صفحات المستقبل

فوبيا السيارات المفخخة

 بكر هلال

 من دون سابق إنذار وجد مهندس الكهرباء “نذير” سيارته التي ركنها مساءً في حارة دمشقية ضيقة خاضعة لمفكات عناصر تفكيك الألغام، كانت قطع من السيارة ترمى إلى جانب الطريق بينما يقوم ثلاثة عناصر بفحصها دون الإجابة على استفسارات صاحبها… وكان قائد الدورية المكلفة بالتفكيك يقف على بعد مئة متر ويأمر نذير بالتزام المنزل ريثما تنتهي العناصر المختصة من عملها، وفي النهاية تم التأكد من عدم التفخيخ ومصادرة النظارة الشمسية التي تركها صاحب السيارة أمام المقود، وكان تفسير صاحب مقهى الإنترنت المجاور لبيت نذير أن العملية تمت بفضل إخبارية من”ابن حرام”.

وفي مدينة مصياف، منع الأهالي أطفالهم من الذهاب إلى إحدى المدارس صباحاً بعد تردد شائعة بوجود سيارة مفخخة سيتم تفجيرها أمام المدرسة بينما تشهد الكثير من المدن “الهادئة” شائعات وتهديدات تتراشق مختلف الأطراف الاتهامات بشأنها حول وجود سيارات مفخخة في أحياء وشوارع مختلفة، بينما تنفي السلطات الأمنية ذلك وتؤكده أحياناً، وبإمكان أي عنصر من عناصر أي فرع أمني رواية قصة بسيطة قادرة على الانتشار بدقائق وتفريغ شوارع مدينة بأكملها وهذا بالضبط ما يحدث في مدن الساحل السوري خصوصاً.

في مدينة اللاذقية، صرح فرع الأمن السياسي بأن الجهات المختصة قامت بتفكيك ثلاثة سيارات مفخخة كانت متجهة نحو مدينة بانياس بينما لم يتم رصد أو تصوير الحالة بشكل علني، وتم ذكر أكثر من شارع في المدينة تواجدت فيه هذه السيارات وفي أيام مختلفة ما عزز ضياع مصداقية الخبر ولكنه لم يلغ جانب التخوف من الحالة.

 حسين ع. أستاذ لغة انكليزية في إحدى ثانويات مدينة اللاذقية يقول “نسمع بشكل يومي عن تهديدات تفخيخ السيارات والتفجيرات خاصة أمام المدارس ويكفي أن نقول بأنه هناك حالات تغيب بشكل يومي من الطلاب بسبب خوف أهاليهم من هذه الظاهرة خاصة وأن حالات انفجار السيارات المفخخة باتت عامة، وخاصة في العاصمة دمشق”.

 ويرى حسين أنه لا داعي للبحث عمن فخخ واستهدف ما دامت النتيجة هي إما شائعة تولد الرعب أو تفجير حقيقي يولد الموت.

   باتت الحواجز العسكرية والأمنية في مختلف مناطق الجغرافية السورية تتجه إلى زوايا محددة من السيارة أو الباص وتركز على تفتيش السيارة بشكل عام أكثر من الأشخاص والمحفظات الصغيرة التي كانت صلب اهتمام الحواجز في الفترة السابقة.

 وتختلف القدرات التدميرية للسيارات المفخخة ما بين تلك التي تمر بشكل خاطف على الفضائيات، وأخرى تشكل بؤرة الحدث والمانشيت العريض كتلك التي تم تفجيرها في مدينة السلمية وتركت خلفها أكثر من ستين ضحية أو التي استهدفت حي المزرعة بدمشق خلفت عشرات الضحايا.

 ويتفرد التلفزيون السوري الرسمي بملاحقة قضية السيارات المفخخة بمعدل تقرير إلى اثنين يومياً عن تفكيك سيارات مفخخة في مختلف المدن والأرياف إضافة إلى التقارير المفصلة في حال تم تفجير تلك السيارات، ويركز الإعلام الرسمي بشكل عام على ظاهرة السيارات المفخخة حيث يرصد أيضاً أماكن تفخيخها وتجهيزها مدعماً ذلك بالتقارير الأمنية ففي تعميم صدر عن الفرع 255 ورد حرفياً:

 “تقوم سيارة نوع هونداي مفيّمة لونها أسود بالتنقل من ناحية عسال الورد بريف دمشق إلى جرد بلدة تلفيتا ثم إلى بلدة سرغايا ثم بلودان وصولاً إلى منطقة الزبداني (الفيلا التي كان يقطن بها الخائن عبد الحليم خدام ثم الفيلا التي كان يقطن بها رفعت الأسد) ومنها إلى منطقة الجمعيات (عين عرطوز – غزة) حيث سيتم تفخيخها هناك ومن ثم انتقالها إلى مدينة دمشق عن طريق (شارع بردى – سد زرزر) أو عن طريق بلدات (هريرة – كفر الزيت – بسيمة – جسر الهامة) لاستهداف إحد المقرات الأمنية التابعة لإدارة المخابرات العامة بدمشق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى