صفحات الحوار

لؤي حسين : دعوة واشنطن الأسد إلى التنحي ربما أربكت المعارضة


 أكد المعارض السوري لؤي حسين أن اعلان اللقاء التشاوري عن تأسيس مجلس وطني «لا توافق عليه قوى المعارضة في الداخل»، كاشفاً عن وجود قيادات داخل الثورة مؤهلة أكثر من غيرها لقيادة المرحلة الانتقالية.

ورأى حسين، في مقابلة اجرتها معه «الراي» خلال زيارة سريعة الى بيروت أن دعوة الولايات المتحدة الرئيس بشار الأسد للتنحي «ربما أربكت المعارضة، وخصوصاً أنها تحتاج الى تحديد رؤيتها بشكل أوضح»، معلناً «حتى الآن لا بدائل شبه جاهزة عن السلطة تلي مرحلة ما بعد السقوط».

واذ استبعد إمكان استقالة الاسد، اعتبر انه «حتى لو قرر الاستقالة فإن النظام لن يسقط بهذه السهولة»، مؤكداً «أن انضمام كافة المدن الى الثورة يساعد على سقوط النظام». وفي الاتي نص المقابلة:

• اللقاء الذي جمع أمير قطر بالرئيس الايراني الخميس اثار تقديرات متفاوتة حيال الهدف من الزيارة ونتائج المباحثات، وثمة وجهة نظر تقول بطرح قطر لمبادرة من أجل اخراج سورية من أزمتها. ما قراءتك السياسية لهذه الزيارة؟

ستكثر المبادارت من كافة الدول المعنية بالملف السوري، ما قد يحوّل البلاد ساحة للصراع الدولي. أما الحديث عن مبادرة تطرحها قطر، فلا أملك تفاصيل دقيقة عنها ولكن ما يمكن تأكيده أن حل الأزمة في سورية في حال طُرحت أي مبادرة قطرية كما تتداول بعض وسائل الإعلام لا بد له أن يمر عبر التشاور مع ايران باعتبارها الحليف الاستراتيجي للنظام السوري وباعتبارها الأكثر تأثيراً عليه إثر تزايد عزلة النظام على المستوى الدولي.

• الرئيس الايراني دعا النظام السوري والمعارضة الى الحوار الهادئ. ما رأيك بهذا التحول الايراني في مقاربة الأزمة السورية؟

التحول في الخطاب الايراني يعود الى سبب أساسي هو أن النظام في ايران يشعر بأنه سيخسر حليفاً استراتيجياً، وذلك بعد إدراكه أن الشعب السوري ماضٍ في ثورته. وتندرج دعوة الرئيس الايراني الى الحوار في اطار الحفاظ على المصالح الاستراتيجية بين دمشق وطهران.

• اللقاء التشاوي الذي عُقد في تركيا أعلن عن تأسيس مجلس وطني. وفور الاعلان عن هذه الخطوة اعرب ممثلو المؤتمر السوري للتغيير عن انسحابهم من المشاورات. ما رأيك في خطوة الاعلان عن هذا المجلس؟ ولماذا يتخوف بعض المعارضين من هذا الاجراء؟

جرت أكثر من محاولة لتشكيل مجلس يكون بمثابة البديل عن السلطة من أجل قيادة مرحلة انتقالية، لكن خطوة الاعلان عن تأسيس مجلس وطني تعارضها غالبية قوى المعارضة في الداخل، ونحن ضد تشكيل أي هيئة تطرح نفسها كبديل عن السلطة. لا يوجد تخوف من القيام بهذه الخطوة، ولكن في لحظة تراخي الخيار الأمني ثمة قادة في داخل الثورة مؤهلون أكثر من غيرهم لقيادة سورية نحو الديموقراطية والتعددية السياسية.

• كيف تلقت المعارضة الداخلية دعوة الولايات المتحدة واوروبا الرئيس الأسد للتنحي؟

قبل دعوة أميركا الرئيس الأسد للتنحي اعتبرت المعارضة السورية أن النظام بحكم المنتهي. وربما هذه الدعوة أربكتها، وخصوصاً أنها تحتاج الى تحديد رؤيتها بشكل أوضح. وحتى الآن لا بدائل شبه جاهزة عن السلطة تلي مرحلة ما بعد السقوط.

• هل يمكن للرئيس الأسد أن يتخذ خطوة تاريخية ويعلن استقالته من منصبه؟

أستبعد أن يقوم الرئيس الأسد بهذه الخطوة. وحتى لو قرر الاستقالة فإن النظام لن يسقط بهذه السهولة بأجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية.

• لماذا لم يقدم الجيش السوري حتى اللحظة على تأييده للحركة الاحتجاجية كما حدث في مصر وتونس؟ وهل تتوقعون انشقاق بعض الألوية في حال تفاقم الوضع على المستوى الميداني؟

بنية الجيش السوري تختلف عن الجيشين المصري والتونسي، فالجيش السوري يدعم رئيس البلاد وبالتالي هو يدافع عن السلطة السياسية من هذا المنطلق.

• هل تتخوف من تسليح الثوار في سورية كما حدث في ليبيا؟

إذا دخلت البلاد في هذه المرحلة الخطيرة جداً فهذا الأمر سيؤدي الى انقسامات، ولا أعتقد أن الحالة الليبية يمكن أن تنطبق على الحركة الاحتجاجية في سورية، وهذا لا يلغي إمكان نشوء بعض الجماعات المسلحة التي اختارت طريق الكفاح المسلح.

• مدينة حلب تملك ثقلاً اقتصادياً وتُعتبر من أكبر المدن السُنية. لماذا لم تدخل حتى اليوم في الحراك الشعبي؟ وهل تعتقد أن المصالح الاقتصادية التي تربط فئة رجال الأعمال مع النظام هي التي تمنع تحركها؟

من الصعب معرفة الأسباب التي تمنع حلب من دخول الحركة الاحتجاجية. وصحيح انها ذات غالبية سُنية وترتبط بمصالح اقتصادية مع النظام، لكنها لا تملك حيزاً سياسياً كما هو الحال مع العاصمة دمشق وحماة وحمص، فهذه المدن الثلاثة تملك عمقاً ثقافياً وسياسياً أكثر من حلب. أما بالنسبة الى كونها من الغالبية السنية فإن كافة المدن السورية لديها هذه الخاصية.

• لماذا يتخوف المسيحيون من الانخراط في الحركة الاحتجاجية؟

مسيحيو سورية يشاركون في الثورة السورية ولكن على مستوى أفراد، وهم يتخوفون من أن زوال النظام سيؤدي الى تهميشهم على الصعيد السياسي وهم أيضاً قلقون من السيناريوات التي تقول ان البديل عن النظام هو المشروع السلفي.

• الطائفة الدرزية لم تشارك بفعالية في الحركة الاحتجاجية. في رأيك ما الأسباب التي تمنعها من الانخراط بشكل فاعل على المستوى الميداني؟

الدروز من الطوائف التي تملك بنية اجتماعية خاصة ترتبط بطبقة الشيوخ، وهذه الطبقة وحدها القادرة على تحديد موقف الدروز من الحركة الاحتجاجية، مع العلم ان بعض الشباب والصبايا من الطائفة الدرزية شاركوا في السابق ولاسيما في منطقة السويداء وحي جرمانة في دمشق، وقد تعرضوا للقمع.

• ما رأيك في خطاب الاخوان المسلمين في سورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية؟

تقدم حركة الاخوان المسلمين خطابين مزدوجين، فهي تريد تأكيد أنها تؤيد الحداثة السياسية، ومن جهة أخرى لا تعلن بشكل صريح عن موقفها من علمانية الدولة.

• لكن المعارضة من غير الاخوان المسلمين لم تحدد موقفها بشكل واضح في ما يتعلق بعلمانية الدولة وقد سبق لأدونيس أن انتقد المعارضة السورية بسبب عدم توضيح رؤيتها لمسألة الفصل بين الديني والسياسي. ما رأيك في ذلك؟

الاشكاليات التي تعانيها المعارضة معقدة. ومعلوم ان سورية على مدى ثلاثة عقود تقريباً تعاني غياب الحياة السياسية، والمشكلة أن المعارضة تواجه سلطة شمولية ومجتمعاً متخلفاً، ولذا فإن تحديد الموقف من مسألة الفصل بين الديني والسياسي التي دعا اليها أدونيس لا يمكن الحديث عنها في هذه المرحلة، وإنما تحتاج الى ظروف مختلفة تتطلب بدورها تحديث بنية السلطة وبنى المجتمع السوري.

• ما الذي تحتاج اليه المعارضة اليوم؟

تحتاج الى الوقت، والى توضيح رؤيتها بشكل أدق. وهي في الوقت الراهن غير قادرة على القيام بهذه الخطوة بسبب القمع الشديد الذي يخيف النخب المثقفة والطبقة الوسطى.

• ولكن الفئات الشعبية هي التي تقود الحركة الاحتجاجية في سورية وليس النخبة الحاكمة. هل يعني ذلك أنك تستبعد دور الجمهور؟

الرؤية السياسية تحتاج الى الجلوس على طاولة الحوار، والفعل التظاهري ليس فعلاً سياسياً ولا يمكن ان ينتج رؤى سياسية.

• أين المرأة السورية في الحركة الاحتجاجية؟

ـ بعض المدن السورية شهدت مشاركة نسائية في الحركة الاحتجاجية لكنها تراجعت واكاد اقول اختفت نتيجة القمع الشديد الذي تتعرض له البلدات والمدن السورية.

• هل العقوبات الاقتصادية التي من المتوقع أن يفرضها مجلس الأمن على القيادات السورية قد تعجل من سقوط النظام؟

العقوبات لن تؤدي الى سقوط النظام وربما قد يتحوّل النظام الى مافيات من دون أن يؤدي ذلك الى السقوط.

• ما الذي يعجّل من سقوط النظام؟

دخول كافة المدن السورية في الحركة الاحتجاجية وفي طليعتها دمشق. وهذا الأمر ليس ممكناً حتى الآن، لأن النظام ما زال لديه مؤيدون يريدون حمايته من الانهيار.

• ثمة إشكالية طرحت منذ اقدام النظام على تقديم رزمة من الاصلاحات تقول ان الرئيس الأسد غير قادر على القيام بخطوات اصلاحية جذرية. ما رأيك في ذلك؟

لا أريد التعليق على المسائل التي تطال شخصية رئيس الجمهورية.

• ما رأيك في النظرية التي تقول إن سقوط النظام السوري سيفقد ما يسمى الهلال الشيعي احدى أهم حلقاته؟ وكيف تقرأ الموقف الايراني الداعم للنظام؟

لا شك في أن ايران ترتبط مع النظام السوري بشبكة مصالح سياسية واقليمية، وفي حال سقط النظام فإن هذا السقوط سيترك تأثيراً كبيراً عليها، خصوصاً أن ايران تعتمد على سورية في تحركها الاقليمي، وأعتقد أن هناك مبالغات سياسية في الحديث عن هلال شيعي.

• ما الأوراق الاخيرة التي يملكها النظام السوري؟

ليس لديه سوى اوراق العنف وتخريب البلاد.

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى