صفحات سورية

لاصوت يعلو على انتفاضة الشباب

 

 


صلاح بدرالدين

لاعودة الى الوراء ولاراد لحكم التاريخ لقد ثار الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه ضد الاستبداد ومن أجل التغيير الديموقراطي السلمي وفي سبيل استعادة كرامته الوطنية وقد حمل الشباب السوري راية الانتفاضة في خضم عملية التحول التاريخي الثوري الشاملة في المنطقة واستعاد موقع الصدارة في قيادة النضال منذ أكثر من شهرين وقدم التضحيات الجسيمة بما يناهز الألف شهيد ومازال يحصي جرحاه بالمئات ومعتقليه ومخطوفيه الذين فاقوا الخمسة عشر ألفا أمام مضي السلطة القمعية الجائرة في اقتراف الجريمة تلو الأخرى أمام أنظار المجتمع الدولي وتنفيذ أبشع خططه الأمنية العنفية وهي على أي حال خطط حربية بامتياز بمشاركة قطعات مختارة موالية من التشكيلات العسكرية بكامل أسلحتها المدربة خصيصا لمواجهة الشعب الى جانب ادارة حرب اعلامية بتسخير كل امكانية الدولة تفتقر لسوء حظها الى أدنى شروط الصدقية وانتهاء بمواصلة المناورات السياسية واستعمال العصا والجزرة لتوسيع صفوف الموالاة من التنظيمات السياسية والشخصيات التقليدية المهادنة المدجنة يمينا ويسارا العربية منها والكردية وغيرها التي فات أوانها منذ أمد وأصبحت عارية تماما بعد اندلاع الانتفاضة المباركة .

كل وطني حريص على حاضر ومستقبل البلاد والعباد بل وكل منتفض من أقصى سوريا الى أقصاها يتمنى بكل مشاعره ومن قرارة نفسه أن لايبقى في الساحة أي متردد الا ويلتحق بالحراك الجاري في الميدان وفي الثقافة والموقف وأن لايبقى أي صامت الا ويطلق الشعار التاريخي – الشعب يريد اسقاط النظام – كائنا من كان ذاك تنظيما أو جماعة أو فردا أما من يريد البحث عن الذرائع ويختلق الأعذار للتوجه بعكس سير الانتفاضة الى درجة الانخراط في مشروع النظام فنقول لمثل هؤلاء قد تصطنعون الأسباب الواهية اليوم وما أكثرها في مثل هذه الظروف الاستثنائية ولكن حذار عليكم تقديم الأجوبة المقنعة في الغد القريب فهل ستمتلكون ذرة من الحقيقة آنذاك .

الانتفاضة الوطنية السورية السلمية وفي بعدها الخارجي أحوج ماتكون الى المواكبة من جانب كل الوطنيين خاصة وأن قضايا التحول الديموقراطي وتغيير النظام في بلادنا لم تعد مسألة داخلية بحتة كما هو الحال في بلدان سبقتنا في الخلاص مثل تونس ومصر أو مازالت في مراحلها النهائية مثل ليبيا واليمن ومن الواضح أن هناك درجة من التوافق حول الدور المنوط بخارجنا الوطني ووظيفته في المرحلة الراهنة والمتمثلة في تقديم كل وسائل الدعم للانتفاضة والالتفاف حول شعارها التاريخي في اسقاط الاستبداد وكل ما يعزز صمودها واستمراريتها وتوسيع صفوفها من دون أية وصاية عليها أو حتى التفكير بقيادتها عن بعد بل السير من خلفها وقبولها كمصدر أساسي للشرعية الوطنية في اللحظة الراهنة وعلى ضوء ذلك يمكن عقد المؤتمرات واللقاءات من أجل التشاور وفي سبيل تنظيم وسائل الدعم وتفعيلها خاصة في مجالات الاعلام وتوفير شروط استمرارية الانتفاضة بمختلف جوانبها والحد من التأثيرات السلبية لمخططات النظام في مجال اجراءات الطرد والفصل وقطع سبل العيش على كل من يعترض ويخالف ومن دون شك هناك طاقات مبدعة في صفوف خارجنا الوطني وهناك الكثير من المشاريع والمقترحات قد تجد مكانا مناسبا لها في مثل تلك اللقاءات للأخذ بها وتجييرها لصالح الانتفاضة وفي هذا المجال وبحسب ما أرى فان كل فرد من خارجنا الوطني من حقه أن يشعر بأنه يمثل مبادىء الانتفاضة ويحمل قضيتها في رأسه وقلبه وهو أمر حسن وتوجه صادق من دون أن يدعي لحظة بأنه الناطق باسمها أو المخول بتمثيلها في المحافل والمنابر والمناسبات .

عودة الى ساحتنا الوطنية الكردية التي يرغب البعض من من فاجأته الانتفاضة على حين غرة في اثارة – الغبار – في وجه التحول العميق الجاري الآن في المفاهيم والمواقف ومحاولة خلط الحابل بالنابل لنقول أن على رأس تلك التبدلات اعادة تعريف ” الحركة الكردية ” والتي بدأت عمليا منذ هبة آذار قبل سبعة أعوام لتستكمل اليوم مع بزوغ فجر الانتفاضة الوطنية السورية العربية – الكردية أساسا ومشاركة المكونات الأخرى والجوهري فيها هو تشكل نواة شبابية وفي صفوفها ومن حولها من كل الطبقات والأعمار لتبوؤ صدارة الحركة وقيادتها ميدانيا ممزوجة بأرفع آيات التضحية والفداء وهم بناتنا وأبناؤنا واخوتنا انبثقوا من نفس بيئتنا نتيجة عوامل التطور التاريخي الذاتية منها والموضوعية والاستفادة من انجازاتنا واخفاقاتنا والتحول هذا ليس ادانة لتاريخنا السياسي ولا لماضينا ولا للطبقات والفئات التي تصدرت كفاحنا القومي منذ حركة خويبون وحتى الآن ( فمن ليس له قديم لن ينعم بالجديد ) والاشكال الأساسي مع بعض قيادات التنظيمات التي تراكمت عليها المآخذ والملاحظات منذ عقود ومازالت في واد آخر ترفض المستجدات وتتعامى عن رؤية الواقع والتسليم به ولاتنحني للانتفاضة وهي من ارادة الشعب بل تريد الحاق الأذى بها أحيانا وزيادة على ذلك وفي هذه اللحظات التاريخية الدقيقة والخطيرة تثير من حول نفسها الشبهات بخصوص مايتردد من صلات مع السلطة من وراء ظهر شباب الانتفاضة أليس الواجب يقضي في مثل هذه الحالات أن تبادر تلك القيادات الى تبرئة نفسها من خلال بيانات واضحة ومقنعة وهل بات نقد ممارسات ومواقف بعض قيادات ورموز التنظيمات الكردية التقليدية ادانة لتاريخ الحركة الكردية كما يروج لذلك البعض عن قصد أو قصور ؟ هنا نضم صوتنا الى نداءات شباب الانتفاضة وبشكل خاص الى ندائهم الأخير حول جمعة حماة الديار الذي جاء فيه : ” لم يعد الصمت شراكة سلبية فيما يرتكبه النظام من جرائم إبادة ومقابر فحسب وأنما الصوت الخافت والخجول أيضا ”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى