صفحات المستقبلعبدالكريم أبازيد

عصابات مسلحة؟!

 

    عبدالكريم أبازيد

هذه نماذج مما تكتبه الصحافة السورية ويبثه التلفزيون السوري:

 استهدفت العصابات المسلحة في بعض أحياء حمص العسكريين والمدنيين ما أسفر عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح بينهم نساء وأطفال.

 قامت مجموعات مسلحة بارتكاب مجازر جماعية في حق أشخاص وإلقاء جثثهم بعد تعذيبهم والتمثيل بهم على طريق حمص طرطوس. وقد عثر على 47 جثة مذبوحة ومعذبة ومنكلاً بها.

 قال مواطن من بابا عمرو في حمص إن العصابات المسلحة هدمت منازلنا وتطلق النار على كل من يسير في الشارع لقتله أو تقوم باختطافه. هذه العصابات هي التي دمرت المنازل وليس الجيش كما تدّعي محطات التحريض وقنوات الفتنة.

هناك بالفعل عصابات مسلحة في العديد من بلدان العالم. في إيطاليا والولايات المتحدة والمكسيك وفنزويلا وهونغ كونغ، وكذلك في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في أوائل تسعينات القرن الماضي أيام حكم يلتسين.

المعروف أن قوات مكافحة الجريمة وحفظ النظام تتصدى عادةً لمثل هذه العصابات التي لا يتجاوز عدد أفرادها المئات. هذه العصابات لا ترفع شعارات سياسية، بل تسطو على البنوك وتخطف رجال الأعمال الأثرياء طلباً للفدية. وهي تنشط عادةً ليلاً.

لكن هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” تنزل إلى الشوارع بمئات الألوف وفي جميع أنحاء البلاد تتلقى الرصاص الحي بصدور عارية وهي تهتف للحرية وإسقاط النظام؟!

هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” تجبر منظمة إقليمية مثل الجامعة العربية على عقد اجتماع طارئ تتخذ فيه قراراً بالتضامن مع هذه “العصابات” وتجمد عضوية الدولة التي تعاني من جرائمها؟!

هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” تلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة في شأنها في جلسة استثنائية تقرر خلالها دعم هذه “العصابات” بأكثرية 137 دولة مقابل 12 دولة؟!

هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” يجتمع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ويتخذ قراراً بأكثرية 37 صوتاً مقابل 3، يدين فيه النظام الذي يتعرض لـ”جرائم” هذه “العصابات”؟!

هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” يقرر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية على الدولة التي “تعيث هذه العصابات بأرضها فساداً”؟!

هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” يؤدي التصدي لها بالطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة وصواريخ سكود إلى مقتل أكثر من مئة ألف وجرح أكثر من نصف مليون واعتقال ما يناهز 700 ألف، وهدم أكثر من مليوني بيت ومدرسة ومؤسسة ودار عبادة، وتهجير أكثر من أربعة ملايين مواطن داخل البلاد وخارجها؟!

هل سمعتم أن نظاماً يتصدى لـ”عصابات مسلحة”، يرسل مبعوثاً إلى روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا لمساعدته في القضاء على هذه “العصابات المسلحة”؟!

هل سمعتم أن “عصابات مسلحة” يوافق النظام على الدخول معها في مفاوضات للمشاركة في السلطة وتعديل الدستور وإجراء انتخابات والقيام بإصلاحات ترضى عنها هذه “العصابات”؟!

يا لها من “عصابات مسلحة” عجيبة غريبة!! سبقتها أربع عصابات مسلحة استولت على السلطة في أربع جمهوريات عربية وراثية، مدة حكم رؤسائها من ربع قرن إلى 42 عاماً!!!

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى