المواطنة و النسيج الاجتماعيصفحات مميزةطريف الخياط

عن تجربتي في موقع صفحات سورية.


طريف الخياط.

و بعد.. بضع سطور أكتبها عن تجربتي في موقع صفحات سورية كرئيس تحرير زائر، حررت خلالها أربع أعداد، أترك تقييمها للقارئ..

لقد كانت التجربة مميزة، ليس لأنها وضعتني على مقربة من العمل الصحفي، من حيث الالتزام  بمقال أسبوعي، و إجراء الحوارات و الاستبيانات، و تأمين النصوص المتعلقة بمحور العدد، و مراجعة المقالات الأكثر تميزا التي يعيد الموقع نشرها على صفحته الأولى، و ليس لأن الموقع يعتبر من أهم المواقع التي تغطي الشأن السوري منذ عام 2005 و يمتلك ثروة فكرية و إعلامية، تتمثل بمادته الخاصة و أرشيف يضم كل ما نشر في وسائل الإعلام عن سوريا بدءا من تاريخ تأسيسه، وليس لأنه واكب الثورة منذ شرارتها الأولى، في لهفة نحو حرية طال انتظارها، بل لأن تلك التجربة مكنتني من التواصل شبه اليومي مع سوري، استطعت أن أشعر معه، أنني أعرفه منذ عقد على الأقل، فكان ذلك التواصل الوجداني ما أضفى لمسة يحتاجها العمل المشترك لهدف مشترك. (أبو غيث) كما أحب أن أناديه، و هو حسين الشيخ مؤسس الموقع و مديره، و المعارض السياسي الذي دفع ثمن آراءه السياسية، اغترابا قارب العقدين، ذلك العاشق الذي يتلمس الخارطة السورية بألوانها، بحثا عن الدفء كلما تقلصت عروقه من برودة المنفى، فيكتب في شعره أنه حزم حقائبه في انتظار أن يصل أشواقه، برؤيا مدن تعشش ذكراها في وجدانه، و يبتعد عنها جسده.

لم يكن من الممكن إنجاز أي عدد لولا التعاون بين مدير الموقع و رئيس التحرير الزائر، و لولا الكثير من النقاش و تبادل الآراء، لكن في نفس الوقت فإن تحرير أعداد تتضمن تغطية شاملة  لمحاورها المختارة، أمر يتطلب جهدا لأكثر من شخصين، حيث يستنفذ الوقت في مراجعة المواد التي يعاد نشرها لانتخاب أفضلها أو أكثرها قربا من موضوع العدد، في ملف أسبوعي يجمع ما نشر في وسائل الإعلام المختلفة عن الحدث السوري، و يقترب حجمه من 600 صفحة، عدا عن الوقت المستنفذ لإجراء الحوارات، و المراسلات لتأمين مقالات تناسب موضوع العدد، ضمن جودة تليق بسمعة الموقع، الذي يحافظ على ألقه و يرتقي به دون أي دعم مادي. إن استنقاذ الوقت على الشكل السابق، إضافة إلى عدم تفرغ القائمين عليه، يضع عراقيلا متعددة المستويات، فهو من جهة يسد الطريق أمام أفكار صحفية غير تقليدية، تتطلب مساحة من الوقت لإنضاجها، و يؤثر على عمليات مراقبة الجودة، بما يتعلق بشكل إخراج النصوص المنشورة و الأخطاء الإملائية، كما يتسبب بتفاوت عدد المواد الخاصة بالموقع من عدد لآخر بسبب ضيق وقت المتابعة، و عدم التزام كثير من الكتاب بإرسال النص أو بتقديمه في الوقت المحدد.

و مع ذلك فإن تجربة الموقع و استقطابه لقراء من ذائقة عالية، ضمن الإمكانيات المتاحة، دلالة على نجاح يستحق الثناء و التقدير، و يبشر بأن الموقع، في حال توفر له قليل من الدعم، قادر على توسيع دائرة آفاق تطوره المستقبلي، ليتحول إلى أشكال إعلامية أخرى تحتاجها السلطة الرابعة في سوريا المقبلة، للارتقاء بالإعلام السوري بعيدا عن إعلام السلطة الفارغ من الشكل و المضمون.

لا تكفي بضع سطور للحديث عن تجربة الموقع و تجربتي معه، لكنها قد تلقي بعض الضوء على حجم الجهد الذي يبذله الموقع لهذا العمل، و مدى الالتزام الأخلاقي لتقديم الأفضل للقارئ. و يبقى أن أشكر إدارته و أتمنى لعملها مزيدا من التألق، و أتمنى أن يجمعنا مجددا عمل مشترك على أرض الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى