رسائل الجولانصفحات مميزة

قضية المعتقلين

الحراك السلمي السوري

(رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) يوسف 33.

(ذلك المكان المعزول، لكن الأشرف والأكثر حرية، حيث تودِع الدولة أولئك الذين يناوئونها، هو الدارُ الوحيدة في دولة عبيد يستطيع فيها إنسانٌ حرٌّ أن يقيم كريماً) هنري ديفيد ثورو.

ربما يعتبر ملف الاعتقال التعسفي من أسوأ ملفات النظام السورية وأكثرها انتهاكاً لحقوق الإنسان، وقد شكل اعتقال أطفال درعا في آذار 2011 الشرارة التي أشعلت الثورة السورية وأيقظت الشعب السوري للانتفاض ضد عقود من القمع التي شملت عشرات الآلاف من حالات الاختفاء القسري والتعذيب. لم يكترث النظام يوماً بعمر أو حالة أو قانونية الاعتقال، حيث طالت الاعتقالات وأعمال التعذيب أطفالاً ونساء ومسنين وأبرياء من مختلف الانتماءات والأحزاب والطوائف والأعراق والتوجهات السياسية.

لماذا؟ تعتبر الاعتقالات إحدى أدوات الترهيب التي يستخدمها النظام السوري لقمع الحريات ولا تأتي فقط على خلفية المشاركة في المظاهرات بل تشمل أيضاً أي عمل اجتماعي أو سياسي أو إعلامي خارج مؤسسات النظام وسيطرته. لا يفرق المعتقل بين السلمي والمسلح، ولا يتبع قانوناً واضحاً، ولا يعرض المعتقلون على القضاء في أكثر الحالات، وتتصرف كل جهة من الجهات الأمنية على أنها دولة بحد ذاتها وتمارس الانتهاك والتعذيب خارج نطاق أي قانون مدني أو إنساني.

توثيق.. يعتبر مصطلح الاختفاء القسري الأكثر دقة في الحالة السورية حيث يشير إلى الأعداد الكبيرة من المعتقلين الذين لا يمكن الوصول إليهم أو معرفة مكانهم أو ظروف اعتقالهم. يشير مركز توثيق الانتهاكات في سورية إلى اختفاء قسري لما يزيد عن 27 ألف مواطن سوري منذ انطلاقة الثورة في آذار 2011، أكثر من ثلثهم من دمشق وريفها، لكن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بكثير. أقبية السجون السورية تشهد تدويراً  للناشطين الذين يخرجون ويدخلون بالجملة، ويذكر أن أحد الناشطين السلميين اعتقل خمس مرات منذ بداية الثورة فيما يستمر الاختفاء القسري للبعض لمدة تزيد عن العام الكامل.

التعذيب: إن القصص الرهيبة للتعذيب الممنهج داخل السجون السورية ليست مبالغاً فيها على الإطلاق، حيث أشارت منظمة الهيومان رايتس ووتش إلى أن نسبة من يتعرضون للتعذيب بلغت 90 بالمئة من المعتقلين، وقد قضى أكثر من 575 شخصاً تحت التعذيب في ظروف لا يمكن للإنسان أن يتصورها.

شملت وسائل التعذيب الضرب المبرح بأدوات مختلفة والشبح والدولاب والصعق الكهربائي والإعدام الوهمي والحرق والاعتداء الجنسي وانتزاع الأظافر والخضوع لأوضاع مجهدة جداً لأوقات طويلة.

لا يفرق الاعتقال والتعذيب بين الرجال والنساء والأطفال حيث سجل اعتقال 341 امرأة 689 طفلاً تأكد تعذيب 12 طفلاً منهم. كما سجلت لجنة توثيق الانتهاكات اغتصاباً للنساء والرجال في السجون واعتقال وتعذيب مسنين.

 

ما العمل؟

  • الثورة مستمرة حتى يخرج آخر معتقل من سجون الظلم، ويجب أن تكون المطالبة بإخوتنا على رأس مطالبنا السياسية وعلى رأس أهدافنا. علينا ربط أي مسار للحل بخروج المعتقلين من السجون.
  • توعية المعتقلين المفرج عنهم بضرورة توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وإيصالها للمنظمات الدولية لمحاكمة مرتكبيها في المستقبل.
  • الضغط على المنظمات الدولية وبعثة المراقبين للتدخل لزيارة المعتقلين والعمل  للإفراج عنهم.
  • العمل على تشكيل لجان لتوفير الدعم النفسي والطبي اللازم للمعتقلين وذويهم مباشرة بعد الإفراج عنهم.
  • العمل على تشكيل لجان قانونية لمتابعة حالات الاعتقال قضائياً والدفاع عن المعتقلين.
  • المعتقلون ليسوا أرقاماً: يجب أن تصل قضية كل معتقل وقصته وصورته وأسباب اعتقاله إلى العالم.

https://www.facebook.com/events/364516273620414/

  • خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى