صفحات مميزة

عفرين الجريحة… تناجي بغصن زيتونها..: هيفيدار الملا

هيفيدار الملا

تعيش مدينة عفرين في ريف حلب منذ عشرين يوماً واقعا مأساوياً، وهي تئن تحت حصار مدقع، في ظل وضع معيشي تعيس وسيء، سببه الحصار المفروض عليها من قبل مجموعات مسلحة تدعي أنها من “الجيش السوري الحر”، و الحر والثورة براء من هؤلاء.

خوف ما يطفو على واقع المدينة وعلى وجوه الأهالي، يقابله تمسك أبناءها بأرضهم وأغصان زيتونهم التي تزين عفرين كلها وتشتهر بها. عفرين المناضلة منذ بداية الثورة ضد نظام الأسد، وعفرين التي يشهد لها التاريخ في أروقتها نضال منشود ووطني مشرف في تاريخ سوريا، لتكون منبع الأبطال دوما.  تنوح اليوم على واقع مر كالعلقم. وعفرين التي لم تنتهي من وطأة نظام جائر، استخدم أسوء السياسيات بحقها طوال مدة حكمه، اليوم هي تحت وطأة أزيز السلاح الذي يحاصرها من كل جوانبها وأطرافها؛ من قبل أولئك المسلحين.

عفرين الجريحة تعاني من قلة المياه اليوم، ومازال أهاليها يعتمدون على البعض من وفرة خيراتها ولكن إلى متى؟؟.. كما تعاني من نقص في المواد التموينية، حيث يمنع دخول الطحين والخبز وحليب الأطفال إليها. بعض من لم يحتمل العيش فرّ منها؛ والبعض الأخر بقي فيها، أو انضم لقوات الحماية الشعبية من أجل الدفاع عنها.

ما يجري في عفرين لا يجب السكوت عنه، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، عفرين اليوم على صفيح ساخن، والسبب هو الظلم، والحصار، و الغلاءُ الذي هد كاهل الأهالي.

وحش جديد كشر عن أنيابه لافتراس ما تبقى من أهل المدينة البسطاء، إنه غلاء الأسعار ولهيبها. حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية ، ووصل جنون الأسعار الى حليب الأطفال وأدوية المرضى . أما أسعار البنزين والمازوت، فقد وصلت الى أرقام فلكية يصعب تصديقها ويعجز القادر عن مجاراتها، البنزين وصل إلى ثلاثمائة وخمسين ليرة للتر الواحد، والمازوت مائة وخمسين ليرة.

أن يتحول المواطن البسيط في عفرين الى مستهدف من قبل بعض الكتائب التي تتشدق باسم الثورة، وأن يصبح الجميع متفرجاً على أسخف مسرحية، نشهدها اليوم ، بطلها أولئك الذين يدّعون حمل راية الدفاع عن الشعب السوري، والسيناريو الأساسي فيها، يعتمد على حصار وتجويع واختطاف لأهالي عفرين، دون تعليق أو تدخل من أحد. فهذه كارثةٌ أيضاً.

إن عفرين باسم الوطنية ولحمتها تنادي، وباسم سوريا تناجي الشرفاء للتدخل في وقف هذه المهذلة التي لن تكون إلا في صالح النظام المجرم وزبانيته، فمعركة الشعب اليوم والكتائب والجيش الحر، يجب أن تكون موجهة للعدو الأول وهو النظام، وليس للشعب المغلوب على أمره، وربما محاصرة النظام وميليشيا حزب الله هو الواجب الأولى اليوم لتلك الكتائب، بدل أن تنهش في جسد مواطنيها. ومهما كانت هناك خلافات عسكرية في المنطقة، يبقى المواطن السوري مقدس ويجب أن يكون بعيدا كل البعد عن تلك الخلافات.

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى