانتهاك الحرمات والقتل الممنهج، دافعاً الناس عبر هذه الممارسة إلى حمل السلاح.

• النظام السوري له مصلحة في جرّ الثوار إلى التسلّح

• كيف لنا أن نفهم مصلحة النظام في دفع الثوار إلى التسلح؟

• في الحقيقة له مصلحة عليا بذلك، أي مصلحة استراتيجية. فجرّ الثوار إلى التسلّح، يعني أنه يجرهم إلى ميدانه، وهو الميدان المتفوق به أصلاً، وبذلك يفقد الثوار تفوقهم الأخلاقي كـ”ثوار” يسعون إلى بناء نظام بديل لا يستعمل العنف ضد المواطنين، ويسعون في هذا السياق إلى بناء مؤسسات الدولة والقضاء والقانون عموماً. ولكن عندما تتسلح الثورة فهي ستخسر هذه الميزة إلى حد كبير. من جهة أخرى سنلاحظ أنه مهما تسلح المدنيون في مواجهة جيش مسلح مدرب على القتل فمعركتهم خاسرة، معركة المدنيين ضد الجيش تحسم سياسيا لصالح الثوار ولكنها حتماً ستحسم عسكرياً وميدانياً لصالح النظام. النظام دفع الثوار إلى حمل السلاح وهناك جهات غذت هذا الاتجاه من خارج النظام ومن خارج البلد من أجل خدمة مصالحها وليس من أجل خدمة مصالح الثورة أو الشعب السوري.

للأسف من يحمل السلاح اليوم، رغم تفهمنا لألمه وغضبه المشروع وشعوره باليأس، لكن المسؤولية السياسية تقتضي أن ننبهه إلى مخاطر الانجرار إلى الميدان الذي يريده النظام والذي هو متفوق فيه. ففي هذا الميدان ستفرغ غضبك لكنك ستخسر معركتك.

• هناك من يبرر التسلح بالرغبة والحاجة للدفاع عن النفس في وجه ما يوصف بتجاوزات النظام وجرائمه؟

• حق الدفاع عن النفس، حق مشروع في كل الشرائع الأرضية، وهو حق مقدس، ولكن كيف نستخدم هذا الحق ومتى ومن أجل أي شيء؟ هذا هو السؤال. نحن في سوريا وفي سياق عمليتنا الثورية لتغيير النظام لا نمارس أفعالاً غريزية ولا يجوز أن نشجع عليها، نحن نتفهم حق الناس بالغضب، ولكن المسؤولية السياسية تقتضي بأن يقال للثوار لا تردوا على الهمجية والوحشية التي يمارسها النظام بهمجية مقابلة. لكي ننتصر علينا أن نرد من خلال تفوقنا الأخلاقي وتعزيز ميزاننا السياسي.

لأضرب لك مثالاً، عندما يفتح الجيش النار على المتظاهرين السلميين ويسقط قتلى في أوساطهم، فما تأثير ذلك على الجنود والضباط الذين يعملون وفق قواعد العمل العسكري الذي يحرّم قتل المدنيين؟ في الحقيقة سيعيش هؤلاء الجنود أزمة أخلاقية هي في الحقيقة رهاننا في دفعهم للانشقاق والتخلي عن سلاحهم، ورفض الأوامر العسكرية التي تقضي بذلك. فالجيوش لا تنشأ على قتل المدنيين حتى لو كانوا من أعدائهم، فما بالك أن المدنيين في معادلتنا هم أبناء الوطن السوري. في الحقيقة لو ووجهت العمليات القمعية منذ البداية بحمل السلاح لما كنا شهدنا هذه الانشقاقات في أوساط الجيش. عندما يجد الجندي أن هناك مقاومة مسلحة في مواجهته فهذا يدفعه إلى تصديق رواية النظام في وجود “عصابات مسلحة”، كما يدفعه إلى الاستماتة في الدفاع عن نفسه. على المدى المنظور سيبقى النضال السلمي هو الطريق الذي سيوصل الشعب إلى النصر، سلمية الثورة هي ما سيسقط النظام آجلاً أو عاجلاً. لنفكر جيداً، إضراب عام إذا خدم بشكل جيد وتم تأمين كل مستلزماته والانتقال إلى العصيان المدني، ألا يسقط هذا النظام وبثمن أقل؟ السلاح يؤدي إلى خسارة الثورة لمستقبلها وخسارتها لتفوقها الأخلاقي، ناهيك عن أنه عندما يحصل الانفلات الأمني في بعض المناطق فسنواجه أشكالاً من العصابات التي ليس لها علاقة بالثورة ولا بالسياسة بل هي فقط عصابات. هناك ثورة تتنامى وتتمسك بخيارها السلمي، وهناك نظام مأزوم يعجز عن السيطرة، هذا ما علينا أن نراهن عليه.

• لا نستطيع أن نفكر قبل وجود مناخ لإطلاق عملية سياسية

• اليوم يوجد مبادرة عربية، تنص على وقف القتل وسحب القوات العسكرية من شوارع المدن والإفراج عن المعتقلين… إلخ، والبدء بحوار بين النظام والمعارضة، ما موقفكم من المبادرة العربية، وما موقفكم من الحوار عموماً؟

• الموقف الرسمي للمكتب التنفيذي هو أننا نرحب بالمسعى العربي. لم نوافق على المبادرة كمبادرة لأنه ليس لدينا النص الرسمي، وركزنا على الدور الذي على الجامعة القيام به رغم الخيبات التي عشناها مع الجامعة العربية ودورها وتحديدا دورها في وقف القتل، وهو هدف رئيسي لدينا كهيئة التنسيق. ومن جهة أخرى لم نكتف بالترحيب بالمسعى لوقف القتل وقلنا لابد من إطلاق سراح المعتقلين وعودة الجيش إلى ثكناته وسحب أجهزة المخابرات وضمان حق التظاهر السلمي وتغيير سياسة الإعلام السوري الذي يحرض ويثير الفتن. مجمل هذه العناصر تؤدي إلى مناخ سياسي جديد يسمح بإطلاق عملية سياسية، ونحن لم نذكر حرفاً واحداً عن الحوار.

من وجهة نظرنا نرى أننا لا نستطيع أن نفكر بالحوار ولا أن نقبل به ونشارك بالحوار قبل وجود مناخ لإطلاق عملية سياسية، وهو يعني تفاوضاً ينطلق من اللحظة الراهنة نحو هدف نهائي مسبق هو بناء النظام الديموقراطي البرلماني التعددي. مهمة التفاوض رسم خريطة طريق للانطلاق من اللحظة الراهنة نحو الهدف المنشود في بناء النظام الديموقراطي. وهذا لا يمكن أن يتم إلا عبر وجود مناخ لذلك.

• أتقصد بذلك إسقاط النظام بلغة الشارع المنتفض؟

• ما تقدم أعلاه يمثل طرح الهيئة منذ بداية تشكلها، في حينه كانت الجماهير تنادي بشكل من أشكال الإصلاح وحاول النظام أن يوصل إلينا دعوات للحوار عبر أقنية غير رسمية، وكان جوابنا الواضح والمحدد تنفيذ النقاط الثمانية التي أقرتها الهيئة في أدبياتها في الشهر الثاني أو الثالث للثورة. في حينه كان رأي الهيئة يقول في ضرورة التغيير الوطني الديموقراطي الشامل.

حاول الإعلام أن يخلق بلبلة بالانطلاق من لفظة “الإسقاط”. هذا، بالعمل السياسي، هو محاولة لإثارة زوبعة في فنجان. المسألة ليست بلفظة الإسقاط، فالتعبير الذي اعتمدناه، التغيير الوطني الديموقراطي، هو تعبير أشمل بكثير من عبارة الإسقاط. فهو لا يكتفي بإسقاط النظام وإنما يحدد بديله، بخلاف الإسقاط الذي يترك البديل مجهولاً. وفي الحقيقة نرى أن مقولة “الإصلاح” هي مقولة فارغة. فالنظام منذ البداية يسعى إلى سحق الحراك وأن الشعب مادة يشتغل بها وليس له حقوق. وحاول النظام أن يعيد إنتاج نفسه عبر إصلاحات مزعومة مثل قانون الانتخابات وغيره من دون النظر في المسألة الجوهرية التي يطالب بها الشعب كما تطالب بها المعارضة الوطنية الديموقراطية.

نحن بالمختصر لم نتحدث لمرة واحدة عن الحوار مع النظام، منذ خرجت الفكرة ردت الهيئة بنص مكتوب ومنشور ورسمي بأن على النظام تحقيق مناخ للحوار عبر تطبيق النقاط الثمانية سابقة الذكر. واليوم نقول إننا لسنا مستعدين حتى للتفكير بموضوع الحوار قبل تغيير المناخ السياسي بالكامل في سوريا وبعدها يتوفر المناخ لإطلاق عملية سياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى