مراجعات كتب

قراءة في مقدسات ومحرمات وحروب ألغاز الثقافة/ لطفي عيسى

 

 

“لا مشكلٌ في الموت .. لا لغزٌ ..

الموتُ يعرف جيّدا ماذا يريدُ .. الموتُ أوضحُ ما يكونُ،

المشكل الأبقى الحياةُ المشكل الأعصى الحياة”

منصف الوهايبي

 

لم يدر بالخلد أن نتائج الملاحظة الميدانية في التمارين المتصلة بمعارف الإثنوغرافيا أو الأنثروبولوجيا بوسعها أحيانًا الارتقاء بقرائها إلى الاشتراك في إدراك جوانب متشعّبة بل وعصية مما عاشته ولا تزال العديد من المجتمعات البشرية ساد الاعتقاد في بساطتها الظاهرية، حتى تابعت بفضول طفل البدايات ونضج المُكّب على تفكيك التراث الثقافي اللامادي الترجمة العربية الموضوعة أخيرا لمؤلف “مارفين هاريس” “مقدسات ومحرمات وحروب: ألغاز الثقافة”[i]. وهو أثر توليفي لظواهر هيكلية عاينتها مجالات حضارية قصيّة لعبت مشاهدات “هاريس” وملاحظاته حولها دور مبضع الجراح الذي يسبر الأغوار كاشفًا لمتابعي أبحاثه وعامة قرائه – وبالتعويل على تأويلات طريفة غير مبذولة – جوانب مغرية تفسّر بطريقتها ما وسمه الشاعر منصف الوهايبي في قصيدته “شيء من الأبدية أو مديح الديناصورات” حقيقة الحياة باعتبارها “المشكل الأعصى” قياسًا لبساطة الموت الذي لا يتوفر على أي لغز. وهو إغراء في الاستزادة حركّه الجهد الاستثنائي المبذول من قبل المترجم في نقل مضمون هذا التأليف بكثير من الأمانة، على الرغم من الحضور اللافت لصياغة مختلفة لعنوان الكتاب الذي حملت نسخته الأصلية المكتوبة بالإنكليزية عنوان: “أبقار وخنازير ومواجهات وسحرة: ألغاز الثقافة”، بينما اقتراح المترجم عنوانًا جديدًا، فضّل – وفي ما بدا لنا – التركيز على الأبعاد الثقافية والفكرية المُختَبَرة، ونقصد “المقدسات والمحرمات والحروب” من دون ربطها بمجالها الميداني المباشر الحاضر ضمن العنوان الأصلي. وهو ذات ما عاينته الترجمة الفرنسية التي اختزلت من جانبها العنوان الأصلي، مستغنية عن لفظة “سحرة” من دون المساس ببقية العناصر أو المفردات الأخرى.

يشكّل الموضوع المقترح ضمن عروض هذا الكتاب إطارًا تجريبيًا حديًا سمح لـ”مارفين هاريس” بصياغة مختلف عناصر عرضه وفق منطق ردّ مختلف الظواهر البشرية المدروسة إلى تفسيرات مادية أو إيكولوجية بسيطة، حتى وإن بدت تلك التفسيرات غير متوقعة بالنسبة لغير المختصين من قرّائه. فقد دفع الكاتب بالشواغل المنهجية التي ارتكزت عليها تجريبية المدرسة الإثنولوجية الأنكلوساكسونية إلى مداها الأقصى، غير عابئ بالتعارض في التوجهات بين هذا التيار المعرفي التجريبي وذلك المحسوب على التقليد الفلسفي الأوروبي الذي غالبًا ما فضّل تفسير ذات الظواهر من خلال ردّها إلى معطيات ثقافية معقّدة ومتشعّبة.

قد نخطئ كثيرًا لو يذهب في مطلق ظننا أن هاريس قد حاول ومن خلال هذا البحث أن يجعل من الحسّ الجيد أو من الحكمة الشعبية أسلوبًا مخصوصًا في المعالجة الأنثروبولوجية، حتى وإن عبّر هو نفسه وبشكل معلن وفي أكثر من المناسبة عن تحيّزه لوجهة النظر القائلة برد جميع الظواهر أو الأشياء إلى ما تبدو عليه في الطبيعة. إذ ليس من المجدي في شيء إقناع باحث على شاكلته بضرورة إعادة تقطيع الظواهر المختبرة، حتى وإن اتصل ذلك بخدمة حاجيات إبستيمية، والحال أن مؤلف هذا الكتاب من أكثر الذين يعتقدون جازمين في الجاهزية الطبيعية للظواهر المدروسة للملاحظة والتأويل.

وبالفعل يعتبر هاريس أن كل ظاهرة اجتماعية تجد تبريرها الواقعي في بساطة الحضور أو الوجود، حتى وإن ثبت لديه ميدانيًا أنه لا يتعيّن الاكتفاء في ذلك التبرير بالوجود الوقتي، بل يحسن بالباحث تعقّب امتدادها أو اتساقها الزمني. فقد تلاشت جميع الظواهر الوقتيّة على غرار اشتغال سكان المجالات الشرقية الحارة بتربية الخنازير، لأنه لم يسع أولئك أو قل لم يكن بمستطاعهم أقلمة ذلك النشاط مع مقتضيات المحيط وإكراهاته. فالظواهر التي تمكّنت من الاتساق في الزمن أو أظهرت قدرة على التأقلم مع المحيط هي التي طبعت، ومهما بدا أمرها غريبا أحيانا، المشهدين الجغرافي والثقافي.

يصدق هذا التقدير وفق منظور هاريس دائمًا على الاعتقاد في قداسة الأبقار لدى الهندوس، حيث يتوفّر حب “البقرة الأم” على شبكة من الرموز المقدسة والقيم الفاضلة ساهمت بلا جدال في حماية المزارعين الهنود من مختلف الحسابات الضيقة التي لا ينطوي منطقها غالبًا إلا على توجهات ربحية سريعة جدّ مهلكة على المدى المنظور. ويمكن سحب نفس التفسيرات على الاحتفالات التي تسبق منافسات أو مواجهات هنود شمال غربي أميركا، تلك التي تمثلت وظيفتها العملية في الحيلولة دون تراجع قوى الإنتاج إلى مستوى متدنٍ لا يسمح بالاحتفاظ بهامش معقول لمجابهة وضعيات سوء المحصول أو الخروج بأخف الأضرار في صورة حصول مواجهات دامية بين المزارعين. كما يلعب ذات المخزون دورًا أساسًا في الحدّ من ضراوة الأرزاء، حال حصول المساغب المترتبة على أشكال استغلال الأراضي الزراعية ضمن محيط يتسم بالهشاشة تعاني أوضاعه المناخية كثيرًا من التقلّب ويقع غالبًا عند الأراضي الجبلية المجاورة للسواحل أو على تلك التي يتم إحياؤها على حساب البحيرات وعند سفوح المرتفعات ومصاطبها.

ما بنا حاجة للمبالغة في ربط تأويلات هاريس بالنزوع نحو المثالية، فالتوازنات التي وقف عندها لا تتجاوز ما وسمه هو ذاته بـ”برهان الدسامة”، ويقصد توفر الأنظمة الغذائية على الحدّ المطلوب من القيمة الغذائية، إلا أن التقارب بين مادية مؤلف “مقدسات ومحرمات وحروب” وما تتوفر عليها الصيغ المبسّطة لنظريات فيلسوف المادية كارل ماركس يفرض نفسه على قارئ عمله، وخاصة حال تعلّق الأمر بالجوانب السلبية التي تفرضها البنى التحتية الإيكولوجية التي تحول دون عدد من الممارسات باعتبارها تشكل خطرًا على ضمان العيش وتواصل البقاء.

فقد فسّر هاريس مثلاً الوجه السلبي لتحريم الأناجيل وسور القرآن الإقبال على استهلاك لحم الخنازير باعتبار أن التوسّع في تربيتها يمكن أن يشكّل تهديدًا واقعيًا لسلامة المنظومة الإيكولوجية الطبيعية والثقافية لبلدان المشرق الحارة. في حين اتصل الوجه الإيجابي لذلك التوسع في تربية نفس الحيوانات وفق ذات التأويلات التي عولت على استنتاجات “روي رابابور Roy Rappaport”[ii] في النظام الذي أحدثته مجموعة المارينغ Maring البابوازية بغينيا الجديدة Papouasie-Nouvelle-Guiné والمتمثل في إيجاد توازن طبيعي ناجع بين نمو الأجناس النباتية والحيوانية والبشرية وفقا للقوانين الإيكولوجية التي صاغها ذكاء بني البشر (مُجسَّمًا في مهرجانات ذبح الخنازيز الضخمة أو “الكايكو” التي تسبق لدى سكان غينيا الجديدة أو “المارينغ” قيام المواجهات بين الأطراف المتنافسة، محيلة على أفضل صُور الحرب في بدائيتها).

ليس هناك من شك في أهمية النتائج التي يمكن أن يجنيها الباحث في علم الأنثروبولوجيا حال تواصله مع التقليد الذي ركّزته المدرسة الأنثروبولوجية الأميركية منذ ظهور أبحاث “لسلي وايت Leslie White [iii]  حال الاشتغال على تدبير مسألة التوازن الإيكولوجي في تربية الأبقار والخنازير والتعرّض بدقة إلى أنساق الإنتاج والاستهلاك وضبط كميات الماء المتبخرة من جلود الحيوانات نتيجة لتعرّقها بالساعة والمتر المربع، إلا أن التركيز المبالغ فيه أحيانًا على الجوانب الطبيعية على قيمتها التي لا تضاهى، لا يخلو من توجه أحادي في قراءة مختلف المسائل المشار إليها. وهو ما قد يدفع الباحث إلى تجاهل التعقّد المتزايد للظواهر في جميع مستويات هيكلتها، تلك الجوانب التي ما انفكت دراستها تتسم بمزيد من التشعب. فالضرورة الإيكولوجية المزعومة لتربية الخنازير من قبل جماعات “المارينغ” لا تسمح بالكشف على طبيعة الأرباح الاقتصادية والرمزية أيضا الناجمة عن تشغيل آليات التبادل اللامتناهية التي تتخفّى وراء هذا النوع من الأنشطة الزراعية الرعوية. لذلك فإن التعلّل بالفرضية الموازية القائلة بأن عمليات التبادل الاقتصادية والرمزية لا يمكن لها أن تتحوّل إلى حاجز أمام إكراهات المحافظة على التوازنات الإيكولوجية للمجموعة، لا تحتفظ في الأخير إلا بقيمتها كحقيقة طبيعية، كما هو الشأن لدى دراسة “الهمجية الذكورية” لدى مجموعة “اليانومامو” المحسوبة على الهنود الأميركيين المقيمين على الحدود بين البرازيل وفنزويلا، أو تعقب رمزيات “مهرجان الشتاء” الذي سبق الكشف عن استناده إلى تضخيم التنافس من أجل البروز والحصول على الحظوة من قبل الباحثة “روث بنديكت  Benedict, Ruth”.

ولكي نستعير تمثّلا يحيل إلى مجال تخصّصي قريب من ذاك الذي اشتغل عليه مؤلفنا كثيرًا ما يُسقِط العاملين فيه في ذات المطبّات، نشير إلى أن أي من الفرضيات التي أنتجتها عبقرية المشتغلين على فهم أصول الكائنات البدائية لم تستطع مدّنا بالسبب الموضوعي الذي يجعل الإنسان وحده من بين “كبار القردة”، هو القادر على عرض حصيلة ملاحظاته بخصوص بقية الكائنات ضمن نص تركيبي مكتوب.

ومهما يكن من أمر، فإنه ليس بمقدورنا إلا الثناء على مثل هذا النوع من التأويلات التي تبدو عبقرية كلما تعلّق الأمر بتفسير مستوى الانضباط الإيكولوجي الذي اتسمت به العديد من أنظمة تربية الحيوانات كالأبقار أو الخنازير داخل المجتمعات التقليدية، مركزية كانت أم طرفيّة. [iv]غير أن مستوى الإجرائية التي تتسم بها تلك التأويلات يتضاءل حال فتح المؤلف وضمن بقية فصول كتابه ملفات جديدة تبتعد عن أنساق الإنتاج لتعمل على تفسير ظواهر بشرية وثقافية أخرى على غرار انتشار الديانة المسيحية، (ضمن الفصول الموسومة بـ”عقيدة الأحمال الوهمية” و”المخلّصون” و”سرّ أمير السلام”)، وملاحقة الساحرات (في الفصول الثلاثة الموسومة بـ”عصا المكانس” و”مجمع السحرة” و”هوس السحر الأكبر”)، والرواج المذهل للتوجهات الإشراقية ضمن كتابات كرلوس كستاندا[v] الذوقية المعوّلة على قوة التأمل والتأويل الباطني للظواهر ضمن الفصل الموسوم بـ”عودة الساحرة”.

يتراجع حماسنا بشكل ملحوظ في مواصلة التعرّف على فحوى الفصول الأخيرة حال اشتغال هاريس على جوانب تتصل بـ”الثقافة المضادة التي ستنقذ العالم من “أساطير الوعي الموضوعي”، وفقا لتصورات أحد أنبياء “حركة الراشدين” “تيودور روزاك”، وذلك إلى حدّ الخشية من سقوط مختلف تأويلات المؤلِف بهذا الصدد في نفس التصورات الفكرية التي وسمت الجنس الموسيقي المعروف بـ”الكونتري والوسترن Country and Western”، بحيث يحيل مجمل التمشي المعتمد من قبل “الأنثروبولوجي الإيكولوجي” الذي يُعلي من قيمة التفسيرات أو التأويلات المستندة إلى الحتمية الطبيعية والتي لا تخلو وفي حالات عديدة من بعض ساذجة، خاصة لما نجد أنفسنا نستعيد وبطريقة لا واعية المقولة المشهورة: “كل شيء على ما يرام ضمن عالم يحصل فيه كل فرد على ما هو أهل له” [vi].

[i]  هاريس (مارفين)، مقدسات ومحرمات وحروب ألغاز الثقافة، ترجمة أحمد م. أحمد، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة – قطر 2017. (الطبعة الأولى).

مارفين هاريس (1927 – 2001) أنثروبولوجي أميركي درس بجامعتي كولومبيا وفلوريدا تدور مختلف أبحاثه حول إشكاليات تحيل منهجا على “المادية الثقافية matérialisme culturel”، بينما شكلت إثنولوجيا سكان غابات “باهية” بمنطقة الأمازون البرازيلية وسكان جزر الموزمبيق الأفريقية مجال بحوثه الميدانية الكبرى. ومن تأويلات هاريس الأكثر شيوعا رد أكل قبائل الأزتاك المكسيكية لحوم البشر بالأساس إلى ضعف نسبة البروتينات ضمن أنظمتها الغذائية.

أما مترجم هذا الكتاب إلى لغة الضاد فهو محمد م. أحمد، وهو شاعر ومترجم سوري يعيش بكارولينا بالولايات المتحدة الأميركية. ترجم من الإنكليزية إلى العربية العديد من الآثار القيمة التي كتبها “بول أوستر” و”تشارلز سيميك” و”ديريك والكوت”، و”ألبرتو مانغويل”، و”مارفن هاريس”، و”بيلي كولينز”، وغيرهم كثير.

[ii]  عاش “روي راببور بين 1926 و1997 وساهم في تطوير أنثروبولوجيا الطقسية والأنثروبولوجيا الإيكولوجية حيث مكنت أبحاثه من البرهنة على حضور علاقة في الاتجاهين بين الثقافة والاقتصاد، احتل ضمنها الطقس دائما دورا محوريا.

[iii]  عاش “لسلي وايت” بين 1900 و1975 ودرّس بجامعة ميشغن الأميركية حتى سنة 1970، وهو من المحسوبين على تيار المادية الثقافية ومن المدافعين، حتى وإن نفى ذلك، عن النظرية الجديدة لتطوّر الأجناس. أثرت كتاباته بشكل لافت في العديد من كبار المشتغلين بالأنثروبولوجيا مثل مرشال ساهلينس Marshall Sahlins ومارفين هاريس. وترتكز نظريته التي عرفت لدى الدارسين بـ”قانون وايت” على أن كل تطور ثقافي مرتبط بكمية الطاقة المتوفرة لكل فرد أو نسمة خلال سنة واحدة.

[iv]   حول الفرضيات الأنثروبولوجية المشتغلة على الجوانب الطبيعية والتوازنات الإيكولوجية يمكن العودة إلى مساهمة O. K Moore « Divination. A new perspective » (التقديس تطلعات جديدة)، وذلك ضمن مؤلف جماعي (السلوك البيئي والثقافي) أشرف عليه A. P. Vayda, Environnemental and Culturel Behaviour, New York, The Naturel History Press 1969, p. 121 – 129.

[v]  عاش كارلوس كاستايندا Carlos Castaneda بين 1925 و1998 في لوس أنجليس بكاليفورنيا وتعرضت مؤلفاته إلى التكوين المساري الذي تلقاه عن شيخه أو مربيه “ياكي Yaqui” “دون خوان ماتوس” في المعرفة الذوقية والعلوم التأملية المرتكزة على مزيد التعرف على البواطن. وشكلت مؤلفاته كتب شباك جد مشهورة بيع بعضها في 28 ملون نسخة وترجمت إلى ما لا يقل عن 17 لغة، على غرار “دروس دون جوان (ماتيوس)”، الصادر سنة 1968 والذي حملت ترجمته الفرنسية عنوان: “عشبة الشيطان والدخان الصغير” أو “قوة الصمت” الصادر سنة 1987 أو “عجلة الزمن” الصادر سنة 1998 و”السفر النهائي”، وهو كتاب صدر سنة 2000 أي بعد سنتين من رحيله الأبدي.

[vi]  تم الاستناد في وضع هذا العرض وبكثير من التصرّف على القراءة التي صاغها “بول جوريون” ونشرها ضمن “الإنسان أو المجلة الفرنسية للأنثروبولوجيا Homme, Revue Française d’Antropologie”، المجلد عدد 16، العدد 4 لسنة 1976، ص ص، 161 – 162. M. Harris, Cows, Pigs, Wars and Witches. The Riddeles of Culture

انظر الرابط ضمن موقع “بارسي Persée” الإلكتروني.

http://www.persee.fr/doc/hom_0439-4216_1976_num_16_4_367707

عنوان الكتاب: مقدسات ومحرمات وحروب ألغاز الثقافة                المؤلف: مارفين هاريس            المترجم: ترجمة أحمد م. أحمد

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى