صفحات المستقبل

عندما يصوت “الفيتو” على .. الدم


ربيع شنطف

لم يكن يوم الاثنين الماضي يوم عيد الفطر أو الأضحى، لكن مساجد حمص كانت تصدح بتكبيرة العيد المعهودة، إذ تجمع ما تبقى من الأهالي داخل المساجد التي تعرضت لسلاح الغدر، مرددين “ألله أكبر”، ومودعين شهدائهم كمن يزف عروسين.

هؤلاء الأهالي الذين اختاروا الثورة سبيلاً لهم، باتوا منذ ما بعد “الفيتو” الروسي الصيني، يعيشون نهارات حالكة وليالي تشبه الجحيم، الأمر الذي دفع شاباً سورياً الى أن يضع على صفحته الفايسبوكية صورة لمدينة حمص قبل تدميرها، مدوناً عليها عبارة: “اخلع نعليك قبل أن تدوس ترابها، فتراب حمص من رفات شبابها”.

وقد لاقاه شاب لبناني مناهض لحكومة بشار الأسد اللبنانية، مدوناً عبارة “لا تقولوا حمص تنزف، بل قولوا حمص تتبرع بالدم لاستعادة كرامة العرب”.

الشاب الممانع لمحور الممانعة المصطنع يرى أن سبب تزايد المجازر التي ترتكبها كتائب الأسد في حمص وفي غيرها من المناطق السورية، هو فيتو الدب الروسي والتنين الصيني، معتبراً “أن روسيا والصين ومعهما إيران باتوا يحمون النظام السوري كما تحمي الولايات المتحدة الأميركية الكيان الصهيوني”.

النقمة على موقف روسيا والصين في مجلس الأمن، باتت عارمة أكثر خلال التظاهرات التي تشهد حرقاً للأعلام التابعة لهاتين الدولتين بشكل يفوق السابق بأضعاف مضاعفة.

هذه النقمة يعبّر عنها أحد الناشطين السوريين، فهو يدعو عبر موقع “السكايب” الى مقاطعة البضائع الروسية والصينية التي تجتاح العالمين العربي والإسلامي، مشيراً الى أن هذا الضغط التجاري من شأنه أن يعدّل في موقف الدولتين، على اعتبار أن الدول لا تهتم سوى بمصالحها.

ويشير الناشط الى ضرورة محاصرة كل السفارات الروسية والصينية في العالم، مطالباً جميع الدول بسحب سفرائها من سوريا وبطرد سفراء “العصابة الأسدية” لأنه “لا فيتو روسيا صينيا أمام هذا الأمر”.

كما يدعو الشعوب العربية والإسلامية وجميع شعوب العالم الحر الى التظاهر أسوة بالتظاهرات التي كانت تعم الكرة الأرضية أثناء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وفلسطين.

وانطلاقاً من هذه الدعوة، فإن الكثيرين شبّهوا عدوان إسرائيل ضد الشعوب العربية بعدوان جيش النظام السوري ضد شعبه، فيما ذهب البعض الى اعتبار أن ما يجري في سوريا أفظع مما كانت ترتكبه إسرائيل، تماماً كما كتب أحد المتظاهرين السوريين على يافطة حملها، إذ لفت الى “أن إسرائيل كانت تنذر سكان المنطقة قبل قصفها أما كتائب الأسد فهي تقصف عشوائياً”.

هذا الأمر لا يعني أن إسرائيل إنسانية كما يوحي آخر على يافطة أخرى حملت شعار “إسرائيل ونظام الأسد وجهان لعملة واحدة”.

أما إحدى الشابات السوريات فقد استعارت من مصر لقبها قائلة “عذراً مصر فإن حمص أم الدنيا”، فيما فضل شاب نقل معاناة أهالي حمص اثر الحصار، مشيراً الى أنه “فقط في حمص لا حليب ولا طعام ولا كهرباء ولا ماء ولا تدفئة ولا أسواق ولا مخابز، فقط هنالك عدّاد الشهداء يعمل بكل طاقته”.

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى