صفحات الحوار

لقاء تجمع أمارجي مع حازم نهار

الملتقى الرابع : لقاء أمارجي مع حازم نهار في يوم الإثنين ٢٧ أيـار ٢٠١٣ الثامنة مساءً بتوقيت دمشق إستضاف تجمع أمارجي ندوة حوارية مع الدكتور حازم نهار على صفحة ملتقى أمارجي في موقع التواصل الإجتماعي فيسبووك تحت عنوان “المسافة بين الثورة والمعارضة … بين اليوم والغد”. جرى خلاله طرح الإسئلة من قبل الجمهور لمدة أربعة أيام والإجابة من قبل الدكتور حازم لأكثر من ست ساعات متواصلة. بدأت الندوة بنص طرحه الدكتور حازم جاء فيه: “منذ بداية الثورة السورية وحتى اللحظة كانت نقطة الضعف الرئيسة فيها هي عدم وجود أو تبلور قوى سياسية تؤدي الوظائف الثلاث المطلوبة: الأولى، إيصال رسالة إلى العالم الخارجي بأن سورية تتوافر على بديل ناضج ورصين، قادر على القيام بإدارة المرحلة الانتقالية بعد رحيل النظام. الثانية، إيصال رسالة إلى الثورة وأهلها بأن هذه المعارضة تستطيع أن تقود العمل السياسي والإعلامي اللازمين خلال مرحلة ما قبل رحيل النظام. أما الثالثة، فهي خلق الاطمئنان على المستقبل عند المحايدين والخائفين والموالين من الشعب السوري عبر تقديم خطاب وطني جامع. لكن للأسف، فإن ذلك لم يحدث، ولهذا أسبابه العديدة. ومع ذلك، ما يزال العمل على إنضاج التمثيل السياسي أمراً في غاية الأهمية، ومن دونه سيكون التفسخ في شتى المجالات هو المصير الطبيعي للثورة، وهذا هو أكثر ما يراهن عليه النظام الحاكم”. الندوة تركزت على المحاور التالية: المعارضة بين الخارج والداخل والعلاقة بين أجيالها المختلفة. / إستقلالية المعارضة وحّمى التمويل / الثورة : ما الذي ينقصها لتنتصر …فكر، فعل أم سياسة ؟ / أهمية اكسسورات الثورة في الفاعلية والتوحيد : العلم، الشعارات، العمل السلمي وأدواته واماكنه / سوريا : استراتيجيا ومسؤولية السلطة القادمة. بعدها بدأت الأسئلة تتوارد تباعاً، كما الأجوبة من قبل الدكتور حازم.. وفيما يلي نص اللقاء: Yasser Khanger دكتور حازم مساء الخير. واحدة من النقاط التي يُجمّل النظام بها نفسه هي ادّعاء المقاومة، واستخدام فلسطين والجولان كوسيلة لتحويل الأنظار عن بشاعته في التعامل مع المواطنين السوريين وقد نجح في ذلك عند كثيرين من القوميين والماركسيين تحديداً. من جهة أخرى يبدو وكأن المعارضة سلّمت له بذلك حيث لا نجد في خطابات المعارضة حضوراً للقضيتين الفلسطينية والجولان السوري المحتل إلا بشكل خجول مما أفقدها ثقة كثير من الأحزاب والتنظيمات اليسارية. هل ترجع هذه الضبابية إلى عدم إرخاء خيوط الارتباط بين المعارضة والدول الغربية الداعمة لدولة الاحتلال؟ كيف تقرأ علاقة سوريا الحرّة مع قضية التحرر من الاحتلال الإسرائيلي في ظل ارتهان الكثير من تجمعات المعارضة الخارجية إلى قرارات الدول الغربية المُساندة لدولة الاحتلال؟ د.حازم نهار كان كيسنجر يقول: نصف سورية هو السياسة الخارجية. أعتقد أن السبب الأساسي هو عدم وعي المعارضة لماهية سورية. فبلدنا ليس دولة نفطية، ولا هي دولة مهمة اقتصادياً، وينظر إليها بحذر من قبل المجتمع الدولي بحكم تكوينها الإثني والمذهبي المتنوع بما يجعل التعاطي حذرا مع هذا البلد. النقطة الأساسية المهمة في سورية هي سياستها الخارجية وارتباطها بملفات المنطقة المعقدة: الوضع اللبناني الهش والقابل للانفجار في كل لحظة، وجود حزب الله كقوة عسكرية داخل لبنان وارتباطه المباشر بالسياسة الإيرانية، العلاقات السورية الإيرانية، الوضع غير المستقر في العراق، علاقة النظام بأكراد تركية، هشاشة الدولة والمجتمع الأردني، قضية الجولان، القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، وضع الفلسطينيين اللاجئين في سورية ولبنان والأردن…. إلخ. كل هذه القضايا لم تناقش داخل المعارضة في حين هي العناصر الأساسية التي تحكم المجتمع الدولي في التعاطي مع سورية، ويعتقد بعض أهل المعارضة أن الصمت حول هذه النقاط أفضل من الحديث فيها، وهذا غير صحيح. في سورية الديمقراطية لا خوف على الجولان ولا على دور سورية فيما يخص القضية الفلسطينية. فالأمر له علاقة بالوضع الجيوسياسي لسورية ولا علاقة له بتكتيكات فارغة لعدد من المعارضين السذج. إسرائيل عدو يحتل أرضاً سورية هي الجولان، لكن لا يمكن حسم المعركة مع العدو الإسرائيلي بالجيوش وحدها بمعزل عن عمقها الاجتماعي ومستوى تقدم المجتمع، فالقوة العسكرية هي المحصلة النهائية لعناصر القوة المتوفرة كافة لدى هذا المجتمع، لذلك فإن تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال يبدآن من توفير عناصر القوة الداخلية، وهي التي لا يمكن تحقيقها دون إقامة نظام وطني ديمقراطي. Enad Abbass دكتور حازم . كلّما حاولت بعض أطياف المُعارضة السوريّة تشكيل هيئة سياسية جامعة لبعض أو معظم أطراف المُعارضة يسارع الشارع السوري بمعظم أطيافه للسخرية منهم والتهديد والوعيد لهم بالويل والثبور ، ويسارع الجميع لقول المتلازمة الدائمة : لاتمثلّونا ! حتى قبل انفضاض المؤتمر الداعي للم شمل المعارضة ! وبما أنّ الحرب نوع من الحوار العنيف للوصول لأهداف سياسية تنتفي الضرورة لها مع تحقق هذه الأهداف أو جزء منها ، فما هو الحل لنتمكن من تشكيل جسم سياسي يمثل المعارضة بكل أطيافها أو بجزء منها مع وجود كل هذه العوائق ؟ وهل هناك أمل في تبلور اتفاق لتشكيلها بالحدّ الأدنى في وقت قريب ؟ وشكراً لسعة صدرك د.حازم نهار لقد انقسمت المعارضة، وما تزال، استناداً لمعايير ساذجة وسطحية وليس استناداً لوجهات نظر فكرية سياسية واضحة. منذ بداية الثورة، تشكل لدينا طرفان، طرف يمارس السياسة باعتبارها انعكاساً مباشراً لرأي الناس، أي يتبنون كل ما يقوله السوريون، وهذا ما يمكن تسميته بممارسة السياسة عن طريق شحادة الشعبية. وطرف آخر مارس السياسة بطريقة احتقرت الناس ونظرت إليهم باستهزاء، ولم تثق بقدراتهم. لم يدرك الطرف الأول أن الشعب يقول كلمته دائماً بالاستناد لمعطيات معينة، وعندما تتغير المعطيات يتغير رأي الشعب. فأي قول للشعب هو قول غير نهائي، وأي تأييد من الشعب لفرد أو مجموعة هو غير نهائي. إذا كان السياسي أو المثقف يبني خياراته ومواقفه بالاستناد فقط إلى رأي الناس في لحظة معينة فلا ضرورة لوجوده، إذ لا معنى لوجود المثقف أو السياسي إذا لم يكن قادراً على التأثير في رأي الناس ومالكاً لرؤية استشرافية للمستقبل بعد فهمه واختزانه لمعطيات الحاضر. وبالمقابل إذا كان هذا السياسي أو المثقف يبني خياراته فقط استناداً للأفكار والأيديولوجيات التي يحملها فهو حكماً في عداد الموتى ولا ينتج إلا سياسات مفتقدة للحياة وبعيدة عن آمال البشر وآلامهم. بالتالي فإن التعامل الأمثل هو احترام الناس والتعامل مع آلامهم وآمالهم لكن من دون علاقة رضوخ، والمراهنة على أن الفعل الصحيح سيفرض نفسه حتى لو وقفت الناس في البداية ضده. أما بخصوص الحل: في الحقيقة، لا يوجد في سورية اليوم أحزاب سياسية حقيقية باستثناء حزبين تاريخيين هما البعث والإخوان المسلمين، فقد تهشمت الأحزاب التاريخية الأخرى،كالشيوعي والناصري وغيرها، بفعل الاستبداد من جهة، وأمراضها الذاتية من جهة أخرى. قبل الثورة، كانت هناك أحزاب معارضة صغيرة، مارست عملها على مدار ربع قرن على الأقل في الغرف المغلقة، وهي في معظمها أحزاب أيديولوجية متكلِّسة، وتضم بعض المناضلين، لكنها تفتقر إلى السياسيين، ولا يزيد عدد الأعضاء في أي حزب معارض عن مائة عضو بحكم تهشيم النظام لها. أما الأحزاب المعارضة الجديدة التي تشكلت بعد الثورة، فهي في معظمها “فقاعات” ليس أكثر. إنها كالورود التي تتفتح صباحاً وتموت مساء، إذ سرعان ما تتشكل وسرعان ما تتفكك، وهذا طبيعي لأن الأحزاب المتشكلة ليست ذات معنى، ولا الانشقاقات عنها ذات مغزى، وكلها إلى زوال. بعض هذه القوى لا يزال مستمراً، بحكم عاملين اثنين وحسب، الأول هو “ماركة الاسم”، والثاني وجود بعض الشخصيات السياسية الإعلامية داخلها. في ما عدا ذلك لا تمتلك أي مؤهلات أو عناصر للاستمرارية في المستقبل. وبحكم افتقارها لكل مقومات الحزب أو التيار السياسي يمكن ببساطة الاستنتاج بأنها مجرد “هلام سياسي” لا يمتلك رأياً ثابتاً أو مستقراً تجاه أي حدث أو واقعة سياسية، وكل يوم بعقل جديد. كذلك، بعد الثورة لم تنجح التحالفات والائتلافات والمجالس والهيئات، فجميعها كان مآلها، أو سيكون، الفشل. فهي لم تمثِّل لقاء أو تجمعاً بين قوى سياسية حقيقية، بل بين أفراد في الغالب الأعم. يضاف إلى ذلك أن بناء التحالفات والعمل فيها يحتاجان للحد الأدنى من الفهم السياسي لمعنى العمل التحالفي ووضوح آليات العمل وحسن الإدارة والتنظيم، وإلا كيف نفسر أن المنضوين في أي ائتلاف كلٌ منهم يغني على ليلاه، تماماً مثل “صف الدبكة المفشكل” كما يقال. في الحصيلة، نحن بحاجة أحزاب سياسية حقيقية كي نستطيع بناء تحالفات سياسية ناضجة وإلا سنظل ندور في الدوامة نفسها. Samer Alhalaki إلى أين تتجبه المعارضة .. ؟؟ محاصصات سياسية … ؟؟ أم توازنات دولية بحيث ينوب الأقطاب فيها عن الدول كوكلاء … ؟؟ أم طائف جديد … ؟؟ و هل ترى أنها ستكون أزمه سياسية تقضي على البقية الباقية …؟؟؟ و نبقى في شرذمة سياسية … إلى أي مدى سيبقى الأفق السياسي مسدود عبر معارضة لم تتضح للآن ماهيتها أو أرضيتها أو مرجعتيتها … ؟؟؟ د.حازم نهار المعارضة مصطلح تم استخدامه للدلالة على بعض القوى السياسية الصغيرة التي استمرت بالعمل في السر، وهي قوى متكلسة ولا تمتلك تقنيات العمل السياسي الصائبة، ثم أصبح المصطلح أوسع من ذلك مع انطلاق الثورة، وبدأ يضم كل الشخصيات التي ظهرت في الإعلام، وهنا اختلط الحابل بالنابل. فالكثير من الشخصيات الجديدة التي انضمت للمعارضة لم تقرأ صفحة واحدة في حياتها، وغالبية المعارضة التقليدية شخصياتها متكلسة وتخثرت عند مرحلة معينة. باختصار لا يوجد قوى سياسية حقيقية اليوم، وهذا هو السبب الرئيس لفشل كل التحالفات والائتلافات. وبحكم هذه الحال وعدم الخبرة والاستعراضات البهلوانية والأمراض الشخصية فشلت المعارضة في تحقيق أي إنجاز أو تقدم على الصعد كافة. أعتقد ستستمر أحوال ما يسمى “المعارضة” على هذه الحال طالما لم تنشأ قوى سياسية حقيقية، ولهذا شروطه العديدة. Samer Alhalaki إلى أي مدى تجد الهوة شاسعة بين العمل السياسي و العسكري على الأرض …؟ هذا إذا لم نأخذ الحراك الثوري المدني بعين الإعتبار نتيجة التدخلات و فرض الأجندات و التوازنات الدولية … و طغيان صوت المعارك على الأرض …!!! …. إلى أي مدى هذه الهوة متسعة و هل ستضيق مع الانتصارات على الأرض …؟ أم سيفرض السلاح نفسه بقوة على تحرك المعارضة إذا بانت الرؤى السياسية في المدى القريب متوائمة مع الهدف الموضوع للثورة كحاضن أكبر سياسياً و عسكرياً ….و مدنياً ؟؟؟ د.حازم نهار كل ثورة بلا رأس تتحول إلى ثورة بألف رأس. الهوة واسعة بين جميع الحيزات السياسية والعسكرية والمدنية، بل واسعة أيضاً داخل كل حيز من هذه الحيزات. لا يمكن باعتقادي ردم هذه الهوة من دون وجود بوصلة سياسية وطنية مركزية تضبط إيقاع جميع هذه الحيزات.ليس هناك عبر التاريخ كله من قاتل بالسلاح إلا وطلب دوراً سياسياً فيما بعد، وهنا تكمن الخطورة. لكن أعتقد أن ما يخفف هذه الخطورة هو وجود كتلة سياسية صلبة قوية. Hazem Al Saied ينضوي في مشهد الربيع العربي اليوم تيار من النخب السياسية والفكرية ممن نهل من “التاريخانية الماركسية” التي عمل على بلورتها عدد من رواد الحداثة العربية النقدية كعبد الله العروي وياسين الخافظ. وقد قرأت منذ فترة ورقة نظرية لحزب المؤتمر من أجل سوريا الذي ساهمت حضرتك حسب ما سمعت في إعدادها على ما وصلني. تلك الماركسية التاريخانية ولدت عقب هزيمة حركات التحرر العربي وكانت ذات دعوات إصلاحية، بالمعنى العميق للكلمة، وقد راهنت على ما تبقى من إفرازات حركات التحرر العربي. إنه فكر ما بعد الثورة. وفكر لنقد الثورة. ولكننا اليوم عدنا إلى زمن الثورة. وأرى أن ورقة حزب المؤتمر حاولت إعادة انتاج هذا الفكر سياسياً. ما لفتني أن هذه الورقة بالكاد احتوت على مفردة الثورة. وإن احتوت على هذه الكلمة فإنها لم تطرحها مفاهيمياً. ما أريد الوصول إليه هو أن هذا الفكر لم يمفهم الثورة. ولا يبدو أنه يمفهمها اليوم. هل ترى معي وجود هذه الظاهرة؟ وهل تعتقد أنها مأزق هذا الفكر، على الأقل في مرحلتنا الراهنة؟ ألا يمكن اعتبار استقالتك عن العمل السياسي المباشر والتمثيلي، حالك حال شخصيات أخرى متأثرة بهذا الخط كجاد الكريم جباعي، هو تمظهر من تمظهرات هذا المأزق؟ د.حازم نهار بالنسبة لي شخصياً ابتعدت عن عمل المعارضة التنظيمي منذ أكثر من عام ونصف لقناعتي بأن الآلية التي تسير فيها الأمور فاشلة وستصل إلى طريق مسدود، ربما بحكم معرفتي الجيدة بالمعارضة وقواها وشخوصها وخلافاتها وإمكانياتها، بخاصة بعد المحاولات الأولى خلال الشهور الستة الأولى لترميم وضعها وترتيب عملها. لكن هذا لا يعني بالمطلق الاستقالة من العمل السياسي، ومن ضمن عملي هو المحاولة التي تذكرها لبناء حزب سياسي قوي. كل حزب سياسي له خمسة أعمدة: أرضية فكرية، رؤية سياسية، برنامج سياسي عام، برنامج سياسي مرحلي، نظام داخلي. وهذا بالطبع ما لم أجده في كل الفقاعات السياسية التي تشكلت حتى الآن. في الأوراق الخاصة بحزب المؤتمر جرى الحديث عن الثورة السورية باستفاضة في الرؤية المرحلية والبرنامج المرحلي. وفي حال نجحنا بتأسيس هذا الحزب سيكون التعاطي مع الثورة ومجرياتها بشكل مباشر في البيانات والمواقف وغيرها. بالنسبة لي دلالات المفهوم أهم بكثير من المفهوم ذاته. فلو سألتني عن معنى الإصلاح ومعنى الثورة ومعنى التغيير ومعنى إسقاط النظام في سورية فسيكون الجواب واحد. الثورة ليست لحظة زمنية إنما عملية متواصلة، وهذه هي الثورة المصرية لم تحقق للآن إلا جزءا يسيرا من مطالبها وما زال أمامها الكثير. Kefah Bader Aldin لقد حضرت الإجتماع لمجموعة التيار الديمقراطي بتاريخ 11 و 12 أيار، ما هو انطباعك عن تشكيل المجموعة وما هي نقاط الضعف والقوة لديهم ؟ هل تعتقد أن دخول المجموعة الديمقراطية في الإئتلاف سوف يغير شيء من السلوك العام للإئتلاف ؟ سيما أن الكفة رجحت لصالح الديمقراطيين إذا ما تم قبول ال 25 مقعد (60% للديمقراطيين والليبراليين و 40% للإخوان والإسلاميين حسب كلنا شركاء). تحياتي د.حازم نهار أنا لم أشارك في لقاء التيار الديمقراطي أو القطب الديمقراطي في القاهرة، بل صرحت برأيي أنني لا أتوقع له النجاح. السبب هو أن العمل العشوائي والفوضوي على ما يبدو هو العمل المسيطر على كل نشاط المعارضة. بالطبع لست ضد الفكرة من حيث المبدأ، لكنها تحتاج لبناء حقيقي: فكري، سياسي، تنظيمي. حتى لو كان عدد “الليبراليين” و”الديمقراطيين” أضعاف عدد الإسلاميين في الائتلاف فلا أعتقد أن شيئا كبيرا سيتغير. وفي الحقيقة السبب أن التيار الإسلامي متماسك فكريا وسياسيا وتنظيميا (وهذا حقه)، فيما ما يسمى التيار الديمقراطي الليبرالي هو تيار هش من جميع النواحي، فلا يوجد أرضية فكرية جامعة ولا رؤية سياسية ولا آليات تنظيمية وإدارية واضحة ومحددة. عاطف هنيدي هل تستطيع المعارضة الحالية ان تقنع العالم بقدرتها على توفير مستلزمات الدولة المستقبلية . هل ممكن لنا ان نرى جيشا لا علاقة له بالسياسة فقط للدفاع عن حدود الوطن المنشود . د.حازم نهار المعارضة الحالية، على حد تعبير فاروق الشرع في عام 2004، غير قادرة على إدارة مدرسة ابتدائية، وللأسف هذا صحيح. ستعيش سورية فوضى كبيرة قبل أن تصل للحالة التي يكون فيها الجيش السوري جيشاً وطنياً لا علاقة له بالسياسة. Saleh Al Nabwani تحياتا استاذ حازم مواقفك وتاريخك الفكري المشرف معروف للجميع ومقدر لماذا لا يكون العلمانيون موحدون ومن المفروض أن يكونوا الأقدر على التوحد والعمل بيد واحدة في مواجهة النظام والقوة المتشددة ونلاحظ الإنقسام الكبير بين هذه القوى رغم تاريخها المدني العلماني الذي عول عليه الشعب السوري الكثير لكن للأسف لم يكونوا على قدر المسؤولية . ولماذا أغلب الإنقسامات تكون بين العلمانيين فبعد وجودك ومساهمتك في تأسيس هيئة التنسيق الوطنية ساهمت في تشكيل المنبر الديمقراطي ونراك الآن بعيد عنه فهل ترى بهذه الإنقسامات فائدة للثورة والشعب السوري ولسوريا المستقبل التي تحلم بها وشكراً لك د.حازم نهار العلمانيون في سورية مختلفون لأن مفهوم العلمانية ذاته غير مدرك جيداً، فهناك كثير من الرؤى العلمانية التبسيطية والمختزلة والساذجة، بل هناك رؤى علمانية طائفية أيضاً، وهناك علمانيون شيوعيون أو أيديولوجيون لا يقلون تطرفاً عن جبهة النصرة والقاعدة. هناك الكثير ممن يكتبون على صدورهم “علمانيون” لا يجمعني بهم جامع، بل هناك إسلاميون أقرب لي شخصياً وفكرياً وسياسياً ووطنياً من الكثير من العلمانيين. الاختلاف طبيعي لكن المهم هو بناء أحزاب وقوى سياسية حقيقية، ذات فكر واضح وبرامج سياسية محددة ونظم داخلية تحدد الحقوق والواجبات وآليات العمل وطرائق اتخاذ القرار. عندما يكون لدينا مثل هذه الأحزاب نستطيع بناء تحالفات وأقطاب وائتلافات قادرة على الصمود، ومن دون ذلك سيكون العمل السياسي كله رهن الأمزجة والمصالح الشخصية والرؤى الفردية القاصرة. طارق عبد الحي سبق للدكتور حازم ان علق على تسريبات كانت ذكرت انه مشارك في ما دعا اليه ميشيل كيلو تحت اسم القطب الديمقراطي وقال بما معناه : انه لن يشارك في اي تجمع او تكتل معارض وسيبقى يعمل لخدمة الثورة بطرق مختلفة ” نشر النص في كلنا شركاء ” هل يعتزل حازم نهار السياسة ام العمل المعارض الذي سبق وجربه مرات عديدة خلال السنوات الماضية القليلة واذا كان ذلك صحيح فهل يصح الان ولمتى ؟ د.حازم نهار الحديث عن تجربتي في المعارضة منذ عام 1988 حديث طويل وذو شجون كما يقال، وبالطبع يمكن لكل شخص أن يقول الأمر نفسه. لكن وللموضوعية كل منا شارك بقدر ما في الصواب والخطأ، لكن مع اختلاف النسب. أنا أعرف عيوب المعارضة السورية جيدا منذ ما قبل الثورة، وقد نشرت كتابا حول الأمر في عام 2008، لكن مع مجيء الثورة كان لا بد من العمل بما هو موجود أو بما هو بين أيدينا. للأسف العيوب ازدادت سوءا بعد الثورة بحكم التنافس الشخصي، وتباين فهمنا للأداء الصحيح لخدمة الثورة. ساهمت في البداية في تشكيل هيئة التنسيق الوطنية، لكن ولأسباب كثيرة يصعب ذكرها هنا تركتها بعد 4 أشهر، ورغم أنني كنت مشاركا في الاعداد للمجلس الوطني إلا أنني رأيت لحظة تأسيسه أنه سيفشل بعد فترة قصيرة من الزمن لذلك لم أكن من بين أعضائه، أما بالنسبة للمنبر الديمقراطي فكانت الفكرة هي محاولة استعادة دور لجان احياء المجتمع المدني التي بنيناها في أوائل عام 2000 وكان لها دور كبير حتى عام 2008 وكانت تضم مجموعة من المثقفين، إلا أن البعض رأى تحويل المنبر إلى طرف سياسي على شاكلة المجلس أو هيئة التنسيق، وهو ما رأيت أنه سيكون بالضرورة فاشلا، ولذلك لم أستمر فيه. كل ذلك لا يعني الاستقالة، لكن يعني بتقديري ضرورة بناء قوى سياسية حقيقية، وهذا ما يمكن العمل عليه مستقبلا. Anas Hamdoun منذ بداية الثورة تموضع الشباب في غالبيتهم في مجال النشاط الميداني و الإعلامي و ابتعدوا عن العمل السياسي المباشر تاركين لديناصورات المعارضة مركز العمل السياسي .. و المحاولات التي خاضها البعض للدخول في العمل السياسي انتجت إحباط كبير لأن اللغة و الأدوات الطاغية للعمل السياسي المعارض تنتمي لمرحلة تاريخية سابقة لا تشبه لا الثورة ولا روح الشباب الثائر .. و اليوم مثل بداية الثورة مازال عدد كبير من الناشطين الشباب بعيدين أو مبعدين عن العمل السياسي و كل محاولات اختراق الخارطة السياسية المعارضة تواجه صعوبة التأقلم مع بيئة محيطة غير مريحة و غير صحية .. ماهي الإمكانيات الباقية و الأدوات الضرورية للشباب للدخول و للتأثير في العمل السياسي المعارض دون تلقي عدوى أمراض الشيخوخة التي يعاني منها ؟ د.حازم نهار كل ما ذكرته يا أنس عن المعارضة في توصيفك صحيح. منذ بداية الثورة كتبت مقالاً بعنوان”كلمة السر للنجاح هي المؤقت”، وكنت أقصد أن قوى المعارضة لو اقتنعت بكلمة مؤقت لوفرت الكثير من المآسي، وكذلك لو اقتنعت شخصيات المعارضة بأنها مؤقتة لما أنهكتنا بالتنافس السلبي بين شخوصها. كلمة “مؤقت” ليست كلمة أخلاقية فحسب، بل هي كلمة سياسية بامتياز. فكل قوة سياسية اليوم هي قوة مؤقتة، وكل شخصية معارضة اليوم هي شخصية مؤقتة، فالمستقبل سيحمل معه اصطفافات سياسية جديدة تعيد ترتيب القوى السياسية وربما تنشأ قوى جديدة. من الضروري أن يفكر الشباب منذ الآن بإنشاء أحزاب وقوى سياسية جديدة، لكن بهدوء وبالاستفادة من تجربة المعارضة وأمراضها، فمن دون الأحزاب السياسية لن يكون هناك نتائج للثورة سواء سقط النظام أم لم يسقط. Ghassan M Jebai لم أجد جوابا حتى الآن على أهم سؤال طرحته الثورات العربية التي فجرها الناس البسطاء العاديون الذين لا يريدون إلا شيئا واحدا هو الحرية والكرامة.. كيف كان يمكن التعامل بشكل أفضل مع هذه الظاهرة “الثورة الشعبية الوطنيةالعفوية” التي لم تكن استثناء في تاريخ الثورات وإن كان لها خصوصيتها السورية “القمع الاستثنائي والإرهاب المنظم”، وما هي الطريقة والأدوات والآليات التي كان من الأفضل استخدامها من قبل المثقفين والسياسين المعارضين الذين ينتمون إلى أحزاب تجاوزها الزمن فكرا وتنظيما وسلوكا.. د.حازم نهار بصراحة، ظهر لي خلال العامين الماضيين عدد من النقاط هي: كان واضحاً منذ البداية أن النظام لن يسمح للثورة بتشكيل جسم سياسي من صلبها، وقد تجلى ذلك في وضع الحواجز بين القرى والمدن لمنعها من الاختلاط ببعضها. وهذا وضع مسؤولية كبيرة على المعارضة الحزبية في تشكيل البوصلة السياسية الضرورية للثورة، وهذه من أهم النقاط السلبية حتى اللحظة. كانت قناعتي آنذاك أنه لا مفر من الاتكاء على المعارضة التقليدية على الرغم من عجزها. لكن اختلاف المعارضة في الداخل الذي يعود إلى ما قبل الثورة بسنوات منع تشكيل قطب سياسي معارض في الداخل، وهنا أخذ زمام المبادرة المعارضون في الخارج الذين غادروا البلد منذ الثمانينيات، وهؤلاء بصراحة معلوماتهم عن النظام والبلد والسوريين سطحية، ثم ظهرت سلبيات المعارضة في الداخل بسقفها وخطابها الهزيلين. أغلب المعارضين في الخارج هم شخصيات تقنية وليست سياسية، وأغلب المعارضين في الداخل هم ديناصورات تخثرت عند مرحلة وخطاب معينين. النقطة الممكنة كانت هي إدراك الجميع أنهم غير أهل للتعاطي مع الثورة ومستلزماتها، فهي حدث جديد يحتاج إلى منطق وآليات وشخوص جديدة أو تمتلك روحاً جديدة. كان بإمكان الكثير من شخصيات المعارضة التحول إلى استشاريين والاقتناع بالصفة المؤقتة لكل القوى الموجودة. Hala Alabdalla هل يمكننا أن نستنتج من المقدمة المنشورة أعلاه أولاً أن الرسالة الأهم المطلوبة من القوى السياسية هي طمأنة العالم الخارجي بأن سوريا تحتوي على بديل ناضج ورصين ؟ والنقطة الثانية هل نستنتج أن مهمة القوى السايسية هي ارسال رسائل ولعب دور ايجابي فقط يدعم الثورة وبالتالي ليس لهذه القوى مكان ولا مكانة داخل وفي صلب وجسم الثورة وانما رافد وساند فقط ؟ د.حازم نهار النقطة الأساسية التي افتقدتها الثورة ولا تزال هي البوصلة السياسية المركزية التي تضبط إيقاع الجميع ويضبط الجميع إيقاعهم بها. هذه البوصلة لها مهام داخلية وخارجية متلازمة، إذ لا يمكن الحديث عن أي دولة في العالم قابلة للحياة إلا إذا توافرت لها سبل الحياة في الداخل والخارج. في الخارج ينبغي أن تعطي هذه البوصلة مؤشرات مطمئنة أنها قادرة على بناء وطن ودولة وبلد، لا أن تعطي مؤشرات على أنها مجموعة من المراهقين الذين يفتقدون للرؤية السياسية ولفهم العلاقات والمصالح الخارجية ولخصوصية بلدهم وارتباطها بملفات كثيرة. أما في الداخل فينبغي لها أن لا تتنازل عن الخطاب الوطني وأن تطرد من صفوفها كل صاحب خطاب غير وطني، فهذا الخطاب هو وحده الذي يستطيع أن يجمع السوريين ويبني بلدا ودولة. بهاتين المهمتين في الداخل والخارج تستطيع البوصلة السياسية أن تندمج بالثورة وتمثلها وتحقق أهدافها السياسية. Hala Alabdalla أعادت الثورة لبعض المفردات السياسية معناها وخلصتها من الديماغوجيا البعثية التي كانت قد استهلكتها وشوهتها ..مثل مفردة الوطن والثورة والشعب وغيرها ولكن هناك بعض المفردات التي ما زالت موضع نفور مثل العمل السياسي واليسار والالتزام والتقدمية ،،،هل ستعود لهذه المفردات روحها ومصداقيتها وضرورتها ورونقها على الأرض ولدى الثورة السورية ؟ د.حازم نهار لن تحقق الثورة نتائجها إن لم تتكثف في عمل سياسي واضح المعالم. وأعتقد أنه يوجد اليوم حوار داخل كل بيت سوري حول شؤون البلد والسياسة واستحضار للتاريخ والتجارب والأفكار والمفاهيم، وهذا شيء إيجابي سيعبر عن نفسه في المستقبل في صيغة تجمعات وقوى سياسية ومدنية. المفاهيم السياسية كالكائنات الحية تولد وتعيش وتتطور وتتغير وتموت. هناك مفاهيم يمكن أن يعاد بناؤها على أسس جديدة انطلاقا من الواقع المتغير والتجربة العيانية. وهناك مفاهيم تأخذ حلة جديدة ويتغير معناها تماما مع الزمن. فالعلمانية مثلا كانت تعني “فصل الدين عن الدولة”، لكنني أرى ضرورة توسيع المفهوم ليصبح “فصل الدولة عن الأديان والمعتقدات والأيديولوجيات والمذاهب”، بمعنى أن الدولة يجب أن تكون كائنا حياديا بغض النظر عن السلطة الحاكمة أو الحزب الحاكم. لقد حكم البعث سورية كما تحكم حركة طالبان أفغانستان، أي كان البعث حزبا سلفيا ليس أكثر. وبهذا المعنى يصبح المسلم الذي يؤمن بحيادية الدولة أكثر علمانية من ذلك الطائفي الذي يتستر بقشرة علمانية هزيلة أو من ذاك الذي يعتقد أن الأيديولوجيات الدنيوية علمانية بالضرورة، بل على العكس يمكن أن تكون سلفية التفكير والأداء. كذلك مفهوم الوطن والوطنية بحاجة لروح جديدة، فمن السذاجة الاعتقاد أن الوطن هو مجرد أرض وشجر، فالوطن أوسع من ذلك بكثير، إنه أولا الدستور الديمقراطي الضامن لحقوق الإنسان التي تشكل أساس المواطنة. لا وطن بلا مواطنين كاملي المواطنة. وفي ضوء ذلك يتغير معنى السيادة الوطنية أيضاً، فلا تقتصر على الدفاع عن حدود البلد الجغرافية، بل معناها الأساسي داخلي، أي داخل الوطن، فلا سيادة وطنية من دون حقوق المواطن. وكذلك مفهوم التقدمية الذي يختلف من فترة لأخرى، فما هو تقدمي في السابق قد يكون رجعيا اليوم، وما هو رجعي قد يصبح في لحظة ما تقدمياً، والحكم في هذا الأمر هو الواقع والتاريخ. Hala Alabdalla هل تؤمن بأن يساراً جديداً يجب أن يتكون ويساهم بخلاص سوريا وبإسقاط النظام جذرياً وببناء مستقبل حر ديمقراطي لسوريا ؟ د.حازم نهار في الحقيقة أنا لا أؤمن بصنمية الكلمات والمفاهيم. وكل مفهوم يكتسب أهميته من دلالاته ومعانيه التي يعطيها المرء له. في الواقع نجد الكثير من “اليساريين” الأرثوذكس الذين لا يختلفون أبداً عن أسامة بن لادن والظواهري. وهناك يساريين كثر اختزلوا اليسار في تفكيرهم وممارساتهم إلى مجرد كأس من العرق وإمرأة جميلة، وهناك يساريون حددوا هويتهم بالتضاد مع الدين، وهذا فهم سطحي جدا وغير صحيح، لكن بالتأكيد هناك يساريون أصحاب فكر وعقل مفتوح على التطور باستمرار. إن كان لا بد من التفكير بيسار جديد فلهذا معاييره الضرورية (سواء أطلقنا عليه اسم اليسار أو الحجر): النقطة الأولى: الإنسان هو مركز الكون ومعيار القيم. وحتى يكون لدينا يسار فاعل وحقيقي يفترض أن يكون إنسانياً بالدرجة الأولى، فالإنسان أهم من النصوص والأيديولوجيات. النقطة الثانية: الإيمان بوحدة الفكر والمعرفة البشرية، فليس من المنطقي وضع حواجز فاصلة بين التيارات الفكرية. أنا لا أستطيع فهم ماركس من دون هيجل، ولا أستطيع فهم جان جاك روسو من دون ابن رشد…. والأهم يفترض باليسار التخلص من “الاحتقار الضمني أو المضمر” للأديان، فلولا الأديان لما كان هناك معرفة بشرية. أنا شخصياً أعتبر الرسول محمد أهم شخصية سياسية في العالم، وأقول مثلا إن المعارضة السورية (العلمانية والاسلامية) تحتاج إلى دورة تدريبية تعيد فيها قراءة تجربة الرسول. بعض من يسمعني أقول ذلك يظن أنني إسلامي، وفي الحقيقة هي دعوة لأن لا يكون اليساري سطحياً وتافهاً إلى درجة يظن أن معنى اليسارية هي القطيعة مع الدين، بل هي في رؤية الخط الواصل بين كل التيارات الفكرية. النقطة الثالثة: هي حضور الصفة الوطنية في عقل اليساري. في الواقع رأيت كثيرا من اليساريين الذين يحتفون بصور ماركس ولينين في بيوتهم، لكن لم يخطر في بالهم الاحتفاء بالكواكبي. إنهم يقرؤون “كيف سقينا الفولاذ” لكنهم جاهلون بألف ليلة وليلة مثلا. يعجبون بستالينغراد ولينينغراد وينسون داريا والقصير مثلا. انزراع اليسار في الوطن والمجتمع يقتضي معرفة الوطن جيدا بتاريخه وثقافته وبشره وآثاره وتجاربه…. ومن دون ذلك نحن خارج الوطن. Najwa Kondakji في ظل التطورات الحاصلة في الميدان و سيطرة لغة السلاح ، ألا ترى أن كلمة “الثورة السورية” بدأت تفقد معناها الفكري الصافي وأصبحت صفة رومانسية لبداية الحراك قبل التسليح؟؟ ماذا بقي من الثورة بالمفهوم الفكري ؟ هل تم إغتيال الثورة فعلاً بطلقة من رحمها؟إلى أي مدى نستطيع القول أننا ما زلنا تحت جناح الثورة و لسنا في صراع أهلي مسلّح يحتاج إلى أدوات جديدة ؟ ما هي الأدوات التي نحتاجها لتقويم تشوّهات الثورة؟ و كيف للكلمة أن تقاوم البندقية؟ د.حازم نهار أرجو أن لا يفهم من جوابي على هذا السؤال شيئا من المزاودة. أنا أعتقد أن ما حدث في سورية هو ثورة بل ملحمة عظيمة. أقول ذلك وأنا أعي تماما الحال التي وصلنا إليها (وهي ليست مفاجئة إلا لكل جاهل بالنظام والمجتمع الدولي). استمرار الثورة هو أمر مدهش، ويستحق أن يكتب عنه حكايات صوفية. في بداية الثورة كان هناك شباب يزورونني يسألونني عن كلمات بدؤوا يسمعونها حديثا: ما معنى “مواطنة”؟ ما معنى “مجتمع مدني”، ما المقصود بقانون الطوارئ؟ من كان رئيسا لسورية قبل حافظ الأسد؟ هل صحيح أن النقابات يجب أن تكون مستقلة عن حزب البعث؟ كيف سكتم عن توريث بشار الأسد؟…. إلخ. اليوم هذه الأسئلة وكثير غيرها هي مادة الحديث في كل بيت، حتى في البيوت التي تعتبر موالية للنظام. اليوم كل السوريين يدلون بدلوهم في العلاقات الدولية والسياسة والاقتصاد والإسلام والقضاء ويشكلون جمعيات للإغاثة والإعلام وغيرها. العنف غير المسبوق للنظام قاد إلى العسكرة بالضرورة، وحيثما تحضر العسكرة تغيب السياسة والمجتمع المدني. مع ذلك فإن معرفة السوريين لحقوقهم ولأنماط حياة مختلفة عن حياة النظام والبعث تجعلان إمكانية استحضار وإعادة بناء السياسة والمدنية أمرا محتوماً. الثورة اليوم تتمظهر على هيئة صراع مسلح لكن هذا الصراع المسلح لا يختزل الثورة بالمطلق، فجذر هذا الصراع المسلح هو الثورة وليس أي شيء آخر. بالمقابل ينبغي التفكير جلياً بتجسيد سياسي ومدني للثورة بشكل دائم فهذا هو ضمانة السير للأمام. وهنا تكمن أهمية تأسيس الأحزاب السياسية الجديدة والجمعيات المدنية. وفي حال النجاح في هذا الأمر سيتم تقليص آثار العسكرة. Khaled Barakeh هل من الإستحالة/الممكن أن يستعيد الحراك المدني بريقه مرة أخرى (الآن أو بعد سقوط النظام) بعد أن أصبح ولاء بعض “الثوار” وأكثرية المعارضة لمن يسدد الفواتير؟ وهل من الممكن إنشاء بديل إعلامي مدني (تطوعي) يقدم للإعلام الغربي مادة مغرية لا قلوب فيها ولا أكباد؟ أم أن الحل الوحيد بهو المال الخليجي أو التركي أو..أو..؟ د.حازم نهار أعتقد أن الحراك المدني موجود لكنه لا يغطى إعلامياً كما يجب. منذ حوالي أسبوعين أخبرني مجموعة نشطاء في إحدى المدن السورية التي تتعرض للقصف بشكل يومي ولمحاولا الاقتحام في ريف دمشق، بأنهم استأجروا قبواً تحت الأرض مساحته 200 متر مربع وفرشوه بمبلغ بسيط من أجل تحويله إلى منتدى وملتقى، ووضعوا في برنامجهم عددا من الندوات، ومنها: الوحدة الوطنية، المجتمع المدني، حقوق الإنسان… إلخ. أعتقد أن هناك الكثير من الظواهر النشطة في هذا الاتجاه، وهو عمل مدهش حقيقة: مدينة تحت القصف، منطقة تسيطر عليها كتائب ترفع شعارات إسلامية، إمكانيات بسيطة… بالنسبة لشراء الولاءات هي ظاهرة موجودة بالتأكيد، لكن من يعرف براغماتية السوريين يستطيع القول أن هذا “الولاء” مؤقت بحكم الحاجة، وليس من الحتمي أن هذا الولاء له طابع أيديولوجي. هناك إمكانية أكيدة لبناء مجتمع مدني حقيقي وقوي في سورية. اليوم هناك مئات الجمعيات التي تعمل في مجال الإغاثة والإعلام وغيرها. كما نلاحظ أن الموالين للنظام يشكلون جمعيات مدنية أيضا، وعلى الرغم من سطحيتها وولائها (وأحيانا تشبيحها) فإنها تتضمن عنصرا مهما هو العمل الجماعي وهو أساس كل عمل مدني، إذ يمكن أن تتحول في حال سقوط النظام إلى أنماط أخرى من العمل، على الرغم مما تثيره في نفوسنا من اشمئزاز. العمل الإعلامي في غاية الأهمية. هناك سؤال هام هو: لماذا لم يستطع كل الاعلام الموالي للثورة تحريك الشارع العربي مثلا؟ أعتقد يحتاج هذا الأمر لخطط إعلامية دقيقة، وإلى تنسيق بين إعلاميي الثورة، ومحاولة تكوين تمايز بين الثورة والمعارضة… المال عنصر هام في النشاط، وللخروج من دائرة الدول ينبغي في البداية القيام بنشاطات جدية مثمرة تستطيع أن تشجع أصحاب الأموال السورية للمساهمة، فإن تحقق ذلك لا حاجة آنئذ لكل المال الخليجي. Aliaa Khachouk استاذ حازم ..اذا حلمنا او افترضنا بان حزبا وطنيا سيتشكل و سينقذ الازمة السورية و يستطيع جمع اعداد كبيرة من السوريين عل اختلافهم و اختلافاتهم …هل تستطيع ان توصف او تفترض صفات و نوع الخطاب و طريقته لهذا الحزب المفترض؟؟؟و انا هنا اسال عن الناس او الجمهور و ليس السياسيين الذين يقودون المرحلة الان مع كامل الاخفاق الذي حققوه لغاية الان …اسال لانني سمعت من كثيرين و خصوصا ممن نطلق عليهم اسم الاغلبية الصامتة ، سمعت بوجود حاجة لحزب بخطاب وطني . د.حازم نهار في سورية لا يوجد حياة سياسية، لا قبل الثورة ولا بعدها، وتلك هي المصيبة الكبرى. ويخطئ من يعتقد أن “السياسة” ترف أو لا قيمة لها مع استمرار العنف والدم والرصاص. فما نعيشه من مهازل سياسية اليوم إنما يحدث بسبب غياب وتغييب السياسة في المآل، فأول الحياة سياسة وآخر الحياة سياسة، والعنوان الرئيس للسياسة هو الأحزاب. لم يكن للقضية الفكرية أو الرؤية السياسية أي وزن أو دور في تشكيل الأحزاب الجديدة، ولذلك كانت هذه الأحزاب فقيرة ولا تحتوي على مقومات الحزب السياسي. إذ يتداعى إلى تشكيلها عددٌ من الأفراد، ربما بسبب خلافات شخصية مع آخرين أو كمحاولة للقول بأنهم موجودون على الساحة، ويتم التشكيل استناداً لورقة بسيطة تتمحور حول ثلاث نقاط لا غير، وهي: “الإشادة بالثورة” و”إسقاط النظام” و”بناء الدولة المدنية الديمقراطية”، وكأن الاتفاق على هذه النقاط كافٍ لتشكيل حزب أو تيار سياسي. ويهتم الأعضاء المشكِّلون للحزب الجديد بالمؤتمر الصحفي المرافق للإعلان وبتوزيع المناصب، وينسون البحث بشأن الأرضية الفكرية للحزب والرؤية السياسية والبرنامج السياسي والنظام الداخلي واستراتيجيات وخطط العمل. تشكلت العديد من الأحزاب والتيارات والمجموعات السياسية بهذه الطريقة التي تدلِّل بوضوح على الخفَّة السياسية والضحالة الفكرية وقصر النظر، حتى أصبحنا أمام ركام من الأحزاب والتيارات التي لا نستطيع حفظ أسمائها أو التمييز بينها، فكلها تتشابه في التشكّل والإعلان والبيان التأسيسي وفلوكلور الانشقاق، ومن ثم الانحلال. الحزب الجديد يفترض أن يتأسس بوضوح وأن يبذل الجهد الكافي لتشكيل قوامه الفكري والسياسي والتنظيمي، وأن يبدع في تجاوز ثغرات وعيوب المعارضة. Ali Alahmad Aljaabi لماذا لم يقم ااﻻئتلاف حتى اﻵن بإدارة الرقة المحررة، مدنيا، ليجعل منها نموذجا للمحافظات التي في طريقها إلى التحرير؟! سؤال بذمة من عنده ذمة وطنية. د.حازم نهار هذا السؤال برسم الائتلاف الوطني الذي لم يقم بواجبه تجاه الرقة. لكن رأيي الشخصي عموماً، أن المعارضة والائتلاف لا يتصرفان بعقلية رجال الدولة. هناك فوضى قاتلة وسذاجة إدارية غير طبيعية داخل المعارضة. قدمت المعارضة السورية إعلامياً خلال الأشهر المنصرمة شخصيات سياسية معارضة متفاوتة في مستوياتها وأدائها، لكنها لم تبدأ حتى الآن بتقديم ما يمكن تسميته بـ “رجالات دولة”، وهذا لا يعني عدم وجود أفراد مؤهلين لذلك، بل يعني أساساً عدم وجود مؤسسات وقوى معارضة قادرة على تقديم أفرادها بهذه الصورة، فضلاً عن انتقاء الشخصيات المناسبة لهذا الغرض. أما المقصود برجل الدولة أو الرجل السياسي فهو ذاك الذي يتوافر لديه إحاطة وفهم واضح وعميق للتعابير السياسية التالية: اللحظة السياسية، التكتيك، الاستراتيجية، القواسم المشتركة، المصالح العليا، المراحل والخطوات، الخطاب السياسي والإعلامي، تقاطع المصالح، الموقف السياسي والتحليل السياسي، آليات العمل، الأهداف المباشرة والأهداف البعيدة، العدو المؤقت والعدو التاريخي، موازين القوى الواقعية، الرأي العام، وسائل الضغط وحدوده، نضج الظروف، منطق العصر، تنابذ الأيديولوجيا والسياسية، مراكمة الانتصارات الصغيرة، وفوق كل ذلك الصبر السياسي والذاكرة السياسية والقدرة على إنتاج الحلول والمبادرات في اللحظات السياسية العصيبة. أما ممارسة السياسة كتشبيح فلا تحتاج إلا لصوت الطبول العالي. Khaled Kannout تحيتي لك د. حازم: يقول الراحل الياس مرقص: • السياسة ليست مملكة النوايا بل هي عالم العلاقات الموضوعية. من وجهة نظرك ما هي العلاقات الموضوعية التي يمكن أن نبني عليها سياستنا كقوى ثورية و هل يمكن برأيك العمل على خلق علاقات موضوعية تتناسب مع نوايانا في بناء وطن حر ديمقراطي مدني تعددي. بمفهوم آخر هل العلاقات الموضوعية هي بنية تحتية أم بنية فوقية للمجتمع و للواقع و للأحداث؟. د.حازم نهار العلاقات الموضوعية هي أساس العمل السياسي، وإدراكها شرط أساسي للممارسة السياسية الصائبة. مثلا: قضية التدخل الخارجي العسكري في سورية: منذ بداية الثورة نشأ تياران ساذجان باعتقادي أنهكا بعضهما وأنهكا الثورة لمدة عام كامل. الطرف الأول كان يقول: “لا للتدخل” والثاني “نعم للتدخل”. الطرف الأول استند للأيديولوجية، والطرف الثاني استند للرغبة والأمنية. وكلاهما كانا فاشلين. هناك أصوات ضعيفة كانت تقول: التدخل الخارجي أصلا غير مطروح وغير ممكن في حالة سورية، لذا من الأفضل ألا نطرحه سلبا او ايجابا، وليس من الحكمة أن نختلف حول أمر هو في عداد الوهم السياسي. لو درس التياران الظرف الموضوعي لسورية ومحيطها والعلاقات الدولية لتوصلوا لهذا الاستنتاج الصائب. العلاقات الموضوعية علاقات معقدة يصعب تصنيفها كجملة متكاملة، إنها جملة متكاملة من المعطيات الواقعية (التاريخ، الجغرافيا) إلى جانب جملة من العوامل المكتسبة بفعل العمل البشري (علاقات سياسية تاريخية بين بعض البلدان، مصالح متبادلة…) وجملة من العوامل الذاتية (دور الأفراد والقوى السياسية)، أي أن بامكان القوى السياسية ان كانت رصينة ومتماسكة أن تؤثر فعلا في العلاقات مع الدول وتغير في مواقفها مثلا. Amal Hwijeeh مساء الخير.. دكتور حازم.. اشتقنالك ومنورنا… جميل أن ننفض الغبار عن كل أشكال الخطاب السياسي.. ونتوجه جميعا بأصابعنا لليسار.. كما لو أنه المعني الأول بنفض الغبار.. ألاترى أن الحراب تكثر اليوم على اليسار بسبب رواج اليمين “” مجازا”” ..او ليس الخطاب الديني أيضا مطالب بالنفض أيضا؟؟.. ألأيست عقلية شعوبنا السياسية بأجمعها متشابهة في آالية الخطاب .” يسارية كانت أم دينية”؟؟؟ د.حازم نهار كل التيارات السياسية بحاجة لإعادة بناء، فهي جميعاً تيارات أصولية بالمعنى الواسع للكلمة: هناك أصولية ماركسية وأصولية قومية وأصولية ليبرالية وأصولية علمانية وأصولية إسلامية. كل الأيديولوجيات السائدة تختلف من حيث الشكل والطقوس والشعارات فحسب، بينما هي في الجوهر متشابهة، وكلها لديها مطلقات وثوابت ومحرمات، وكلها تحتوي على نزعة غير ديمقراطية في داخلها بل وتكفيرية أيضاً. في ظل الاستبداد دائما تضمر الروح الديمقراطية والتوافقية وتزداد سماكة الحواجز الفاصلة بين الأيديولوجيات، بينما في ظل الديمقراطية تنمو الروح التوافقية والتشاركية. العتب كله على المثقفين والسياسيين من كل التيارات، إذ ليس من المفاجئ أن يكون لدى الكتلة الأكبر من السوريين توجهات دينية، إنما المفاجئ هو أن التيارات التي تسم نفسها بالتقدمية والحداثة لم تكن أحسن حالا، بل أسوأ. وربما لهذا السبب يتم التركيز على نقد اليسار بكل صنوفه. Khater Dawa تحياتي الطيبة للجميع عامة . وللدكتور حازم نهار خاصة ولوقته الثمين أولاً :هل تؤمن بتأثير الفن في تحريك شعوب العالم أكثر من السياسة والإعلام ..؟؟ ثانياً : هل توافقني الرأي بأن أغلبية المعارضة تعمل من باب الثأر من النظام السوري ولاتملك من المسؤلية والوطنية ذرة .؟؟ ثالثاً : هل تُدرك المعارضة ما مدى خطورة إجهاط ثورة من قبل النظام السوري وحلفائه دامت عامين بعد ما قدمت سوريا أكثر من 200 ألف شهيد .عداك عن المعتقلين واللاجئيين .؟؟ رابعاً : نحن جيل الشباب الذي صرخ وفجر خوف دام 40 عاماً . ومع الاسف مازال البعض من جيل الهزيمة هو المسيطر ولم يفسح المجال لجيل الشباب بالشكل المطلوب خامساً : نحن كشباب من يتحمل مسؤلية عجزنا المطلق بإيصال صوتنا إلى العالم .؟؟ محبتي وكل الود د.حازم نهار دور الفن في تحريك الشعوب: بالتأكيد للفن دور كبير في تحريك البشر، لكن من قال إن الفن بعيد عن السياسة. باعتقادي السياسة هي أم العلوم، وهذا ليس من قبيل المبالغة. عندما تريد أن تقدم رسالة فنية للناس، هناك بالتأكيد رؤية سياسية خلف هذه الرسالة ظاهرة أو مضمرة. المعارضة والحقد: بالتأكيد لدى قسم من السياسيين يشكل الحقد عاملا مركزيا في نشاطهم ومعارضتهم، وهو مبرر بالتأكيد. لكن المشكلة على ما يبدو أنهم نسوا القاعدة الذهبية التي تقول: “الحقد موجه سيء في العمل السياسي”. فمن الحكمة عدم جعل الحقد الموجه للعمل السياسي. فهذا العمل لا يستجيب إلا للحسابات الموضوعية. خطورة إجهاض الثورة: بقاء النظام الحاكم في سورية يشكل أكبر فضيحة في العصور الحديثة للبشرية. علينا أن نسأل المعارضين فرداً فرداً لأنني أشكك بوجود معارضة متماسكة واضحة الرؤى والتصورات. جيل الشباب وجيل الهزيمة: لا أقتنع بوجود حدود فاصلة بين أجيال، ولا حتى بتوصيف الأجيال: جيل انتصارات وجيل هزائم. القضية هي قضية عقل ومنطق تفكير. هناك شباب لا يختلفون عن ديناصورات المعارضة، وهناك سياسيون يعيشون العصر ومتغيراته. بمعنى آخر يجب النظر للأفكار والآراء وليس إلى الأعمار. إيصال صوت الشباب: كل نقطة ضعف هي مسؤولية الجميع. مشكلة الشباب هي مشكلة كل المجتمع ومسؤوليته. ومشكلة المرأة ليست خاصة بالمرأة وحسب بل بالمجتمع كله بمثقفيه وسياسييه وشبابه وقواه المدنية والسياسية. Refat Amer يسعد مساكم جميعا ويشرفني حضور هذه الندوة للكاتب والمفكر حازم نهار الذي ابدع في تصوير وتحليل مسار الثورة السورية وفند فيها حال النظام والمعارضة معا ،باسلوب وطريقة قلما وجدت عند الكتاب السوريين من حيث المنهج المتبع والمنطق العلمي والتفكير العقلاني ,والسؤال الاول :ما هي الموانع والعوائق لتشكيل حزب سياسي ونحن باشد الحاجة في ضرف تاريخي تبين فيه عقم المعارضات بكل تلاوينها عن مجارات الحدث السوري وتعقيداته المختلفة؟ د.حازم نهار نحن بحاجة تشكيل أحزاب سياسية بالتأكيد، ومن دونها لن يكون هناك استثمار سياسي للثورة، كما لن يكون هناك حياة سياسية حقيقية، ولا حتى نظام ديمقراطي، وغير ذلك هو وهم. المجتمع الحدبث هو المجتمع المنظم في أحزاب وجمعيات مدنية ونقابات، وهذا هو ما يخفف من حدة تأثير الانقسامات العمودية في المجتمع ويقلل من التناحرات التي تقوم على أساس طائفي أو إثني. الحزب هو غاية ووسيلة في آن معاً، لكنه يحتاج إلى توفير عناصر وجوده: أرضية فكرية، رؤية سياسية عامة، برنامج سياسي عام، برنامج سياسي مرحلي، نظام داخلي يحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات والأدوار، خطط عملية، صناعة علاقات داخلية وخارجية، وجود نواة صلبة قوية داخل الحزب، تمويل…. وهذه الشروط تحتاج إلى من يتعب ويصبر من أجلها. Refat Amer السؤال الثاني :كيف تتصور السيناريوهات المحتملة لمسار الثورة والنظام الحاكم في سوريا في ضل الواقع الحالي للمعارضة والنظام والضرف الاقليمي والدولي ؟وهل تتوقع مفاجئات قد تغير هذه المسارات حيث ان الثورة السورية قدمت الكثير من المفاجئات ؟وما الذي يمكن فعله الان بضل الضروف الراهنة بما يمكن ان يغير المسار المحتمل د.حازم نهار هذا هو السؤال الأصعب اليوم. لا أحد يستطيع أن يرسم مساراً لما ستؤول إليه الأوضاع ولما ستكون عليه البلد. لكن يمكن القول إن مخاطر عديدة تنتظر السوريين. فالوضع أصبح في غاية التعقيد، لدينا أولاً نظام سياسي لم يتورع عن فعل أي شيء في سبيل البقاء، تدميراً وقتلاً وتعذيباً وتشريداً، ولدينا ثورة ما زالت تعبر عن نفسها بأشكال مدنية وأخرى مسلحة وتفتقد القيادة، وجماعات مسلحة تسعى لإسقاط النظام، وجماعات متطرفة مسلحة، بعضها سوري وبعضها الآخر من خارج البلد، ولدينا تدخل خارجي مفتوح على مصراعيه بالقدر الذي لا يؤدي إلى حسم الأمور، فهناك تدخل قطري تركي سعودي، وجزئياً أوربي أمريكي، وهناك تدخل إيراني عراقي لبناني (حزب الله)، إلى جانب التدخل الروسي، وكل هذا يجري في بيئة سورية شديدة التنوع قومياً ودينياً ومذهبياً، وفي بيئة إقليمية بالغة التخلخل والهشاشة والتنوع، وفي ظل وجود معارضة سورية مغرقة في الانقسام والتشظي والخلاف. في ظل هذا الوضع المعقد من الصعب وضع تكهنات يمكن أن تصمد أكثر من أيام. الحسم العسكري غير ممكن. لكن هل هناك إمكانية لحل سياسي؟ ما يزال الوضع غير مهيأ لهذا الحل. فالطريقة التي أدار النظام بها الأمور كانت على أساس “إما قاتل أو مقتول”، وكذا الأمر حدث بشكل طبيعي كردة فعل على همجية النظام لدى الثورة والمعارضة. المهم أن هذا الوضع المتحرك لا يتيح إنجاز تسوية سياسية، فهذه تحتاج إلى شيء من الاستقرار النسبي في ميزان القوى، بخاصة أن تبدلات ميزان القوى غالباً ما تكون مؤقتة لمصلحة أحد الطرفين، وسيستغرق الأمر وقتاً حتى نقول إن هناك تقدماً واضحاً لأحد الطرفين. Refat Amer بسبب القمع والبطش الممارس من النظام وتخلي العالم عن التزاماته الاخلاقية والانسانية أتجاه السوريين وغياب الدور المطلوب للمعارضة السياسية وتراجع دور الجيش الحر لصالح الكتائب المسلحة المتطرفه اسلاميا .هل تعتقد بان سوريا يمكن ان تحكم بجماعات متطرفه أسلاميا ولو في المراحل الاولى بعد سقوط النظام. د.حازم نهار الجماعات المتطرفة لن تصل إلى الحكم، لكنها ستعيق وتربك أي حكم خلال المرحلة الأولى. هذه الجماعات غير موحدة ومختلفة فيما بينها حول قضايا كثيرة، ولن يكون هناك قبول أو تساهل دولي أو عربي بشأن وصولها للحكم، كما أن الكتلة الانتخابية للمجتمع السوري لن تتساهل في هذا الأمر وسيرتفع أصوات الأطراف الحيادية (تجار المدن، كل الأقليات، السنة المعتدلون…..) في حال سقوط النظام (المقصود بالكتلة الانتخابية هو كل المجتمع السوري وليس فقط الكتلة التي اندرجت في الثورة). Basher Nofal Basher اعتزال العمل السياسي او المعارض هذا الكلام من حازم تحديدا غير مقبول…لانه يعرف اكثر من غيره بان العمل الفردي خارج التجمعات لايقدم اي نتيجة…والمطلوب من الشخصيات العامة ذات المعرفة والخبرة بالعمل السياسي تقديم خبرتها واسقاط الانتهازيين والمتسلقين من داخل التجمعات لا على صفحات الفيس بوك….خاصة وانه صاحب مذهب بمقولة ان الحياد والصمت هو مشاركة بطريقة ما!!! د.حازم نهار لا أحد يستطيع اعتزال العمل السياسي اليوم حتى لو أراد. كل سوري اليوم هو كائن سياسي شاء أم أبى. لكن لا يعني قراري بعدم المشاركة فيما أعتقد أنه “مهازل” اليوم لا أكثر ولا أقل أنني اعتزلت العمل السياسي. هناك شروط ومعايير للممارسة السياسية الصائبة غير متوافرة للأسف فيما هو موجود. لم أكن ضد فكرة تشكيل تيار وطني ديمقراطي لكنني كنت مع بذل الجهد كي ينجح الأمر ولا يكون مجرد فقاعة: – ضرورة إعداد أوراق تفصيلية: فكرية وسياسية وتنظيمية. – ضرورة وضع استرتيجيات وخطط عمل. – عدم الإعلان عن أي مشروع سياسي جديد حتى يتم توفير عناصر الحياة والقابلية لاستمراره. – ضرورة وضع عناصر ومرتكزات لخطاب سياسي إعلامي درءاً للمزاجيات الفارغة. – ضرورة عدم ربط أي مشروع سياسي باسم شخص من الأشخاص. – ضرورة وجود كتلة وازنة من الشباب في أي مشروع جديد. – ضرورة وضع مرتكزات لسياسة خارجية للتشكيل السياسي الجديد محددة وواضحة كي لا تترك الامور للاستزلام والمزاج والعلاقات الشخصية. – ضرورة استبعاد عدد من الأسماء التي أربكت المعارضة، إذ ليس من المعقول بناء تشكيل جديد بالتشارك مع الشخصيات التي أساءت وخربت خلال العامين الماضيين.. وهكذا… أي عمل مستقبلي قريب أو بعيد يجب أن يناقش كل ذلك وغيره، ويعد العدة بشكل جيد، وإلا سنظل نكرر التجارب الفاشلة إلى ما لا نهاية ونظل نحمل العاهات نفسها. نضال رستم تحية للدكتور حازم و للمشاركين . تحت عنوان الثورة : ما الذي ينقصها لتنتصر بالتأكيد نحن أمام مهمات ليست سهلة وليست قريبة النتائج لانتصار ثورة حقيقي بكل ما تراه من أفق و هو بلا شك سيستمر إلى ما بعد إسقاط النظام . كيف من الممكن النظر إلى جنيف 2 د.حازم نهار تحتاج الثورة من بدايتها وحتى اليوم إلى عقل سياسي ثوري يشكل مركزاً جامعاً للثورة والمعارضة رغم تعدد اتجاهاتها وتياراتها، ومن دون ذلك سيظل الضياع مسيطراً. جنيف2 محطة من محطات الثورة التي لا بد من التعاطي معها بعقل سياسي صائب، على الرغم من أنني أعتقد حتى الآن بعدم إمكانية إنجاز شيء ما من خلاله لصالح الثورة. لكن العقل السياسي الصائب هو الذي يدخل كل المعارك مع بعضها وينسق بينها ولا يقف على رجل واحدة، ويبذل جهده للنجاح في كل المستويات. معارضتنا تؤخذ، كما يقال، بالعبطة، وحتى اللحظة تتعامل كل فترة مع إحدى النقاط وتنسى البقية. السياسي لا يضع البيض كله في سلة واحدة. على كل حال سأكتب قريبا حول جنيف2. Akasya Asham دكتور حازم: هل تعتقد فعلا أن النظام المجرم سوف يسقط وكل المؤشرات توحي بأنه ينفذ أجندة خارجية بامتياز ويحظى بدعم غير مسبوق من الدول المعروفة ، وبتواطؤ واضح مفضوح من دول الغرب د.حازم نهار للنظام فرص قوية اليوم بالبقاء، لكنه بقاء مؤقت. فالنظام سقطت كل مقولاته السياسية والأيديولوجية. بمعنى آخر، حتى لو أدت التوازنات الدولية والاقليمية والعسكرية إلى استمرار الشخوص الرئيسة في النظام، فإن وجود النظام سيكون مؤقتاً، فالمجتمع السوري تغير وما عاد بالإمكان إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. هذا في أسوأ الأحوال. لكننا نتحدث اليوم عن ساحة متحركة قد تعيد قلب موازين القوى وتأتي بمفاجآت عديدة لا يمكن التكهن بها جميعها. أسرة أمارجي تشكر الدكتور حازم على وقته الثمين وعلى حواره الشيق، وتشكر كل من شارك اليوم قراءة أو تعليقاً. بإمكان الجميع متابعة ملتقى أمارجي من خلال الرابط التالي: https://www.facebook.com/groups/446615722042248/?notif_t=group_r2j

الملتقى الرابع : لقاء أمارجي مع حازم نهار

في يوم الإثنين ٢٧ أيـار ٢٠١٣ الثامنة مساءً بتوقيت دمشق إستضاف تجمع أمارجي ندوة حوارية مع الدكتور حازم نهار على صفحة ملتقى أمارجي في موقع التواصل الإجتماعي فيسبووك تحت عنوان “المسافة بين الثورة والمعارضة … بين اليوم والغد”. جرى خلاله طرح الإسئلة من قبل الجمهور لمدة أربعة أيام والإجابة من قبل الدكتور حازم لأكثر من ست ساعات متواصلة.

بدأت الندوة بنص طرحه الدكتور حازم جاء فيه: “منذ بداية الثورة السورية وحتى اللحظة كانت نقطة الضعف الرئيسة فيها هي عدم وجود أو تبلور قوى سياسية تؤدي الوظائف الثلاث المطلوبة: الأولى، إيصال رسالة إلى العالم الخارجي بأن سورية تتوافر على بديل ناضج ورصين، قادر على القيام بإدارة المرحلة الانتقالية بعد رحيل النظام. الثانية، إيصال رسالة إلى الثورة وأهلها بأن هذه المعارضة تستطيع أن تقود العمل السياسي والإعلامي اللازمين خلال مرحلة ما قبل رحيل النظام. أما الثالثة، فهي خلق الاطمئنان على المستقبل عند المحايدين والخائفين والموالين من الشعب السوري عبر تقديم خطاب وطني جامع. لكن للأسف، فإن ذلك لم يحدث، ولهذا أسبابه العديدة. ومع ذلك، ما يزال العمل على إنضاج التمثيل السياسي أمراً في غاية الأهمية، ومن دونه سيكون التفسخ في شتى المجالات هو المصير الطبيعي للثورة، وهذا هو أكثر ما يراهن عليه النظام الحاكم”.

الندوة تركزت على المحاور التالية: المعارضة بين الخارج والداخل والعلاقة بين أجيالها المختلفة. / إستقلالية المعارضة وحّمى التمويل / الثورة : ما الذي ينقصها لتنتصر …فكر، فعل أم سياسة ؟ / أهمية اكسسورات الثورة في الفاعلية والتوحيد : العلم، الشعارات، العمل السلمي وأدواته واماكنه / سوريا : استراتيجيا ومسؤولية السلطة القادمة.

بعدها بدأت الأسئلة تتوارد تباعاً، كما الأجوبة من قبل الدكتور حازم.. وفيما يلي نص اللقاء:

Yasser Khanger

دكتور حازم مساء الخير.

واحدة من النقاط التي يُجمّل النظام بها نفسه هي ادّعاء المقاومة، واستخدام فلسطين والجولان كوسيلة لتحويل الأنظار عن بشاعته في التعامل مع المواطنين السوريين وقد نجح في ذلك عند كثيرين من القوميين والماركسيين تحديداً. من جهة أخرى يبدو وكأن المعارضة سلّمت له بذلك حيث لا نجد في خطابات المعارضة حضوراً للقضيتين الفلسطينية والجولان السوري المحتل إلا بشكل خجول مما أفقدها ثقة كثير من الأحزاب والتنظيمات اليسارية.

هل ترجع هذه الضبابية إلى عدم إرخاء خيوط الارتباط بين المعارضة والدول الغربية الداعمة لدولة الاحتلال؟

كيف تقرأ علاقة سوريا الحرّة مع قضية التحرر من الاحتلال الإسرائيلي في ظل ارتهان الكثير من تجمعات المعارضة الخارجية إلى قرارات الدول الغربية المُساندة لدولة الاحتلال؟

د.حازم نهار

كان كيسنجر يقول: نصف سورية هو السياسة الخارجية.

أعتقد أن السبب الأساسي هو عدم وعي المعارضة لماهية سورية. فبلدنا ليس دولة نفطية، ولا هي دولة مهمة اقتصادياً، وينظر إليها بحذر من قبل المجتمع الدولي بحكم تكوينها الإثني والمذهبي المتنوع بما يجعل التعاطي حذرا مع هذا البلد.

النقطة الأساسية المهمة في سورية هي سياستها الخارجية وارتباطها بملفات المنطقة المعقدة: الوضع اللبناني الهش والقابل للانفجار في كل لحظة، وجود حزب الله كقوة عسكرية داخل لبنان وارتباطه المباشر بالسياسة الإيرانية، العلاقات السورية الإيرانية، الوضع غير المستقر في العراق، علاقة النظام بأكراد تركية، هشاشة الدولة والمجتمع الأردني، قضية الجولان، القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، وضع الفلسطينيين اللاجئين في سورية ولبنان والأردن…. إلخ.

كل هذه القضايا لم تناقش داخل المعارضة في حين هي العناصر الأساسية التي تحكم المجتمع الدولي في التعاطي مع سورية، ويعتقد بعض أهل المعارضة أن الصمت حول هذه النقاط أفضل من الحديث فيها، وهذا غير صحيح.

في سورية الديمقراطية لا خوف على الجولان ولا على دور سورية فيما يخص القضية الفلسطينية. فالأمر له علاقة بالوضع الجيوسياسي لسورية ولا علاقة له بتكتيكات فارغة لعدد من المعارضين السذج.

إسرائيل عدو يحتل أرضاً سورية هي الجولان، لكن لا يمكن حسم المعركة مع العدو الإسرائيلي بالجيوش وحدها بمعزل عن عمقها الاجتماعي ومستوى تقدم المجتمع، فالقوة العسكرية هي المحصلة النهائية لعناصر القوة المتوفرة كافة لدى هذا المجتمع، لذلك فإن تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال يبدآن من توفير عناصر القوة الداخلية، وهي التي لا يمكن تحقيقها دون إقامة نظام وطني ديمقراطي.

Enad Abbass

دكتور حازم . كلّما حاولت بعض أطياف المُعارضة السوريّة تشكيل هيئة سياسية جامعة لبعض أو معظم أطراف المُعارضة يسارع الشارع السوري بمعظم أطيافه للسخرية منهم والتهديد والوعيد لهم بالويل والثبور ، ويسارع الجميع لقول المتلازمة الدائمة : لاتمثلّونا ! حتى قبل انفضاض المؤتمر الداعي للم شمل المعارضة ! وبما أنّ الحرب نوع من الحوار العنيف للوصول لأهداف سياسية تنتفي الضرورة لها مع تحقق هذه الأهداف أو جزء منها ، فما هو الحل لنتمكن من تشكيل جسم سياسي يمثل المعارضة بكل أطيافها أو بجزء منها مع وجود كل هذه العوائق ؟ وهل هناك أمل في تبلور اتفاق لتشكيلها بالحدّ الأدنى في وقت قريب ؟ وشكراً لسعة صدرك

د.حازم نهار

لقد انقسمت المعارضة، وما تزال، استناداً لمعايير ساذجة وسطحية وليس استناداً لوجهات نظر فكرية سياسية واضحة.

منذ بداية الثورة، تشكل لدينا طرفان، طرف يمارس السياسة باعتبارها انعكاساً مباشراً لرأي الناس، أي يتبنون كل ما يقوله السوريون، وهذا ما يمكن تسميته بممارسة السياسة عن طريق شحادة الشعبية.

وطرف آخر مارس السياسة بطريقة احتقرت الناس ونظرت إليهم باستهزاء، ولم تثق بقدراتهم.

لم يدرك الطرف الأول أن الشعب يقول كلمته دائماً بالاستناد لمعطيات معينة، وعندما تتغير المعطيات يتغير رأي الشعب. فأي قول للشعب هو قول غير نهائي، وأي تأييد من الشعب لفرد أو مجموعة هو غير نهائي.

إذا كان السياسي أو المثقف يبني خياراته ومواقفه بالاستناد فقط إلى رأي الناس في لحظة معينة فلا ضرورة لوجوده، إذ لا معنى لوجود المثقف أو السياسي إذا لم يكن قادراً على التأثير في رأي الناس ومالكاً لرؤية استشرافية للمستقبل بعد فهمه واختزانه لمعطيات الحاضر.

وبالمقابل إذا كان هذا السياسي أو المثقف يبني خياراته فقط استناداً للأفكار والأيديولوجيات التي يحملها فهو حكماً في عداد الموتى ولا ينتج إلا سياسات مفتقدة للحياة وبعيدة عن آمال البشر وآلامهم.

بالتالي فإن التعامل الأمثل هو احترام الناس والتعامل مع آلامهم وآمالهم لكن من دون علاقة رضوخ، والمراهنة على أن الفعل الصحيح سيفرض نفسه حتى لو وقفت الناس في البداية ضده.

أما بخصوص الحل:

في الحقيقة، لا يوجد في سورية اليوم أحزاب سياسية حقيقية باستثناء حزبين تاريخيين هما البعث والإخوان المسلمين، فقد تهشمت الأحزاب التاريخية الأخرى،كالشيوعي والناصري وغيرها، بفعل الاستبداد من جهة، وأمراضها الذاتية من جهة أخرى.

قبل الثورة، كانت هناك أحزاب معارضة صغيرة، مارست عملها على مدار ربع قرن على الأقل في الغرف المغلقة، وهي في معظمها أحزاب أيديولوجية متكلِّسة، وتضم بعض المناضلين، لكنها تفتقر إلى السياسيين، ولا يزيد عدد الأعضاء في أي حزب معارض عن مائة عضو بحكم تهشيم النظام لها.

أما الأحزاب المعارضة الجديدة التي تشكلت بعد الثورة، فهي في معظمها “فقاعات” ليس أكثر. إنها كالورود التي تتفتح صباحاً وتموت مساء، إذ سرعان ما تتشكل وسرعان ما تتفكك، وهذا طبيعي لأن الأحزاب المتشكلة ليست ذات معنى، ولا الانشقاقات عنها ذات مغزى، وكلها إلى زوال.

بعض هذه القوى لا يزال مستمراً، بحكم عاملين اثنين وحسب، الأول هو “ماركة الاسم”، والثاني وجود بعض الشخصيات السياسية الإعلامية داخلها. في ما عدا ذلك لا تمتلك أي مؤهلات أو عناصر للاستمرارية في المستقبل. وبحكم افتقارها لكل مقومات الحزب أو التيار السياسي يمكن ببساطة الاستنتاج بأنها مجرد “هلام سياسي” لا يمتلك رأياً ثابتاً أو مستقراً تجاه أي حدث أو واقعة سياسية، وكل يوم بعقل جديد.

كذلك، بعد الثورة لم تنجح التحالفات والائتلافات والمجالس والهيئات، فجميعها كان مآلها، أو سيكون، الفشل. فهي لم تمثِّل لقاء أو تجمعاً بين قوى سياسية حقيقية، بل بين أفراد في الغالب الأعم. يضاف إلى ذلك أن بناء التحالفات والعمل فيها يحتاجان للحد الأدنى من الفهم السياسي لمعنى العمل التحالفي ووضوح آليات العمل وحسن الإدارة والتنظيم، وإلا كيف نفسر أن المنضوين في أي ائتلاف كلٌ منهم يغني على ليلاه، تماماً مثل “صف الدبكة المفشكل” كما يقال.

في الحصيلة، نحن بحاجة أحزاب سياسية حقيقية كي نستطيع بناء تحالفات سياسية ناضجة وإلا سنظل ندور في الدوامة نفسها.

Samer Alhalaki

إلى أين تتجبه المعارضة .. ؟؟ محاصصات سياسية … ؟؟ أم توازنات دولية بحيث ينوب الأقطاب فيها عن الدول كوكلاء … ؟؟ أم طائف جديد … ؟؟ و هل ترى أنها ستكون أزمه سياسية تقضي على البقية الباقية …؟؟؟ و نبقى في شرذمة سياسية … إلى أي مدى سيبقى الأفق السياسي مسدود عبر معارضة لم تتضح للآن ماهيتها أو أرضيتها أو مرجعتيتها … ؟؟؟

د.حازم نهار

المعارضة مصطلح تم استخدامه للدلالة على بعض القوى السياسية الصغيرة التي استمرت بالعمل في السر، وهي قوى متكلسة ولا تمتلك تقنيات العمل السياسي الصائبة، ثم أصبح المصطلح أوسع من ذلك مع انطلاق الثورة، وبدأ يضم كل الشخصيات التي ظهرت في الإعلام، وهنا اختلط الحابل بالنابل. فالكثير من الشخصيات الجديدة التي انضمت للمعارضة لم تقرأ صفحة واحدة في حياتها، وغالبية المعارضة التقليدية شخصياتها متكلسة وتخثرت عند مرحلة معينة.

باختصار لا يوجد قوى سياسية حقيقية اليوم، وهذا هو السبب الرئيس لفشل كل التحالفات والائتلافات. وبحكم هذه الحال وعدم الخبرة والاستعراضات البهلوانية والأمراض الشخصية فشلت المعارضة في تحقيق أي إنجاز أو تقدم على الصعد كافة.

أعتقد ستستمر أحوال ما يسمى “المعارضة” على هذه الحال طالما لم تنشأ قوى سياسية حقيقية، ولهذا شروطه العديدة.

Samer Alhalaki

إلى أي مدى تجد الهوة شاسعة بين العمل السياسي و العسكري على الأرض …؟ هذا إذا لم نأخذ الحراك الثوري المدني بعين الإعتبار نتيجة التدخلات و فرض الأجندات و التوازنات الدولية … و طغيان صوت المعارك على الأرض …!!! …. إلى أي مدى هذه الهوة متسعة و هل ستضيق مع الانتصارات على الأرض …؟ أم سيفرض السلاح نفسه بقوة على تحرك المعارضة إذا بانت الرؤى السياسية في المدى القريب متوائمة مع الهدف الموضوع للثورة كحاضن أكبر سياسياً و عسكرياً ….و مدنياً ؟؟؟

د.حازم نهار

كل ثورة بلا رأس تتحول إلى ثورة بألف رأس.

الهوة واسعة بين جميع الحيزات السياسية والعسكرية والمدنية، بل واسعة أيضاً داخل كل حيز من هذه الحيزات.

لا يمكن باعتقادي ردم هذه الهوة من دون وجود بوصلة سياسية وطنية مركزية تضبط إيقاع جميع هذه الحيزات.ليس هناك عبر التاريخ كله من قاتل بالسلاح إلا وطلب دوراً سياسياً فيما بعد، وهنا تكمن الخطورة. لكن أعتقد أن ما يخفف هذه الخطورة هو وجود كتلة سياسية صلبة قوية.

Hazem Al Saied

ينضوي في مشهد الربيع العربي اليوم تيار من النخب السياسية والفكرية ممن نهل من “التاريخانية الماركسية” التي عمل على بلورتها عدد من رواد الحداثة العربية النقدية كعبد الله العروي وياسين الخافظ. وقد قرأت منذ فترة ورقة نظرية لحزب المؤتمر من أجل سوريا الذي ساهمت حضرتك حسب ما سمعت في إعدادها على ما وصلني. تلك الماركسية التاريخانية ولدت عقب هزيمة حركات التحرر العربي وكانت ذات دعوات إصلاحية، بالمعنى العميق للكلمة، وقد راهنت على ما تبقى من إفرازات حركات التحرر العربي. إنه فكر ما بعد الثورة. وفكر لنقد الثورة. ولكننا اليوم عدنا إلى زمن الثورة. وأرى أن ورقة حزب المؤتمر حاولت إعادة انتاج هذا الفكر سياسياً. ما لفتني أن هذه الورقة بالكاد احتوت على مفردة الثورة. وإن احتوت على هذه الكلمة فإنها لم تطرحها مفاهيمياً.

ما أريد الوصول إليه هو أن هذا الفكر لم يمفهم الثورة. ولا يبدو أنه يمفهمها اليوم. هل ترى معي وجود هذه الظاهرة؟ وهل تعتقد أنها مأزق هذا الفكر، على الأقل في مرحلتنا الراهنة؟ ألا يمكن اعتبار استقالتك عن العمل السياسي المباشر والتمثيلي، حالك حال شخصيات أخرى متأثرة بهذا الخط كجاد الكريم جباعي، هو تمظهر من تمظهرات هذا المأزق؟

د.حازم نهار

بالنسبة لي شخصياً ابتعدت عن عمل المعارضة التنظيمي منذ أكثر من عام ونصف لقناعتي بأن الآلية التي تسير فيها الأمور فاشلة وستصل إلى طريق مسدود، ربما بحكم معرفتي الجيدة بالمعارضة وقواها وشخوصها وخلافاتها وإمكانياتها، بخاصة بعد المحاولات الأولى خلال الشهور الستة الأولى لترميم وضعها وترتيب عملها. لكن هذا لا يعني بالمطلق الاستقالة من العمل السياسي، ومن ضمن عملي هو المحاولة التي تذكرها لبناء حزب سياسي قوي.

كل حزب سياسي له خمسة أعمدة: أرضية فكرية، رؤية سياسية، برنامج سياسي عام، برنامج سياسي مرحلي، نظام داخلي. وهذا بالطبع ما لم أجده في كل الفقاعات السياسية التي تشكلت حتى الآن.

في الأوراق الخاصة بحزب المؤتمر جرى الحديث عن الثورة السورية باستفاضة في الرؤية المرحلية والبرنامج المرحلي. وفي حال نجحنا بتأسيس هذا الحزب سيكون التعاطي مع الثورة ومجرياتها بشكل مباشر في البيانات والمواقف وغيرها.

بالنسبة لي دلالات المفهوم أهم بكثير من المفهوم ذاته. فلو سألتني عن معنى الإصلاح ومعنى الثورة ومعنى التغيير ومعنى إسقاط النظام في سورية فسيكون الجواب واحد.

الثورة ليست لحظة زمنية إنما عملية متواصلة، وهذه هي الثورة المصرية لم تحقق للآن إلا جزءا يسيرا من مطالبها وما زال أمامها الكثير.

Kefah Bader Aldin

لقد حضرت الإجتماع لمجموعة التيار الديمقراطي بتاريخ 11 و 12 أيار، ما هو انطباعك عن تشكيل المجموعة وما هي نقاط الضعف والقوة لديهم ؟ هل تعتقد أن دخول المجموعة الديمقراطية في الإئتلاف سوف يغير شيء من السلوك العام للإئتلاف ؟ سيما أن الكفة رجحت لصالح الديمقراطيين إذا ما تم قبول ال 25 مقعد (60% للديمقراطيين والليبراليين و 40% للإخوان والإسلاميين حسب كلنا شركاء).

تحياتي

د.حازم نهار

أنا لم أشارك في لقاء التيار الديمقراطي أو القطب الديمقراطي في القاهرة، بل صرحت برأيي أنني لا أتوقع له النجاح.

السبب هو أن العمل العشوائي والفوضوي على ما يبدو هو العمل المسيطر على كل نشاط المعارضة. بالطبع لست ضد الفكرة من حيث المبدأ، لكنها تحتاج لبناء حقيقي: فكري، سياسي، تنظيمي.

حتى لو كان عدد “الليبراليين” و”الديمقراطيين” أضعاف عدد الإسلاميين في الائتلاف فلا أعتقد أن شيئا كبيرا سيتغير. وفي الحقيقة السبب أن التيار الإسلامي متماسك فكريا وسياسيا وتنظيميا (وهذا حقه)، فيما ما يسمى التيار الديمقراطي الليبرالي هو تيار هش من جميع النواحي، فلا يوجد أرضية فكرية جامعة ولا رؤية سياسية ولا آليات تنظيمية وإدارية واضحة ومحددة.

عاطف هنيدي

هل تستطيع المعارضة الحالية ان تقنع العالم بقدرتها على توفير مستلزمات الدولة المستقبلية . هل ممكن لنا ان نرى جيشا لا علاقة له بالسياسة فقط للدفاع عن حدود الوطن المنشود .

د.حازم نهار

المعارضة الحالية، على حد تعبير فاروق الشرع في عام 2004، غير قادرة على إدارة مدرسة ابتدائية، وللأسف هذا صحيح.

ستعيش سورية فوضى كبيرة قبل أن تصل للحالة التي يكون فيها الجيش السوري جيشاً وطنياً لا علاقة له بالسياسة.

Saleh Al Nabwani

تحياتا استاذ حازم

مواقفك وتاريخك الفكري المشرف معروف للجميع ومقدر

لماذا لا يكون العلمانيون موحدون ومن المفروض أن يكونوا الأقدر على التوحد والعمل بيد واحدة في مواجهة النظام والقوة المتشددة ونلاحظ الإنقسام الكبير بين هذه القوى رغم تاريخها المدني العلماني الذي عول عليه الشعب السوري الكثير لكن للأسف لم يكونوا على قدر المسؤولية .

ولماذا أغلب الإنقسامات تكون بين العلمانيين فبعد وجودك ومساهمتك في تأسيس هيئة التنسيق الوطنية ساهمت في تشكيل المنبر الديمقراطي ونراك الآن بعيد عنه فهل ترى بهذه الإنقسامات فائدة للثورة والشعب السوري ولسوريا المستقبل التي تحلم بها وشكراً لك

د.حازم نهار

العلمانيون في سورية مختلفون لأن مفهوم العلمانية ذاته غير مدرك جيداً، فهناك كثير من الرؤى العلمانية التبسيطية والمختزلة والساذجة، بل هناك رؤى علمانية طائفية أيضاً، وهناك علمانيون شيوعيون أو أيديولوجيون لا يقلون تطرفاً عن جبهة النصرة والقاعدة.

هناك الكثير ممن يكتبون على صدورهم “علمانيون” لا يجمعني بهم جامع، بل هناك إسلاميون أقرب لي شخصياً وفكرياً وسياسياً ووطنياً من الكثير من العلمانيين.

الاختلاف طبيعي لكن المهم هو بناء أحزاب وقوى سياسية حقيقية، ذات فكر واضح وبرامج سياسية محددة ونظم داخلية تحدد الحقوق والواجبات وآليات العمل وطرائق اتخاذ القرار.

عندما يكون لدينا مثل هذه الأحزاب نستطيع بناء تحالفات وأقطاب وائتلافات قادرة على الصمود، ومن دون ذلك سيكون العمل السياسي كله رهن الأمزجة والمصالح الشخصية والرؤى الفردية القاصرة.

طارق عبد الحي

سبق للدكتور حازم ان علق على تسريبات كانت ذكرت انه مشارك في ما دعا اليه ميشيل كيلو تحت اسم القطب الديمقراطي وقال بما معناه : انه لن يشارك في اي تجمع او تكتل معارض وسيبقى يعمل لخدمة الثورة بطرق مختلفة ” نشر النص في كلنا شركاء “

هل يعتزل حازم نهار السياسة ام العمل المعارض الذي سبق وجربه مرات عديدة خلال السنوات الماضية القليلة

واذا كان ذلك صحيح فهل يصح الان ولمتى ؟

د.حازم نهار

الحديث عن تجربتي في المعارضة منذ عام 1988 حديث طويل وذو شجون كما يقال، وبالطبع يمكن لكل شخص أن يقول الأمر نفسه. لكن وللموضوعية كل منا شارك بقدر ما في الصواب والخطأ، لكن مع اختلاف النسب.

أنا أعرف عيوب المعارضة السورية جيدا منذ ما قبل الثورة، وقد نشرت كتابا حول الأمر في عام 2008، لكن مع مجيء الثورة كان لا بد من العمل بما هو موجود أو بما هو بين أيدينا.

للأسف العيوب ازدادت سوءا بعد الثورة بحكم التنافس الشخصي، وتباين فهمنا للأداء الصحيح لخدمة الثورة.

ساهمت في البداية في تشكيل هيئة التنسيق الوطنية، لكن ولأسباب كثيرة يصعب ذكرها هنا تركتها بعد 4 أشهر، ورغم أنني كنت مشاركا في الاعداد للمجلس الوطني إلا أنني رأيت لحظة تأسيسه أنه سيفشل بعد فترة قصيرة من الزمن لذلك لم أكن من بين أعضائه، أما بالنسبة للمنبر الديمقراطي فكانت الفكرة هي محاولة استعادة دور لجان احياء المجتمع المدني التي بنيناها في أوائل عام 2000 وكان لها دور كبير حتى عام 2008 وكانت تضم مجموعة من المثقفين، إلا أن البعض رأى تحويل المنبر إلى طرف سياسي على شاكلة المجلس أو هيئة التنسيق، وهو ما رأيت أنه سيكون بالضرورة فاشلا، ولذلك لم أستمر فيه.

كل ذلك لا يعني الاستقالة، لكن يعني بتقديري ضرورة بناء قوى سياسية حقيقية، وهذا ما يمكن العمل عليه مستقبلا.

Anas Hamdoun

منذ بداية الثورة تموضع الشباب في غالبيتهم في مجال النشاط الميداني و الإعلامي و ابتعدوا عن العمل السياسي المباشر تاركين لديناصورات المعارضة مركز العمل السياسي .. و المحاولات التي خاضها البعض للدخول في العمل السياسي انتجت إحباط كبير لأن اللغة و الأدوات الطاغية للعمل السياسي المعارض تنتمي لمرحلة تاريخية سابقة لا تشبه لا الثورة ولا روح الشباب الثائر .. و اليوم مثل بداية الثورة مازال عدد كبير من الناشطين الشباب بعيدين أو مبعدين عن العمل السياسي و كل محاولات اختراق الخارطة السياسية المعارضة تواجه صعوبة التأقلم مع بيئة محيطة غير مريحة و غير صحية .. ماهي الإمكانيات الباقية و الأدوات الضرورية للشباب للدخول و للتأثير في العمل السياسي المعارض دون تلقي عدوى أمراض الشيخوخة التي يعاني منها ؟

د.حازم نهار

كل ما ذكرته يا أنس عن المعارضة في توصيفك صحيح.

منذ بداية الثورة كتبت مقالاً بعنوان”كلمة السر للنجاح هي المؤقت”، وكنت أقصد أن قوى المعارضة لو اقتنعت بكلمة مؤقت لوفرت الكثير من المآسي، وكذلك لو اقتنعت شخصيات المعارضة بأنها مؤقتة لما أنهكتنا بالتنافس السلبي بين شخوصها.

كلمة “مؤقت” ليست كلمة أخلاقية فحسب، بل هي كلمة سياسية بامتياز. فكل قوة سياسية اليوم هي قوة مؤقتة، وكل شخصية معارضة اليوم هي شخصية مؤقتة، فالمستقبل سيحمل معه اصطفافات سياسية جديدة تعيد ترتيب القوى السياسية وربما تنشأ قوى جديدة.

من الضروري أن يفكر الشباب منذ الآن بإنشاء أحزاب وقوى سياسية جديدة، لكن بهدوء وبالاستفادة من تجربة المعارضة وأمراضها، فمن دون الأحزاب السياسية لن يكون هناك نتائج للثورة سواء سقط النظام أم لم يسقط.

Ghassan M Jebai

لم أجد جوابا حتى الآن على أهم سؤال طرحته الثورات العربية التي فجرها الناس البسطاء العاديون الذين لا يريدون إلا شيئا واحدا هو الحرية والكرامة.. كيف كان يمكن التعامل بشكل أفضل مع هذه الظاهرة “الثورة الشعبية الوطنيةالعفوية” التي لم تكن استثناء في تاريخ الثورات وإن كان لها خصوصيتها السورية “القمع الاستثنائي والإرهاب المنظم”، وما هي الطريقة والأدوات والآليات التي كان من الأفضل استخدامها من قبل المثقفين والسياسين المعارضين الذين ينتمون إلى أحزاب تجاوزها الزمن فكرا وتنظيما وسلوكا..

د.حازم نهار

بصراحة، ظهر لي خلال العامين الماضيين عدد من النقاط هي:

كان واضحاً منذ البداية أن النظام لن يسمح للثورة بتشكيل جسم سياسي من صلبها، وقد تجلى ذلك في وضع الحواجز بين القرى والمدن لمنعها من الاختلاط ببعضها. وهذا وضع مسؤولية كبيرة على المعارضة الحزبية في تشكيل البوصلة السياسية الضرورية للثورة، وهذه من أهم النقاط السلبية حتى اللحظة.

كانت قناعتي آنذاك أنه لا مفر من الاتكاء على المعارضة التقليدية على الرغم من عجزها. لكن اختلاف المعارضة في الداخل الذي يعود إلى ما قبل الثورة بسنوات منع تشكيل قطب سياسي معارض في الداخل، وهنا أخذ زمام المبادرة المعارضون في الخارج الذين غادروا البلد منذ الثمانينيات، وهؤلاء بصراحة معلوماتهم عن النظام والبلد والسوريين سطحية، ثم ظهرت سلبيات المعارضة في الداخل بسقفها وخطابها الهزيلين.

أغلب المعارضين في الخارج هم شخصيات تقنية وليست سياسية، وأغلب المعارضين في الداخل هم ديناصورات تخثرت عند مرحلة وخطاب معينين.

النقطة الممكنة كانت هي إدراك الجميع أنهم غير أهل للتعاطي مع الثورة ومستلزماتها، فهي حدث جديد يحتاج إلى منطق وآليات وشخوص جديدة أو تمتلك روحاً جديدة. كان بإمكان الكثير من شخصيات المعارضة التحول إلى استشاريين والاقتناع بالصفة المؤقتة لكل القوى الموجودة.

Hala Alabdalla

هل يمكننا أن نستنتج من المقدمة المنشورة أعلاه أولاً أن الرسالة الأهم المطلوبة من القوى السياسية هي طمأنة العالم الخارجي بأن سوريا تحتوي على بديل ناضج ورصين ؟ والنقطة الثانية هل نستنتج أن مهمة القوى السايسية هي ارسال رسائل ولعب دور ايجابي فقط يدعم الثورة وبالتالي ليس لهذه القوى مكان ولا مكانة داخل وفي صلب وجسم الثورة وانما رافد وساند فقط ؟

د.حازم نهار

النقطة الأساسية التي افتقدتها الثورة ولا تزال هي البوصلة السياسية المركزية التي تضبط إيقاع الجميع ويضبط الجميع إيقاعهم بها.

هذه البوصلة لها مهام داخلية وخارجية متلازمة، إذ لا يمكن الحديث عن أي دولة في العالم قابلة للحياة إلا إذا توافرت لها سبل الحياة في الداخل والخارج.

في الخارج ينبغي أن تعطي هذه البوصلة مؤشرات مطمئنة أنها قادرة على بناء وطن ودولة وبلد، لا أن تعطي مؤشرات على أنها مجموعة من المراهقين الذين يفتقدون للرؤية السياسية ولفهم العلاقات والمصالح الخارجية ولخصوصية بلدهم وارتباطها بملفات كثيرة. أما في الداخل فينبغي لها أن لا تتنازل عن الخطاب الوطني وأن تطرد من صفوفها كل صاحب خطاب غير وطني، فهذا الخطاب هو وحده الذي يستطيع أن يجمع السوريين ويبني بلدا ودولة.

بهاتين المهمتين في الداخل والخارج تستطيع البوصلة السياسية أن تندمج بالثورة وتمثلها وتحقق أهدافها السياسية.

Hala Alabdalla

أعادت الثورة لبعض المفردات السياسية معناها وخلصتها من الديماغوجيا البعثية التي كانت قد استهلكتها وشوهتها ..مثل مفردة الوطن والثورة والشعب وغيرها ولكن هناك بعض المفردات التي ما زالت موضع نفور مثل العمل السياسي واليسار والالتزام والتقدمية ،،،هل ستعود لهذه المفردات روحها ومصداقيتها وضرورتها ورونقها على الأرض ولدى الثورة السورية ؟

د.حازم نهار

لن تحقق الثورة نتائجها إن لم تتكثف في عمل سياسي واضح المعالم.

وأعتقد أنه يوجد اليوم حوار داخل كل بيت سوري حول شؤون البلد والسياسة واستحضار للتاريخ والتجارب والأفكار والمفاهيم، وهذا شيء إيجابي سيعبر عن نفسه في المستقبل في صيغة تجمعات وقوى سياسية ومدنية.

المفاهيم السياسية كالكائنات الحية تولد وتعيش وتتطور وتتغير وتموت. هناك مفاهيم يمكن أن يعاد بناؤها على أسس جديدة انطلاقا من الواقع المتغير والتجربة العيانية.

وهناك مفاهيم تأخذ حلة جديدة ويتغير معناها تماما مع الزمن. فالعلمانية مثلا كانت تعني “فصل الدين عن الدولة”، لكنني أرى ضرورة توسيع المفهوم ليصبح “فصل الدولة عن الأديان والمعتقدات والأيديولوجيات والمذاهب”، بمعنى أن الدولة يجب أن تكون كائنا حياديا بغض النظر عن السلطة الحاكمة أو الحزب الحاكم. لقد حكم البعث سورية كما تحكم حركة طالبان أفغانستان، أي كان البعث حزبا سلفيا ليس أكثر. وبهذا المعنى يصبح المسلم الذي يؤمن بحيادية الدولة أكثر علمانية من ذلك الطائفي الذي يتستر بقشرة علمانية هزيلة أو من ذاك الذي يعتقد أن الأيديولوجيات الدنيوية علمانية بالضرورة، بل على العكس يمكن أن تكون سلفية التفكير والأداء.

كذلك مفهوم الوطن والوطنية بحاجة لروح جديدة، فمن السذاجة الاعتقاد أن الوطن هو مجرد أرض وشجر، فالوطن أوسع من ذلك بكثير، إنه أولا الدستور الديمقراطي الضامن لحقوق الإنسان التي تشكل أساس المواطنة. لا وطن بلا مواطنين كاملي المواطنة.

وفي ضوء ذلك يتغير معنى السيادة الوطنية أيضاً، فلا تقتصر على الدفاع عن حدود البلد الجغرافية، بل معناها الأساسي داخلي، أي داخل الوطن، فلا سيادة وطنية من دون حقوق المواطن.

وكذلك مفهوم التقدمية الذي يختلف من فترة لأخرى، فما هو تقدمي في السابق قد يكون رجعيا اليوم، وما هو رجعي قد يصبح في لحظة ما تقدمياً، والحكم في هذا الأمر هو الواقع والتاريخ.

Hala Alabdalla

هل تؤمن بأن يساراً جديداً يجب أن يتكون ويساهم بخلاص سوريا وبإسقاط النظام جذرياً وببناء مستقبل حر ديمقراطي لسوريا ؟

د.حازم نهار

في الحقيقة أنا لا أؤمن بصنمية الكلمات والمفاهيم. وكل مفهوم يكتسب أهميته من دلالاته ومعانيه التي يعطيها المرء له.

في الواقع نجد الكثير من “اليساريين” الأرثوذكس الذين لا يختلفون أبداً عن أسامة بن لادن والظواهري. وهناك يساريين كثر اختزلوا اليسار في تفكيرهم وممارساتهم إلى مجرد كأس من العرق وإمرأة جميلة، وهناك يساريون حددوا هويتهم بالتضاد مع الدين، وهذا فهم سطحي جدا وغير صحيح، لكن بالتأكيد هناك يساريون أصحاب فكر وعقل مفتوح على التطور باستمرار.

إن كان لا بد من التفكير بيسار جديد فلهذا معاييره الضرورية (سواء أطلقنا عليه اسم اليسار أو الحجر):

النقطة الأولى: الإنسان هو مركز الكون ومعيار القيم. وحتى يكون لدينا يسار فاعل وحقيقي يفترض أن يكون إنسانياً بالدرجة الأولى، فالإنسان أهم من النصوص والأيديولوجيات.

النقطة الثانية: الإيمان بوحدة الفكر والمعرفة البشرية، فليس من المنطقي وضع حواجز فاصلة بين التيارات الفكرية. أنا لا أستطيع فهم ماركس من دون هيجل، ولا أستطيع فهم جان جاك روسو من دون ابن رشد…. والأهم يفترض باليسار التخلص من “الاحتقار الضمني أو المضمر” للأديان، فلولا الأديان لما كان هناك معرفة بشرية. أنا شخصياً أعتبر الرسول محمد أهم شخصية سياسية في العالم، وأقول مثلا إن المعارضة السورية (العلمانية والاسلامية) تحتاج إلى دورة تدريبية تعيد فيها قراءة تجربة الرسول.

بعض من يسمعني أقول ذلك يظن أنني إسلامي، وفي الحقيقة هي دعوة لأن لا يكون اليساري سطحياً وتافهاً إلى درجة يظن أن معنى اليسارية هي القطيعة مع الدين، بل هي في رؤية الخط الواصل بين كل التيارات الفكرية.

النقطة الثالثة: هي حضور الصفة الوطنية في عقل اليساري. في الواقع رأيت كثيرا من اليساريين الذين يحتفون بصور ماركس ولينين في بيوتهم، لكن لم يخطر في بالهم الاحتفاء بالكواكبي. إنهم يقرؤون “كيف سقينا الفولاذ” لكنهم جاهلون بألف ليلة وليلة مثلا. يعجبون بستالينغراد ولينينغراد وينسون داريا والقصير مثلا.

انزراع اليسار في الوطن والمجتمع يقتضي معرفة الوطن جيدا بتاريخه وثقافته وبشره وآثاره وتجاربه…. ومن دون ذلك نحن خارج الوطن.

Najwa Kondakji

في ظل التطورات الحاصلة في الميدان و سيطرة لغة السلاح ، ألا ترى أن كلمة “الثورة السورية” بدأت تفقد معناها الفكري الصافي وأصبحت صفة رومانسية لبداية الحراك قبل التسليح؟؟ ماذا بقي من الثورة بالمفهوم الفكري ؟ هل تم إغتيال الثورة فعلاً بطلقة من رحمها؟إلى أي مدى نستطيع القول أننا ما زلنا تحت جناح الثورة و لسنا في صراع أهلي مسلّح يحتاج إلى أدوات جديدة ؟ ما هي الأدوات التي نحتاجها لتقويم تشوّهات الثورة؟ و كيف للكلمة أن تقاوم البندقية؟

د.حازم نهار

أرجو أن لا يفهم من جوابي على هذا السؤال شيئا من المزاودة.

أنا أعتقد أن ما حدث في سورية هو ثورة بل ملحمة عظيمة. أقول ذلك وأنا أعي تماما الحال التي وصلنا إليها (وهي ليست مفاجئة إلا لكل جاهل بالنظام والمجتمع الدولي). استمرار الثورة هو أمر مدهش، ويستحق أن يكتب عنه حكايات صوفية.

في بداية الثورة كان هناك شباب يزورونني يسألونني عن كلمات بدؤوا يسمعونها حديثا: ما معنى “مواطنة”؟ ما معنى “مجتمع مدني”، ما المقصود بقانون الطوارئ؟ من كان رئيسا لسورية قبل حافظ الأسد؟ هل صحيح أن النقابات يجب أن تكون مستقلة عن حزب البعث؟ كيف سكتم عن توريث بشار الأسد؟…. إلخ.

اليوم هذه الأسئلة وكثير غيرها هي مادة الحديث في كل بيت، حتى في البيوت التي تعتبر موالية للنظام.

اليوم كل السوريين يدلون بدلوهم في العلاقات الدولية والسياسة والاقتصاد والإسلام والقضاء ويشكلون جمعيات للإغاثة والإعلام وغيرها.

العنف غير المسبوق للنظام قاد إلى العسكرة بالضرورة، وحيثما تحضر العسكرة تغيب السياسة والمجتمع المدني. مع ذلك فإن معرفة السوريين لحقوقهم ولأنماط حياة مختلفة عن حياة النظام والبعث تجعلان إمكانية استحضار وإعادة بناء السياسة والمدنية أمرا محتوماً.

الثورة اليوم تتمظهر على هيئة صراع مسلح لكن هذا الصراع المسلح لا يختزل الثورة بالمطلق، فجذر هذا الصراع المسلح هو الثورة وليس أي شيء آخر.

بالمقابل ينبغي التفكير جلياً بتجسيد سياسي ومدني للثورة بشكل دائم فهذا هو ضمانة السير للأمام. وهنا تكمن أهمية تأسيس الأحزاب السياسية الجديدة والجمعيات المدنية. وفي حال النجاح في هذا الأمر سيتم تقليص آثار العسكرة.

Khaled Barakeh

هل من الإستحالة/الممكن أن يستعيد الحراك المدني بريقه مرة أخرى (الآن أو بعد سقوط النظام) بعد أن أصبح ولاء بعض “الثوار” وأكثرية المعارضة لمن يسدد الفواتير؟

وهل من الممكن إنشاء بديل إعلامي مدني (تطوعي) يقدم للإعلام الغربي مادة مغرية لا قلوب فيها ولا أكباد؟ أم أن الحل الوحيد بهو المال الخليجي أو التركي أو..أو..؟

د.حازم نهار

أعتقد أن الحراك المدني موجود لكنه لا يغطى إعلامياً كما يجب. منذ حوالي أسبوعين أخبرني مجموعة نشطاء في إحدى المدن السورية التي تتعرض للقصف بشكل يومي ولمحاولا الاقتحام في ريف دمشق، بأنهم استأجروا قبواً تحت الأرض مساحته 200 متر مربع وفرشوه بمبلغ بسيط من أجل تحويله إلى منتدى وملتقى، ووضعوا في برنامجهم عددا من الندوات، ومنها: الوحدة الوطنية، المجتمع المدني، حقوق الإنسان… إلخ.

أعتقد أن هناك الكثير من الظواهر النشطة في هذا الاتجاه، وهو عمل مدهش حقيقة: مدينة تحت القصف، منطقة تسيطر عليها كتائب ترفع شعارات إسلامية، إمكانيات بسيطة…

بالنسبة لشراء الولاءات هي ظاهرة موجودة بالتأكيد، لكن من يعرف براغماتية السوريين يستطيع القول أن هذا “الولاء” مؤقت بحكم الحاجة، وليس من الحتمي أن هذا الولاء له طابع أيديولوجي.

هناك إمكانية أكيدة لبناء مجتمع مدني حقيقي وقوي في سورية. اليوم هناك مئات الجمعيات التي تعمل في مجال الإغاثة والإعلام وغيرها. كما نلاحظ أن الموالين للنظام يشكلون جمعيات مدنية أيضا، وعلى الرغم من سطحيتها وولائها (وأحيانا تشبيحها) فإنها تتضمن عنصرا مهما هو العمل الجماعي وهو أساس كل عمل مدني، إذ يمكن أن تتحول في حال سقوط النظام إلى أنماط أخرى من العمل، على الرغم مما تثيره في نفوسنا من اشمئزاز.

العمل الإعلامي في غاية الأهمية. هناك سؤال هام هو: لماذا لم يستطع كل الاعلام الموالي للثورة تحريك الشارع العربي مثلا؟

أعتقد يحتاج هذا الأمر لخطط إعلامية دقيقة، وإلى تنسيق بين إعلاميي الثورة، ومحاولة تكوين تمايز بين الثورة والمعارضة…

المال عنصر هام في النشاط، وللخروج من دائرة الدول ينبغي في البداية القيام بنشاطات جدية مثمرة تستطيع أن تشجع أصحاب الأموال السورية للمساهمة، فإن تحقق ذلك لا حاجة آنئذ لكل المال الخليجي.

Aliaa Khachouk

استاذ حازم ..اذا حلمنا او افترضنا بان حزبا وطنيا سيتشكل و سينقذ الازمة السورية و يستطيع جمع اعداد كبيرة من السوريين عل اختلافهم و اختلافاتهم …هل تستطيع ان توصف او تفترض صفات و نوع الخطاب و طريقته لهذا الحزب المفترض؟؟؟و انا هنا اسال عن الناس او الجمهور و ليس السياسيين الذين يقودون المرحلة الان مع كامل الاخفاق الذي حققوه لغاية الان …اسال لانني سمعت من كثيرين و خصوصا ممن نطلق عليهم اسم الاغلبية الصامتة ، سمعت بوجود حاجة لحزب بخطاب وطني .

د.حازم نهار

في سورية لا يوجد حياة سياسية، لا قبل الثورة ولا بعدها، وتلك هي المصيبة الكبرى. ويخطئ من يعتقد أن “السياسة” ترف أو لا قيمة لها مع استمرار العنف والدم والرصاص. فما نعيشه من مهازل سياسية اليوم إنما يحدث بسبب غياب وتغييب السياسة في المآل، فأول الحياة سياسة وآخر الحياة سياسة، والعنوان الرئيس للسياسة هو الأحزاب.

لم يكن للقضية الفكرية أو الرؤية السياسية أي وزن أو دور في تشكيل الأحزاب الجديدة، ولذلك كانت هذه الأحزاب فقيرة ولا تحتوي على مقومات الحزب السياسي. إذ يتداعى إلى تشكيلها عددٌ من الأفراد، ربما بسبب خلافات شخصية مع آخرين أو كمحاولة للقول بأنهم موجودون على الساحة، ويتم التشكيل استناداً لورقة بسيطة تتمحور حول ثلاث نقاط لا غير، وهي: “الإشادة بالثورة” و”إسقاط النظام” و”بناء الدولة المدنية الديمقراطية”، وكأن الاتفاق على هذه النقاط كافٍ لتشكيل حزب أو تيار سياسي. ويهتم الأعضاء المشكِّلون للحزب الجديد بالمؤتمر الصحفي المرافق للإعلان وبتوزيع المناصب، وينسون البحث بشأن الأرضية الفكرية للحزب والرؤية السياسية والبرنامج السياسي والنظام الداخلي واستراتيجيات وخطط العمل.

تشكلت العديد من الأحزاب والتيارات والمجموعات السياسية بهذه الطريقة التي تدلِّل بوضوح على الخفَّة السياسية والضحالة الفكرية وقصر النظر، حتى أصبحنا أمام ركام من الأحزاب والتيارات التي لا نستطيع حفظ أسمائها أو التمييز بينها، فكلها تتشابه في التشكّل والإعلان والبيان التأسيسي وفلوكلور الانشقاق، ومن ثم الانحلال.

الحزب الجديد يفترض أن يتأسس بوضوح وأن يبذل الجهد الكافي لتشكيل قوامه الفكري والسياسي والتنظيمي، وأن يبدع في تجاوز ثغرات وعيوب المعارضة.

Ali Alahmad Aljaabi

لماذا لم يقم ااﻻئتلاف حتى اﻵن بإدارة الرقة المحررة، مدنيا، ليجعل منها نموذجا للمحافظات التي في طريقها إلى التحرير؟! سؤال بذمة من عنده ذمة وطنية.

د.حازم نهار

هذا السؤال برسم الائتلاف الوطني الذي لم يقم بواجبه تجاه الرقة.

لكن رأيي الشخصي عموماً، أن المعارضة والائتلاف لا يتصرفان بعقلية رجال الدولة. هناك فوضى قاتلة وسذاجة إدارية غير طبيعية داخل المعارضة.

قدمت المعارضة السورية إعلامياً خلال الأشهر المنصرمة شخصيات سياسية معارضة متفاوتة في مستوياتها وأدائها، لكنها لم تبدأ حتى الآن بتقديم ما يمكن تسميته بـ “رجالات دولة”، وهذا لا يعني عدم وجود أفراد مؤهلين لذلك، بل يعني أساساً عدم وجود مؤسسات وقوى معارضة قادرة على تقديم أفرادها بهذه الصورة، فضلاً عن انتقاء الشخصيات المناسبة لهذا الغرض.

أما المقصود برجل الدولة أو الرجل السياسي فهو ذاك الذي يتوافر لديه إحاطة وفهم واضح وعميق للتعابير السياسية التالية: اللحظة السياسية، التكتيك، الاستراتيجية، القواسم المشتركة، المصالح العليا، المراحل والخطوات، الخطاب السياسي والإعلامي، تقاطع المصالح، الموقف السياسي والتحليل السياسي، آليات العمل، الأهداف المباشرة والأهداف البعيدة، العدو المؤقت والعدو التاريخي، موازين القوى الواقعية، الرأي العام، وسائل الضغط وحدوده، نضج الظروف، منطق العصر، تنابذ الأيديولوجيا والسياسية، مراكمة الانتصارات الصغيرة، وفوق كل ذلك الصبر السياسي والذاكرة السياسية والقدرة على إنتاج الحلول والمبادرات في اللحظات السياسية العصيبة. أما ممارسة السياسة كتشبيح فلا تحتاج إلا لصوت الطبول العالي.

Khaled Kannout

تحيتي لك د. حازم: يقول الراحل الياس مرقص: • السياسة ليست مملكة النوايا بل هي عالم العلاقات الموضوعية. من وجهة نظرك ما هي العلاقات الموضوعية التي يمكن أن نبني عليها سياستنا كقوى ثورية و هل يمكن برأيك العمل على خلق علاقات موضوعية تتناسب مع نوايانا في بناء وطن حر ديمقراطي مدني تعددي. بمفهوم آخر هل العلاقات الموضوعية هي بنية تحتية أم بنية فوقية للمجتمع و للواقع و للأحداث؟.

د.حازم نهار

العلاقات الموضوعية هي أساس العمل السياسي، وإدراكها شرط أساسي للممارسة السياسية الصائبة.

مثلا: قضية التدخل الخارجي العسكري في سورية: منذ بداية الثورة نشأ تياران ساذجان باعتقادي أنهكا بعضهما وأنهكا الثورة لمدة عام كامل. الطرف الأول كان يقول: “لا للتدخل” والثاني “نعم للتدخل”. الطرف الأول استند للأيديولوجية، والطرف الثاني استند للرغبة والأمنية. وكلاهما كانا فاشلين.

هناك أصوات ضعيفة كانت تقول: التدخل الخارجي أصلا غير مطروح وغير ممكن في حالة سورية، لذا من الأفضل ألا نطرحه سلبا او ايجابا، وليس من الحكمة أن نختلف حول أمر هو في عداد الوهم السياسي.

لو درس التياران الظرف الموضوعي لسورية ومحيطها والعلاقات الدولية لتوصلوا لهذا الاستنتاج الصائب.

العلاقات الموضوعية علاقات معقدة يصعب تصنيفها كجملة متكاملة، إنها جملة متكاملة من المعطيات الواقعية (التاريخ، الجغرافيا) إلى جانب جملة من العوامل المكتسبة بفعل العمل البشري (علاقات سياسية تاريخية بين بعض البلدان، مصالح متبادلة…) وجملة من العوامل الذاتية (دور الأفراد والقوى السياسية)، أي أن بامكان القوى السياسية ان كانت رصينة ومتماسكة أن تؤثر فعلا في العلاقات مع الدول وتغير في مواقفها مثلا.

Amal Hwijeeh

مساء الخير.. دكتور حازم.. اشتقنالك ومنورنا… جميل أن ننفض الغبار عن كل أشكال الخطاب السياسي.. ونتوجه جميعا بأصابعنا لليسار.. كما لو أنه المعني الأول بنفض الغبار.. ألاترى أن الحراب تكثر اليوم على اليسار بسبب رواج اليمين “” مجازا”” ..او ليس الخطاب الديني أيضا مطالب بالنفض أيضا؟؟.. ألأيست عقلية شعوبنا السياسية بأجمعها متشابهة في آالية الخطاب .” يسارية كانت أم دينية”؟؟؟

د.حازم نهار

كل التيارات السياسية بحاجة لإعادة بناء، فهي جميعاً تيارات أصولية بالمعنى الواسع للكلمة: هناك أصولية ماركسية وأصولية قومية وأصولية ليبرالية وأصولية علمانية وأصولية إسلامية.

كل الأيديولوجيات السائدة تختلف من حيث الشكل والطقوس والشعارات فحسب، بينما هي في الجوهر متشابهة، وكلها لديها مطلقات وثوابت ومحرمات، وكلها تحتوي على نزعة غير ديمقراطية في داخلها بل وتكفيرية أيضاً.

في ظل الاستبداد دائما تضمر الروح الديمقراطية والتوافقية وتزداد سماكة الحواجز الفاصلة بين الأيديولوجيات، بينما في ظل الديمقراطية تنمو الروح التوافقية والتشاركية.

العتب كله على المثقفين والسياسيين من كل التيارات، إذ ليس من المفاجئ أن يكون لدى الكتلة الأكبر من السوريين توجهات دينية، إنما المفاجئ هو أن التيارات التي تسم نفسها بالتقدمية والحداثة لم تكن أحسن حالا، بل أسوأ. وربما لهذا السبب يتم التركيز على نقد اليسار بكل صنوفه.

Khater Dawa

تحياتي الطيبة للجميع عامة . وللدكتور حازم نهار خاصة ولوقته الثمين

أولاً :هل تؤمن بتأثير الفن في تحريك شعوب العالم أكثر من السياسة والإعلام ..؟؟

ثانياً : هل توافقني الرأي بأن أغلبية المعارضة تعمل من باب الثأر من النظام السوري ولاتملك من المسؤلية والوطنية ذرة .؟؟

ثالثاً : هل تُدرك المعارضة ما مدى خطورة إجهاط ثورة من قبل النظام السوري وحلفائه دامت عامين بعد ما قدمت سوريا أكثر من 200 ألف شهيد .عداك عن المعتقلين واللاجئيين .؟؟

رابعاً : نحن جيل الشباب الذي صرخ وفجر خوف دام 40 عاماً . ومع الاسف مازال البعض من جيل الهزيمة هو المسيطر ولم يفسح المجال لجيل الشباب بالشكل المطلوب

خامساً : نحن كشباب من يتحمل مسؤلية عجزنا المطلق بإيصال صوتنا إلى العالم .؟؟ محبتي وكل الود

د.حازم نهار

دور الفن في تحريك الشعوب:

بالتأكيد للفن دور كبير في تحريك البشر، لكن من قال إن الفن بعيد عن السياسة. باعتقادي السياسة هي أم العلوم، وهذا ليس من قبيل المبالغة. عندما تريد أن تقدم رسالة فنية للناس، هناك بالتأكيد رؤية سياسية خلف هذه الرسالة ظاهرة أو مضمرة.

المعارضة والحقد:

بالتأكيد لدى قسم من السياسيين يشكل الحقد عاملا مركزيا في نشاطهم ومعارضتهم، وهو مبرر بالتأكيد. لكن المشكلة على ما يبدو أنهم نسوا القاعدة الذهبية التي تقول: “الحقد موجه سيء في العمل السياسي”. فمن الحكمة عدم جعل الحقد الموجه للعمل السياسي. فهذا العمل لا يستجيب إلا للحسابات الموضوعية.

خطورة إجهاض الثورة:

بقاء النظام الحاكم في سورية يشكل أكبر فضيحة في العصور الحديثة للبشرية. علينا أن نسأل المعارضين فرداً فرداً لأنني أشكك بوجود معارضة متماسكة واضحة الرؤى والتصورات.

جيل الشباب وجيل الهزيمة:

لا أقتنع بوجود حدود فاصلة بين أجيال، ولا حتى بتوصيف الأجيال: جيل انتصارات وجيل هزائم.

القضية هي قضية عقل ومنطق تفكير. هناك شباب لا يختلفون عن ديناصورات المعارضة، وهناك سياسيون يعيشون العصر ومتغيراته. بمعنى آخر يجب النظر للأفكار والآراء وليس إلى الأعمار.

إيصال صوت الشباب:

كل نقطة ضعف هي مسؤولية الجميع. مشكلة الشباب هي مشكلة كل المجتمع ومسؤوليته. ومشكلة المرأة ليست خاصة بالمرأة وحسب بل بالمجتمع كله بمثقفيه وسياسييه وشبابه وقواه المدنية والسياسية.

Refat Amer

يسعد مساكم جميعا ويشرفني حضور هذه الندوة للكاتب والمفكر حازم نهار الذي ابدع في تصوير وتحليل مسار الثورة السورية وفند فيها حال النظام والمعارضة معا ،باسلوب وطريقة قلما وجدت عند الكتاب السوريين من حيث المنهج المتبع والمنطق العلمي والتفكير العقلاني ,والسؤال الاول :ما هي الموانع والعوائق لتشكيل حزب سياسي ونحن باشد الحاجة في ضرف تاريخي تبين فيه عقم المعارضات بكل تلاوينها عن مجارات الحدث السوري وتعقيداته المختلفة؟

د.حازم نهار

نحن بحاجة تشكيل أحزاب سياسية بالتأكيد، ومن دونها لن يكون هناك استثمار سياسي للثورة، كما لن يكون هناك حياة سياسية حقيقية، ولا حتى نظام ديمقراطي، وغير ذلك هو وهم.

المجتمع الحدبث هو المجتمع المنظم في أحزاب وجمعيات مدنية ونقابات، وهذا هو ما يخفف من حدة تأثير الانقسامات العمودية في المجتمع ويقلل من التناحرات التي تقوم على أساس طائفي أو إثني.

الحزب هو غاية ووسيلة في آن معاً، لكنه يحتاج إلى توفير عناصر وجوده: أرضية فكرية، رؤية سياسية عامة، برنامج سياسي عام، برنامج سياسي مرحلي، نظام داخلي يحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات والأدوار، خطط عملية، صناعة علاقات داخلية وخارجية، وجود نواة صلبة قوية داخل الحزب، تمويل…. وهذه الشروط تحتاج إلى من يتعب ويصبر من أجلها.

Refat Amer

السؤال الثاني :كيف تتصور السيناريوهات المحتملة لمسار الثورة والنظام الحاكم في سوريا في ضل الواقع الحالي للمعارضة والنظام والضرف الاقليمي والدولي ؟وهل تتوقع مفاجئات قد تغير هذه المسارات حيث ان الثورة السورية قدمت الكثير من المفاجئات ؟وما الذي يمكن فعله الان بضل الضروف الراهنة بما يمكن ان يغير المسار المحتمل

د.حازم نهار

هذا هو السؤال الأصعب اليوم. لا أحد يستطيع أن يرسم مساراً لما ستؤول إليه الأوضاع ولما ستكون عليه البلد. لكن يمكن القول إن مخاطر عديدة تنتظر السوريين. فالوضع أصبح في غاية التعقيد، لدينا أولاً نظام سياسي لم يتورع عن فعل أي شيء في سبيل البقاء، تدميراً وقتلاً وتعذيباً وتشريداً، ولدينا ثورة ما زالت تعبر عن نفسها بأشكال مدنية وأخرى مسلحة وتفتقد القيادة، وجماعات مسلحة تسعى لإسقاط النظام، وجماعات متطرفة مسلحة، بعضها سوري وبعضها الآخر من خارج البلد، ولدينا تدخل خارجي مفتوح على مصراعيه بالقدر الذي لا يؤدي إلى حسم الأمور، فهناك تدخل قطري تركي سعودي، وجزئياً أوربي أمريكي، وهناك تدخل إيراني عراقي لبناني (حزب الله)، إلى جانب التدخل الروسي، وكل هذا يجري في بيئة سورية شديدة التنوع قومياً ودينياً ومذهبياً، وفي بيئة إقليمية بالغة التخلخل والهشاشة والتنوع، وفي ظل وجود معارضة سورية مغرقة في الانقسام والتشظي والخلاف. في ظل هذا الوضع المعقد من الصعب وضع تكهنات يمكن أن تصمد أكثر من أيام.

الحسم العسكري غير ممكن. لكن هل هناك إمكانية لحل سياسي؟ ما يزال الوضع غير مهيأ لهذا الحل. فالطريقة التي أدار النظام بها الأمور كانت على أساس “إما قاتل أو مقتول”، وكذا الأمر حدث بشكل طبيعي كردة فعل على همجية النظام لدى الثورة والمعارضة.

المهم أن هذا الوضع المتحرك لا يتيح إنجاز تسوية سياسية، فهذه تحتاج إلى شيء من الاستقرار النسبي في ميزان القوى، بخاصة أن تبدلات ميزان القوى غالباً ما تكون مؤقتة لمصلحة أحد الطرفين، وسيستغرق الأمر وقتاً حتى نقول إن هناك تقدماً واضحاً لأحد الطرفين.

Refat Amer

بسبب القمع والبطش الممارس من النظام وتخلي العالم عن التزاماته الاخلاقية والانسانية أتجاه السوريين وغياب الدور المطلوب للمعارضة السياسية وتراجع دور الجيش الحر لصالح الكتائب المسلحة المتطرفه اسلاميا .هل تعتقد بان سوريا يمكن ان تحكم بجماعات متطرفه أسلاميا ولو في المراحل الاولى بعد سقوط النظام.

د.حازم نهار

الجماعات المتطرفة لن تصل إلى الحكم، لكنها ستعيق وتربك أي حكم خلال المرحلة الأولى.

هذه الجماعات غير موحدة ومختلفة فيما بينها حول قضايا كثيرة، ولن يكون هناك قبول أو تساهل دولي أو عربي بشأن وصولها للحكم، كما أن الكتلة الانتخابية للمجتمع السوري لن تتساهل في هذا الأمر وسيرتفع أصوات الأطراف الحيادية (تجار المدن، كل الأقليات، السنة المعتدلون…..) في حال سقوط النظام (المقصود بالكتلة الانتخابية هو كل المجتمع السوري وليس فقط الكتلة التي اندرجت في الثورة).

Basher Nofal Basher

اعتزال العمل السياسي او المعارض هذا الكلام من حازم تحديدا غير مقبول…لانه يعرف اكثر من غيره بان العمل الفردي خارج التجمعات لايقدم اي نتيجة…والمطلوب من الشخصيات العامة ذات المعرفة والخبرة بالعمل السياسي تقديم خبرتها واسقاط الانتهازيين والمتسلقين من داخل التجمعات لا على صفحات الفيس بوك….خاصة وانه صاحب مذهب بمقولة ان الحياد والصمت هو مشاركة بطريقة ما!!!

د.حازم نهار

لا أحد يستطيع اعتزال العمل السياسي اليوم حتى لو أراد. كل سوري اليوم هو كائن سياسي شاء أم أبى.

لكن لا يعني قراري بعدم المشاركة فيما أعتقد أنه “مهازل” اليوم لا أكثر ولا أقل أنني اعتزلت العمل السياسي. هناك شروط ومعايير للممارسة السياسية الصائبة غير متوافرة للأسف فيما هو موجود.

لم أكن ضد فكرة تشكيل تيار وطني ديمقراطي لكنني كنت مع بذل الجهد كي ينجح الأمر ولا يكون مجرد فقاعة:

– ضرورة إعداد أوراق تفصيلية: فكرية وسياسية وتنظيمية.

– ضرورة وضع استرتيجيات وخطط عمل.

– عدم الإعلان عن أي مشروع سياسي جديد حتى يتم توفير عناصر الحياة والقابلية لاستمراره.

– ضرورة وضع عناصر ومرتكزات لخطاب سياسي إعلامي درءاً للمزاجيات الفارغة.

– ضرورة عدم ربط أي مشروع سياسي باسم شخص من الأشخاص.

– ضرورة وجود كتلة وازنة من الشباب في أي مشروع جديد.

– ضرورة وضع مرتكزات لسياسة خارجية للتشكيل السياسي الجديد محددة وواضحة كي لا تترك الامور للاستزلام والمزاج والعلاقات الشخصية.

– ضرورة استبعاد عدد من الأسماء التي أربكت المعارضة، إذ ليس من المعقول بناء تشكيل جديد بالتشارك مع الشخصيات التي أساءت وخربت خلال العامين الماضيين..

وهكذا…

أي عمل مستقبلي قريب أو بعيد يجب أن يناقش كل ذلك وغيره، ويعد العدة بشكل جيد، وإلا سنظل نكرر التجارب الفاشلة إلى ما لا نهاية ونظل نحمل العاهات نفسها.

نضال رستم

تحية للدكتور حازم و للمشاركين . تحت عنوان الثورة : ما الذي ينقصها لتنتصر بالتأكيد نحن أمام مهمات ليست سهلة وليست قريبة النتائج لانتصار ثورة حقيقي بكل ما تراه من أفق و هو بلا شك سيستمر إلى ما بعد إسقاط النظام . كيف من الممكن النظر إلى جنيف 2

د.حازم نهار

تحتاج الثورة من بدايتها وحتى اليوم إلى عقل سياسي ثوري يشكل مركزاً جامعاً للثورة والمعارضة رغم تعدد اتجاهاتها وتياراتها، ومن دون ذلك سيظل الضياع مسيطراً.

جنيف2 محطة من محطات الثورة التي لا بد من التعاطي معها بعقل سياسي صائب، على الرغم من أنني أعتقد حتى الآن بعدم إمكانية إنجاز شيء ما من خلاله لصالح الثورة.

لكن العقل السياسي الصائب هو الذي يدخل كل المعارك مع بعضها وينسق بينها ولا يقف على رجل واحدة، ويبذل جهده للنجاح في كل المستويات.

معارضتنا تؤخذ، كما يقال، بالعبطة، وحتى اللحظة تتعامل كل فترة مع إحدى النقاط وتنسى البقية. السياسي لا يضع البيض كله في سلة واحدة.

على كل حال سأكتب قريبا حول جنيف2.

Akasya Asham

دكتور حازم: هل تعتقد فعلا أن النظام المجرم سوف يسقط وكل المؤشرات توحي بأنه ينفذ أجندة خارجية بامتياز ويحظى بدعم غير مسبوق من الدول المعروفة ، وبتواطؤ واضح مفضوح من دول الغرب

د.حازم نهار

للنظام فرص قوية اليوم بالبقاء، لكنه بقاء مؤقت. فالنظام سقطت كل مقولاته السياسية والأيديولوجية.

بمعنى آخر، حتى لو أدت التوازنات الدولية والاقليمية والعسكرية إلى استمرار الشخوص الرئيسة في النظام، فإن وجود النظام سيكون مؤقتاً، فالمجتمع السوري تغير وما عاد بالإمكان إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. هذا في أسوأ الأحوال.

لكننا نتحدث اليوم عن ساحة متحركة قد تعيد قلب موازين القوى وتأتي بمفاجآت عديدة لا يمكن التكهن بها جميعها.

أسرة أمارجي تشكر الدكتور حازم على وقته الثمين وعلى حواره الشيق، وتشكر كل من شارك اليوم قراءة أو تعليقاً.

بإمكان الجميع متابعة ملتقى أمارجي من خلال الرابط التالي:

https://www.facebook.com/groups/446615722042248/?notif_t=group_r2j

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى