صفحات الحوار

فدوى سليمان لـ«الشرق الأوسط»: خرجت من سوريا لأن النظام مهد لقتلي

أول فنانة سورية تشارك في المظاهرات: لا أحد مضطر للصمت في سوريا.. وعار على كل سوري الصمت
لندن: نادية التركي
دعت الفنانة السورية التي وصلت إلى باريس نهاية الأسبوع الماضي، الفنانين السوريين، للخروج عن صمتهم والإعلان عن دعمهم للثوار المطالبين بسقوط الأسد. واعتبرت الممثلة، أنه إذا لم يكن الفنان حرا «فماذا يستطيع أن يقدم، وأي تغيير أو إبداع للفكر والحياة». وتساءلت «كيف لكم القبول بنظام قمعنا وتفهنا وتفه الثقافة؟». وقالت مشددة، إنه «لا أحد مضطرا للصمت في سوريا، وعار على كل سوري أن يصمت الآن، وإن لم يكن الدم يحركنا فما الذي سيحركنا». وقالت في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إن «على كل الفنانين أن يخرجوا عن صمتهم تجاه الثورة، وخصوصا المستقرين منهم خارج سوريا ولديهم الضمانات المادية التي تكفل عيشهم».
وقالت الفنانة التي وصلت الخميس لباريس بعد فرارها من النظام السوري، إنها استأنفت نشاطها فور وصولها للعاصمة الفرنسية، وقالت «فور وصولي لشاتليه قمت بمظاهرة، وقلت علينا أن نتوحد وأن نصطف ونقدم الحلول، وأن نقنع المجتمع الدولي لينضم لصفنا، لأن هذا لن يحدث إلا إذا كنا صادقين، وسأعمل على الجانبين السياسي والإنساني».
وعن إعلان مقتلها من طرف تلفزيون «الدنيا» وهي نفس الطريقة التي اعتمدها النظام عندما أعلنت نفس القناة عن مقتل رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات مباشرة قبل الاعتداء عليه قالت فدوى «أنا لم أخرج من سوريا إلا لأن النظام مهد لقتلي ونشر إشاعات عن أن الثوار قتلوني، وقلت على فضائيات عربية وقتها إن الثوار ليست لديهم عقلية التصفية، ومن أجل هذا تم تهريبي».
وعن اختيارها الانضمام للمحتجين المطالبين بسقوط الأسد قالت فدوى سليمان لـ«الشرق الأوسط» أمس «منذ وقت طويل وليس الآن فحسب أنا كنت أرفض سياسة النظام، لم أقم بعمل سياسي لكني كنت أرفض ممارساته في كل المجلات، سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفنيا، وكنت أعبر عن هذا ضمن المؤسسات الفنية، مثلي مثل أي سوري كان يحمل فكر تغييب أي إنسان وأن يجعله خارج المعادلة ومنذ طفولتي كنت أحلم بأن يسترجع الشعب كرامته، وجاء اليوم لأخرج لأمارس نفسي وصوتي». وأضافت «أنا خرجت كامرأة سوريا تعيش ولا يعجبها ما يحدث».
وحول المعارضة بالخارج وعملهم قالت الممثلة من مقرها في باريس، إن «الثائرين بالداخل لا يعجبهم سلوك المعارضة ولا يستجيب لخروجهم». وأضافت «الذين ضحوا وعانوا وواجهوا بكل أشكال الصمود والتحدي، المعارضة لم تقدم لهم الحل السريع، والثوار لم يكونوا يرغبون في الدخول في العنف السياسي».
وعن رأيها فيما أعلن أمس عن قبول نظام الأسد بالنقاط الست التي أقترحها أنان قالت سليمان أصيلة طرطوس «أعتقد أن هذا جيد إذا كان صحيحا وينوي النظام الالتزام به حتى لا تذهب سوريا في دوامة العنف، والأيام قد تكشف نيات النظام، وليست لدي آمال حول الموضوع، لكن أرى أنه ربما قد تعب النظام ورأى أن خياره الأمني لن يحقق له شيئا لذلك يسعى للاستجابة للمبادرات السياسية، وقد يكون يراوغ ولكن نحن نستبق بأن نحسن النيات من أجل حقن الدماء».
ولا تحبذ سليمان كثيرا لقب «العلوية الثائرة» الذي أطلقه السوريون عليها، وقالت «أنا لست ضد الطوائف ولا الأديان، أنا ضد الطائفية أو التعصب، أنا أنتمي للإنسان في داخل كل طائفة أو دين ينتمي إليه». وأكدت أنها تحبذ أن تنعت بانتمائها للإنسان على اختلافه وأنها تعتز بأنها سورية قبل أي انتماء.
وعن أهم الأسباب التي جعلتها تنضم للمحتجين قالت فدوى، إن «دافع الخروج الأول كان حصار درعا الأول في 21 مارس (آذار) من العام الماضي، ثم خرجت في شوارع دمشق ولكن بشكل سري لكي يكون طريقي أطول، وفي5 فبراير (شباط) شاركت في مسيرة نسائية صامتة بدمشق تطالب بسحب الدبابات من درعا»، ورغم أن سليمان أرادت ألا يظهر اسمها في وسائل الإعلام وأن تدوم مسيرتها «الثورية» أكثر، فإن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية سارعت للإعلان بأنها أول فنانة سورية تشارك في المظاهرات.
ثم بعد ذلك شكلت الفنانة تنسيقية نساء الثورة، والتي كانت تعمل مع بقية التنسيقيات في سوريا. وقالت «كنت أعمل مع ناشطين وناشطات، وبدأنا عدة مظاهرات في أحياء دمشق والقابون والقدم، ثم بعدها انسحبت وبدأت أعمل منفردة بصوتي الشخصي والحر خرجنا للقابون 17 يوليو (تموز)، حيث أقمنا قسم السلمية.. وكنت دائما أحاول العمل دون الإعلان عنه لأن طريقي طويل، وكنت أعلم أن النظام لن يسقط بسهولة».
وبعد ذلك وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) انتقلت سليمان إلى حمص وقالت «بعد أن علمت أن النظام يعد العدة لفتنة طائفية في حمص انتقلت رغم رفض أصدقائي لخوفهم على حياتي.. وبقيت في حمص 10 من يناير (كانون الثاني) 2012. ثم أصر الثوار على إخراجي منها بعد أن أصبحت مستهدفة شخصيا لقصف النظام، وكان الأمر مؤلما وقاسيا ولم أرض بالتخلي عنهم، لكني أصررت على ذلك وخرجت نحو ريف دمشق. أمن لي الثوار منزلا في ريف دمشق، وكنت أعمل من هناك على تقديم المساعدات للنازحين من حمص لريف دمشق، ثم علم النظام بوجودي وكل مكان أسكن به يداهمون البيوت وأهرب من حي إلى آخر وآتي الناشطين وقالوا لي: أصبحت خطرا علينا وعلى نفسك نحن نفتخر ونؤمن بك، وساعدوني على الخروج للأردن الثلاثاء الماضي، ثم توجهت نحو درعا الأربعاء، ويوم الخميس دخلت الأراضي الأردنية يوم الجمعة الماضي كنت في السفارة الفرنسية وقدمت لي كل التسهيلات، ورغم أنه ليس لي أوراق ثبوتية ولا جوازات لدي أنا وزوجي فإنهم في السفارة كانوا يدركون أن حياتي كانت في خطر»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى