صفحات الحوار

عزة البحرة: أرجح بقاء الأسد حتى نهاية 2014.. والجيش الحر يمنع إجهاض الثورة


 –  انسحبنا من هيئة التنسيق بسبب غياب العمل المؤسساتي في اتخاذ القرار

–  الهيئة توهمت أن التفويض بقيادة الثورة يأتي من الخارج وليس من الثورة

–  المعارضة السورية ترى الثورة بمنظار الخارج وليس بمنظار الداخل

–  أدوات المعارضة قديمة وتفتقر للإبداع وليست لها فاعلية سياسية

–  احتمالات الحرب الأهلية ضعيفة.. وتركيبة المجتمع السوري تعيقها

 –  حالات التطرف لن تعمر طويلاً لأن التربة السورية لا تناسبها

–  الجيش الحر حالياً غير قادر على إحراز نصر عسكري لكنه قادر على منع النظام من إجهاض الثورة

–  إذا كان الخيار بين تقسيم سوريا وتدخل خارجي يبقيها موحدة لاخترت شخصياً التدخل الخارجي

–  حضور الإبراهيمي كحضور مَن سبقه من المبعوثين شكلي ولا تأثير له

الناشطة الفنانة عزة البحرة عرفها السوريون من خلال العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، لكنها اليوم تتبوأ رئاسة حركة (معاً من أجل سوريا حرة وديمقراطية) المعارضة، الحركة التي تشكلت داخل سوريا بعد انطلاق الثورة السورية، ودعمتها بكل إمكاناتها وطاقاتها.

انضمت البحرة إلى حركة “معاً من أجل سوريا حرة وديمقراطية” بداية تأسيسها قبل أكثر من عام، وبعد الانتخابات ترأست الحركة ولا تزال حتى هذه اللحظة، فكان لـ “زمان الوصل” هذا الحوار معها حول شجون المعارضة والثورة.

–  انسحبتم في حركة (معاً من أجل التغيير الوطني الديمقراطي) من (هيئة التنسيق الوطنية في سوريا) بعد نحو سنة لماذا الآن؟ وما هي نقاط الخلاف؟

· لم يأت انسحابنا من الهيئة وليد اللحظة التي أعلن فيها، بل جاء نتاج جدل طويل داخل الحركة، بدأ منذ اللحظة الأولى التي انضممنا فيها إلى الهيئة، ويتذكر الجميع أننا طرحنا أمر الانسحاب في مؤتمر المجلس المركزي، والذي عقد نهاية العام الماضي.

أما عن الأسباب فهي ذات وجهين، وجه تنظيمي-مؤسساتي يتعلق بغياب العمل المؤسساتي بشكل شبه كامل، وتحديداً في آليات اتخاذ القرارات ذات الأهمية، وحتى الحالات التي تم فيها اللجوء للصيغ المؤسساتية، وهي قليلة جداً، فإنها كانت تتم بطريقة شكلية ومحاولة لإرضاء الأصوات المحتجة على آليات العمل.

ووجه سياسي فقد اتضح لنا أن الأشخاص الفاعلين في الهيئة بشكل رئيسي انهمكوا في صياغة الرؤى السياسية بدلالة العلاقات “الدبلوماسية” الخارجية، وتأمين الحشود الشكلية لهذا التوجه، ولم يكن العمل السياسي يتم بدلالة واقع الثورة السورية وحيثياتها.

باختصار توهمت الهيئة شأنها شأن أغلب التجمعات السياسية الأخرى أن التفويض بقيادة الثورة يأتي من الخارج وليس من الثورة ذاتها، وهذا انعكس على الإطار العام للرؤية السياسية للهيئة، ومع هذا فإن الكثير من الرؤى السياسية لا نزال نتقاطع بها مع الهيئة.

–  لماذا فشلت المعارضة السورية السياسية في قيادة الصراع مع السلطة؟ ماذا يلزمها كي تتجاوز عجزها وتفتتها؟ وهل هذا ممكن؟

· الفشل يعود لعاملين أساسيين هما: عامل بنيوي، أي أن هذه المعارضة ولأسباب وظروف تاريخية فقدت ما يمكن أن نسميه ديناميكية الخلق والإبداع السياسي، وهذا ما اضطرها للجوء إلى أدواتها القديمة والتي لم تستطع -أي الأدوات- الفعل في الثورة، كان على المعارضة ولكي تعيد إنتاج أدواتها المناسبة للحظة التاريخية أن تنخرط بشكل عميق وميداني في تفاصيل الثورة السورية، أما العامل الثاني فهو انشغال هذه المعارضة في رؤية الثورة بمنظار الخارج لحد كبير وليس بمنظار الداخل الأهم والأجدى.

–  هل تخشون اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا؟ ولماذا؟

· لا يمكن الإجابة على هذا السؤال ببساطة وحسم، فالأمر متعلق بشروط كثيرة، لعل أهمها هو كيفية إدارة الصراع في المرحلة المقبلة، وطبيعة القوى التي ستحسم هذا الصراع، لكنني لا أزال أميل إلى القول إن احتمالات الحرب الأهلية لا تزال متدنية، ولا أزال أرى أن تركيبة المجتمع السوري التاريخية والثقافية هي عوامل فاعلة ومعيقة بشكل حقيقي لحصول هذه الحرب.

–  شكّلتم تياراً يوصف بالعلماني، كيف تنظرون إلى تقدم القوى الإسلامية في قيادة المجموعات المسلحة المعارضة؟ ألا تخيفكم الشعارات الإسلامية التي يرفعها المتظاهرون بين الحين والآخر؟

· أنت قلت بين حين وآخر.. لو كانت هذه الشعارات نهجاً حقيقياً لكانت دائمة الظهور، مرة أخرى أقول إن الشعب السوري بكل مكوناته هو شعب معتدل التوجهات ومنفتح وعلاقته بالآخر تتسم بالألفة والقبول، ومرة أخرى أشير إلى أن أشكال وصيغ الصراع في المرحلة القادمة قد تساهم في إنتاج حالات متطرفة، لكنها لن تعمر طويلاً لأن التربة السورية لا تناسب التطرف.

–  هل تعتقدون أن الجيش الحر بإمكاناته الذاتية الحالية قادر على إسقاط النظام؟

· قد لا يكون الجيش الحر بوضعه الحالي قادراً على إحراز نصر بالمعنى العسكري، لكنه قادر بالتأكيد على منع النظام من إجهاض الثورة، وقادر أيضاً على إضعاف بنية النظام وإمكانات بقائه طويلاً.

–  لماذا انسحبتم من حلبة الصراع السلمي المدني وتركتم كل الثقل السياسي يذهب لصالح المسلحين؟ ألا يشكل هذا خطراً على سوريا ما بعد بشار الأسد؟

· لم تنسحب حركة معاً من حلبة الصراع السلمي المدني، بالعكس ازدادت تمسكاً به، لكن هناك عوامل موضوعية أعاقت إحراز نتائج نوعية بهذا المجال، أهمها طغيان صوت الراجمات والبراميل والميغ، وأيضاً تراجع قدرتنا على الفعل بسبب النمو الهائل لحجم المهمات المطلوبة نتيجة السياق الذي اتخذته الأحداث من جهة ولتراجع إمكاناتنا المادية من جهة أخرى، لا يمكن الآن العمل في سوريا خارج معطى العنف البالغ الذي يلف المشهد السوري، وبالتالي فإن الأسس التي نبني عليها سلمياً ومدنياً تتغير نتائجها وقدرتها على الفعل.

–  فيما لو حدث تدخل خارجي عسكري كيف ستنظرون إليه وتتعاملون معه؟

· أي تدخل خارجي هو مس بالسيادة السورية من أي جهة جاء، ويجب الوقوف بوجهه، هذا من حيث المبدأ، لكن ثمة لحظات في تاريخ الشعوب تكون خارج السياقات المتعارف عليها، ويجب التعامل معها بمسؤولية تاريخية ووطنية عالية جداً، على هذا الأساس أرى أن هذا الموقف يجب دراسته في حينه واتخاذ ما تتطلبه المصلحة الوطنية العليا. مثلاً لو كان أمامنا أن نختار بين تقسيم سوريا وتدخل خارجي يبقيها موحدة لاخترت شخصياً التدخل الخارجي.

–  فشلت هدنة المبعوث الدولي، وقوات النظام تزداد شراسة في قصف المدن والبلدات المنتفضة، ولا تلوح في الأفق بوادر حل سياسي، إلى أين نحن ذاهبون؟

· فشل الهدنة نتيجة حتمية لكل سياسات النظام وأسلوبه في التعامل مع الثورة والثوار منذ البداية، وكان حضور الإبراهيمي كحضور من سبقه من المبعوثين شكلي ولا تأثير له.. والجيش الحر والثوار قادرون على الإبقاء على الثورة، ولكنهم ونتيجة لقوة النظام واستمرار دعمه عسكرياً واقتصادياً من الدول التي نعرفها جميعنا غير قادرين على الحسم.. ما زال هذا النظام قادراً على الاستمرار في القتل والتدمير، وبتصوري أن الحل لن يكون في الأفق القريب، ويحتاج لقرار دولي بالتأكيد. وليس بالضرورة أبداً أن يكون عن طريق تدخل عسكري.

–  هل تعتقدون أن زوال النظام حتمي؟ ماذا لو انتصر النظام؟ هل لديكم تقديرات متى سيسقط؟

· كنا في بداية الثورة نتوقع أن زوال النظام سريع وسيأتي قريباً.. لم نتوقع أبداً أن هذا النظام سينال كل هذا الدعم وبهذه الطريقة المستميتة من قبل المجتمع الدولي. سيسقط حتماً ولكن بتصوري أن ذلك لن يتم بالمدى المنظور، ومن الوارد جداً أن يكمل لعام 2014.

–  أنت ربما السيدة الوحيدة التي تتزعم حزباً سياسياً معارضاً في سوريا، ماذا يعني لك ذلك؟ هل من أعباء إضافية؟

· نحن في خضم ثورة حقيقية بكل أبعادها وخصوصيتها… ويجب على الشعب السوري أن يجند ويوحد كل طاقاته لاستمرارها.

وكوني رئيسة لحركة معاً جزء أساسي من مهماتي وواجباتي تجاه هذه الثورة العظيمة، ولا يمكن التحدث عن ذلك أبداً على أنه زيادة للأعباء.. أقوم بذلك بكل اندفاع والحماس.. متمنية لشعبنا الانتصار والعودة لحياتنا الطبيعية في ظل دولة حرة ديمقراطية.

زمان الوصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى