صفحات الثقافة

كان علينا أن نذهب دون لقاء آخر/ كاتالينا غونساليس ريستريبو

 

 

غذاء

راجعنا صناديق بريدنا منتظرين على الدوام الرسالة الأخيرة،

نحيا لننتظر.

نشبه طيوراً تحمي أجنحتها

بينما تخفق قلوبها

في صدور دافئة.

-وأنا أحمل كلماتك في الحقيبة مثل كفَّارة-.

لا ننام

نحلم بخاتم في كلِّ إصبع،

بأن تقيسَ خصري بيديك

أن تكتشف جسدي قبل أن يغادر الضيوف.

وعد

السيّدة التي تتوشّح بالسواد

تُرينا ترمُّلها

ونحن نوزّع الحلوى.

تحدّثنا عن تلك الشعلة

التي تتوهّج وتنطفئ،

تنظر لأعيننا،

تقول إنّها تلاعبت بالشعلة كثيراً ولم تخسر،

الموت يقرِّبنا أكثر من الحقيقة.

تبعثر ماضيه

وتبتهج يدك على يدي.

ربما يخمّن أنَّني من مدَّة أحلم بالوصول إلى البيت

وأنّك ببطءٍ ستشدُّ تنورتي للأسفل،

كتلك المرَّة،

حينما كنا نتناول العشاء مع أصدقائك

رغم أنه لم يكن بيننا شيء.

 

المعركة الأخيرة

تصل بهيّاً مع النهار،

أنت الذي تظنُّ نفسك مهزوماً،

وتعد بمحو كلِّ شيءٍ

وتجعلنا نحلم بعربات

كلّما صارعنا الأسود.

نحن أصحاب البيت،

ضيوف الدهشة،

نرتدي الأحمر

وننام على بقع من الفراولة والحليب.

على موائدنا لا يختفي النبيذ،

ونبقي على السكّريات

دوماً ممتلئة.

 

رحَّالة

تلك الأيّام المظلمة

من فترة الشباب الأولى،

حيث كنّا نحوّل حيواتنا لأساطير

أنت، مسافرٌ دون دعاء

وأنا، حائكة فاشلة.

دون حروب أو بطولات،

حرقنا آذاننا

وحجبنا عيوننا.

دون أيِّ كنزٍ

ولا أيِّ تعويض،

عدا الألم.

(رغم أنَّنا بكينا بما يكفي).

تضحيةٌ بلا أيدٍ ذهبية

لآلهة جميلة،

ولا فرسان شجعان وسيمين

أنقذوا الأميرة،

بل مجرّد حوريّات مزيّفات

وساحراتٌ متوحِّشات،

وبشريون جشعون

ووحوش مرعبون.

كوابيس نقلتنا

عبر بحار غادرة

نبحر بها وحيدين.

دون طريق،

دون عودة.

نبحر

كان علينا أن نذهب

دون لقاء آخر.

 

 

* CATALINA GONZÁLEZ RESTREPO شاعرة كولومبية ولدت في مديين عام 1976، وتقيم اليوم في بوغوتا. من أعمالها: “رغبة بالفرار” (2002)، “ست أغان (من مياه مالحة)” و”قصائد أخرى”، و”المعركة الأخيرة”.

** الترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة وتُنشر بالتعاون مع “إلكترون حر”.

العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى