صفحات الناسعمر العبد الله

عجز المعارضة يعرقل الضربة/ عمر العبد الله

 هل ستوجه الولايات المتحدة ضربة الى سوريا أم لا؟ وما هو حجم الضربة، وهل سيسقط الرئيس السوري، بشار الأسد؟ كثيرة هي الأسئلة التي قام السوريون بطرحها على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم منذ بدء عدد من الدول الغربية الحديث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا، قبل أن يؤدي خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل أيام إلى تبديل في صياغة الأسئلة لدى السوريين، فأصبح السؤال الأهم والأكثر تداولاً هو هل تراجع أوباما عن توجيه ضربة عسكرية للأسد بعد انسحاب بريطانيا الحليف الأقوى ولو مؤقتاً؟ ولماذا يتراجع الآن؟

عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، أشار في حديث لـ”المدن”، الى أن إدارة أوباما لا تمتلك الإرادة السياسية الكافية للبدء بالعملية العسكرية. أمر أعاده العبدة الى سبيين، الأول أن العملية ربما لا تكون سريعة كما تريد الإدارة الأميركية، والثاني وجود قلق حقيقي لدى الادارة الأميركية لعدم وجود خطة واضحة لدى المعارضة في حال حدث انهيار جزئي أو كلي للنظام ولا سيما في العاصمة دمشق.

ويرى العبدة، أن العملية العسكرية قد تسقط الأسد ونظامه بسبب هشاشة النظام في مواجهة سلاح فعال ومدمر، مؤكداً أن الفراغ أمر لا يمكن تفاديه بالكامل، مشيراً إلى أن “الجهود يجب أن تنصب على محاولة ضبطه والتقليل من أثره السلبي، من خلال خطة للمرحلة الانتقالية تكون مفصلة للساعات الأولى والأيام والأسابيع الأولى التي ستلي سقوط النظام”.

وعن “جنيف ٢” ومدى امكان مشاركة المعارضة فيه، استبعد العبدة ذلك، مشيراً إلى أن الائتلاف “لن يشارك في مؤتمر جنيف 2، إذا لم تتم معاقبة الأسد على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الشعب السوري”. واعتبر أن “هذا العقاب يجب أن يكون “مقنعاً”.

وأشار العبدة الى أن الائتلاف يجب أن يكون على أتم الاستعداد لهذه المواجهة السياسية من أجل هزيمة النظام بغض النظر عن قرار المشاركة من عدمه، مرجحاً تعديل صيغة مؤتمر جنيف، ولا سيما بعدما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية.

وأضاف العبدة أن الحكومة السورية المؤقتة ستكون على رأس أولويات الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف في الثالث عشر من الشهر الحالي وذلك لتكليف رئيس حكومة بتشكيل فريق حكومي متكامل لتقديم الخدمات المطلوبة في المناطق المحررة.

في غضون ذلك، يستمر النقاش داخل الولايات المتحدة حول ما اذا كان يتعين على الكونغرس الموافقة على توجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا او رفض الأمر، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أن “تحليل العينات، التى جمعها فريق خبراء الأسلحة الكيماوية من سوريا، سيبدأ “في غضون ساعات””.

 وستعقد، خلال الساعات المقبلة، جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي بمشاركة كل من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هيغل، وذلك في اطار الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لحشد الأصوات لتمرير مشروع قرار التفويض بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.

لكن هذه الجهود، التي يقودها أوباما، لا تزال نتائجها غير محسومة. وفيما اعتبر السناتور الجمهوري، جون ماكين، بعد اجتماع مع اوباما في البيت الابيض أنه “اذا رفض الكونجرس قراراً كهذا، بعد ان التزم رئيس الولايات المتحدة بالتحرك، فستكون العواقب كارثة”، شكا النائب كريس فان هولين، احد كبار الديموقراطيين من أن صياغة مشروع القانون واسعة “وقد تؤدي الى تورط أميركي عميق في سوريا”.

وأضاف هولين، القريب من أوباما، “ليس هناك قيد لنشر جنود أميركيين على الأرض. ولا نقطة نهاية” في المشروع.

أما في فرنسا، التي أعلنت أنها ستتريث بانتظار معرفة ما سيؤول إليه قرار الكونغرس الأميركي، مشددةً في الوقت نفسه على أنها لن تلجأ للبرلمان الفرنسي لأخذ موافقته على الضربة إن تمت، فكان لافتاً دخول الرئيس السوري، بشار الأسد، على خط تأجيج الرأي العام الفرنسي، محذراً في مقابلة نشرت مقتطفات منها صحية “لوفيغارو” الفرنسية، من تحول فرنسا إلى عدو لبلاده في حال مشاركته في أي هجوم عسكري ضد سوريا.

 وفيما أكد أنه “ستكون هناك تداعيات، بالطبع سلبية على مصالح فرنسا”، نبه إلى خطر اندلاع حرب إقليمية في حال شن ضربة عسكرية ضد بلاده، على اعتبار أن ” لا أحد يعرف ماذا سيحصل بعد الضربة الأولى. الكل سيفقد السيطرة على الوضع عندما ينفجر برميل البارود. الفوضى والتطرّف سيعمّان”.

 وحدها تركيا، تبدو حاسمة على ما يبدو في نيتها المشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا، بعدما أعلن المتحدث باسم الحكومة، بولنت ارينتش، أن تركيا تملك تفويضاً من البرلمان لشن عملية عسكرية على سوريا، مشيراً إلى أن تركيا تجري “الاستعدادات الخاصة بها وتتخذ الاجراءات الضرورية لعمليات انتشار محتملة قد تحدث في المستقبل”.

 إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من مليوني لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية في سوريا، وهو ما يزيد من الضغوط على البلدان المضيفة المجاورة.

ورأى رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أن سوريا “أصبحت محنة هذا القرن الكبرى”، وأضاف “الكارثة الإنسانية المشينة تسببت في معاناة وتشريد لا مثيل لهما في التاريخ الحديث”.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى