صفحات الرأينارت عبد الكريم

عن الحرب والإرهاب…/ نارت عبدالكريم

 

 

هنالك حربٌ شاملة على الإرهاب، تشارك فيها كل الحكومات والدول، العظمى منها والصغرى، وحتى روسيا صار لها في هذا العرس قرص، لأنَّ هنالك إرهاباً تقوم به بعض الحركات الإسلامية ويجب التصدي له والقضاء عليه. لكنَّ هذا «الإرهاب» بدوره بدأَ كحربٍ على الصليبيين، أي على الغرب، الذي يريد الشر بالإسلام والمسلمين، فإذا سلمنا بوجود «إرهاب» فهل علينا أنْ نسلم، أيضاً، بوجود حربٍ على الإسلام والمسلمين؟

بمعنى آخر، هل يمكننا الوصول إلى استنتاج كهذا، من خلال قراءتنا للوقائع والأحداث، ومن خلال استنطاق سلوك الغرب، سياسياً وحتى فكرياً، تجاه الشرق؟

لا مناص من التذكير بأنَّ الحرب الحالية هي رد فعل على «إرهاب» الحركات الإسلامية المتطرفة، في حين ترى تلك الحركات أنَّ حربها التي تخوضها ضد الغرب هي أيضاً رد فعل الهدف منه حماية الإسلام والذود عن حياضه، حيث إنَّ الإسلام، باعتباره قوة سياسية، هو مشكلة جوهرية بالنسبة لعصرنا وفي السنوات المقبلة، كما قال ميشيل فوكو، ويعد الشرط الأول للاقتراب منه بالقليل من الذكاء ألّا نبدأ بالكراهية تجاهه. فهل كان سلوك الغرب، الرافض نتائج صناديق الاقتراع في الجزائر في 1991 وفي فلسطين في 2006 وأخيراً في مصر في 2012، خالياً من الكراهية والعداء؟

في مؤلفه «صِدام الحضارات» الصادر في 1996 يقول صموئيل هنتنغتون أنَّ حرباً مجتمعية باردة مع الإسلام ستساعد في تقوية الهوية الأوروبية في شكلٍ عام، في وقت حاسم للوحدة الأوروبية، ومن هنا قد يكون هنالك مجتمعٌ في الغرب مستعدٌ ليس لدعم حرب مجتمعية باردة فقط مع الإسلام، بل لتبني سياسات تشجع على ذلك.

* كاتب سوري

الحياة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى