صفحات الثقافة

كل الأصداف مُغلقة/ رفائيل ألبيرتي

 

 

تناسُخ القرنفل

1

قرْبَ البحرِ وقرْب نهرٍ وفي سنواتي الأولى،

وددتُ أن أكون جواداً.

ضفافُ أسلٍ من ريحٍ كانتْ وأفراسٌ،

وددْتُ أن أكون جواداً.

الذُّيولُ المُنتصبةُ كانتْ تكنسُ النُّجومَ،

وددْتُ أن أكون جواداً.

اسمعي، أمَّاهُ، خببي الطويلَ عبر الشاطئ،

وددْتُ أن أكون جواداً.

أمّاهُ، مِنَ الغدِ سأعيشُ قرب الماء،

وددْتُ أن أكون جواداً.

في العمق كانت تعيشُ فتاةٌ ذاتُ أربعةِ أفْجَارٍ،

وددْتُ أن أكون جواداً.

2

ذهبتُ.

الأصدافُ مُغلقة.

تلك الرائحة العمياءُ رائحة زبَدٍ

دائماً كانتْ تَذْكُرُنِي.

دائماً كانت تبْحثُ عنِّي.

ذَهبتُ

إنَّني أثْنِي ليموناتٍ

في صحنِ ماءٍ مالحٍ.

كُنْتُ أذكرُكِ.

كنتُ دائماً أجدُكِ.

ذهبتُ.

ما زالتِ الأصدافُ مغلقةً.

3

أخطأت الحمامةُ

كانتْ تخطئُ.

لكي تذهبَ إلى الشَّمالِ، إلى الجنوبِ طارتْ.

ظنَّتِ القمحَ ماءً.

كانتْ تخطئُ.

طنَّتِ البحرَ سماءً،

والليلَ صباحاً.

كانتْ تخطئُ.

ظنَّتِ النجومَ ندى،

والحَرَّ تساقطَ ثلجٍ.

كانتْ تخطئُ.

ظنَّتْ تنُّورتكِ بلوزتكِ،

وقلبكِ بيتها.

كانتْ تخطئُ.

(الحَمامةُ على الضِّفة نامتْ

وأنت فوقَ ذروةِ غصن)

■ ■ ■

سونيتان جسديان

 

تفوح رائحة دمٍ ممزوج بخزامى،

آتية من بين روائح توهُّجاتٍ.

برائحة الدَّمِ تضوعُ الزهورُ المحترقة

والنارُ برائحةِ سَروٍ مُباغتٍ بدَمٍ

مِنَ الهواء ينزلُ رَيٌّ طارئٌ

مِنْ نجمٍ ودمٍ في روائحَ مقذوفَينِ،

وإعصار مِنْ عطور وألوانٍ

من أجلِ الدَّم يترك العالمَ أعمى.

الحُمَّى باردةٌ سقيمة أرِقةٌ تعْوي

طليقة راحتْ تقفزُ

كرعشةٍ عبر المصطباتِ الوحيدة.

والقمرُ على الطنف يتخثَّرُ

يشاهدُ المراهِقَةَ عاريةً من قميصها

ويملأ أوربيَّتَيْها بشقائقِ النعمان.

2

الحربُ إلى الحرب من أجل الحرب. تعالي.

وَلِّي الأدبارَ. البحرُ. افتحي فمكِ.

ضدَّ لغمٍ تصطدمُ عروسةُ بحرٍ

ورئيسُ ملائكةٍ غيرَ آبهٍ يغرقُ.

زمانُ النار. وداعاً. باستعجالٍ.

أغمضي عينيكِ. إنَّهُ الجبلُ. المسي.

تتطايرُ قِممٌ تَرُشُّ صخرةً

وبلا جدوى يغرقُ رئيسُ ملائكةٍ آخرُ.

أ ديناميتٌ للقمرِ أيضاً؟ فلنذهبْ.

موتٌ إلى الموتِ من أجل الموتِ: حربٌ.

حقيقةً، يفكرُ الثورُ، العالمُ جميلٌ.

الغصونُ، حبيبتي، تشتعلُ.

افتحي فمكِ. (البحرُ. الجبلُ)

أغلقي عينيكِ وأطلقي شعركِ.

 

*ترجمة عن الإسبانية مصطفى عائشة الرحماني

العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى