شيرين الحايكصفحات مميزة

عن شهر كرئيس تحرير زائر في صفحات سورية..


شيرين الحايك

“صفحات سورية”، يرنّ هذا الإسم على مسامعي كما يفعل إسم “بيت جدّو” على مسامع ِ طفل ٍ في السادسة أو السابعة، إعتاد أن يذهب إلى بيت جدّه في كلّ نهاية ِ إسبوع ليحصل على كلّ الدعم و التشجيع و المحبّة- الغير مشروطه- و التغاضي عن الكثير من الأخطاء و العثرات له ُ في سبيل هذه المحبّة من جديه. صفحات سورية كان الموقع الأكثر تشجيعا ً لي ، ضمن تشجيعه للمدونين السوريين بشكل ٍ عام، في بداية مشواري التدويني في أواخر الـ 2008. صفحات سورية، كان َ – و مازال َ- مختلف عن أيّ شيء آخر في مجال مواقع المعارضة السورية المكتوبة، بشكل ٍ خاص في زمن اللاكتابة و اللامعارضة بدون “إنّ” !

عندما علمت ُ لأوّل مرّة ٍ عن الحدث الجديد في صفحات سورية ” رئيس تحرير زائر”، لم أستغرب من الفكرة فهي َ فكرة أخرى رائعه في مجال دعم الشباب السوري، لم أستغرب بقدر ما أحببتها و أحببت ُ أن أكون جزئا ً منها في يوم ٍ ما، و لكن بقيت دائما ً أفكر، لماذا يتخلى رئيس التحرير عن مكانه ِ لشاب ٍ زائر قد يخطئ و قد يصيب، قد يكون متهورا ً و غير واع ٍ إلى ما يمكن أن يذهب إليه حال موقع ٍ من الأسماء المعروفة و المقروءة بشكل ٍ كبير في الأوساط المعارضة و القارئة في سوريا؟ و كان هذا السؤال أوّل ما طلبت ُ إلى العزيز حسين الشيخ أن يكتب عنه ُ في مقالة ٍ بعدد “ثورة بلا إعلام” و الذي كان العدد الأوّل لي كرئيس تحرير زائر.

قرأت ذلك المقال مرتين أو أكثر، و شعرت ُ معه ُ بحس ٍ أعلى من المسؤولية تجاه المغامرة التي يقوم ُ بها لدعم الشباب و الأفكار الشابة، الشيء الذي لم يقم به أحد ٌ قبل. إرتبط هذا الشعور بالمسؤولية بجزء من رغبتي بأن أترك َ بصمة ً مختلفة، أفكار جديدة، جزء مما إستطعت تحقيقه ُ و الجزء الأكبر الذي لم أستطع أن أحققه ُ كما أرغب نظرا ً لتفاصيل عديدة متعلقة بالوقت و أشياء أخرى ليست مرتبطه بالموقع أو بالعزيز حسين. بعض تلك الأشياء التي تحققت هي صفحة خاصة بالكاركتير تدعم رسامي كاركاتير شباب، يمتلكون الموهبة و الفكرة و لكن ينقسهم المساحة الكافية لعرض أعمالهم الشيء الذي منحهم إياه الموقع مقابل الإغناء الفنّي الذي يضيفه ُ نشر كاركتير في زمن الصورة إلى الموقع.

أمـّا عن المصاعب فقد كان َ هناك َ العديد من المصاعب التي لم أتوقع بداية ً أننا يمكن أن نواجهها، سواء من رغبة البعض بأن تبدو موادهم بصورة ما دون عن أخرى، حتـّى في حال كان هناك َ تصميم موحد، الشتائم المبطنة التي يمكن لرئيس التحرير أن يتلقاها لقاء نشره ِ لمادة ٍ ما بشكل ٍ ما يختلف عن فكرة الكاتب أو رغبته ِ، الإتهام بأشياء كثيرة منها عدم النزاهة أحيانا ً و الإنتهازية أحيان أخرى، و النظرة الفوقية التي يمكن أن يطلقها البعض لهذا الشخص الذي يحاول ُ أن ينشر فكرة ً لا مقابل مادي يرويها. هذه المصاعب كانت أسهل في الإسبوع الأخير، فلم تعد بذات المفاجأه التي بدت بها لأوّل مرة ٍ، ويمكنني القول بأنّ هذه كانت أولى الخبرات التي كسبتها في هذا الشهر.

بمقابل هذا، كان َ هناك العديد جدّا ً من الأسماء المتعاونة و المتعاونة جدّاً و التي استطعت أن أشكل مع بعضها صداقة ً من خلال مقالة ٍ أو إستبيان أو فكرة أو قصيدة أو رسمة أو غيرها. الكثير جدّا ً من الأشخاص الرائعين الذي لم يكن لي أن أنجز َ شيئا ً دون مساعدتهم، بالمشاركة بمواد أحيانا ً و بالدعم و التواصل أحيانا ً أخرى. فإنجاز عدد ٍ كامل ٍ لم يكن بالشيء السهل أبداً، و لم يكن بالشكل المتقن تماما ً بكثير من الأحيان لأنّ قدرة شخص ٍ واحد على القيام بما يقوم به ِ فريق عمل ٍ أحيانا ً صعب بعض الشيء، في هذا الصدد أقول أنني كنت ُ أتمنى أن يكون َ معي فريق عمل صغير، أختاره ُ من الأصدقاء الذين أعرف قدرتي على التواصل و التفاهم معهم حتّى يكون العمل أكثر إتقانا ً. أقترح ُ هذه الفكرة على الصديق حسين و أنا أشكره ُ، كلّ الشكر على كلّ المساعدة و الدعم الذي قدمه ُ لي، كشخص ٍ و كرئيس تحرير زائر في موقع صفحات سورية.

 بات كلّ الأصدقاء و الأقرباء يعرفون أنّ السبت مساء ً هو يوم “خليّة النحل” بالنسبة لي، أمـّا الأحد مساء ً فأنتظر بتشوّق ٍ ردات الفعل عن العدد الذي يحدّث مع الساعات الأولى من ضياء يوم الإثنين. أشعر ُ بتلك الدغدغة التي تمرّ سريعا ً في جسد رياضيّ قبل َ خطّ النهاية بثوان ٍ. قال َ لي صديق الأسبوع الماضي أنني أتحدّث عن صفحات سورية أكثر مما أتحدث عن حالة الطقس، ففي الأيّام التي أمضيناها معا ً حدثته ُ كثيرا ً عن ما أريد أن أنجزه في صفحات سورية في الأعداد القادمة، و عن الأشياء التي أعرف أنني لا أستطيع أن أنجزها؛ أرى قطة ً في الشارع فأحاول أن أفكر للحظه اذا كان بإمكاني أن أستغلّ هذا المشهد في شيء ما في صفحات سورية.

لطالما كنت ُ أرغب بأن يكون لديّ جريدة خاصة بي، كنت ُ في الثالثة عشر عندما قررت ُ أنني أريد ُ أن أكون صحافية ً و أن أمتلك جريدة ً و أن أكتب فيها كلّما لا يكتبه الناس في الجرائد. درست ُ الهندسة المعماريّة و ها أنا على وشك التخرّج و لكنّني لم أشعر يوما ً بذلك الفرح الذي كان ينتابني في أيّام الآحاد، التي يتمّ فيها تحديث موقع صفحات سورية. سأتخرّج من الهندسة و أمارس الصحافة يوما ً و سأذكر ُ دائما ً محطتي الأولى مع الصديق حسين الشيخ في “صفحات سورية”، فقد بات بإمكاني قياس خبرتي في المجال الصحافي و الإعلامي بعد َ اليوم بإستخدام مصطلح “قبل رئاسة التحرير الشهرية لصفحات سورية” و “بعد رئاسة التحرير الشهرية لصفحات سورية”، تلك الفترة التي جنيت ُ من خلالها خبرة ً كبيرة ً سأذكرها أبدا ً و دائماً، تماما ً كما أذكر ُ و أمتنّ لصفحات سورية لدعمها للتدوين السوري و المدونين السوريين.

 ختاما ً أريد ُ أن أشكر كلّ من شارك َ بمواد لانجاز الأعداد الأربعه التي أنجزتها في هذه الفترة:

*عدد ثورة بلا إعلام:

المركز الإعلامي لأيّام الحرية

جوان زيرو (كاركتير)

حسين الشيخ

ميس قات

فادي عرودكي

ياسين السويحة

حوار التكنولوجيا و الثورة:

دلشاد عثمان

وائل علواني

*عدد ما قبل الربع ساعة الأخيرة :

دلير يوسف

عربي سوري ( كاركتير)

عهد زرزور

طريف خياط

ياسين السويحة ( نقلا ً عن الجمهورية للداراسات)

استبيان وقائع ما قبل الربع ساعة الأخيرة:

زياد ماجد

سلام الكواكبي

عمر قدور

وهيب أيوب

ياسين الحاج صالح

*عدد رسائل الجولان:

الحراك السلمي السوري

حسان شمس

عربي سوري ( كاركتير)

وهيب أيوب

نائل حريري ( نقلا ً عن صفحات الفيس بوك)

ياسر خنجر ( من سجون الإحتلال)

يوسف بك كرم

ملف الإغاثة:

المركز الإعلامي لثوار الرقة

ميس قات

نجدة ناو

*عدد و فنّ و أدب و قضيّة

حسين الشيخ

وائل طربية

فارس بحرة

جمال داوود

ياسين السويحة

عربي سوري

الإستبيان:

مها حسن

حازم العظمة

حسين الشيخ

براء السراج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى