بيانات الانتفاضة

كلمة رولا ركابي في افتتاح مؤتمر “التطلع إلى دستور ديمقراطي “

 

باسم تجمع سوريات من أجل الديمقراطية ، وباسم المبادرة النسوية الأوربية ،ومساواة أولا، أرحب بالحضور الكريم وأدعوهم للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سوريا .

في خضم الثورة السورية تداعت مجموعة من الحركات النسوية لتشكيل تجمع سوريات من أجل الديمقراطية ، قد يتساءل البعض لماذا الحديث عن المرأة الآن ؟ما أهمية الأمر وسط جحيم القصف والدمار الذي يعيشه الشعب السوري؟ لكن بعودة سريعة لبداية الثورة نرى أن دور المرأة قد تراجع بعد انحسار المد السلمي للتظاهرات ، ونحو الثورة الى العسكرة ، نتيجة لتنامي عنف النظام تجاهها . كذلك واقع أن أكثر الأحزاب والتشكيلات السياسية التي تكونت إبان الثورة لم تأخذ المرأة فيها دورها الحقيقي ، ولم تذكر حقوقها في أي وثيقة من وثائقهم وأقتصر وجودها غالبا على حضور متمم للمشهد، بسبب سيطرة العقل الذكوري الإقصائي المختبئ وراء عباءة الدين .

تش

كل المرأة نصف المجتمع وحجر البناء في الخلية الأولى وهي الأسرة ، اذا كانت المرأة حرة فسوف ينعكس ذلك على جيل جديد بأكمله ، جيل يرضع الحرية ويدرك حقوقه وواجباته. هي مواطنة كاملة الأهلية وليست قاصر تحت الوصاية ، كائن يملك عقله وجسده وإرادته وعليه فقط تقع مسؤولية صون هذه الملكية استنادا الى قانون يحمي حقوقها ويمنع تحويلها الى سلعة تباع وتشترى وفي أحسن الأحوال الى نصف كائن مذكر.

نضال المرأة من أجل حصولها على حقوقها المدنية والقانونية والمساواة التامة في حقوق المواطنة ، وحظر التمييز والعنف ضد النساء ، هو جزء من نضال الفرد السوري من أجل سوريا الجديدة ، دولة المواطنة والقانون ،والتي لا يمكن تحقيقها دون دستور علماني مدني ديمقراطي يفصل بين السلطات.

نحلم ونعمل أن نصل لتأسيس دستور يفصل بين الدين والدولة ، الدين لله والوطن للجميع ، دستور يقر بحقوق المرأة التي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية في كافة أرجاء الكرة الأرضية دون تحفظ أو شرط ، دستور يحمي حرية وحقوق المرأة دون أن يربطها بما يسمى الخصوصية الثقافية ، لا خصوصية ثقافية في الحرية والمساواة . المرأة المضطهدة في أفغانستان والصين تشبه مثيلتها في سوريا والعراق.هي قضية وجود وتحقيق للذات.

لم تكن القضية النسوية في جدول أولوياتي كما الكثير منا ، لكن الثورة أعادت إكتشافنا لأنفسنا وعرفتنا بشكل أعمق على مشاكل مجتمع أعتقدنا معرفته ، نعم المرأة تعاني من ظلمين : ظلم النظام وقمعه وظلم المجتمع وقوانينه الذكورية بإمتياز،تعاني من سلطة تحرمها من حقوقها في العيش الكريم وأخرى لا تعترف بوجودها ككائن حر مستقل.

آن الأوان مع هبوب رياح الثورات العربية ، لكي تكون ثورتنا ، ثورة شاملة في المفاهيم والقيم المؤسسة للمجتمع ، وإن لم يحصل هذا بشكل مدروس من قبل الحركات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني وبخط مواز للنضال من أجل حرية الوطن ، فسوف يأتي اليوم الذي نكتشف فيه أن الأوان قد فات على مثل هذا التغيير ولن يصلح العطار ما أفسده الزمن ، إنه وقت النضال لترسيخ قيم المجتمع الذي نطمح اليه ، قيم تبدأ بحرية التعبير والألتزام بقضايا الديمقراطية والمساواة التامة في المواطنة .

هذا هو المجتمع السوري الذي نطمح ونعمل من أجله ،وكما طعم الزعتر البري ، كما رائحة الياسمين ، هكذا يجب أن تكون حقوق المرأة السورية ، واضحة راسخة ، وملزمة.

ملاحظة: تجمع سوريات من أجل الديمقراطية

أطلقت مجموعة من المنظمات والهيئات والشخصيات العامة تجمع سوريات من أجل الديمقراطية ، وهو تجمع مدني يهدف الى الدفاع عن حقوق النساء بالمواطنة الكاملة والقضاء على كل أشكال التمييز والعنف ضدهن وإدراج هذه الحقوق في الدستور السوري على أساس المساواة التامة بين جميع المواطنين، كما يهدف الى المساهمة في بناء الدولة الديمقراطية العلمانية والحفاظ على سورية دولة ذات سيادة موحدة أرضا وشعبا ، وذلك تلبية لاحتياجات المرحلة التي تعيشها سورية ومساهمة في دعم الانتفاضة التي انطلقت في 15 آذار 2011 لتكون ثورة شاملة ضد التمييز والإقصاء والاستبداد في المجالات كافة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى