مراجعات كتب

في كتاب لنيقولاوس فان دام: تغيير النظام السوري لن يحدث إلا بالقوة العسكرية وكان في الإمكان تفادي هذه الحرب/ ريمون جرجي

 

 

صدر مؤخراً كتاب بعنوان «تدمير شعب الحرب الأهلية في سوريا» للدبلوماسي الهولندي السابق والخبير السياسي في الشأن السوري نيقولاوس فان دام، يدور الكتاب عن الحرب السورية الحالية التي حولت سوريا إلى منطقة خصبة للحركات الإرهابية الجديدة، وعن أوضاع اللاجئين السوريين وأزمتهم في دول الجوار وفي أوروبا، التي تعتبر أكبر أزمة لاجئين في التاريخ الحديث. كما يتناول كل جوانب الأزمة السورية التي بدأت في آذار/مارس 2011، ويوضح المؤلف لماذا كانت الحرب السورية لا يمكن تفاديها ولا مفر منها، مع الأخذ بعين الاعتبار سوء التصرف للنظام السوري المشروح عنه تفصيلا في كتابه السابق «الصراع على السلطة في سوريا».

هل يمكن تفادي هذه الحرب؟

يبدأ الكاتب بالحديث عن تاريخ ملخص لمرحلة حكم البعث ما قبل ثورة عام2011، ثم يطرح السؤال الخطير الذي سبق أن تناولته معظم الوسائل الإعلامية من صحافة وفضائيات.. هل كان بالامكان تفادي الحرب في سوريا؟ فيأتي الجواب بنعم، كان يمكن تفادي معظم هذا التدمير، لو أن النظام قام بالإصلاحات اللازمة، في حين كان ينبغي على المعارضة أن تتقبل بأن الإصلاحات لا يمكن تنفيذها بين عشية وضحاها. يناقش المؤلف قضية تردد الغرب حول النزاع السوري ويستعرضها بشكل مفصل، وينتقد النهج المتناقض للعديد من الدول الغربية والعربية في الحرب السورية، حيث أرادت تلك الدول دعم المعارضة للنظام السوري، ولكنهم لم يقدموا الوسائل اللازمة للمساعدة في تحقيق أهدافهم ما ساهم في مواصلة الصراع بدون داع.

ويبحث الكتاب في صعوبة الاتفاق على تأسيس عقد اجتماعي جديد وإمكانية التوصل إلى حل سياسي في سوريا، من خلال متابعة الكاتب للنظام وأفراد منه وأيضا من خلال تواصله وعلاقاته مع مختلف فصائل المعارضة.

الاحتكام إلى الموضوعية

تجنب فان دام في كتابه التعاطف مع أي جهة كانت، سواء المعارضة أو النظام، وتفادى عدم الوقوع في ما وقع به الكثيرون من السياسيين والكتاب، من خلال أخذ آراء جميع الأطراف المعنية في الشأن السوري، مستندا إلى وجهات نظر أكثر واقعية لإيجاد حل سياسي للنزاع. ويرفض فان دام احتساب كتاب «تدمير شعب» لصالح أي جانب من أطراف النزاع، حيث اعتمد بشكل حاسم على التعامل مع الجميع، مستنداً إلى مقولة لألبرت اينشتاين: «لا يمكنك حل مشكلة بالمستوى نفسه الذي خلقت به». ويسرد المؤلف تاريخ سوريا الحديث وتداعيات الخلافات السياسية الكبرى، التي أدت إلى تفاقم الأزمة وتحولها إلى حرب مدمرة لن ينتصر فيها أحد ولن ينجو منها البلد، ويسلط الضوء على الدمار الهائل والانقسام الاجتماعي المريع الذي حل بالسوريين، متابعا لما حدث داخل النظام، ومسلطا الضوءعلى عمق الصراع وعقبات التوصل الى حل سياسي يلملم جراح الحرب ويعيد الأمل للاجئين ولسوريا التي كانت لاعبا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط خلال سنوات طويلة. مستنداً في ذلك إلى التحليلات في شرح الخلفيات العميقة لما يحصل في سوريا الآن والمستمر منذ ست سنوات.

وكان الدبلوماسي فان دام قد التقى مبعوثي الأمم المتحدة الخاصين لسوريا على سبيل المثال : كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي، وستافان دي ميستورا، ومع معظم المبعوثين الخاصين لسوريا في بلدان أخرى. بينما قدم له أشخاص مقربون من النظام آراءً من دمشق، حيث لم يُسمح له بزيارة دمشق (من دولته) بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية حينها من أكثرية الدول الأوربية مع دمشق ومنها هولندا في عام 2012، ولكنه استعاض عن ذلك بالتواصل مع اطراف عدة كانوا على استعداد لمناقشة إمكانيات الحل في سوريا.

تجنب فان دام في كتابه التعاطف مع أي جهة كانت سواء المعارضة ام النظام،  وتفادى عدم الوقوع  فيما وقع به الكثيرون من السياسيين والكتاب من خلال أخذ آراء جميع الأطراف المعنية في الشأن السوري مستندا إلى وجهات نظر أكثر واقعية لإيجاد حل سياسي للنزاع.، و يرفض فان دام احتساب كتاب « تدمير شعب» لصالح أي جانب من أطراف النزاع،  حيث اعتمد بشكل حاسم على التعامل مع الجميع مستنداً إلى مقولة لألبرت اينشتاين: « لا يمكنك حل مشكلة بنفس المستوى التي خلقت به».

و يسرد المؤلف في الكتاب  تاريخ سوريا الحديث وتداعيات الخلافات السياسية الكبرى التي ادت الى تفاقم الازمة وتحولها الى حرب مدمرة لن ينتصر فيها احد ولن ينجو منها البلد، ويسلط الضوء على الدمار الهائل والانقسام الاجتماعي المريع الذي حل بالسوريين، متابعا لما حدث داخل النظام، ومسلطا الضوءعلى عمق الصراع وعقبات التوصل الى حل سياسي يلملم جراح الحرب ويعيد الامل للاجئين ولسوريا التي كانت لاعبا اساسيا في منطقة الشرق الأوسط خلال سنوات طويلة.

ورغم ان هناك كتباً عدة سبق أن نشرت عن الحرب في سوريا، لكن فان دام استند إلى التحليلات في شرح الخلفيات العميقة  لما يحصل في سوريا ولهذا فهو تناول في الكتاب آفاق الصراع الحاصل في سوريا والمستمر منذ ست سنوات.

نتائج رؤية المؤلف

ويرى المؤلف عدة نقاط من خلال بحثه المهم، منها أن تغيير النظام في سوريا لا يمكن تنفيذه إلا بالقوة العسكرية، ولكن ينبغي أن يأخذ في الاعتبار بجدية أن العواقب قد تكون أسوأ. كما أن التدخل العسكري يؤدي دائما إلى مزيد من التدهور في الوضع، إن لم يكن إلى كارثة. وتعتبر حالات التدخل العسكري في العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا واليمن أمثلة واضحة. وإذا كان التدخل العسكري مدفوعا بمبدأ الأمم المتحدة المتعلق بالمسؤولية عن الحماية، فلا تكفي حماية الأشخاص المعرضين للخطر فحسب، بل من الضروري أيضا توفير الرعاية اللاحقة اللازمة، كذلك لا يمكن إنفاذ الديمقراطية بالوسائل العسكرية. ففي الديمقراطيات الغربية غالبا ما يشعر السياسيون بأن عليهم أن يفعلوا شيئا ما من أجل المساعدة في تغيير الوضع في البلدان الأخرى التي تمر بأزمة حتي إن كان من المتوقع أن تكون النتائج أسوأ، ولذلك فمن الأفضل لهم ألا يفعلوا شيئا بدلاًعن فعل الشيء الخطأ، ولكن هذا يتضح أنه مستحيل في الديمقراطيات.

وفي جميع الحالات، من الضروري اتباع سياسة واقعية لا تستند إلى التفكير بالتمني. ويمكن السعي لتحقيق أهداف مثالية، ولكن ليس على حساب الأشخاص المعنيين.

القدس العربي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى