درويش محمىصفحات سورية

لو كنت مكانه

 


درويش محمى

لامتصاص اكبر قدر ممكن من الغضب الشعبي كل يوم جمعة, ودائما على شاشة التلفزيون العربي السوري الرسمي, يظهر علينا احدهم كل يوم خميس, ليلقي على مسامعنا ومسامعكم, الكثير الكثير عن مناقب سيد الوطن, وقرارات سيد الوطن, ومنح وعطايا سيد الوطن.

مساء يوم الخميس الماضي, ظهر السيد احمد علي المحاميد على شاشة الفضائية السورية, ليتحدث مطولا عن لقائه ولقاء وفد درعا مع بشار الأسد, وخلال حديثه, أشار المحاميد لموعد اللقاء المذكور, حيث كان من المفترض ان يجري اللقاء مساء الأربعاء, لكن وبرغبة شخصية من الدكتور بشار, وحتى يحظى الوفد بفترة اطول من عطف ورعاية سيادته, تغير الموعد, ليتم اللقاء صباح الخميس.

وهو في ضيافة الفضائية السورية, صرح السيد المحاميد, ان الاسد اكد للوفد الذي ضم 49 شخصية من وجهاء درعا الثائرة, على حق الشعب في التظاهر السلمي, وان لا احد فوق القانون, وانه سيتم محاسبة كل من اطلق النار, وكل من كان له دور في قتل الشهداء, كما نقل السيد المحاميد عن الاسد, تأسف سيادته على الدم الذي سال في درعا.

مساء الخميس وخلال حديثه للتلفزيون السوري, كرر المحاميد مرارا وتكرارا وحلف “مية يمين ويمين”, مؤكداً ان “الرئيس بشار لم ينم طوال الاسبوع الماضي”, ونحن نصدق المحاميد, وقطعاً لا نشك في مصداقية الرجل, بالتأكيد الاسد لا ينام هذه الايام, ويخشى ايام الجمعة وخصوصا فترة ما بعد الظهر, ليس لان المئات من خيرة شباب سورية يقتلون بدم بارد في شوارع وحارات وزنكات سورية وهم يطالبون بالحرية والكرامة, لا ابدا, فالاسد يخاف اليوم على نفسه ونظامه وحاشيته, والمصير الذي انتهى اليه رفاقه في التسلط والحكم الفردي الشمولي, في كل من مصر وتونس, امر غير مشجع, ويدعو الى الحزن والقلق ومن ثم الارق, والرجل معه الحق, ولو كنت مكان سيادته, بالتأكيد لم اكن لانام ولو للحظة واحدة, فالامر مرعب والاوضاع غير مستقرة, واحداث يوم الجمعة لا تبشر بالخير.

نشاطر السيد احمد علي المحاميد, موقفه من قصة نوم الرئيس, لكننا لا نشاطره الاسباب التي تجعل من سيادته الا ينام, فبشار الاسد لو كان حقاً صاحب مسؤولية وضمير, كما لمح السيد المحاميد, ولو كنت مكان سيادته, لخرجت يوم الخميس وعلى الفضائية السورية, والارضية السورية, والاخبارية السورية, وعلى قناة الدنيا السورية, وحتى على قناة الدراما السورية, لاعلن عن استقالتي الفورية, واقول: انني في حل تام من تحمل اي مسؤولية عن عهد أبي, عهد حافظ الاسد, والجرائم التي ارتكبت في الثمانينات وقبلها وبعدها, لاعلاقة لي بها, لا من قريب ولا من بعيد, ولا تزر وازرة وزر اخرى.

كذلك الحال بالنسبة للاحداث الاخيرة, لو كنت مكان سيادته, لخرجت على الفور, وقلت للناس انني بريء من دم الشباب السوري, وقلبي طيب ولا حول ولا قوة لي في ادارة شؤون البلاد والعباد, ولو كنت مكان سيادته, لقلت للشعب السوري الثائر, انهم خدعوني, ولم اكن اعرف الحقيقة, انها مسؤولية المصفقين في مجلس “الشعب” السوري, ومسؤولية المنافقيين في الاعلام السوري, ومسؤولية رجال الامن والشبيحة, ولقلت كذلك, آسف جداً, وأرجو ان تقبلوا اعتذاري, ارجو ان تغفروا لي قبولي بالوراثة, فقد كان حملا ثقيلا علي وعليكم ايها الشعب السوري العظيم, وسأغادر اليوم قبل الغد, لأنام قرير العين, وأفتح عيادة طبية لامارس مهنتي كطبيب عيون

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى