صفحات الثقافة

عن أليس مونرو؛ من جولييتا إلى خولييتا/ بيدرو ألمودوفار

 

 

بيدرو ألمودوفار واحد من أشهر المخرجين والمؤلفين الإسبان ومن أشهر أفلامه: “Talk to her” و”The skin I live in”، وآخر أفلامه “خولييتا/ Julieta” المقتبس عن قصص الكاتبة الكندية أليس مونرو، الحاصلة على نوبل للآداب عام 2013. وفي هذا المقال يتحدث ألمودوفار عن جولييتا أليس مونرو وتحويلها إلى خولييتا ألمودوفار:

“تعقد الأمور – الأشياء داخل الأشياء – ببساطة لا نهاية له. أقصد أن لا شيء سهلا، أن لا شيء بسيطا”

أليس مونرو قالت ذلك في إحدى مقابلاتها.

وتعرِّف تلك الجملة بدقة حياة وأعمال الكاتبة الكندية. البساطة، وفي الوقت نفسه رفض البساطة. البساطة للحديث عما هو معقد، عما يحدث أمام أعيننا من دون أن نقدر من الوهلة الأولى على تقدير ما هو غير عادي، غريب، رهيب، بشع، وغامض حول هذا الموضوع.

في قصص أليس مونرو لا شيء كما يبدو؛ خلف كتابتها الهادئة هناك شيء قهري. تمتلك مونرو قدرة هائلة على إيجاد أشياء مروعة داخل أشياء بسيطة، تلك القدرة تحولها إلى سيدة التشويق. عندما أقرأ واحدة من قصصها، أعيد قراءتها فورًا، يتملكني إحساس بمعرفة أقل بالقصة مقارنة بالبداية. ببعض التلميحات القليلة والهوامش التي تنشأ على هامش سرد القصة الرئيسية، تغير مونرو اتجاه القصة تقريبًا من دون أن نلحظ ذلك.

أتذكر انبهاري ودهشتي وقت قرأت “فرصة”، “قريبًا” و”صمت”، الثلاث قصص المريرة من مجموعتها “الفرار”، والتي تأتي فيها جولييت كبطلة، وذلك ما جعلني أفكر في الحصول على حقوقها وتحويلها إلى فيلم. كل شيء غير متوقع طوال حياة جولييت، من تقديمها على متن القطار (في 1960 عند أليس مونرو ما جعلته 1980؛ التحرر الجنسي لم يكن قد وصل إلى المجتمع الإسباني حتى وقتها)، إلى العزلة في منتصف العمر، إلى هجر ابنتها لها من دون كلمة تفسير واحدة حتى.

جولييتا مونرو شابة استثنائية، مثقفة ورصينة (لا شيء مثل شخص مثالي باحث عن الإثارة)، لكن لديها مزاجا وإصرارا قادرين على اتخاذ قرارات غريبة ومتهورة.

في القصة الأولى – فرصة – جولييت معلمة صغيرة للأدب الكلاسيكي انتهت لتوها من فترة الاستبدال في المدرسة حيث تعمل، ولا تتردد بخصوص الذهاب في رحلة طويلة بالقطار لكي تزور رجلًا متزوجًا من امرأة مريضة، والذي معرفتها به مجرد ليلة قضتها معه في رحلة سابقة على متن قطار (إيريك، صياد سرطان البحر الذي سيصبح في ما بعد رجل حياتها ووالد ابنتها الوحيدة). لا أريد أن أحرق المفاجآت المستمرة التي تنتظر قارئ تلك القصص الثلاث، أود فقط إضافة أنه من الصفحات الثلاث الأولى، الشخصية والأحداث غير المتوقعة التي ستعيشها خلال القصتين التاليتين كانت لي بمثابة فرصة ثمينة لتحويلها إلى فيلم.

بدأت المعالجة بكتابة كل شيء سيحدث في القطار، وأخذت في الاعتبار تطبيق فكرة مونرو بشأن تركيز الأحداث في مكان واحد وواقعة واحدة (أشياء داخل أشياء)، جميع العناصر الضرورية للسرد تظهر في مجموعة تسلسلات في القطار.

في تلك الرحلة جولييت تتعاطى مع أهم ركائز وجودنا: الموت والحياة، وتتابع ذلك: المتعة الجنسية وهوى الحواس (باعتباره السبيل الوحيد للهروب من فكرة الموت)، مفهوم حياة جديدة وولادة الذنب.

بالرغم من المسافة الجغرافية والثقافية، دائمًا ما كنت أشعر بالقرب من موضوعات أليس مونرو: الأسرة، العلاقات الأسرية في الريف، المقاطعات، والمناطق الحضرية. وأيضًا الرغبة، والحاجة إلى الفرار من كل هذا؛ دومًا كل شيء وعكسه، من دون أن يعكس ذلك أي تناقض. داخل الأسرة، شخصيات مونرو النسائية بالأخص؛ الأمهات، البنات، الأخوات، العاشقات، الصديقات، الجدات، ربات البيوت والجارات وهكذا… شخصيات ذات معنويات عالية. مونرو ليست كاتبة على وفاق مع شخصياتها، ولا هي حتى مع حياتها الخاصة. هكذا أعتقد. حياتها ثمينة بما يكفي لأن تكون عنوانًا لكتابها الأخير (حياتي العزيزة) والأكثر ذاتية من كل كتبها.

عندما تتحدث مونرو عن حاجة شخصياتها لهجر الروتين الذي يعيشون فيه، تستخدم مصطلحات “الفرار”، “الاختباء”، “التمويه”. هذا يقود إلى أن الهروب والاختباء حاضر بقوة في قصص جولييتا الثلاثة. هي تهجر أمها المريضة، سارة، في “قريبًا”، لأن هذا هو المسار الطبيعي للحياة؛ امرأة شابة تعطي الأولوية للبيت الذي كونته مع رجل والذي ستنجب منه طفلة، بينيلوب، أكثر من البقاء مع أمها المريضة التي تعيش مع أب وافر الصحة والرغبات والتي يشبعها مع امرأة أخرى ليست أمًا. إنه لشيء قاس (قصص مونرو دائمًا قاسية) وفي الوقت نفسه شيء طبيعي، لكنه مفطر للقلب.

في نهاية “قريبًا” على سبيل المثال، نحن نتفهم جولييتا، لكن في بالنا أنها أيضًا مهمة لأمها ومع ذلك كثيرًا ما نتعاطف معها.

في نهاية “صمت” جولييتا تُترك لحالها؛ ابنتها بينيلوب تنطلق في رحلة روحية ولا ترى أمها أو تتواصل معها ثانية باستثناء يوم مولدها عندما ترسل بطاقة معايدة فارغة لكي تعرّفها أنها لا تزال حية، ولكن جولييتا ليست جزءًا من حياتها. هناك تشابه بين هاتين النهايتين تفصح عن الاضطرابات في العلاقة بين الأمهات وبناتهن. كذلك في نهاية “حياتي العزيزة” استقصت تلك النقطة بالطريقة الوحيدة الممكنة: “نقول بعض الأشياء التي لا تُغتفر، أو التي لن نُسامح أنفسنا عليها. لكننا نفعل. نفعل ذلك طوال الوقت”. وهذه لمحة يمكن قياسها على القصص الثلاث.

لقد وجدت كنزًا من الإلهام في كل سطر من سطور تلك القصص الثلاث، لكن أسلوب مونرو (أفضل ما عندها، ما يجعلها كاتبة قديرة) فريد وينتمي إلى الأدب. وعلى الرغم من أنه في ما يبدو أن الأدب والسينما من عائلة واحدة، إلا أنهما مختلفان جدًا لتعارض القواعد تقريبًا.

لا أحد ينبغي عليه أن ينتظر جولييتا، الفيلم، ليكون ترجمة حرفية للقصص الثلاث، مليء بالسحر والألم – ربما يكون ذلك مهمة مستحيلة – لكن لا يعني ذلك أنه لا يعتمد عليها.

خولييتا موجودة لأنه في السابق كان اسمها جولييتا، ولأنها عاشت في “فرصة” و”قريبًا” و”صمت”. جولييتا خاصتي نتاج، كل ما يربطني بأليس مونرو: الأمهات، البنات، الضحية، الشعور بالذنب، وكل ما يفصلني عنها بالأساس: جغرافيتنا وثقافتنا.

ثقافة الأسرة الإسبانية مختلفة كليةً عن مثيلتها في أميركا الشمالية. في الولايات المتحدة أو كندا، الشباب يصبحون مستقلين حين يدخلون الجامعة، في إسبانيا ذلك مستحيل، لا نقطع أبدًا الرباط السري مع والدينا. منذ تلك اللحظة، قررت تحويل القصة إلى فيلم سينمائي. أول شيء قمت به هو دمج القصص الثلاث، تحويلها إلى قصة واحدة، لأنه في “الفرار” الحكايات لم تكن متسلسلة رغم أنها تبدو كذلك. وقت انتهى ذلك، كنت قد انغويت بمغامرة تحويل جولييت إلى خولييتا؛ تحويل قصص مونرو إلى الإسبانية ووضعها ضمن ثقافتنا وجغرافيتنا. بعد عدة مسوّدات بدأت الفكرة تؤتي ثمارها. مسألة الاقتباس للسينما مسألة خيانة ونهب، وحالة خولييتا ليست استثناء.

حين أقول إن السينما والأدب مجالان مختلفان، لا أقصد أنهما لا يؤثران بعضهما ببعض بشكل متبادل، وقت كتابتي السيناريو وإخراجي الفيلم رأيت بوضوح أن دراما أليس مونرو المريرة تطلبت مني ككاتب سيناريو ومخرج، نبرة مختلفة عن تلك التي ميزتني حتى الآن.

لقد كتبت العديد من الشخصيات الأمومية، لكن خولييتا مختلفة تمامًا عن أي منها.

بالنسبة لي، لقد عنى إلهام أليس مونرو قيمة معنوية حقيقية، جمالية ومغامرة متناغمة. من البداية كنت واعيًا بالكامل أنه يتوجب عليّ أن أقدم تلك المرأة في طريقة بسيطة لأن تكون مغامرتي الهائلة ربما تعتمد على الترشيد ورصانة السرد.

قصص أليس مونرو طلبت مني ذلك.

المترجم: ترجمة جابر طاحون

ضفة ثالثة

 

 

المتسولة/ أليس مونرو

مزجت أليس مونرو في هذا العمل ما بين بنية القصة القصيرة وأسلوب الرواية السردي الشائق لتخرج لنا نوعاً جديداً من الإمتاع الأدبي ؛ فكل قصة من القصص العشر التي يضمها هذا العمل هي كل قائم بذاته مفعم بالتأمل والجمال ؛ كل منها يضم عالماً ثرياً بالتعقيدات والإيحاءات ، ولها صبغتها وحبكتها الخاصة ، وتكمن نقطة القوة في هذ الكتاب في عمق الشخصيات التي نجحت الكاتبة في رسمها ، ومن هذا المنطلق نرشح هذا الكتاب لجميع القراء .

استمتع بقراءة وتحميل كتاب المتسولة للكاتبه أليس مونرو

 

لتحميل الكتاب من الرابط التالي

المتسولة/ أليس مونرو

 

 

 

الهروب/ أليس مونرو

“الهروب ” مجموعة قصصية مثالية تشعرك وكأنها مجموع مصغرة من الروايات فحياة الشخصيات التي ترسمها لنا مونرو على هذه الصفحات ثرية وعميقة ومكتملة الجوانب ، في هذه المجموعة المتميزة تبرع مونرو في نقل الحياة الداخلية حيث ترصد أسرار النفس البشرية وألغازها ، ويستطيع المرء أن يلمس ما بها من تشويق ، حيث استطاعت مونرو من مجموعة محدودة من المكونات الأساسية أن تغزل بيديها تباديل لا نهاية لها من الرغبات ومشاعر اليأس والآمال الخائبة ووابلاً من التجليات ، فكل واحدة من هؤلاء النساء اللاتي ظهرن في قصصها مختلفة عن الأخرى .

لتحميل الكتاب من الرابط التالي

الهروب/ أليس مونرو

 

 

البعد/  اليس مونرو

رواية البُعد للمؤلفة العالمية أليس مونرو الحائزة على جائزة نوبل في الادب لعام 2013 ومونرو من أفضل من يكتب القصةالقصيرة في العالم و نالت العديد من الجوائز العالمية آخرها جائزة نوبل و في هذه الرواية تستمر أليس في إبهار العالم ببساطة ألفاظها و عمق شخصية الابطال فتصنع قصة قصيرة تستحق الدراسة و التأمل

 

البعد/  اليس مونرو

 

 

للمزيد من مؤلفات أليس مونرو وتحميها اتبع الرابط التالي

 

الرابط الأول

 

أو من الرابط التالي

 

 

مؤلفات أليس مونرو

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى