صفحات الثقافة

لمعان الماضي القريب/روبن ماركيس ماكسيمو

 

 

 

منذ ذلك المساء وأنا أحتفط بالذكرى

منذ ذلك المساء وأنا أحتفظ بالذكرى

حينما اهتزَّ جسدك المنساق

وغرق في زمنِ آخر، في أنوار أخرى

في نظرةٍ منفتحةٍ على الأفق.

بطنك من الفرحة ومن الحزن ممتلئٌ ببحر من النور ومن صمتٍ قادم من صباحٍ هو الآن عذوبة أمسٍ لم يأت أبداً.

أحبُّك في زرقة مدى أيّامك

في الزمن الذي يسكن الذاكرة

في الصوت الذي يناديك دون تسمية.

أكتشف الماء فيك بذراعي

وتلك التي تسكن فيك دون أن تدركي ذلك

هي ذكرى بحارٍ رأيناها.

 

تأرجُحُ الأيَّام

إلى لاورا وأيَّامنا

في المساء، أتحسَّسُ خصرك الرمليَّ

بريق البحر يعرِّيكٍ

أعوم في عينيك لأشعر بالزمن

إيقاع اللحظة التي تنشد في دواخلك.

في مياهك، أرى تأرجح الأيَّام

الصمت الذي يخلق رنيناً على الشاطئ

كل شيء حاضر وحقيقي إن قبَّلتكِ

في هذه البحار التي تنفخ الذاكرة.

في فمك، أرتشف نسيم الساعات

طعم بطنك الذي يرطِّب النجوم

أتبع اسمك مع سفني

مناداة قريبة تفتح النطرة.

أسمع مشيك وهو يرفرف ثوبك

إشاعة الصباح الحاضر الأبديِّ

التي يفوح عطرها إن تلامسنا كمياه تنسج الغموض.

أشمُّ البحار تعشِّشُ في عينيك

لمعان الماضي القريب الذي أحببتُك فيه

حينما في المرَّة الأولى أبصرتك في المساء

ولمعَت أنفاسك التي تحطّم اللحظة.

 

* ترجمة عن الإسبانية غدير أبو سنينة

 

** Rubén Márquez Máximo (بويبلا، 1981). شاعر وأستاذ جامعي من المكسيك. من أعماله: المدُّ العالي في الطيران.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى