صفحات سورية

لمن يسألون … مالوضع الحالي على الأرض ؟؟ وماذا بعد ؟

 


فراس أتاسي

الأسئلة كثيرة في أذهان الناس .. ويتم طرحها في كل نقاش سوري وعربي .. أهمها سؤالان .. مالوضع الحالي على الأرض ؟؟ وماذا بعد ؟

إجابتي على التساؤل الأول: الآن بدأ التنظيم الفعال على الأرض .. الشباب ينضمون الآن إلى اتحاد التنسيقيات أو اللجان التنسيقية .. ومن لم يعرف طريقة للتواصل مع أي منها قام بإنشاء تنسيقيته الخاصة وتواصل مع باقي المناطق

الأفكار رائعة والتنظيم أكثر من رائع .. ولم تعد الأمور تأتي من اجتهادات آنية .. وإنما من تفكير بمدى فعالية العمل وتأثيره  على المدى البعيد والقريب

هناك مجموعات متخصصة في البحث عن العواينية والمخبرين بين صفوف الناس للتشهير بهم

هناك مجموعات متخصصة في اللافتات والرسائل

ومجموعات متخصصة بالجانب الاعلامي

مجموعات متخصصة في تنظيم التظاهرات .. والتكبير ..

مجموعات متخصصة في الجانب التمويلي

وأخرى بالجانب الطبي والإغاثي والإنساني .. كلها الآن منظمة أو في طريق التنظيم

بدءنا نشهد استقلالية الشباب على الأرض عن الفضاء الالكتروني الآن .. وهذا ما كنا نبحث عنه منذ اليوم الأول .. هناك قيادات وأسماء معروفة على الأرض الآن تعتبر مرجعيات لهؤلاء الشباب في العمل الميداني .. رغم الخطر على حريتهم وحياتهم .. وهناك البدائل والحمد لله

اعتمادنا الكامل في هذه الثورة على هؤلاء الشباب والتنسيقيات .. لا ننتظر دعما أو منة من أحد من الخارج .. لأن الرهان على غير المضمون هو مقامرة بمستقبل البلد والثورة .. واستقلالية الوطن بعد نجاح الثورة

كل ما يأتي من دعم خارجي يجب أن لا يتم قبوله إلا إن كان مشروطاً بأن هذا الدعم لسبب إنساني وإخلاقي يتعاطف مع حقوق الشعب السوري في الحرية والانعتاق .. وتضامناً مع أهالي الشهداء والجرحى في الوطن .. أما ما عدا ذلك من دعم مشروط بدور أكبر أو قدرة على التحكم في المرحلة القادمة .. أو تنازلات لصالح جهات بعينها .. فهو مرفوض بالكامل

وبخصوص المغتربين .. وهم كثر كثر كثر .. فما نعمل عليه الآن هو إيجاد تنسيقيات متخصصة من المغتربين .. في اختصاصات مشابهة لتنسيقيات الداخل لتقوم بالدعم من مكانها حيث أن الكثير منهم يطالب بدور في دعم الثورة .. وهذه خطوة مهمة سنقوم بالإعلان عنها قريبا بالتنسيق مع التنسيقيات في الداخل وعبر الاتحاد واللجان وكافة القوى الفاعلة على الأرض

ماذا بعد؟

هناك أولا استمرارية الثورة .. وأنا شخصياً أرى النظام سيعيش أسوأ أيام حياته منذ الآن وحتى رمضان القادم إن استمر حتى شهر رمضان .. لأن المساجد ستكون ممتلئه بروادها إضافة إلى الطابع الروحاني للشهر .. وسأكون متشائماً وأقول أن النظام سيعيش في أفضل التقديرات حتى العيد القادم .

وأكثر ما يبهج عندما تسأل الناس الآن هو أن السؤال يأتي بصيغة: متى سيسقط النظام … ولم يعد السؤال: هل سيسقط النظام … فهناك شعور وإصرار على حتمية السقوط …

هناك مرحلة ما بعد الثورة …

لنتذكر معاً ربيع دمشق والمنتديات … هذه التجربة الفريدة من نوعها والحصرية على مستوى المنطقة تجعل من سوريا فعلاً مختلفة عن مصر وتونس وليبيا واليمن … لأننا نمتلك الكادر المؤهل .. المئات من الشخصيات الفكرية والعلمية والاجتماعية تم سجنها وتعذيبها وملاحقتها وقطع  أرزاقها .. لا أحد يشكك في وطنية أحد منهم .. أو قدرتهم على إدارة الدفة لحين وجود الديمقراطية الغير منقوصة والهيكلية الأساسية التي ستنهض بالبلد .. هذا طبعا مع وجود الأسماء الجديدة التي نفخر بها والتي برزت حديثاً .. وليعذرني الجميع إن لم أذكر اسماء وأمثلة .. فالناس أكثر من أن يحصرها هذا المقال.

المشكلة العويصة التي تقابلنا عند طرح السؤال: ماذا بعد ؟ هو أن السائل يقرنه بسؤال آخر: ماذا يضمن لنا أن أن الآتي لن يكون أن أسوأ من الموجود ؟!؟

الجواب أننا ما زلنا ننظر إلى الحل من نفس المنظار الذي وضع على عيوننا منذ 40 عاماً: الحاكم الفرد المتحكم المتسلط الذي نتمنى من الرحمة .. وننسى الدستور الأساسي السوري والحقوق والأحزاب والحريات التي ستضمن تداول السلطة ومحاسبة المخطئين والنزاهة في الوصول إلى مفاعد الحكم وحكم الصناديق … والأنموذج التركي جيد للدلالة . أو الماليزي .. أو أي نموذج ديمقراطي حديث يضمن الحقوق لكافة الناس على كافة أطيافهم تحت مظلة الوطن والمواطنة الكاملة

نموذج يكفل لنا العدالة .. والمساواة .. والتقدم .. والحرية

ويلا عالحرية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى