صفحات الحوار

علي فرزات: أمر الثورة حسم وانتصرت عندما كسر حاجز الخوف

رسام الكاريكاتير العالمي لـ «الشرق الأوسط» : بعد الحادث الذي تعرضت له أصبحت لدي شجاعة أكبر وحماس أكثر
نادية التركي
قال رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات إنه يعتقد أن أمر الثورة السورية قد حسم، وأنها انتصرت عندما كسر حاجز الخوف. وأضاف «أما ما نراه الآن فهو مسألة وقت فقط». وقال إن المواقف السياسية للغرب من المسألة السورية ما زالت رمادية وتتراوح بين الجذب والشد، وهذا ما انعكس على العمل الإعلامي. وقال فرزات في حديث مع «الشرق الأوسط» إنه من حق الجيش الحر أن يتم تسليحه لأن دوره دفاعي وليس هجوميا. وأضاف «أرى أن هذا أمر نبيل ومشروع».
وقال فرزات «أنا لست رساما.. أنا رجل أعبر بالرسم.. الأفكار هي الأساس والمواقف هي الأساس، أما الرسم فهو شكل، وسيلة فقط، لكن هموم الناس وآمالهم وطموحاتهم ومعاناتهم هي التي كنت أحملها وأتميز بقدرتي على التعبير عنها بالرسم.. أنا جزء من الشارع». وحول إمكانية قيام نزاعات طائفية في سوريا قال «الكل متخوف من فتنة وحرب طائفية، لكن هذه التخوفات في غير محلها.. وهذا النظام لا يحمي الطوائف وإنما يحتمي بها». وعن أسباب تأخر تحرك الناس في دمشق قال فرزات «الناس في دمشق يخرجون بشكل يومي، ولثلاث مرات في اليوم، لكن في بداية الثورة كانت هناك بعض الحسابات.. وما حدث في البداية كان عبارة عن وقفة استفسار ما بين مصدق وغير مصدق، لأن الناس خافوا أن تكون (توريطة)، لكنهم لما وثقوا من مضمونها وأعطوا كلمة السر لبعضهم بعضا انطلق الجميع، وبدأت الأمور تتصاعد مثل كرة الثلج، وتتضخم يوما بعد يوم». «الشرق الأوسط» التقت فرزات بلندن حيث يقيم معرضا لرسوماته هذا الأسبوع، وكان لنا معه حوار هذا نصه:
وأكد «في دمشق بالذات لا توجد منطقة غير ساخنة، وحتى شارع أوتوستراد المزة الذي فيه كل بيوت المسؤولين خرج فيه 30 ألف متظاهر».
كما قال إنه أثناء المظاهرات «لا توجد عائلة لا تفتح بابها مواربة لمساعدة الناس على الاختباء، وفي حماه المدينة تفتح بيوتها لأي متظاهر من دون تحديد لأن يكون مسيحيا أو مسلما. والأطباء كانوا يجرون عمليات جراحية تحت الكنائس وتحت الأقبية وتحت الجوامع».
* كيف كانت بداية اختراق حاجز الخوف؟
– بدأت محاولاتي منذ أكثر من ثلاثين عاما، وهذا جاء حتى في كتاب صحافية أميركية يحمل عنوان «السيطرة الغامضة»، قالت فيه إن علي فرزات أول فنان اخترق حواجز الخوف بالرمز من خلال أعمالي أيام حافظ الأسد. لكني أقول الآن إنني منذ سنة و3 أشهر انتقلت إلى مرحلة نوعية جديدة وهي تناول الأشخاص بعينهم خارج إطار الرمز، وهذا يعتبر في سوريا بعد 50 سنة حدثا، وتناولته حتى الصحافة الغربية ووكالات الأنباء، وأنا من رسمت لأول مرة بشار الأسد ورامي مخلوف ورئيس الوزراء والبرلمان ودوائر الأمن.
* من أين أتتكم الجرأة، ولماذا اخترتم التعبير في ذلك الوقت بالذات؟
– لم أكن أنا، أحسست وكأن عفريتا أو ماردا انطلق من وجداني كالبراق، هو شيء أخذني إلى عالم سحري من الحرية، وتصورت أنني من خلال هذه الرسوم سأنتقل إلى العالم الحر إذا ما كسرت حاجز الخوف لدى الناس، وتملكتني شجاعة لم أكن أعرفها بهذا الكم فيها نوع من الصوفية والتوحد مع الناس، مع البشر، مع الإنسانية.
* هذا العفريت الذي تحدثتم عنه لماذا لم يتحرك إلا في ذلك الوقت، هل هي الثورات العربية التي أخرجته إلى العالم؟
– هو كان موجودا حتى قبل الثورات العربية، حيث كنت أمشي في طريق الرمز ومحاولة اختراق الواقع، لكن الثورات العربية أضافت لي شجاعة أكبر وحمستني أكثر. أنت أحيانا تكون جالسا على الرصيف وتمر أمامك مظاهرة فتنهض لتشارك فيها، ويمكن أن تجد نفسك تقود هذه المظاهرة، فهناك توحد وجداني بين الإنسان والآخر عندما يكون الهدف إنسانيا، ونبيلا، وكان الهدف تحرير الإنسان من قيود مزمنة، وفجأة الناس بدأوا يسمعون أصواتهم، بعد فترة لم يكن أحد يمكنه فيها سماع صوته.. كان أخرس.
* تحدثتم عن الأصوات، وأن الثورة بدأت من أجل اختراق حواجز الصمت، هل تحاولون من خلال رسومكم نقل الصوت عبر الصورة؟
– الرسوم متفاعلة مع الصوت.. أنا لست رساما، أنا رجل أعبر بالرسم، الأفكار هي الأساس والمواقف هي الأساس، الرسم شكل ووسيلة فقط، لكن هموم الناس وآمالهم وطموحاتهم ومعاناتهم هي التي كنت أحملها وأتميز بقدرتي على التعبير عنها بالرسم.. أنا جزء من الشارع.
* بعد الثورة السورية، وبعد أن بدأتم تعبرون بشكل مباشرون عما تريدون قوله، ثم تعرضتم بسبب ذلك لحادثة خطيرة وهي التي جرى من خلالها الاعتداء عليكم.. ما الذي تغير في علي فرزات؟
– كنت في البداية أستغرب عندما أعرف أن أحدا خرج من السجن وبدأ في متابعة نشاطه من جديد، وأكثر من الأول. كنت أستغرب كيف يسجن أحدهم ويتعرض للتعذيب ثم يواصل، ويتشجع أكثر.. ولم أصدق إلى أن جربت ذلك بنفسي.. فأحدنا لما يتعرض لقتل أو قمع أو اعتداء تصبح لديه الشجاعة مضاعفة، ويخرج وكأنه اثنين. أنا أقدر تماما استمرار الشارع في المظاهرات لأن الناس عندما يضربون ويقتلون ويقمعون يخرجون بأضعاف مضاعفة في اليوم التالي، وبعد الحادث الذي تعرضت له أصبحت لدي شجاعة أكبر وحماس أكثر.
* وكيف ترى مستقبل الثورة؟
– أنا أعتقد وأقول إن أمر الثورة قد حسم، وانتصرت عندما كُسر حاجز الخوف، أما ما نراه الآن فهو مسألة وقت فقط.
* ما الذي تغير في رسومك، وكيف تأثر عملك؟
– أنا خلقت فنانا وهذا لا يمكن أن يتغير إلا إذا تغيرت أنا كليا من الخارج والداخل، أنا خلقت هكذا لذلك سأبقى أرسم وبشجاعة أكبر، وبنقلات نوعية أوسع. أنا كنت مشروع شهيد لما ألقيت من السيارة في الطريق، وخرجت قناة «الدنيا» الفضائية وأعلنت نبأ وفاتي قبل نشر الخبر في الصحف وفي وكالات الأنباء، وقالت للسوريين إنني أصابتني جلطة قلبية استباقية، لكن عندما ظهرت في المستشفى ألغوا الخبر، وهذا يدل على أن كل العملية مخطط لها مسبقا. لذلك عندما نجوت شعرت وكأنه كان هناك جمر تحت الرماد، وأزيح الرماد وبدأ الجمر يظهر في رسومي، وهذا ما يخشاه كثير من الزعماء.. وأنا قبل 10 سنوات كنت ممنوعا من دخول بعض الدول العربية نتيجة لرسومي الجريئة، وهناك الكثير من زعماء الأحزاب والمواقع السياسية كانوا يواجهونني في صحفهم، نتيجة التأثير المهم لرسوماتي على الجمهور، ولولا ثقة الناس رسومي لا تعني شيئا على الإطلاق.
* دور الإعلام الغربي والعربي في الثورة السورية، كيف تقيمونه؟
– هناك تقصير ربما ناتج عن تأثيرات عن طريق تسلسل المواقف السياسية، مما انعكس بشكل سلبي على عمل الإعلام.. وحتى الآن نرى المواقف السياسية للغرب رمادية تتراوح بين الجذب والشد، والكل يدرك الآن أن هذه الثورة يتيمة ولا تعتمد على تبني أحد لها، وهي انطلقت من الشارع وضمير الشارع وستبقى كذلك بعيدا عن كل التجاذبات السياسية والمعارضة من إعلام وغيره، ولو اعتمدت على هذا لفشلت منذ الشهر الأول، فهي لا تسمع إلا صوتها. وخير دليل على ذلك أنه وفي أيام الصقيع والثلج خرج الناس للشوارع ولم يتراجعوا، ولو كانت الثورة سياسية لانتهت، ولو كانت معارضة لانتهت، ولو كانت لأحزاب لانتهت، لكنها عبارة عن ظلم عمره 50 سنة خرج للشوارع وهو الذي يقرر مصيره وليس الخارج، لا دول ولا دبلوماسيات، هو من رسم هدفه ويمشي باتجاهه.
* وضع الإعلام في سوريا قبل الثورة..
– لم يكن هناك إعلام في سوريا، كانت هناك فروع أمن بصفة إعلامية، وكانت لدينا وكالة أنباء واحدة، وهي تمر عبر فروع الأمن حيث تخضع لعملية تصفية، وتأخذ ما تريده من أخبار وتصوغه وتعيد إنتاجه بما يتفق مع السلطة والنظام، ولو كان هناك إعلام صادق لكان سمح لكل الإعلام في الخارج بالدخول إلى سوريا، وعمل تقاطعات لنرى المصداقية.
* لكن كان هناك حديث عن أن الإعلام السوري شهد مرحلة من الانفتاح مع بشار، وتنفس الصحافيون؟
– النفس يأتي من خلال الهواء الطلق وليس الهواء المصطنع. أنا أفضل الهواء الذي يحمل غبارا ويحمل عرق الناس.. هذه هي الحرية. وما نراه في بعض الأوقات مثل حرية تعبير مسرح ينتقد، أو كاتب تكلم، كلها حالات مسبقة الصنع ، وحتى الدراما هي عبارة عن إيحاءات بالحرية. هذا النظام حرص على أن يكون له فنانون ومبدعون ومثقفون يعارضونه هو خلقهم ويحركهم بآلة التحكم عن بعد، وحتى المعلقون هم مثل «الروبوت».
* وما رأيك في ظاهرة المواطن الصحافي في سوريا؟
– مع فقدان وسائل الإعلام ومنعها من الدخول خلقت وسائل بديلة مختلفة.. نحن الآن لسنا في سنة 1982 عندما استبيحت حماه، وفي أسبوع واحد سقط 41 ألف شهيد نتيجة الغياب الإعلامي. النظام طبق نفس أفكار 82 لكن خانته التقنيات الحديثة، كل الناس الآن يقومون بدور المراسلين، ونحن مدينون لوسائل الإعلام الحديثة ولمن اخترع «فيس بوك» و«آي فون» ومختلف الوسائل التي قامت بدور رائع في تحريك الجمهور والشارع وتوصيل رسالته وتواصله مع بعضه بعضا.
لكن ما زالت هناك دول إقليمية تساعد النظام في سوريا على حجب مواقع وحجب فضائيات وإغلاق الهواتف الجوالة، وتعطيل كل وسائل الاتصالات. والغريب أنه رغم هذا هناك تنسيقيات تنظم بعد أن كبرت هذه الثورة، تستغني حتى عن وسائل الاتصال وتعتمد مواعيد دقيقة لخروج متزامن، وأصبحت المسألة تنظيمية.. فالآن هناك أطباء في أماكن غير رسمية وهناك مهندسون، فلاسفة، منظرون، كتاب وشعراء، اليوم أي أغنية يصدرها شخص من الشارع تلغي كل ما غني في الماضي وما صدر بدون نوتة أو تلحين مثل أعمال إبراهيم القاشوش الذي أصبح أهم من غنى للثورة في العالم، رغم أنه كان رجلا بسيطا شعبيا وهو من ألف «ياللا ارحل يا بشار». كل البروباغندا الفنية السابقة أصبحت لا تساوي شيئا أمام كلمات مرتجلة يغنيها إنسان يخرج من رحم الثورة، هذا هو العمل الفني الصادق، هذا هو العمل الفعلي.
* الثورة هل كشفت أن في سوريا خلافات طائفية؟
– الجميع يدرك مدى صدق الثورة في سوريا بلد الحضارة التي علمت الإنسان الحروف الأولى للأبجدية المسمارية ، هي علمت العالم بأكمله، وأندريه بارو مدير متحف اللوفر الفرنسي قال إنه «على كل إنسان متمدن أن يقول لي وطنان.. وطني الذي أعيش فيه وسوريا. وأنا قلت الثورة الأولى كانت ثورة الأبجدية والآن هي الثورة الثانية، ثورة حضارية مع كل إنسان على الرغم من كل المحاولات لإضفاء صيغة الطائفية وصيغة الدينية عليها، لكنهم لم يستطيعوا أن يقوموا بفتنة لأن النسيج السوري غير قابل للتفتيت، والنظام يتفتت لكن البنية السورية غير قابلة للتفتيت، ولو كانت فيها عوامل التفتيت لما استمرت لـ10 آلاف سنة.
الكل متخوف من فتنة وحرب طائفية، لكن هذه التخوفات في غير محلها، ولو كان هذا صحيحا لهدد به الثوار منذ البداية، بل على العكس كانت هناك «الجمعة العظيمة» لإخواننا المسيحيين، و«جمعة آزادي» للأكراد و«جمعة صالح العلي» للعلويين. وهذا النظام لا يحمي الطوائف وإنما يحتمي بها.
* تناقلت تقارير إخبارية وتصريحات لسياسيين معلومات حول خطة بشار لتقسيم سوريا وتكوين دولة بالمنطقة الساحلية..
– لكن ورد أيضا وفي تقارير حديثة أن هناك خلافات داخل النظام حول هذه المسألة، وهناك أناس داخله يرفضون تفتيت سوريا من الداخل، ويبدو أن هناك تسريبات من الداخل بدأت تظهر وهذا دليل ضعف، وهذا يظهر أن هناك خلافا في أن تذهب سوريا في هذا المنحى، لكن إذا حدث الانقسام فهو دمار أشمل. ويبدو أيضا أن دولا إقليمية تدفع في هذا الاتجاه مثل إيران التي تطمح إلى إمبراطورية فارسية وليست شيعية ، وسوريا هي ركيزة أساسية لكن كما أن هناك كثير من العلويين معارضين لإقامة دولة ساحلية.
ورغم أن أمر التقسيم مطروح، وهناك من يدفع في هذا الاتجاه من النظام، فإنني لا أعتقد أن الجميع سيوافقون على هذا الطرح، ولو كانوا وافقوا عليه لوافقوا على فكرة التقسيم السابقة لبناء دولة علوية والتي رفضها وقتها صالح العلي أحد شيوخ العلويين.
* لو طلبنا منكم رسم صورة لسوريا، كيف يمكن أن ترسموها الآن وفي هذه اللحظة؟
– إذا ما نظرت إلى الخريطة السورية سترينها مثل الطائر الذي ينطلق من الأسفل إلى الأعلى، سوريا تمثل هذا الطائر المنطلق باتجاه الأفق نحو فجر جديد، الخريطة تدلك على الهدف.. سوريا الآن تنطلق من قيد عمره 50 عاما.
* ما رأيكم في مطالب تسليح الجيش الحر؟
– من حق الجيش أن يتم تسليحه لأن دوره دفاعي وليس هجوميا. لذلك يفتعل النظام الهجمات من فترة لفترة ويتهم الجيش الحر. فهل يجوز الاستمرار في مجزرة يومية؟ أرى أن هذا أمر نبيل ومشروع، والناس العاديون والشارع غير مسلحين.
* تأخر خروج الناس وانضمامهم للثورة في دمشق.. ما أسبابه؟
– على العكس، أنا أرى أن الناس بدمشق يخرجون وبشكل يومي ولثلاث مرات في اليوم ، لكن في بداية الثورة كانت هناك بعض الحسابات، كان هناك بعض التشكيك في الثورة، وهم يعرفون أن هذا النظام قمعي ويعرف كل السوريين أن أي تورط في فكرة أو هدف غير متأكدين منه قد يورطهم، وهذا شيء لم يحدث منذ 50 عاما.. أن يخرج احد بالشارع ويقول «الشعب السوري ما بينذل»، وهناك تجربة حماه 82، ومجزرة حلب ، ومجزرة دمشق. وما حدث في البداية كان عبارة عن وقفة استفسار ما بين مصدق وغير مصدق لأن الناس خافوا أن تكون «توريطة»، ولكن لما وثقوا من مضمونها وأعطوا كلمة السر لبعضهم بعضا انطلق الجميع وبدأت الأمور تتصعد، مثل كرة الثلج التي تتضخم يوما بعد يوم.. ما ترينه من يوم لم يكن منذ سنة، أصبح الناس يشعرون بمصداقية الثورة وتخرج المظاهرات الآن خالية من أي عنصر أمن، وأصبحت الحارات بدمشق تدرك تماما بعضها بعضا وحتى الغريب معروفا و«العواينة» انسحبوا. لكن بالنسبة للكميات هناك خطة من النظام لتقطيع أوصال المدن، فعوض أن تكون المظاهرة مثلا 100 ألف هنا هي موجودة لكن متوزعة. خططه منع التجمعات وبدمشق بالذات لا توجد منطقة غير ساخنة ، وحتى شارع أوتوستراد المزة والذي فيه كل بيوت المسؤولين خرج فيه 30 ألف متظاهرا. الثورة تكيفت مع الأوضاع بإطار بسيط وشعبي، وهي الروح الواحدة المتجمعة في هدف واحد وهو الحرية، وإلى الآن لم أر أي لافتة تحمل شعار «نريد خبزا، ، أو نريد زيادة رواتب أو ناكل.. لكنهم قالوا الحرية فقط. وعندما تم الاعتداء علي تلقيت العلاج من طبيبين من التنسيقيات ، ولم أتعرف حتى على اسميهما الحقيقيين ولم يقبلا أخذ أجر العلاج. وأثناء المظاهرات لا توجد عائلة لا تفتح بابها مواربة لمساعدة الناس على الاختباء، وفي حماه المدينة تفتح بيوتها لأي متظاهر من دون تحديد لأن يكون مسيحيا أو مسلما. والأطباء كانوا يجرون عمليات جراحية تحت الكنائس وتحت الأقبية وتحت الجوامع.
* ما هي الأخطاء التي أسقطت بن علي ومبارك وقتلت القذافي وقد تسقط الأسد؟
– إذا تمكنا من نقل الصورة بشكلها الواقعي والحسي والمادي من الممكن أن يغير هؤلاء رأيهم، وكل هؤلاء الناس كانوا محاطين بأسوار من الأمن والمخابرات والتقارير الكاذبة، وربما كانوا يوحون لهم بطريقة نفسية إعلامية بأن كل الناس يحبونهم، ولكن فقط هناك اثنان أو ثلاثة في كل البلاد هم من يكرهونهم وهذا ما حدث مع الأسد، لذلك كان من البداية قلنا للرئيس (الأسد) انزل إلى الشارع لتقيس نبض الشارع بيدك بعيدا عن المخابرات وبعيدا عن الحواجز، وكان يمكن أن يدرك نسبة الشعبية أو الجماهيرية وصدقها من عدمه، أو عدم صدقها، كان يمكن أن يلمسها بيده ولو كل الزعماء كانوا ينزلون إلى الشارع ويتجولوا فيه ويلمسون الحقيقة بأيديهم كان من الممكن أن يفكروا بطريقة أخرى.
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى