صفحات سورية

لماذا ينزل الناس للشارع ؟


بسام جنيد

لماذا ينزلون للشارع وهم على ثقة عمياء بأنهم سيتعرضون للضرب والتنكيل والرصاص الحي المباشر ؟

من أجل العرعور؟ من أجل المشروع الأمريكي؟ .. من أجل إسقاط الوطن؟

هل حاول أحد منكم أن يفهم ماذا يقصد أبسط وأفقر وأغبى (إذا شاء لكم) مواطن سوري من صرخة (حرية) ؟؟؟؟ …

هل يقصد برأيكم حرية التعبير فقط ؟

معظمهم لا يجيدون القراءة ..

هل يقصد حرية الإختيار ؟

معظمهم لا يجيدونه لأنهم لم يعرفوه ..

الحرية التي لطالما سخر منها الكثيرين واستنكروا خروجها من أفواه الجهلة والفقراء والمساكين تعني التحرر ..

من ينزل للشارع يطالب بالتحرر يا أعزائي ، التحرر من القيود والأغلال والمطبات والسدود والرصاص والغرف المظلمة التي فتتت الوطن وأبناء الوطن ..

من ينزل للشارع يا أصدقائي ليس عميلاً صهيونياً ولا غبياً يريد أن ينتقم من حزب مسكين ولو على حساب وطنه ..

من نزل وينزل للشارع يريد التحرر ، يريد استعادة وطنه …

سيحميه أكثر مما فعل السالفون ، وسيسعى للارتقاء به أكثر مما فعل السابقون، لن يسرقه كما فعلوا .. لن ينهبه .. لن يهينه .. لن يخونه .. لن يروي ترابه بدماء أبنائه إلا في حالةٍ واحدة ..

سيطهره ، وسيجعل القانون فوق الجميع حتى عائلة الحاكم ..

انظروا كم هو بسيط هكذا مشروع ، ليس ضرباً من ضروب الخيال .. هي النية فقط ، إن وجدت حلت جميع الأزمات ..

أربعة أشهر وسوريا تتمزق وتبكي أبنائها ولم تظهر النية بعد .. مازالت النية تعتمد على تشكيل اللجان التي تنبثق عنها لجان والتي بدورها ستولد لجان ..

أربعة أشهر وما زال الحزب الواحد الأحد يعتقد أنه المسؤول عن إصلاح المفسد ولذلك عن طريق الفاسد ..

أصدقائي المشمئزين مما يجري ، الخائفين على وطنكم / نا .. عندما تبحثون عن أسباب اشمئزازكم مما يجري وتغوصون في التحليل السياسي العميق، وترسمون لوحتكم المحكمة عن المؤامرة الأمريكية الصهيونية بالتنسيق مع الأشقاء القطريين والسعوديين بمعونة تركية .. لا تنسوا وأنتم تحيكون تلك اللوحة نقطة مهمة جداً في تحليلكم ، نقطة ربما سيخبركم التاريخ عما قريب أنها سقطت منكم سهواً وكانت هي كلمة السر ….

الناس تقتل في الشوارع ..

لماذا تقتل الناس في الشوارع ؟

حتماً ليس الهدف ضرب المشروع الصهيوني ولا الأمريكي ولا الباكستاني ..

الناس تقتل في الشوارع لأنها تريد التحرر ومن يقتلها هو عميل المشروع الأمريكي الصهيوني الباكستاني ..

وبالعودة لسؤالي الأول :

لماذا ينزل الناس للشارع رغم أنهم يعلمون مسبقاً بما ينتظرهم في الشارع ؟

أقول : لأنهم يريدون التحرر .. وإنقاذ سوريتكم التي تخافون عليها أشد خوف ..

وبالنسبة للخائفين من القادم والمجهول أقول :

الأكيد الواضح المؤكد أن النظام الحالي سيء وفاشل ..

أما بالنسبة للغد فالموضوع يخضع للإحتمالات .. ربما سيكون الوضع أسوء مما هو الآن ، وربما أفضل بقليل وربما أفضل بكثير .. وربما هو الحلم .

هل نحافظ على الأكيد المؤكد السيء أم نسعى نحو الإحتمالات بعقولٍ حريصة ؟

….

أرجو أن هناك باقٍ من أمل للإنتقال نحو الغد بالشراكة مع من بقي فيه عقل وضمير من المسؤولين الحاليين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى