صفحات الحوار

فليب روث: ‘نميسيس’ آخر كتاب لي!

فكرة مواجهة الكتابة مرة أخرى تبدو لي مستحيلة

حوار: نيلي كابريليانNelly Kapri’lian ترجمة: الحسن علاج: في أكتوبر 2012، أعلن فيليب روث( Philip Roth) ضمن حوار لصالح مجلة Inrocks) ) عن توقفه عن الكتابة. وبعد انصرام شهر، سيؤكد ناشره الخبر. استرجعوا حوارا استعاديا حول عمل أمريكي عظيم، مع كاتب يبدو في النهاية لطيفا.

في ذلك اليوم الخريفي النيويوركي العاصف، استقبلنا فيليب روث في صحة جيدة جدا في شقته الرحبة المتواضعة في الجانب العلوي الغربي بسبب الصدور الفرنسي لإحدى رواياته الممتعة: نميسيس (( N’m’sis. عودة إلى نيوارك في الأربعينات، نتتبع فيها بوكي كانتور Bucky Cantor) )، شاب نموذجي، مخلص للصبية الذين يهتم بهم وإلى أولئك الذين يحبهم، يستولي عليه اضطراب وباء شلل الأطفال.

من الصعوبة بمكان الحديث عن ‘نميسيس’ دون الكشف عن نهايتها. لنقل فقط انه بالرغم من إرادة البطل لفعل الخير، فقد تحول إلى أداة للشر، وان روث قد نجح في جولة جديدة من القوة في رواية ذات بناء مكتمل. لن يظهر السارد إلا في الصفحة 90 لكي يتلاشى أكثر وسوف لن يظهر من جديد إلا في النهاية، حينما نجد بوكي من جديد ثلاثون سنة فيما بعد، في فصل نهائي جاف الطبع ومتوحشا مثل الفصل الأخير من رواية رخص هو الليل لفتزجيرالد .

نميسيس هي إلهة العدل اليونانية، الثأر، والغضب. فإذا كان فيليب روث قد شيد روايته على شكل تراجيديا، فإنها تراجيديا جاءت مجردة من الأخلاق، إذن فهي غاية في الإنسانية ومعاصرة كما تشير إلى ذلك: ليس للمرض والموت أي معنى. تتحرك نميسيس ضمن نص ميتافيزيقي كبير وجميل حول فكرة الحظ وسوء الحظ ومسؤولية كل واحد في الحياة .

*بخلاف كل رواياتكم، يبدو أن رواية ‘نميسيس’ هي ذلك النص الذي تعرضون فيه أكثر رؤيتكم الخاصة للوجود .

*بالفعل، أعتقد أن كل شيء في الحياة هو قضية حظ أو سوء حظ. لا أومن بالتحليل النفسي، ولا باللا شعور الذي يقودنا في اختيارنا. يوجد في حوزتنا فقط الحظ أو سوء الحظ للقيام بلقاءات معينة تكون جيدة أو سيئة لصالحنا. فزوجتي الأولى، على سبيل المثال، انكشفت أنها مجرمة ـ كانت ترغب بدون انقطاع، في الكذب، إلخ. ـ لذلك، لم اخترها، والحالة هذه، من أجل هذا، إني أكره المجرمين. لكن هذا ما حصل، فقد كنت سيىء الحظ للإقتران بامرأة سيئة. سيقول المحللون النفسانيون أني اخترت ذلك بشكل لاشعوري: أنا لا أثق بذلك، على أن ذلك يرتبط بطريقة معينة بوجهة نظري والتي بحسبها، ونحن نواجه الحياة، نكون أبرياء. ثمة شكل براءة بداخل كل واحد منا ضمن الطريقة التي نواجه بها حيواتنا.

*تنتمي نميسيس إلى مجموعة كتب أربعة تحت عنوان ‘ Nemeses’) مع رجل، سخط، إذلال). كيف تتمفصل فيما بينها ؟

*كلها تقارب موضوع الموت من وجهة نظر مختلفة. ففي كل كتاب من تلك الكتب، على الشخصية أن تصنع ‘نمسيستـ’ ـها الخاصة، وهي عبارة جد متداولة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يمكن تعريفها كقدرية، سوء حظ، القوة التي لانستطيع التغلب عليها والتي نختارها من أجل أن تنهار على رأسها. ففي نميسيس، تبدو تلك الـ(نمسيسة) أنها شلل أطفال، لكن ففي حالة بوكي كانتور( Bucky Cantor) ، إنها تبدو في الواقع مشكلة وعي. إن ما يشغل بالي دائما ككاتب، وأن ذلك حصل منذ دعه يجري، إحدى أولى رواياتي، هو أن للكائنات معنى نهائي، لكنه متنقل في العمق، لمسؤوليتهم. يعتبر بوكي رجلا يتحدد فقط بفضيلته، ثم إنه خطير جدا. فليس شلل الأطفال فقط هو ما سيقضي على حياته، بل انجذابه إلى المسؤولية الشاملة .

*في ماذا كان يفيدك شلل الأطفال؟

*أولا لأنه موضوع جديد بالنسبة لي، حيث لم أكتب أي شيء في شأن ذلك، ثم لأنه بالنسبة للأشخاص الذين نشأوا مثلي في العشرينات أو الثلاثينات بأمريكا، فإن شلل الأطفال قد لعب دورا كبيرا، بما أننا قبل اللقاح، في 1955، قاسينا من تهديده وقد ذعرنا لذلك. لم أحقق الاتصال بروايتي مؤامرة ضد أمريكا إلا بعد أن كتبت نميسيس: ففي كلتا الحالتين، تخيلت تراجيديا تضرب الطائفة اليهودية بنيوارك في الأربعينات ـ التي نشأت فيها. ففي حالة المؤامرة، ابتكرت التهديد، النميسيس. (النازي شارل ليندبيرغ أصبح رئيسا للولايات المتحدة). في نميسيس، إن شلل الأطفال، هو الذي كان موجودا، باستثناء أنه لم يوجد الوباء في 1944. ومن ثم فإن المرض هو الشكل الأكثر فظاعة لسوء الحظ: إن ذلك ينهال عليكم من أعلى ولن تستطيعوا إيقافه .

*فيما وراء سؤال سوء الحظ، ما يهمكم هو الكتابة عما نقوم بفعله فكيف يكون رد فعل رجل عما قد يحدث له؟

*فإذا كان لدينا انطباع بأن بوكي يبدد حياته بالتنكر لخطيبته، التي ترغب أن تجسد من أجله كلمة ‘مسؤولية’، أن ينجح في حياته هو أن يتنكر لها، حتى وإن كان ذلك يحكم عليه بالعزلة. على أنه ليس لدي أي حكم بخصوص ذلك، كنت أرغب بالضبط في طرح السؤال. فقبل كل شيء فأنا أباشر عملي ككاتب: ما الذي يحدث أمام وباء شلل الأطفال؟ يكمن وجود الرواية في طرح الأسئلة، وليس في تقديم أجوبة. أنا لا أكتب كتبا فلسفية.

مع ذلك، فإن نميسيس تطرح سؤال القدر أو الحظ، سؤال معنى الحياة …

حتى أعترف لك بكل شيء، لا أميل كثيرا إلى التجريد. ليست لدي تلك الطريقة الذهنية. فحالما يصل النقاش إلى الميتافيزيقا أو الفلسفة، أهجع إلى النوم (يضحك). فكل ما أرغب فيه حقيقة، كل ما أعرف فعله، هو سرد قصة. فحينما يتم الحديث عن التجريد، أشعر اني أبلغ من العمر عشر سنوات، لا أرغب في فهم أي شيء، ثم إني أغط في سبات عميق.

*كتبكم الأخيرة مسكونة بتهديد ما. كونك كنت طفلا يهوديا أثناء الحرب إلى أي درجة أثر فيك ذلك؟

*عشت طفولة هادئة جدا. لم يلجأ والدي إلى الطلاق، عشت في طائفة 99 ‘ يهودية إذن لم تؤثر فينا معاداة السامية. بالطبع، فمن 8 إلى 12 سنة، كانت البلاد في حرب وكنت مهتما بذلك كثيرا. فكل الأجيال التي عبرت الحرب العالمية الثانية، سواء في فرنسا، أو ألمانيا أو هنا، فقد انطبع ذلك في ذاكرتها إلى الأبد. التهديد الآخر، الحقيقي، كان يكمن إذن في شلل الأطفال: غداة كل صيف، لما كنا نقضي يومنا في اللعب في الخارج، كنا نتلقى أخبارا عن شلل الأطفال. كنا لانبالي، إلى أن يسقط أحدنا ميتا به. على أنكم تعرفون، فأنا لا أثق في أن سيرة كاتب ما تمت بصلة إلى تلك الكتب.

*إذن ما الذي يدفعكم إلى الكتابة؟

*الرغبة في صنع تجربة ما، (الـ’ماذا لو ؟’). ماذا لو … حدث هذا الشيء أو ذاك، ماذا كان سيقع؟ إني أستهل كل كتبي بعبارة ‘ماذا لو؟’. مثلا: ‘ماذا لو أن وباء شلل أطفال ضرب طائفتي بنيوارك في سنة 1944 ؟ ‘

*ترغبون في الشروع في الكتابة بـ’ماذا لو … هذا النمط المبتكر الذي اقترن بتلك الفتاة الرائعة وعاشا سعيدين؟ ‘ألا تعتبر السعادة محركا للكتابة؟

*إلا أنه سبق لي أن كتبت ذلك الكتاب! مرت على ذلك سنوات عدة، حينما كتبت معلم الرغبة، كنت أرغب في الكتابة عن موضوع ظاهرة شائعة جدا لانقرأ عنها شيئا: لو أن شخصين اثنين أغرم أحدهما بالآخر، فإنهما يتزوجان … ما الذي سيحدث؟ وإذن فإن الجنس يتلاشى، تتلاشى الجنسانية بينهما. الزواج هو الطريق الذي يقود إلى العفة. إذن، فأنتم تلاحظون، أني شرعت في كتابة معلم الرغبة حول موقف سعيد، لكنه يقود إلى مشكلة حقيقية .

*مشكلة سير ذاتية ؟

*سيكون من البساطة بمكان الاعتقاد بأن الكاتب لايكتب إلا حول ما يحدث له. في غالبية الوقت، أكتب حول ما لم يحدث لي ليس لأني فضولي. إن كاتبا ما ربما يكون منجذبا بواسطة موضوعات تكون بعيدة جدا عن عالمه حتى. فما يؤخذ بعين الاعتبار، هو ما سيحرك لديه موجة من الكتابة، ما سيولد طاقة من الكلام. بعض الموضوعات تمتلك ذلك الكمون، دون أن تمتلكه أخرى .

*هل تعرفون لماذا؟

*لا شيء على الإطلاق. زد على ذلك، فقد توقفت لزمن معين عن معرفة لماذا. لقد بلغت ما كنت أصبو إليه: فأنا في الوقت الراهن، أعرف أني لا أعرف شيئا. ثم إن الموضوعات تجيئني بصعوبة بالغة. ظلت الكتابة دائما بالنسبة لي شيئا غاية في الصعوبة. المشكل، هو أنني عشقت الأدب منذ طفولتي. فيما بعد، قلت لنفسي سأصبح كاتبا. حينئذ حاولت ثم إن الأمور صارت بشكل أحسن إلى حد ما. إذا ما تمكنت من فعل شيء أفضل، ثقوا بي، سأفعله عن طيب خاطر! على أنه في البداية، كان ذلك مثيرا جدا، واصلت إذن.

*هل تمتلكون الرغبة في الكتابة دائما ؟

*لا. زد على ذلك، ليست لدي نية في الكتابة في بحر السنوات العشر القادمة. حتى أعترف لكم بكل شيء، انتهيت. نميسيس ستكون آخر كتاب لي. انظروا م. فورستر، فقد توقف عن كتابة الرواية في الأربعين من عمره. وأنا الذي أكتب كتابا وراء كتاب، لم أكتب شيئا منذ ثلاث سنوات. أفضل الاشتغال على أرشيفي كي أسلمه إلى كاتب سيرتي. فقد أودعته آلاف الصفحات فيما يشبه المذكرات لكنها ليست أدبية، لاتصلح للنشر مثلما هي. لا أرغب في كتابة مذكراتي، بيد أني رغبت في أن تتوفر لكاتب سيرتي المادة لكتابه قبل مماتي. فإذا ما مت دون أن أترك له شيئا، فبأي شيء سيستهل الكتابة؟

*لكنكم قلتم أثناء الحوار بأن حياة الكاتب لا تؤثر بالقوة على عمله، ثم إنكم تجدون أنه بالأهمية بمكان أن تكتب سيرتكم؟

*ليس لدي أي اختيار. فلو كان لدي الاختيار، لكنت فضلت ألا أكتب سيرتي، بيد أنه سيوجد كتاب السير بعد وفاتي، إذا بالتأكيد أن واحدة من بين [ السير الأخرى ] هي التي قد تتسم بالدقة. قام بلاك بايلي Blake) bailey ( بكتابة سيرة رائعة لجون شيفير Jhon cheever) )، وهو أحد أصدقائي كتابة سيرته تعتبر غاية في الصعوبة لأنه، كونه مثليا ومدمن خمور، كان يقضي جل حياته متخفيا. اتصل بي بايلي، قضينا يومين كاملين في الكلام، فأقنعني. على أنني لا أراقب عمله. على كل حال، فإن 20′ ستكون خاطئة، على أنه دائما ستكون أفضل من 22 ‘ .

*شرعتم في تهييء أرشيفكم بعد وفاتكم؟

*بمجرد استعمال بايلي له [ الأرشيف ]، طلبت من منفذي وصيتي، وكيلي أندراو وايلي وصديقة محللة نفسانية، بتدميره بعد وفاتي. لاأرغب في أن تتسكع أوراقي الشخصية في كل مكان. لاأحد باستطاعته قراءتها. كل مخطوطاتي موجودة بمكتبة الكونغريس، منذ السبعينات.

*وأنتم في 78 من العمر، ما هي النظرة التي تلقونها حول ما كتبتم ؟

*في السنة 74 من عمري، حققت ما لم يكن الوقت كافيا لتحقيقه، عندئذ اعتزمت إعادة قراءة الروايات التي أحببتها في العشرين أو الثلاثين من عمري، لأن أولئك [ الكتاب ] الذين لم يسبق لنا أن قرأناهم. دوستويفسكي، تورجنيف، كونراد، همينغواي … وحينما انهيت ذلك، صممت على إعادة قراءة كل كتبي بادئا بالنهاية: نميسيس. إلى الحد الذي ضقت فيه ذرعا من ذلك، بالضبط قبل بورتنوي أو عقدته، التي ظلت غير ناجزة. كنت أرغب في معرفة ما إذا كنت قد أضعت وقتي في الكتابة. ثم إني اعتقدت أن ما قمت به قد شكل نجاحا. ففي نهاية حياته، قال الملاكم جاو لوي) Joe Louis (: ‘ لقد حققت أفضل ما كنت قادرا عليه مع ما كان متوفرا لي. ‘ وهو ما قلته بخصوص عملي: لقد حققت أفضل ماكنت قادرا عليه مع ما كان متوفرا لدي. وبعد هذا، قررت التوقف عن كتابة الرواية. لاأرغب قط في قراءتها، ولا في كتابتها، ولا أرغب أيضا في الحديث بخصوصها. لقد كرست حياتي للرواية: فقد درستها، ولقنتها، كتبتها وقرأتها. ما عدا تطبيق كل ما تبقى. فهذا يكفيني! لم أعد أشعر بذلك التحمس للكتابة الذي أحسست به طيلة حياتي. إن فكرة مواجهة الكتابة مرة أخرى تبدو لي مستحيلة.

*ألا تبالغون شيئا ما ؟

*إن الكتابة، تعني أنك على خطإ في كل الأوقات. فكل مسوداتك تحكي قصة خيباتك. لم تعد لي طاقة للكبت البتة، ولا القوة لمواجهته. لأن الكتابة، هي الحرمان: تقضي وقتك في كتابة كلمة رديئة، جملة رديئة، قصة فاشلة. نرتكب الخطأ على الدوام، نفشل على الدوام، ثم إنه يتوجب علينا حينئذ أن نحيا ضمن حرمان أبدي. يقضي المرء وقته قائلا في نفسه: إن هذا، هذا غير جيد، ينبغي إعادته من جديد ؛ إن هذا، هذا غير جيد كذلك، ثم إنه يعيد الكرة من جديد. لقد سئمت من كل هذا العمل. فأنا أعبر زمنا مختلفا من حياتي: لقد فقدت كل شكل للتحمس. ثم إني لا أشعر بأية سوداوية بشأن ذلك.

*إذن سوف لن تظهر أي رواية جديدة لفيليب روث ؟

*لا أعتقد أن كتابا مهما كان سيغير بكثير أو بقليل ما قمت بصنعه سابقا. فإذا ما كتبت كتابا جديدا، فإنه سيكون كتابا فاشلا بشكل جد محتمل. من هو ذلك الذي يكون في حاجة إلى قراءة كتاب إضافي فقير ؟

*أليست لكم رغبة في الكتابة عن أمريكا الحالية ؟

*أبلغ من العمر 78 سنة، لا أعرف شيئا البتة عن أمريكا الحالية. أشاهدها على شاشة التلفاز فقط. على أنني ما عدت مقيما بها قط.

من أجل الختام، كلمة سياسية لشهرين من الانتخابات. هل تعتقدون أن حظوظ ميت رومني ستكون أقوى من حظوظ أوباما ؟

*لا. لكن ليس من أجل البواعث المعقولة، بالضبط لأنه لا يمتلك أي تأثير ثم إن الأمريكيين بدأوا يدركون إلى أي درجة هو ممل. فلو فاز، ستكون كارثة ـ إن الرؤساء الأمريكيين الجمهوريين هم دائما ما يشكلون كارثة. لذلك فإن أوباما لطالما أثار إعجابي. ولفترة طويلة كان البيت الأبيض خاليا من أي ذكاء. سأمنح صوتي من جديد لصالحه. لكنكم تدركون، فأنا لا أحب الخوض في السياسة. من أكون حتى أدلي برأيي إلى الرأي العام ؟ فأنا لست سوى مواطن شأني شأن الآخرين.

عن مجلة: Les Inrocks على الموقع الإلكتروني: www.les inrocks.com

Elhassan125@hotmail.com

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى