صفحات المستقبل

قراءة في خطاب الدكتور غليون


ايها الشعب السوري العظيم عبارة استهل بها الدكتور غليون خطابه الموجه للسوريين هذه العبارة لامست مشاعر كثيرة وعميقة لدى السوريين وكانت موفقة الى ابعد الحدود.

بعد الانتهاء من سماع الخطاب يتبادر الى ذهننا الكثير من التساؤلات حول المرحلة المقبلة في سوريا واطراف الصراع السياسي الذين هم السلطة من جهة والثوار على الارض مع المعارضة السياسية في الداخل والخارج في الجهة المقابلة.

واول ما يتبادر الى الذهن من اسئلة: هل على قادة المعارضة السياسية ان يسايروا الشارع ام ان يوجهوه؟

لقد انتظرنا طويلا قيادة سياسية لهذا الحراك الشعبي الهائل فهل اتت هذه القيادة لتعبر فعلا عما يريده الناس وعما يحقق مصالح الوطن والمواطنين.

ونبدأ بالسؤال: هل رفض المبادرة العربية هو قوة سياسية ام حسابات خاطئة؟

فالمبادرة هي الخطوة الوحيدة الملموسة من المجتمع الدولي والتي يمكن ان تكون مقبولة من كل الاطراف في سورية وان كانت تشوبها الكثير من النواقص. علينا ان نبني عليها، نطورها، نحشد لها التأييد العالمي لا ان نتجاهلها.

الاطلالة الاولى لغليون هي اطلالة خطابية انشائية خلت من اي برنامج سياسي. لقد تحدث عن مستقبل ما ستكون عليه سوريا الغد وهذا امر لا نختلف عليه لكن ماذا عن اليوم… غدا… هذا الاسبوع؟ ما الذي سيفعله المجلس الوطني؟

تحدث بالامس احد اعضاء المجلس (ميرزا) ان المجلس الوطني وان كان لا يمثل كل المعارضة السورية انما برأيه يمثل على الاقل 80%. هذا غير صحيح. ان التثميل هو اقل من هذا بكثير حسب ما يراه اي متتبع لعمل وتصريحات وكتابات مختلف رموز المعارضة في الداخل والخارج.

هذا الكلام لا يلغي اهمية المجلس لكن لا داعي لأن نبدأ بنفس طريقة النظام بنسب 99% وما شابه خاصة وان الدكتور تحدث عن رفضه للالغاء والاقصاء.

والتساؤل الثاني هل رفض الحوار مع النظام هو تعبير عن قوة سياسية كما ذكر احد المعلقين ام هو خطأ سياسي كبير (كما نعتقد) مما يعطي النظام ذريعة للاستمرار في القتل بحجة ان المعارضة هي من ترفض الحوار وان ما يواجهه هو عصابات مسلحة (كما يدعي) وليست معارضة شعبية..

لعل النظام ادعى قبوله الحوار مع المعارضة مراهنا على رفضها لهذا الحوار.

فهل ندعه ينجح في ذلك؟

تاريخيا واثناء اعتى الحروب كان الاعداء يتفاوضون (مثال المفاوضات بين الفيتناميين والامريكيين التي كانت تجري في باريس اثناء المعارك). اذا كان المجلس له هذا الوزن السياسي والقوة التمثيلية هو ادعى له ان يجلس على طاولة المفاوضات ووضع شروطه بما فيها اسقاط النظام مع استمرار التظاهر السلمي والاحتجاجات التي تمده بعناصر القوة. وباكمكاننا القول ان التفاوض هو احد الاسلحة التي يمتلكها المتحاربين.

لقد قال غليون ان لدى المجلس خيارات عديدة لا يستثني منها اي خيار. طالما هناك خيارات عديدة لماذا لا يبدأ بخيار التفاوض الاقل كلفة مادية وبشرية مجنبا البلاد والعباد ما هو اسوأ؟ان في قول “عدم التفاوض مع قاتل” هو مجرد شعار لا قيمة له من الناحية العملية لأنه حتى لو وصل الى لحظة سقوط النظام لا بد من شكل ما من اشكال التفاوض كي نجنب البلد خراب على مستوى بنى الدولة والادارات.

واذا كان من ضمن الخيارات المتاحة التدخل العسكري فهذا امر مرفوض من قبل غالبية السوريين. التدخل العسكري يعني دمار البلد وفقدان استقلاله السياسي وربما وحدة اراضيه ايضا.

ان المعارضة والنظام مهما تعمق الخلاف بينهم هم ابناء وطن واحد وكلا الطرفين يعلن ان سلامة هذا الوطن تهمه الى اقصى الحدود . فالوطن بالنسبة لنا اهم من الاشخاص مهما كانت صفتهم.

والتساؤل الاخير هو حول ما ذكره ان الدستور الجديد سوف يحمي الاقليات؟؟

هل الاقليات في خطر بعد نجاح الثورة؟

في احاديث سابقة للدكتور غليون كان يتحدث عن دستور مدني يحترم المواطنة وان مفهوم الاقلية والاكثرية هو مفهوم سياسي وليس طائفي.

كما نذكره ببعض كتاباته عن مشكلة الاقليات في الوطن العربي عندما كان يزاول العمل الاكاديمي قبل ان يدخل معترك السياسة. هل موقعه الجديد سوف يجبره على التخلي عن مواقفه الفكرية السابقة عندما كان رجل فكر وليس رجل سياسة؟

هو في هذا التصريح لا يطمئن الاقليات انما يرسم امامهم علامات استفهام عديدة.

اللهم اشهد فقد بلغت.

syrian cross

http://the-syrian.com/archives/51806

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى