صفحات سورية

قصة عشرات الاعتداءات الإسرائيلية على سورية من دون ردّ/ عدنان علي

 

 

منذ اندلاع الثورة في سورية عام 2011، تواظب إسرائيل على توجيه ضربات، أغلبها جوية، لما تقول إنها أهداف تشكّل خطراً على أمنها، ويعتقد أنّ كثيراً منها يستهدف مواقع تخصّ “حزب الله” اللبناني أو قوات النظام السوري، أو مواقع قد تشكّل تهديداً لإسرائيل في الحاضر أو المستقبل. ووجدت إسرائيل في ظروف الحرب الراهنة في سورية فرصة ذهبية للتخلّص من أية أسلحة أو قدرات موجودة لدى الجانب السوري قد تهددها حتى إذا سقط النظام الحالي.

ورغم أنّ الضربات الإسرائيلية لم تبدأ مع انطلاق الثورة السورية، إلاّ أنّها تكثّفت بعدها وخصوصاً في السنوات الأخيرة، حتى زادت عن المائة بحسب مصادر إسرائيلية، من دون أن تواجه بأي ردّ حقيقي حتى الآن.

وشهد شهر ديسمبر/كانون الأوّل الحالي المزيد من هذه الضربات الجوية التي طاولت إحداها مجمّع البحوث العلمية في جمرايا قرب دمشق، وهو موقع جرى استهدافه أكثر من مرّة في السنوات الماضية. وقال النظام السوري إن دفاعاته الجوية تصدّت للطائرات الإسرائيلية التي استهدفت أيضاً مستودعات للأسلحة في المنطقة.

وكانت هذه الغارات هي الثانية خلال 72 ساعة، إذ قصفت إسرائيل بصواريخ أرض-أرض مواقع عسكرية قرب منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، بينها مستودع أسلحة، وقاعدة عسكرية إيرانية.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قصفت طائرات إسرائيلية منطقة حسيا في ريف حمص، واستهدفت مخازن أسلحة على الحدود السورية اللبنانية. وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت غارة جوية استهدفت بطارية للدفاعات الجوية السورية في موقع رمضان شرق دمشق بعد إطلاق صاروخ أرض-جو على طائرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية.

وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت قيادة جيش النظام السوري أنّ الطيران الإسرائيلي استهدف من الأجواء اللبنانية موقعاً عسكرياً في مصياف بريف حماة وقتل عنصرين. وفي السابع من الشهر نفسه، أعلنت دمشق أنّ إسرائيل شنّت غارات أسفرت عن مقتل شخصين في موقع عسكري في غرب سورية، وهي منطقة يتهم فيها النظام بتطوير أسلحة كيميائية.

وفي 27 إبريل/نيسان الماضي، قالت مصادر النظام السوري إن انفجارات كبيرة وقعت في محيط الجسر السابع بالقرب من مطار دمشق الدولي فجراً، وسط ترجيحات أن تكون ناتجة عن غارة إسرائيلية. وقالت مصادر المعارضة إن ضربات صاروخية أصابت مستودع ذخيرة وقاعدة جوية قرب مطار دمشق. وتضم المنطقة مواقع عسكرية حيوية تابعة للنظام والمليشيات الموالية له، خصوصاً “حزب الله” اللبناني الذي تنتشر عناصره على جانبي الطريق المؤدي إلى المطار.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، استخدم الجيش السوري للمرة الأولى صواريخ “إس 200” الروسية المضادة للطائرات للتصدي للطائرات الإسرائيلية، والتي اعترضتها إسرائيل بمنظومة صواريخ “أرو حيتس” وسقط أحدها في غور الأردن. وفي 22 فبراير/شباط الماضي، قصفت إسرائيل بالصواريخ مواقع تابعة للجيش السوري في جبال القطيفة القريبة من دمشق.

وفي 13 من الشهر نفسه، هاجم الجيش الإسرائيلي مطار المزة بثمانية صواريخ أطلقت من منطقة بحيرة طبريا، واستهدفت مستودعات صواريخ. ورجحت مصادر استخبارية روسية أن الصواريخ أطلقتها طائرات حربية حديثة “الشبح إف 35” من داخل الأجواء الإسرائيلية. وفي 13 من يناير/كانون الثاني، قصفت طائرات إسرائيلية مستودعات أسلحة في مطار المزة العسكري، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المطار ونشوب حرائق داخله.

عام 2016

وشهد العام الماضي تصعيداً ملحوظاً في الضربات الإسرائيلية، إذ استهدفت إسرائيل في 7 ديسمبر/كانون الأول محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق بصواريخ أرض-أرض. وقبل ذلك بأسبوع، تحدّث التلفزيون السوري عن ضربتين إسرائيليتين في منطقة غرب العاصمة.

كما أغارت طائرة إسرائيلية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني على موقع قرب دمشق. واستهدفت غارة أخرى قبل يومين من هذا التاريخ موقعاً تابعاً لجيش خالد المبايع لتنظيم “داعش”، رداً على استهداف التنظيم قوة من الجيش قرب خط وقف إطلاق النار، بحسب ناطق عسكري إسرائيلي.

وفي 18 سبتمبر/أيلول، قتل ثلاثة على الأقل من أفراد مليشيا “فوج الجولان” الموالية للنظام، وجرح عشرات في غارة شنتها طائرة إسرائيلية على مواقع في ريف القنيطرة.  ويوم 13 من الشهر نفسه، قصفت إسرائيل مواقع سورية في الجولان بعد ساعات من نفيها إعلان الجيش السوري إسقاط طائرتين إسرائيليتين إحداهما حربية في ريف دمشق، وأخرى للاستطلاع في ريف القنيطرة.

كما أغارت طائرات إسرائيلية على مواقع لمدفعية الجيش السوري في ريف القنيطرة جنوبي سورية، وذلك رداً على سقوط قذيفة في الجولان السوري المحتل. وقبل ذلك بيومين، أعلن الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت أهدافاً في سورية للمرة الثانية خلال خمسة أيام، بعد أن سقطت قذيفة مدفعية في هضبة الجولان مصدرها المعارك الدائرة في تلك المنطقة بين النظام والمعارضة.

وفي 29 يوليو/تموز، قتل عنصران من “حزب الله” وثلاثة من عناصر النظام السوري إثر غارة إسرائيلية في محافظة القنيطرة.  وفي 21 أغسطس/آب، قتل خمسة مدنيين إثر غارة إسرائيلية جديدة على الجولان، في حين تحدّث مصدر عسكري إسرائيلي عن مقتل أربعة أو خمسة مقاتلين مسؤولين عن إطلاق الصواريخ. وفي شهر فبراير/شباط من العام الماضي، شنّت طائرات إسرائيلية غارة على موقع قرب مدينة القطيفة في ريف دمشق، حيث يوجد عناصر من “حزب الله”.

عام 2015

شهد الشهر الأخير من عام 2015 اغتيل القيادي في “حزب الله” سمير القنطار بغارة إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة جرمانا جنوب دمشق، في وقت أفادت مواقع موالية للنظام السوري بأن عدداً من القياديين في مليشيات موالية للنظام قُتلوا أيضاً في القصف.

وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها الجوية والإسرائيلية أطلقت تدريبات عسكرية بهدف توفير الأمن لطيران كلا البلدين في الأجواء السورية. وفي 27 سبتمبر/أيلول، استهدف الجيش الإسرائيلي مواقع للنظام السوري في ريف القنيطرة، بعد سقوط قذيفة في الجانب المحتل من هضبة الجولان بسبب معارك بين قوات النظام والمعارضة في المنطقة. وفي 7 كانون الأول/ديسمبر، أعلن النظام السوري أنّ إسرائيل شنّت غارتين على منطقة ديماس شمال غرب دمشق وعلى مطار دمشق الدولي.

عام 2014

في مطلع شهر سبتمبر/أيلول 2014، وقعت انفجارات كبيرة في تل الحارة بريف درعا الغربي، وسط أنباء عن غارة إسرائيلية على مواقع للنظام في هذه المنطقة. وفي 13 يوليو/تموز 2013، ذكر مسؤولون أميركيون أنّ الانفجار الغامض الذي وقع في مدينة اللاذقية الساحلية في سورية حدث نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض صواريخ متطورة مضادة للسفن.

وفي 23 يونيو/حزيران، قتل عشرة جنود سوريين على الأقل في غارات جوية نفّذتها مقاتلات إسرائيلية على مواقع عسكرية في الجزء السوري من هضبة الجولان المحتل، رداً على استهداف سيارة إسرائيلية على خط وقف إطلاق النار في المنطقة.

وفي مايو/أيار 2013، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده فتحوا النار على هدف سوري بعد تعرضهم لإطلاق نار مصدره الأراضي السورية في هضبة الجولان المحتلة. وفي الخامس من الشهر نفسه، اعترف مصدر إسرائيلي أن إسرائيل شنّت غارات على مواقع سورية مستهدفة أسلحة إيرانية مرسلة إلى “حزب الله” اللبناني، في وقت قال التلفزيون السوري إن إسرائيل شنّت هجوماً صاروخياً على مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق، إضافة إلى مخزن أسلحة كبير ووحدة دفاع مضادة للطائرات، ما أدى إلى مقتل 42 جندياً سورياً على الأقل في هذا القصف.

وكان هذا المركز تعرّض في شهر يناير/كانون الثاني إلى قصف جوي مماثل. وإضافة إلى الغارات الجوية، واظبت إسرائيل على قصف أهداف في مدينة القنيطرة الحدودية مع فلسطين المحتلة رداً على ما تقول إنها قذائف تسقط في الجزء المحتل من الجولان خلال الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في المنطقة.

والواقع أنّ الغارات الإسرائيلية على أهداف سورية لم تبدأ مع الثورة السورية، بل وقع العديد منها قبل ذلك، خصوصاً مع بدء حكم بشار الأسد عام 2000. ففي شهر يوليو/تموز 2001، أغارت طائرات إسرائيلية على موقع للرادار السوري داخل الأراضي اللبنانية.

وفي أغسطس/آب 2003، حلّقت طائرات إسرائيلية فوق منزل رئيس النظام السوري بشار الأسد للتحذير من دعمه لـ”حزب الله”. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2003، أغارت طائرات إسرائيلية على موقع تدريب فلسطيني في منطقة عين الصاحب قرب دمشق. وفي يونيو/حزيران 2006، حلّقت طائرات إسرائيلية مجدداً فوق قصر الرئاسة السوري، عقب أسر “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قرب غزة. وفي سبتمبر/أيلول 2007، وقعت غارة إسرائيلية على ما وصفته تل أبيب بمفاعل نووي سري قيد الإنشاء في منطقة الكبر بدير الزور شرقي البلاد.

العربي الجديد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى