صفحات سوريةقصي غريب

فات أوان الحوار الوطني

 


د. قصي غريب

من المعروف ان نجاح الحوار الوطني يجب أن يقوم على ضوابط وآداب وأهداف وبيئة صالحة، وبما أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يلتزم بضوابط وآداب الحوار الوطني ويوفر له البيئة الطبيعية، فلم يعد للحوار الوطني بين المعارضة الوطنية والنظام الحاكم أي قيمة أو معنى، لا سيما وان الشعارات التي أصبح يرفعها ويرددها المنتفضون في أغلب المدن والمناطق السورية الثائرة تقول : ” الشعب يريد اسقاط النظام “، و” ارحل ارحل ارحل “، و” لا رجوع ولا استسلام الا بسقوط النظام “، و” لا حوار مع القتلة “، ومن ثم فقد فات أوان الحوار الوطني؛ لانه قد تم تجاوزوه وغدا لا جدوى منه من قبل المنتفضين.

ومن هذا المنطلق فقد أصدر الرئيس بشار الأسد قراراً جمهورياً يقضي بتشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لاجراء حوار وطني – حسب زعمه -، وقد جاء هذا القرار المتأخر جداً على أمل استيعاب زخم المظاهرات التي أصبحت تعم أغلب المدن والمناطق السورية، وللتقاط الأنفاس، وكسب الوقت لمراهنته على خيار الحل الأمني، والالتفاف على مطالب المنتفضين لاستمرار بقاء النظام الذي فقد شرعيته تماماً ولم يعد مقبولاً من الشعب السوري.         ومن جانب اخر فان تشكيل هذه الهيئة هي رسالة موجهة من النظام الى الخارج الذي ما يزال يقف الى جانبه ولم يرفع عنه الغطاء، وخاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي الذين ما يزالون يراهنون عليه من أجل ضمان أمن اسرائيل وعلى حساب حرية وحياة الشعب السوري.

ولذلك على القوى الوطنية السورية ولا سيما التي في داخل سورية أن تفهم هذه اللجنة المأمورة أن فات أوان الحوار الوطني، والمطلوب اليوم من النظام لانقاذ سورية وشعبها اذا بقي لديه شيء من الوطنية أن يقوم بنقل السلطة سلمياً الى المعارضة الوطنية السورية، من خلال اقالة الوزارة الحالية وتسمية أحد أقطاب أو شخصيات المعارضة الوطنية السورية لتشكيل حكومة انتقالية وممارسة صلاحيات الرئيس بناء على دستور 1973 الذي ورد في المادة 95 منه : ” يتولى رئيس الجمهورية … تسمية رئيس مجلس الوزراء …”، والمادة 88 منه : ” يمارس النائب الأول لرئيس الجمهورية أو النائب الذي يسميه صلاحيات رئيس الجمهورية حين لا يمكنه القيام بها… “.

وعلى رئيس الوزراء المسمى والذي يمارس صلاحيات الرئيس القيام بالخطوات الفورية الآتية :

1-  الأمر بوقف اطلاق النار تجاه المنتفضين وكف يد الأجهزة الأمنية وسحب الجيش الى ثكناته.

2-  العفو الشامل عن المعتقلين والمطلوبين السياسيين داخل البلاد وخارجها ودعوة كل السياسيين السوريين الذين اضطروا الى المنافي للعودة الى الوطن.

3-  الغاء كل المواد والفقرات الدستورية والتشريعية التي تقيد وتحد من التعددية السياسية والحقوق والحريات العامة وفي مقدمتها المادة 8 من الدستور والقوانين الاستثنائية.

4-       حل ما يسمى ب ( مجلس الشعب )

5-  تشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية المستقلة تأخذ على عاتقها التحضير لاجراء انتخابات تشريعية حرة – تجري في مدة لا تزيد عن 3 أشهر – في ظل ضمانات متفق عليها، وتكون مهمة المجلس التأسيسي المنتخب وضع دستور دائم للبلاد يقرر فيه شكل النظام السياسي للدولة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر من الشخصيات الوطنية المؤهلة لقيادة الحكومة وممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية من الداخل : حسن عبد العظيم، فاتح جاموس، رياض الترك، عارف دليلة، حسين العودات، رياض سيف، ميشيل كيلو، سهير الأتاسي، عبد المجيد منجونة، أكثم نعيسة، هيثم المالح، منتهى الأطرش، رجاء الناصر، نجاتي طيارة، كما ان هناك الكثير من القيادات الشابة التي تقود الانتفاضة مؤهلة لقيادة البلاد ومن دون ترقيع دستوري.

ومن الخارج : عصام العطار، محمد بكور، أحمد أبو صالح، برهان غليون، عامر العظم، صبحي حديدي، فلورنس غزلان.

ان ذكر هذه الأسماء المؤهلة لقيادة البلاد قد جاءت لنسف سخافة وخرافة مقولة : ” الرئيس الى الأبد “، انطلاقاً من أن الرحم الوطني السوري ولاد ويذخر بالكفاءات الوطنية القيادية، فضلاً عن أن كفاءة وقدرات الرئيس بشار الأسد ورئيس وزرائه ووزرائه لا تصل الى مستوى كفاءة وقدرات أي واحد من الذوات المذكورين.

 

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا أعلم بالضبط الدوافع الوطنية التي حدت بكاتب هذا الموضوع إلى إرساله إلى عشرات الموافع الالكترونية في وقت واحد : مواقع سورية وأردنية وفلسطينية وعراقية ومصرية وكويتية وإخوانية وكردية وعربية وآشورية ويزيدية و..و..و ! ألهذه الدرجة بات التسابق محمومًا عند البعض لركوب موجة الانتفاضة السورية وحب الظهور مقترنًا بسيرتها العطرة، خاصة عند من لايملكون تاريخًا نضاليًا أو اجنماعيًا أو ثقافيًا يستحقون عليه الثناء ، وكأنه سُعار ولهاث محموم لتعويض العمر الذي انقضى بسيرة تافهة ، السكوت عن الإشارة إليها أوجب ! .
    حتى من الناحية المهنية الصرفة يعتبر تصرفًا كهذا ، خفة في الوزن والقيمة ، لايقوم به من يمتلك مكانة علمية أكاديمية رصينة ، أو دورًا إعلاميًا جادًا !.
    لو يلاحظ القارئ العبارات الواردة في موضوع الإنشاء هذا :” على القوى الوطنية السورية…أن تفهم” . و”المطلوب اليوم من النظام”. و”على رئيس الوزراء المسمى…القيام بالخطوات الفورية الآتية:” . ثم يحدد الأسماء المؤهلة لقيادة الحكومة وممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية ! فماذا أراد أن يقول ياترى ؟. جميع من قرأ الموضوع عرف بكل تأكيد كلام الذي جاء ليبيع ماءً في حارة السقايين : ” شوفوني قديش أنا معارض جنتل مابميز بين رجل وامرأة وسني وعلوي ودرزي ومسيحي ويزيدي ويميني ويساري وشيوعي وبعثي وإخونجي وناصري ومستقل وشاب وختيار! ” ، ويعتقد أيضًا أنه بهذه الحركة ، حركة لاعب الكشتبان أو التلات ورقات ، قد قام -وبخبطة واحدة-بحملة علاقات عامة ناجحة تؤهله للترشح إلى مجلس الشعب السوري القادم ، فهوباعتباره لايملك تاريخ أي اسم من الأسماء التي ذكرها ولامكانته ولاتميزه ، لانضاليًا ولاثقافيًا ولاسياسيًا ولااجتماعيًا ، فقد اختار أن يساوي نفسه بهم بهذه الطريقة الساذجة ، وربما أعطى لنفسه مقامًا أرفع حين وضعه نفسه في موقع تقييمهم ، فمن يدرك مكانة هؤلاء ، هو أفضل منهم – برأيه – إن لم يكن مثلهم . “على القوى الوطنية السورية …أن تفهم!!!!” . (هلا بيك هلا وبجيتك هلا )! . أما الهدف الآخر الذي أراد تحقيقه (وبراءة الأطفال في عينيه) ، فهو تأسيس علاقات خاصة مع هذه الأسماء “الذوات” من أجل استثمارها مستقبلا مهما كان الفائز بالوصول منهم ، فأكيد رح “تظبط” معه في كل الأحوال ويكون “مدعومًا” . معتقدًا (وبراءة الأطفال في عينيه) أن الشعب السوري يريد إسقاط نظام “حكّ لي لحكّ لك”بنظام تمسيح الجوخ ، يعني “محل ماخ… شنقوه” ومعتقدًا أن هذه الأسماء بهذه السطحية والسذاجة بحيث تتصرف عندما يأتي اليوم الموعود على شاكلة : “بلكي بتدبرولنا ياه معكم بمجلس النواب مبين عنو زلمة كويس كان يمدحنا لما كنا معارضة ” ههههههههههههههه . بلاش لعب العيال ده ! المعارضة مش بلعب التلات ورقات ، ولابلعب الكشتبان ، المعارضة لاتريد هز الإست ! المعارضة بدها هز كتاف ! .

  2. ولعل حلمه أكبر مما أشار حمادة السكّرة ، ولا أستبعد أنه يخطط للحصول على لقب ” الأب الروحي للثورة ” أسوة بمحمد البرادعي في ثورة مصر فعبارته هذه جد مضحكة ” على القوى الوطنية أن تفهم “هههههههههههههههه . أما بعد نجاح الثورة فقد لايكتفي بعضوية مجلس الشعب ! وربما قام بحركة كشتبان خاطفة ومباغتة ليصبح القائد الضرورة ههههههههههههههه. وبخصوص” تشكيلة ” الأسماء التي أوردها أتفق مع رأي حمادة السكرة ، وبأنها تدل على استخفاف بعقول السوريين والمثقفين لأنه يلعب فيها بسذاجة وعلى المكشوف ، وبما يدل على جهله المطلق بألف باء السياسة والدساتير والتاريخ . وياعيني عليه باين عنو أول ماشطح نطح ! .

اترك رداً على سعدو إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى