صفحات المستقبل

ليكن إنتماؤنا لسورية حرة ديمقراطية فوق كل إنتماء


اياد أبا زيد

إن كنت مؤيدأ أو معارضاً أو مازلت في موقع ثالث أرجوك أن تقف لحظة حقيقة مع نفسك وحاول أن تجرد تفكيرك من إنتمائك الطائفي ومن ضغوط محيطك العائلي والاجتماعي، هي محاولة ليست سهلة ولكن إسأل نفسك إلى أي مدى يؤثر إنتماؤك الطائفي والعائلي والعشائري على مواقفك؟ هل يمكن أن تضع نفسك في الموقع المختلف لطائفتك وتفكر كيف كان سيكون

موقفك؟ هل يكفي أن تكون علوياً أو مسيحياً لتكون مدافعاً عن النظام أو ناقداً للانتفاضة السورية؟ وهل يكفي أن تكون سنياً لتصبح مناصراً للانتفاضة؟ هل تفكر في مستقبل طائفتك أم بمستقبل بلدك؟ لتكن صريحاً مع نفسك أيهما يؤثر في قراراتك وتوجهاتك أكثر إنتماؤك الطائفي أم الوطني؟

هل تفكر بالناس المسحوقين طبقياً وإنسانياً والمظالم التي تحملوها على مدى عقود وهم يعيشون في بيئات لا تليق بكرامة البشر وتعيّرهم الآن بفقرهم وجهلهم وبؤسهم؟ كيف تقبل إتهام هؤلاء بالرعاع والهمجية؟ أليس ذلك نوع من العنصرية؟ كيف يمكن لك تبرير القتل والقمع الجماعي اللإنساني تحت حجة أن هناك من يهدد مستقبل طائفتك؟

لقد عانت العديد من دول العالم من حركات إرهابية قامت على العنف في إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا ولكننا لم نسمع مرة واحدة أن أنظمة هذه الدول ضحّت بالمئات والآلاف من أطفال ونساء وحاصرت المدن والأحياء والقرى وقطعت الكهرباء والاتصالات من أجل قتل قلة من الإرهابيين المندسين؟ أي وطن هذا الذي تعمل من أجله؟ إذا كنت لا تتحمل سماع ‘الله وأكبر’ أو لا تتحمل سماع لهجة الريف العلوي أو ترى صليباً على صدر فتاة وأنت حريص على وطنيتك فتأكد أنك يجب أن تراجع نفسك فأنت من حيث لا تدري لا تساهم في مستقبل جديد لسورية.

ليكن إنتماؤنا لسورية حرة ديمقراطية فوق كل إنتماء ……………

هل مازلنا سنجلس على طاولة الحوار في سوريا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى