صفحات العالم

على المحك السوري…

 


جهاد الرنتيسي

يكشف النظام السوري عن نمطية منفرة وهو يجتر اساليب حمائية موروثة في مواجهة رياح التغيير التي تهب على المنطقة .

الظروف والملابسات التي احاطت باعتقال الناشطة سهير الاتاسي ورفاقها امام وزارة الداخلية لا تترك مجالا لاستبعاد مثل هذا الانطباع .

والضغوطات الامنية والنفسية ، التي تعرضت لها الاتاسي قبل اقتيادها مع مفكر بقامة الطيب تيزيني وبعض اقارب المعتقل كمال اللبواني ، ابشع بكثير من الاعتقال ، بدء بالضغوط العائلية ، ومرورا بالتهديدات، والبلطجة الالكترونية .

خلال التظاهرات الاخيرة حاولت الاجهزة السورية كما هي العادة تزييف ارادة السوريين ، بدس متظاهرين يهتفون بحياة الاسد الابن ، وادعى المسؤولون السوريون بان التظاهرات ، التي كانت تطلق هتاف ” سلمية … سلمية .. ” فعاليات تأييد للنظام ، مما يدلل على ضيق الخيال باي احتجاج ، وعدم استعداد لاي شكل من اشكال التعددية السياسية .

فقد جاء النظام،الذي تتبعه هذه الاجهزة ، من زمن الانقلابات الدموية ، واعادة تكييف القوانين ، وضمان البقاء ، باشاعة الرعب بين الناس .

والتوازنات التي تحمي الاسد تحول دون استجابته لاي مطالب شعبية لعصرنة الحياة السياسية في البلاد .

لذلك يتعامل النظام واجهزته مع المطالبة باي تغيير سلمي او نزوع تعددي باعتبارها تهديدا لوجوده .

وفق هذه الرؤية يبني علاقات التحالف مع انظمة الشرعية الزائفة في ايران وليبيا.

وبحثا عن شرعية وهمية لا يغفل عن تغليف سياساته بديماغوجيا التحرر ومعاداة الاستعمار .

لكنه لم يستوعب بعد ان افرازات الوعي والانفتاح الذي اتاحته ثورة الاتصالات ابطلت مفعول الديماغوجيا.

كما غاب عن ذهنية النظام السوري ان الشعوب لا تستطيع العيش في عزلة عن العصر حتى لو تقوقعت الانظمة في زمن مضى .

وبطريقتهم في التعامل مع تطلعات شعبهم يضع المسؤولون السوريون شركاءهم في الشعار والتبلد الذهني على المحك .

لذلك بات علينا ان ننتظر موجة جديدة من الاقنعة المتهاوية على ارصفة العواصم العربية يقابلها نهوض لقوى اكثر حيوية وقدرة على التفاعل مع روح العصر لان المعايير المزدوجة تليق بالحواة وليس صناع الراي العام والروح الانسانية .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى