خالد ممدوح العزيصفحات سورية

عقوبات الجامعة العربية تصدع نظام الاسد الطائفي …!!!


 خالد ممدوح العزي

من خلال المراقبة الفعلية لمسير الثورتين السورية واليمنية فان أقزام الرجال فيهم يتجهون نحو الحرب الأهلية والتصعيد العسكري للالتفاف على كل المبادرات العربية المطروحة التي تنهي سلطتهم وتأمين انتقال سلمي للسلطة والحد من استخدام العنف المفرط من قبل كتائب صالح والأسد الذين يستخدمون سلاح روسيا الثقيل في الميدان العسكري ونقد الفيتو في الميدان الدبلوماسي.

جنرالات المعارضة تواجه جنرالات الأسد:

يوجه النظام الاسدي في حربه الداخلية عدة جنرالات والتي تطبق قبضتها الحديدة على عنق الأسد يوما بعد يوم ومن أهمها:

1- جنرال الشعب الذي اسقط شرعية الأسد داخليا وخارجيا من خلال الاستمرار المتصاعد بثورته الشعبية والسلمية التي زلزلة كرسي الأسد بعد سيطرة استبدادية طوال نصف قرن من خلال كسر حاجز الخوف الذي فرضه الأسد على الشعب السوري من خلال قوة المخابرات والأجهزة الأمنية التي بلغ عددها 15 جهزا، الفرق الخاصة التي تقود عملية الحرب السورية في مختلف مدنها التي يحاول الأسد احتلالها طوال فترة الانتفاضة الشعبية مبررا لنفسه بوجود عصابات إرهابية، إضافة إلى الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها جنرال الموت ماهر الأسد شقيق الأسد الرئيس.

2- جنرال البرد الذي وقف ضد الأسد و نظامه ،فالأسد الذي يحرم مدن كاملة من الإمداد النفطي بسبب فقدانه لهذه الكميات التي تستخدم في دبابات الأسد ومصافحاته ونقلات جنده التي تسير ليلا ونهارا في المدن السورية على حساب المواطن السوري الذي سيكون هذا الجنرال محرك فعلي لتصعيد الانتفاضات السورية ،ويساعد مواطنين عدة في حسم خيارهم والمشاركة في الانتفاضة السورية الحرة .

3- جنرال النساء والأطفال عماد الثورة السورية ،فالمرآة السورية لا تختلف نهائيا عن الرجل من خلال المشاركة في سير الانتفاضة ولعب دورا رديا في سيرها ،إضافة الى المشاركة الواسعة من قبل الأطفال الذين يعتبرون جزاءا أساسيا من هذه الانتفاضة ،فالانتفاضة السورية فجرها الأطفال الذين كانوا رأس الحربة في اندلاع الثورة السورية في مدينة درعا،والأطفال الذين مدوا الثورة بكمية كبيرة من الشهداء والمعتقلين والجرحى .

4- جنرال الاقتصاد الذي سوف يكون الجنرال الأقوى في مواجهة الأسد ونظامه والعمل الفعلي على إسقاطه اقتصاديا لان النظام السوري بات يعاني بشكل علني من خلال العقوبات الاقتصادية على النظام وقطع اغلب الطرق عن مصادر الأسد الخارجية “بالرغم من الدعم القوي من حلفاء النظام السوري في إيران والعراق ودول أخرى،لكن التأثير أضحى واضحا ومزعجا لنظام الأسد . 5– جنرال الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية التي تفرض على نظام الأسد، فسورية وقعت تحت حصار اقتصادي وضغط أمريكي وأوروبي، وعربي وتركي، وبالتالي أصدقاء الأسد لا يمكنهم تامين استمرارية نظام الأسد من خلال الإعانات والمساعدات.

6- جنرال التصوير والبث التلفزيون الذي يفضح الأسد ونظامه وتصرفات جيش ،وهذا ما صرح به الأسد نفسه أثناء لقاءه بالوفد الشبابي الذي زاره من خلال قوله:” أنا لا يهمني التظاهرات وإنما يهمني من الذي يصور ويرسل الصور للعالم الخارجي” ،فالحديث الذي بث على “الفيس بوك” من قبل إحدى الشباب الذي نشره ،و فر هاربا ،فتم إلقاء القبض على أخوه الذي هو عضو عامل في حزب البعث الاشتراكي الاسدي، فالصورة هي التي تعتبر السلاح النووي بيد الثوار بوجه السد بالرغم من كل التضييق والقتل والاحتلال المتكرر للمدن السورية لكن الصورة كانت السلاح الأقوى بوجه الأسد في فضح عصاباته الإرهابية، فالأسد لم يدعن لوسائل الاتصال الجماهير ومدى تأثيرها في الثورة التكنولوجية الحديثة .

7- جنرال العسكر المنشق الذي يتزايد يوميا والذي يشكل عدوا فعليا لزعزعة النظام الاسدي، لان الشعب السوري طلب الحماية من الجيش السوري الحر في حمايته وأيده في حركة انشقاقه والتي تشكل صدمة فعلية للأسد لأنه قرر إبادة هذه الحركة فور تشكلها وتسميتها بأنها عصابات إرهابية مسلحة فالأسد يعلم جيدا بان السماح لهذه الكتل بالتشكيل سوف تكون الرادع الفعلي لإرهابه وبطشه وتنكيله لذلك يخوض معارك ضروس في المدن التي احتضنت هذه التكتلات العسكرية وخاصة في محافظة حمص ومدنها ،ومحافظة ادلب ،ودرعا.

جمعة المنطقة العزلة مطلبنا:

بالرغم من كل قمع الأسد وبطشه استطاعت لجان التنسيق الثورية في سورية أخراج مظاهرات كبيرة في سورية في 230 نقطة تظاهر امتدت في مناطق جديدة للثورة ” من باب مصلي في دمشق إلى حي البستان في حلب ” في جمعة جدية تحت اسم “جمعة المنطقة العازلة مطلبنا” بتاريخ 2 كانون الأول “ديسمبر” من العام 2011 ،فالشعب السوري يطالب في منطقة عازلة لحماية الشعب الأعزل الذي ينكل به، الأسد وعصاباته، وهذا مطلب شعبي يطالب بالحماية من اجل وقف النزف والقتل لان النظام يمارس جنون العظمة في تعطيه مع شعبه، لان النظام يطرح معادلة أو القتل أو الحكم، فالقتل الذي يمارسه الأسد يدفع بالأزمة للتوجه نحو الحرب الأهلية والفتنة الطائفية، التي يعتمدها الأسد في قمعه الأمني والعسكري للانتفاضة.

ارتكازات الأسد في معركته مع الشعب :

1- الأسد يعتمد على التدخل الإيراني وقواتها في لبنان والعراق ،وخاصة بان إيران تطلب من الأسد الصمود حتى انتهاء الوجود الأمريكي في العراق وبالتالي تصبح الجبهة عريضة ضد العالم الخارجي من اجل تعويم النظام نفسه وفرضه على جماجم الشهداء .

2- النظام يراهن على الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا والتي تمنعها من ممارسة أي تهديد ضد الأسد وهذا ما ورد حرفيا في تصريح المعلم الذي أدان به قرار الجامعة العربية عند تعليق عضوية سورية.

3- الأسد يراهن على الإمداد الروسي التقني والتكنولوجي والعسكري،إضافة لاستخدام نقض الفيتو في مجلس الأمن.

4-يستند الأسد على المناطق التي لا تزال بعيدة عن حركة الاحتجاجات الثورية نتيجة تواجد الأقليات وفزعها على مستقبلها كما هي حالة الطوائف المسيحية ،والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وسائر موظفيه في الأجهزة والجيش ،الطائفة الدرزية ، يحاول استخدامهم كبش فداء بوجه الأكثرية السنية الثائرة،إضافة للسنة في مدينة حلب الذي اشتراهم الأسد بأموال كبيرة لإسكاتهم وإبعادهم عن الاحتجاجات الثورية، الرقة او بما يعرف بالشاوية ،فالشاوية معروف عنهم بان الذي يأخذ أمي يصبح عمي،فهذه المحافظة التي انتشر فيها التبشير الشيعي الإيراني من خلال دفع أموال هائلة في الرقة وفتح حسينيات ومزارات،يتم قصده من إيران فالأموال الكبيرة التي دفعتها إيران يتم تسديدها اليوم بعدم الحراك في الرقة بالرغم من انتشار عشائر البكارة الرافضة للنظام كما هي الحالة في محافظة دير الزور،إضافة للأكراد الذي يحاول التلاعب بهم الأسد من خلال استخدام حزب العمال الكردستاني ضد تركيا إضافة إلى الوعد الرسمي من قبل مسعود البر زاني زعيم إقليم كردستان العرقي .

بالإضافة إلى الموظفين والجيش والشبيحة والطلاب في المدن التي يسيطر عليها ويجبرها على الخروج بالقوة لتشارك في مظاهرات تأيدا للنظام لي يستغلها إعلاميا بان الشعب وراءه وهو ريس محبوب.

لكن الأسد نسى كل التغيرات التي تحدث في داخل المجتمع السوري لكونه لا يزال يصر بان حركة الشعب هي حركة عصابات وإرهاب إسلامي تحاسب الأسد على مواقفه القومية والممانعة ضد إسرائيل وأمريكا،فالأسد تنسى بان ممانعته قائمة على نمر من كرتون طوال الفترة الماضية وبان بلده لا يزال محتل ولم يطلق طلقة واحدة ،تنسى دور الشعب وعدم الاهتمام به ،لقد أصر على استخدام العنف والقتل،من خلال الإصرار على الأمن والعسكر في إخماد وإخراس صوت الشعب .

لقد تنسى الأسد انشقاقات الجيش والوقوف ضده تنسى تمرد الكثير من الأقليات التي يحتمي بها، تنسى بان التعويل على الهلال الشيعي سوف يسمح لقوى التطرف السني بالدخول إلى سورية وتحميل الطوائف الأخرى ثمن باهظا، الأسد يهرب إلى الإمام ويحاول شراء الوقت من خلال اللف والدوران الذي تمارسه سياسته الداخلية والخارجية ،فلأسد يقف بوجه العالم العربي والغربي ويحول الصراع إلى صراع خارجي ضد سورية .

الأسد يشتري الوقت:

الأسد يحاول شراء الوقت من خلال تحويل الأزمة إلى أزمة بين وسورية والخارج مرة ضد أوروبا وأخرى ضد الجامعة العربية من خلال الدخول في التفصيل المملة التي تعوم بين الرد والأخذ، من خلال مهاجمة عنيفة لهذه القوى التي ترفض وجهة نظره الذي يحاول تسويقها على العالم ،مرة يرض ومرة يقبل فالأسد يشتري الوقت من الجميع لاقتناعه الكامل بأنه يستطيع إخماد الانتفاضة كما فعل والده وعمه في 1982 وسكوت العالم كله على إجرامه ومجازره،لكن الوضع اختلف عالميا وداخليا بظل كل التغيرات التي فرضت على العالم عامة والعالم العربي خاصة .

فالأسد يحاول الالتفاف على اية مبادرة عربية لا فراغها من مضمونها الطبيعي ويحولها إلى محطة سجال بين النظام السوري والجامعة العربية لكونها بروتوكولات قانونية،والابتعاد الفعلي عن السبب الحقيقي للثورة السورية المندلعة منذ 9 شهور بين شعب يريد التغير ونظام يريد الاستبداد والسيطرة ،

لقد اطل المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي بتاريخ 5 كانون الأول ديسمبر 2011 ليقول”: بان سورية قبلت تنفيذ المبادرة العربية ولكن بعد الشروط التي تحاول سورية فرضها لشراء الوقت وبالطبع الحالة السياسية والاقتصادية هي التي فرضت على سورية القبول المرحلي من اجل إعادة التموضوع في سياستها الخارجية والداخلية ،بحال استطاعت فرض شروطها والتي تحاول تحويل المشكلة مجددا إلى مشكلة خارجية بين الجامعة والنظام السوري ،والجدير بالذكر بان المعلم قد غاب عن المشهد السياسي بعد فضيحة فلمه المصور الذي حاول تسويقه على أن هذه الصور في سورية تمارس والتي تم اكتشافها بأنها فبركة لمشاهد أحداث لبنانية ،فالناطق الإعلام باسم الوزارة حالة جديدة في التعامل لان النظام السوري طوال 9 شهور مارس الإعلام من خلال شبيحته الإعلاميين والأبواق الخاصة، فالأسد الذي يحاول رمي الكرة في حضن الجامعة العربية من اجل اتهامها بأنها تعرق كل الحلول وترفض كل الموافقات السورية للنيل من الشعب السوري ونظامه.

النظام السوري لا يريد تنفيذ أي مبادرة إنما هو مصر على تسويق أفكاره الذي يمارسها ويحاول إقناع العالم بها لكي يغض النظر عن كل ممارسته ،فإذا الأسد كان جديا بتنفيذ الإصلاحات كما يدعي هو ونظامه العائلي ،لم يخاف من الانتخابات والتظاهرات التي يعتبرها قليلة لقلة صغيرة،وبالتالي يمكنه أن يخوض انتخابات حرة تؤله بالوصول إلى الحكم كما يدعي بسهولة ويخرس كل الأصوات وبالتالي الأقلية ملتزمة بتنفيذ رغبة الأكثرية ،لكن الأسد كذاب ومنافق وهو يعلم جيدا بان الانتفاضات تزلزل عرشه الاصطناعي الذي بناه طوال 50 عاما من القمع والإرهاب المنظم، وهذا ما اخبر به نائب وزير الخارجية الروسية أثناء زيارته لسورية والذي طلب منه بعدم قمع التظاهرات ،فأجابه الأسد إذا لم اقمع واقتل فالمظاهرات تصل إلى قصر المجهرين “المهاجرين”.

الإستراتيجية الجديدة للمعارضة السورية :

على الجيش الحر أن يقوم بواجبه في حماية سلمية الانتفاضة السورية ،إضافة إلى توسيع نطاق عملهم واستدراج عناصر جديدة من قوات الجيش للانخراط في صفوفهم ، إضافة إلى ممارسة العمل المسلح ضد أهداف موجعة لكتائب الأسد وشبيحته، لكي تحدث توازن رعب فعلي في موازين هذه القوات المتغطرسة ،والغير مبالية لأحد ،فالأهداف العسكرية يجب أن تكون إلى كل إفراد الفرقة الرابعة والقوات الخاصة والحرس الجمهورية إلى جهاز المخابرات الجوية الذي يعتبر المسؤول الأساسي عن تصفية الناشطين في الثورة السورية،فالمعالجة بالصدمة هي التي سوف تردع الضباط الكبار الملطخة أياديهم بالدم وكذلك المسؤولين الإداريين، وهذه الصدمات سوف تشكل حزاما رادعا لاستمرار العنف المنظم من خلال الأهالي الذين يرفضون أن يكون أبناءهم مسلخ بد ذاته لقتل الشعب السوري تحت أوهام مصطنعة تغطية بالإرهاب والسلفية ،فعندما تأتي التوابيت إلى المناطق الساكتة على قتل السوريين سوف تقف الأمهات أمام أبناءها وتطلب منها التمرد .

فالقوة لا تقف بوجهها إلا القوة، ونظام البعث في سورية ونظام صالح في اليمن لا يفهمان سوق القوة.

لا احد ينظر إلى العالم الذي أصلا انقسم من خلال جبهة تساعد النظام على القتل وتساعده ماديا وتقنيا وعسكريا، وجبهة أخرى لم يستطع الأسد إقناعها بالعصابات الذي يهاجمها يوميا دون الوصل إلى دليل يساعد النظام في تسويق نظريته .

على الجامعة العربية أن لا تهتم لطرح سوريا الذي يحاول إرباك الدول العربية بتفصيل مملة وهو يمارس بطشه وقتله المنظم والمومنهج ،لان القضية ليست تفاصيل كما يدعيها الأسد وإنما مشكلة داخلية بين نظام فاسد وبائد وفاشل ،وشعب كسر الخوف ليطالب بإعدام الرئيس .

فالرئيس يحاول التصفيات للناشطين يوميا للقضاء على الثورة، ويحاول إشعال الفتنة الطائفية .

د.خالد ممدوح العزي

كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى