صفحات الثقافة

كيف تقرأ ما حصل في البلدان العربية ثقافياً؟


تآكلت الديكتاتوريات لكن الطغاة قد يعودون

عدنان الهلالي

يختلف الباحثون والمراقبون، في تناول ما يحدث في البلدان العربية الآن وفاقاً لاختلاف مرجعياتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، وبالرغم من ذلك فإن ما حصل أو سيحصل، لم يكن نتاج فراغ أو نتيجة رغبة عفوية، بل هو حصاد حال من التفاعل والغليان والغضب الذي عاشته الشعوب على مساحات زمنية متنوعة أسست لهذا الفعل السياثقافي الذي بدأت ملاحمه تظهر للوجود مع الثورة العربية الكبرى في عام 1916 وما تلاها، تلك الحقبة التي أنهت التبعية للأجنبي كما يعتقد المتابعون.

وإذا حاولنا التأسيس لهذا الفعل أو رد الفعل تاريخياً والبحث عن جذور ليصبح بالنهاية تحرراً فكرياً من قبضة النظام الحاكم في كل بلد عربي، فقد شهدت البلدان العربية مخاضات ثورية على المستويين: النخبوي والشعبي ما زالت الأجيال العربية ترددها، حتى أصبحت جزءاً من ذاكرتنا الجماعية المشتركة.

إن السؤال الجوهري الذي يبرز من بين أسئلة كثيرة قد تتبادر إلى أذهان كل من راقب وشارك ما حدث من شاشة تلفازه أو كان مشاركاً فعلياً في هذا الحدث الذي شغل العالم لأشهر ما الذي حصل كي ينفجر بركان الرفض بهذه السرعة التي بدأت بوادرها في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا مؤخراً، وفي المغرب والجزائر والعراق مع اختلاف المعطيات في البلدان الثلاثة الأخيرة، إذ تمكنت الحكومات من احتواء الموقف والمطالب التي نادى بها المثقفون ومنظمات المجتمع المدني بمجموعة من الإصلاحات الخجولة من أجل تخدير الوعي الشعبي الذي سينفجر عاجلاً أم آجلاً؟

وهل وصلت الشعوب العربية إلى حال من النضوج السياسي والثقافي والاجتماعي فعلاً لتكون صفعة (محمد بو عزيزي) هي صفعة للضمير العربي كي يعود إلى فضائه الطبيعي الذي غادره لزمن؟

المواطن العربي لم يكن أقل شأناً من الآخر الغربي في رفضه للظلم والاضطهاد وتردي الواقع بتفاصيله المختلفة، وعلى العالم الغربي إدراك إمكانية الفرد العربي وقدرته في التصدي إذا ما توفرت له القيادة النموذجية التي تستطيع أن تضعه على المسار الصحيح، وأن ما يحصل هو خارج السياقات المتوقعة التي رسمها لأنظمة عربية خذلت طموحنا وتطلعاتنا في أكثر من مكان كان أبرزها فلسطين والعراق، ربما هي رسالة حبذت الشعوب العربية إيصالها إلى الآخر عندما خرجت في الشوارع تحمل شعاراً تردد كثيراً (الشعب يريد إسقاط النظام).

خضير ميري:

تآكل الدكتاتوريات العربية وحزمات الوعي

لعل اندلاع الثورات العربية بصورة انسيابية فريدة من نوعها وتداعي هذه الثورات على بعضها البعض يشكل لحظة تاريخية حاسمة في تاريخ المجتمعات العربية التي ثارت على دكتاتورياتها المقيتة واختارت تقرير خُطاها نحو الديموقراطية والحرية والمواطنة المشتركة إن هذه الثورات جاءت نتاجاً لتآكل الدكتاتوريات وعدم صلاحيتها في تحقيق طموحات الشعب العربي الذي تلقى حزمات كبيرة من الوعي الحضاري والتفتح التكنولوجي والاطلاع على تجارب الشعوب والمدنيات الأخرى مما صر له أحلاماً جديدة في تغير أوضاعه الاجتماعية والتخلص من حكم الأسر الحاكمة والفرديات القامعة باتجاه إصلاح واقع الدولة والعمل على تغير واقع الحال المتمثل بالبطالة والفقر والحرمان من التمثيل الديموقراطي الذي لم تعد هذه الحكومات تنجح في خداع شعوبها بالديموقراطيات الزائفة والمعارضة المقنعة التي تدين للحكومة ببقائها وازدهارها على حساب الناس ومن هنا فإن هذه الثورات ستواجه صعوبات كبيرة في تحقيق أهدافها لأسباب يطول شرحها.

ويواصل ميري بما يخص النخب الثقافية التي شاركت في صياغة الوعي:

وهنا جاء دور النخب والتخصصات التكنوقراطية وتيارات الوعي التقدمي والليبرالي دورها في تغير رهانات سلفية أو دينية متعصبة قد تلعب دوراً في تهديد هذه الثورات بقصد انتهازها. وهذا ـ والقول ما زال لميري ـ الخطر الوحيد الذي يحدق بالثورات ويزيد المخاوف من تلقائيتها التي لا تتناسب مع البنية السياسية لأية حكومة شعبية قادمة ربما؟ آمل بالوعي الجماهيري وبالخيارات السياسية التنويرية وبالدعم الدولي إلا ان بعض التدخلات الأجنبية قد تنتقي نوع من الأنظمة العربية التي تتناسب مع مصالحها الأزلية في الشرق الأوسط وربما يكون التكهن بمصير هذه الثورات سابق لأوانه والتاريخ لا يحزر في بلادنا العربية.

علاوي كاظم كشيش:

الثورة على الذات…

الثورات العربية التي حدثت هي انجاز وحتمية تطلبتها عوامل كثيرة متشابكة. على أن النظر إلى الطاغية بوصفه هو سبب سوء أحوال الشعب يشكل نصف القضية، أما النصف الآخر فيكمن في الشعب ومؤسساته التي أنتجت الطاغية. لذلك ليس من المستبعد ان يتحول ربيع لثورة إلى خريف سريع إذا استمر المجتمع على الوتيرة نفسها في إنتاج الطغاة، وهذا يعني ان الثورة على الطاغية هي تحصيل حاصل قياساً بثورة أعم وأشمل هي ثورة الشعب على ذاته وعلى طرق صناعته لقوّاده.

ويضيف كشيش في السياق نفسه:

يجب أن نبدأ بالثورة الثقافية أولاً مسبوقة باكتشاف الذات والقدرات وإيلاء الفرد كرامة مضمونة في وجوده لا هبة يهبها إياه المدعون والمتسلطون والمتزلفون، والربيع الثقافي ثورياً يتمثل بالحركة الصحيحة لولادة الشعوب، أما توالي الطغاة فهو أمر مضمون ومستمر إذا كانت الشعوب لا تعي ولا تتثقف.

زينب الربيع:

الثورات أثبتت خطأنا

نتصور بأن الأجيال الجديدة وبخاصة الشباب أقل وعياً وثقافية من الأجيال السابقة تهتم فقط بصيحات الموضة والنت والأغاني والأفلام الحديثة، لكنهم أثبتوا خطأنا الكبير حين قادوا الثورات السلمية في تونس ومصر واليمن وسوريا، وليبيا.

وهذا يبرهن على أن الثقافة المعلوماتية على النت ليست أقل من ثقافة الكتب التي أشبعت أفكار الجيل القديم في بداية القرن العشرين فقادوا الثورات وشكلوا أحزاباً حكمت الشعوب. فقد أثبت الشباب أن لهم أفكاراً كامنة وعميقة قادتهم إلى نهج وسبيل واضح جداً نجح بامتياز وبوقت قياسي وهذا ما سيتجسد ـ على ما أظن ـ في صراع من نوع معاكس بين الأجيال، وسيؤثر في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والحياتية كافة في تشجيع الشباب على عدم التقولب والانفتاح أكثر والتحرك بشكل أكبر من أجل تغيير أشمل في صعد الحياة كافة بعيداً عن ثقل خطى الكبار والمخضرمين الذين احتكروا جوانب عديدة في الحياة وتسلطوا وإن أخطأوا بدعوى الخبرة والحكمة والدراية العميقة.

أما عن التوقيت المحتمل لهذه الثورات فتقول:

إذا ناقشنا الأمر من ناحية الزمن وانسجامه من عدمه، فإني أتصور أن الوقت لا يفرض نفسه على الشعوب بمجموعها، بل العكس فقد تمرُّ عصور على الشعوب، وهي راكدة وخاملة ومخدرة، بينما تمرُّ أعوام قليلة متغيرة بسيرورتها وصيرورتها كما سيحدث في المنطقة العربية على مدى السنين القادمة، وليس بالضرورة أن يؤتي أكل الثورات ويعم الخير على الشعوب بعد الثورات وبوقت قصير، لأن هناك معطيات كثيرة وتحديات ضخمة وتدخلات عالمية وإقليمية ستفرض أجنداتها بحسب مصالحها ولن تبقى مكتوفة الأيدي أمام حكومات وطنية وديموقراطية حقيقية في المنطقة العربية بعيداً عن مصالح أميركا وإسرائيل وخدمتها كما كان يفعل الحكام المخلوعون والذين سيُخلعون بإذن الله وإرادة الشعوب، إن الأحداث العظيمة لا يمكن حدوثها متأخرة إنما لها وقت مناسب ومحدد دائماً.

فيصل عبد الحسن:

تدجين الأحزاب والقوى المعارضة

من الواضح أن أنظمة الحكم في معظم هذه الدول العربية استطاعت أن تدجن الأحزاب والقوى المعارضة، أو في الأقل انها استطاعت ان تدجن وتكمم معظم قيادات هذه القوى، وبمختلف الوسائل المعروفة، الهبات والعطايا، التخويف أو المعلومات التي تملكها على المعارضين أو عائلاتهم، وكذلك دجنت المؤسسات العسكرية وقياداتها المؤثرة.

لقد جاء 9 نيسان عام 2003 وهو تاريخ وقوع العراق تحت الاحتلال الأميركي البريطاني، وبهدف إسقاط إحدى هذه الدكتاتوريات، العريقة، نظام صدام الذي بقي في الحكم لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، ومن دون أن يواكب ما يحدث في العالم من تطورات، وفضل تقليد نظام كوريا الشمالية، والفرق بينهما، أن النظام الكوري الشمالي يستمد قوته من كونه يقع مجاوراً للصين، التي تعتبر هذا البلد جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي، بينما النظام العراقي المكروه من الجميع ومن شعبه، لا يمتلك أي قوة حقيقية تبقيه على قيد الحياة في مواجهة قوى كبرى.

ويواصل عبد الحسن حديثه بشأن الحراك العربي فيقول:

بعد أن نظرت الشعوب العربية للمصير السيئ الذي آلت إليه أحوال الشعب العراقي بسبب التغيير الذي جاء من الخارج، وعلى ظهر دبابة أميركية وبريطانية، فأصاب اليأس هذه الشعوب من التغيير في بلدانها بمساعدة مباشرة من دول أجنبية، وخلال سنوات اليأس هذه رأينا سيطرة شبه مكتملة على مصائر الشعوب العربية المبتلية بهذه الأنظمة من قبل حكوماتها الأمنية، والشعوب كانت تنظر لأحوالها تسوء وتسوء، يوماً بعد آخر.

ويحاول أن يربط ما يحدث بالجانب الاقتصادي:

أثرت الأزمة المالية العالمية عام 2009 في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد تصديرها في ما بعد لمعظم اقتصادات الدول العربية، مما زاد في معاناة هذه الشعوب العربية، واستفادت الشرائح الطفيلية في هذه الدول، التي تدعم الأنظمة من هذه الأزمة لتزداد غنى وتسيطر على مقدرات هذه البلدان بما سمي وقتها بتحالف رجال الأعمال والسياسيين، واقتسامهم للحكم، فجعل الحكومة والبرلمانات المدجنة مصدرة للقوانين، التي تؤكد سلطتها وتعطي المبررات لسرقتها للمال العام. ومن عادة الشعوب أنها تترك وراء ظهورها قوى التغيير التي يتم تدجينها، لتظهر فيها قوى جديدة لا تعرف عنها القوى الأمنية شيئاً، هذه من ضمن محركات التأريخ وطبيعة الشعوب، وبعد إفراز قياداتها الثورة الجديدة.

لقد دخلت أسلحة جديدة في حرب هذه القوى مع الحكومات الأمنية، وسائل اتصال حديثة عبر الفيس بوك وتويتر وسكايب ورسائل SMS عبر الهواتف النقالة واستخدم شباب هذه القوى الانترنت لنشر مدوناتهم، المعبرة عن روح الثورة، لقد استخدم العالم الافتراضي في الانترنت بشكل واسع، لخلق التحول على الأرض من خلال اعلام قوي عبر أشرطة الفيديو، مستفيدة من خلافات الأنظمة الأمنية العربية الحاكمة في كل دولة عربية في ما بينها، مما جعل كل حكومة تبث تلك الأفلام في إعلامها التلفزي للتأثير على الوضع للنظام المعادي لها، فما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن هي البداية لتغيير شامل، ستكون نتائجه في دول عربية تعتبر نفسها في الوقت الحاضر بمنأى عما يحدث في هذه الدول، ولتفادي أكبر قدر من التخريب في البنى لهذه الدول بسبب هزات مشابهة على الأنظمة المتبقية.

التعلم من الدرس جدياً، وأن تتيح لعوامل الثورة أن تتفاعل في داخلها، والسماح لأكبر قدر من هواء الثقافة النقي أن يملأ ساحات النقاش الحر، من أجل التغيير السلمي في هذه البلدان، فقوانين اللعبة تغيرت، ولا تستطيع الحكومات العربية الأمنية أن تستمر بالقوانين ذاتها، التي حكمت فيها هذه البلدان لعقود، لقد هبت رياح التغيير وعلى الجميع ان يعوا هذه الحقيقة، ومن لم يتغير بسيوف العسكر والأحزاب التقليدية سيتغير عبر حملات الفيس بوك واليوتوب.

بشرى الهلالي:

صحوة ثقافية بعد سبات

على الصعيد الثقافي تشكل الثورات التي حدثت تحولاً خطيراً في تكوين النسيج الثقافي للشباب العربي كون الذين قادوا هذه الثورات غالبيتهم من الشباب وعن طريق الانترنت والفيس بوك، أي أنه يمثل صحوة ثقافية بعد سبات ثقافي دام عشرات السنين، مما يعني ولادة جيل جديد يتمتع بوعي وإدراك لما يحدث على الساحة السياسية. وهذا الوعي مرتبط بالجانب السياسي كونه ساعد على كشف الفساد والأساليب القمعية للنظم الديكتاتورية التي جثمت على صدور هذه الشعوب لسنوات طويلة. من ناحية أخرى لا يمكن ان نعزو كل ما يحدث إلى دور الشباب والوعي فقط، فدور الدول الكبرى وخصوصاً أميركا له أثر في تحريك هذه الشعوب كون أميركا تحاول تغيير سياساتها بوصفها إمبراطورية تفرض سلطتها وديموقراطيتها وتحقق مصالحها من خلال الحروب والسلاح، وإنما تسعى إلى قلب أنظمة الحكم وتغيير خارطة الشرق الأوسط من خلال التدخل بشكل خفي ومبطن في شؤونه.

هادي ماهود:

فن الفوتوشوب أقوى من الكلاشنكوف!

لعبت وسائل الاتصال الحديثة دوراً في تكسير الحواجز التي فرضتها دكتاتوريات العوائل التي هيمنت لعقود على المشهد السياسي العربي وكتمت أنفاس مواطنيه، فلم تعد المناشير والخلايا الخيطية السرية طريقاً للمقاومين، بل تحولت صفحات الفيس بوك إلى وسائل لتنظيم المقاومة التي أطاحت أقوى الديكتاتوريات فكان وائل غنيم جيفارا بلا بنادق أو أدغال وتحول المواطن بجهاز الموبيل إلى مراسل حربي ينقل تعسف الأنظمة وتعاملها القاسي مع المتظاهرين كما حدث في شوارع وحواري المدن الليبية والسورية.. الوقائع سجلت تراجع الأيديولوجيات المعلبة لصالح حركات التغيير الشبابية التي تتقن فن التعامل مع الفوتوشوب أكثر من بنادق الكلاشنكوف.

وبما يخص سرقة الثورات يتابع ماهود قوله:

سجل التاريخ الحديث سرقات في وضح النهار لثورات بفعل تخاذل العلماني أمام المد الطائفي أو الديني المسنود بأغلبية غير متعلمة، والتجربة الإيرانية ليست بعيدة وما يحدث الآن في العراق دليل على تراجع المثقف أمام العادي وهذا ما أعطى لشباب ميدان التحرير دافعاً قوياً لسحب البساط من تحت جماعات الإخوان التي زحفت إلى الميدان بعد ان استتب الوضـــع لصـــالح التغيير، وما يحدث من صمود ومطاولة لشــباب ساحة التغيير اليمنية ينبئ بأن التغيير سيتحقق لصالح الديموقراطية التي يسعى الشـــباب لها.. أعتقد أن التغيير جاء بوقته وســـوف لن يستـــثني نظاماً عربيا فحان خريف الأنظمة ولم يعد ربيع الشعوب بعيدا.

علي اليعقوبي:

الثورات نتيجة لوعي اجتماعي ثقافي

المتغيرات التي حصلت في خريطة السياسة العربية اليوم، هو نتاج وعي اجتماعي وثقافي أفرزه نضج العقل المعاصر، وتمثل ذلك بمغادرة السياق السياسي السائد في فترة زمنية معينة، الذي ينطلق من أيديولوجيات أنتجتها مؤسسات عربية وإسلامية ومؤسسات علمانية مؤدلجة، فانفتح بذلك العقل العربي إلى فضاءات أكثر حرية إذا ما قورنت بقيود تلك المؤسسات الجامدة التي أنتجت فرداً ضمن أطر ضيقة لا تمت إلى الوعي والرأي والعام بصلة لأنها؛ مرتبطة بأنظمة قزمت الفرد وأخرجته من دائرة الوعي الفردي الذي ينتج الحياة.

ويواصل اليعقوبي:

في ظني ان الحركة الاجتماعية المعاصرة هي خط شروع لإنتاج فرد يعي ذاته ويعي مستقبله، فرد قادر على أن يبني حياته ضمن مساحات أوسع، وليس فرداً يُصادر جهده اليومي إلى دائرة انتمائه السابق في إطار تلك المؤسسات، وما دخول تلك المؤسسات الحزبية والسياسية إلا إعادة تشكيل على فتات مائدة لا تغني ولا تشبع من جوع.

أما هل كانت هذه الثورات منسجمة أو متأخرة زمنياً؟ فيضيف اليعقوبي:

لا أعتقد ان ما حصل من حركات شعبية اجتاحت معظم العواصم العربية وكان هدفه التغيير بطبيعة الحال مرهون بحدث ما أو طرف ما، ولكن ما حصل أو سيحصل مستقبلاً هو قدحة أشبعها وجدان حيّ وضمير يقظ تحرك من معاناة طويلة سابقة استمرت لعقود زمنية أكلت بين فكيها أجيالا عربية حلمت بهذه اللحظة وقد وجدت لها الظروف المناسبة التي تهيأت فكانت البداية من تونس ثم أقطار عربية أخرى تبعتها على نفس المسار.

(كاتب عراقي)

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى