صفحات المستقبل

ليلة القبض على أعضاء هيئة التنسيق


للأسف وصلت ثورتنا السورية المباركة اليوم إلى مرحلة حرجة قوامها نظام مجرم ومعارضة مقسومة ما بين شريفة وعميلة, فأما النظام المجرم فيعتاش على مساندة العالم بأسره سراً كانت تلك المساندة أو علانية وأما المعارضة” المجتباة”من رحم الثورة فزادت التراب السوري بلة بدماء أبناء سوريا المغلوبين على أمرهم .

ولكن لهذه المرحلة الحرجة فوائد جمة على صعيد المعارضة، إذ نكتشف كل يوم أشكالاً عدة من العمالة القذرة للنظام السوري والمتمثلة بشريحة نتنة من المعارضة السورية فاح ريحها القذر على مسار ثورتنا المباركة.

وبعد عدة محاولات فاشلة من قبل هذه القلة النتنة لرش أقذارهم بالعطور الشعبية والثورية نجحت اليوم إلى حد كبير في اكتساب صبغة “إعلامية “دنيئة تؤثر على الشارع الثوري السوري.

فلقد سمعنا جميعاً نبأ اعتقال ثلاثة أفراد من أعضاء هيئة التنسيق الوطني على طريق مطار دمشق الدولي أثناء عودتهم من جمهورية الصين “الديكتاتورية”،حيث اتهمت هيئة التنسيق النظام السوري باعتقالهم .

و بالنظر إلى هذا الاتهام وبالتدقيق في خفاياه نجد أن أباطرة هيئة التنسيق قد تقدموا كثيراً على مقياس التكتيك السياسي ومحاولتهم تسجيل أدنى مستوى على مقياس العمالة السياسية للنظام السوري .

فهم يحاولون إخفاء ولائهم للنظام السوري من خلال التعامل معه

لإتمام مسرحيتهم القذرة بأبطالها المنتقين بعناية من المخرج الروسي ومساعده الصيني بإنتاج إيراني صرف وللأسف بأيادي سورية متمثلة بأعضاء محددين من هيئة التنسيق الوطنية والنظام السوري، حيث لا أنكر هنا وجود بعض الشرفاء من هذه الهيئة والذين للأسف غُبِشَت عقولهم وأُغلِقَت أعينهم بالنظام العلماني ذي الإتجاه المحارب للدين الإسلامي ولكن أنا على يقين بانضمام هؤلاء الشرفاء إلى المعارضة الحقّة من خلال انشقاقهم عن هذة الهيئة الأسدية كما فعل العديد من أقرانهم السابقين.

سأقوم هنا بشرح تفاصيل عملية الاختطاف المزعوم والتعمق في تبيان الأهداف والفوائد التي سيجنيها النظام السوري وأباطرة هيئة التنسيق على حدٍ سواء .

حيث أن الهدف الرئيسي من هذة العملية هو إعادة ثقة الثائر السوري بهيئة التنسيق كفصيل أساسي من فصائل المعارضة السورية ولِتُستَخدَم تلك الثقة في تفعيل مبدأ الحوار الذي ينادي به النظام السوري منذ أن اشتد الخناق عليه بعد أن استنفذ كل الحلول الأمنية دمويةً كانت أم ترهيبية، وإضافةً لذلك إعطاء شرعية ما للإجتماع الذي دعت إلية هيئة التنسيق الوطني لكافة أطياف المعارضة السورية اليوم والذي يوافق الثالث والعشرين من هذا الشهر “أيلول ٢٠١٢” في العاصمة السورية دمشق بحضور جميع أباطرتها “المطلوبين أمنياً” بحسب ما يشاع وغير المطلوبين أيضاً، بالإضافة إلى محاولتهم إزالة الصبغة التخوينية عن قياداتها من قبل الشارع السوري الثائر .

وسأتطرق إلى عدة تساؤلات تؤكد هذا التحليل الدقيق لفضح هذة المسرحية القذرة ، ومن هذة التساؤلات إليكم التالي :

(أولاً): هل من يقتل مئات السوريين يومياً بدمٍ بارد من أطفال ونساء وشيوخ ولا يدع مجالاً حتى لكلمة “لماذا؟”،هل سيترك ما يسمى بالمعارضة السورية يجتمعون ويُنَظِّرون ضده وبين أحضانه؟

(ثانياً): كيف نفسر التقارب المنقطع النظير في الدعوة إلى الحوار الذي ينادي به النظام السوري وهيئة التنسيق على حدٍ سواء؟

(ثالثاً): كيف نفسر التحرك الدولي الفضفاض لأعضاء الداخل من هيئة التنسيق والسماح لهم بزيارة روسيا وإيران تارة وجمهورية الصين الشعبية تارةً أُخرى؟

ومدى الرحمة والغفران التي حلت على النظام السوري في الآونة الأخيرة؟

(رابعاً): كيف نفسر دخول بوذا هيئة التنسيق “هيثم مناع” و قيسها”سمير عيطة” ذي الشال الأحمر إلى العاصمة السورية دمشق مراتٍ عدة بدون حتى ختم جوازاتِ سفرهم أو حتى توقيفهم لبضع دقائق؟

(خامساً): كيف نفسر تشدق وزراء وأعوان النظام السوري بالتصريحات الصادرة من بعض أباطرة هيئة التنسيق في كل إطلالةٍ لهم على الإعلام الخارجي ؟

(سادساً): كيف نفسر كم التهم الملقاة من هيئة التنسيق جزافاً على كل أطياف المعارضة السورية المختلفة معهم فكرياً مع أن لسان هذة المعارضة لا ينطق إلا بلسان الثوار الأبطال بدون تجاوزات وتعديات مسيئة تمسُ ثورتنا المباركة وانحسار تلك التجاوزات والتعديات على اعضاء هيئة التنسيق الوطني وحدهم؟

(سابعاً): كيف نفسر استقبال الروس الصينيين والإيرانيين لأعضاء هيئة التنسيق الوطني كطرف رئيسي من أطراف المعارضة السورية مع العلم أن الشعب السوري قال كلمته المشهورة من خلال إحدى جمع الثورة السورية عندما سمَّاها “المجلس الوطني يمثلني وهيئة التنسيق لا تمثلني” ؟

(ثامناً): كيف نفسر انشقاق شخصيات مرموقة من هيئة التنسيق وذكرهم بأن الهيئة قد خرجت عن الإطار المعارضاتي المعهود من خلال بيانات انشقاقهم؟

(تاسعاً): كيف نفسر اعتراف بوذا هيئة التنسيق هيثم مناع بأن عدد أعضاء الهيئة تجاوز ال ٤٠٠ منتسب فقط، وهل هذا العدد كافٍ بنظر روسيا والصين لاعتبارها هذه الهيئة فصيل أساسي من فصائل المعارضة السورية؟

(عاشراً): كيف نفسر تمسك هيئة التنسيق باللاءات الثلاث مع أن الشعب السوري أسقطها جميعاً بتسمية بعض جمعه ب”الحظر الجوي” و “أزادي” و “الحماية الدولية” و “تسليح الجيش الحر” و “التدخل العسكري الفوري” وغيرها العديد من التسميات التي تنسف لاءاتهم كلها.

لا بد لي هنا بعد كل ذلك النقاش أن أبشر هيئة التنسيق بأن مخطوفيهم في أمان تام معززين ومكرمين من قبل قاتل أطفالنا وهاتك أعراضنا لا وبل أؤكد لكم بأن مؤتمركم المزعوم والداعم لنضال النظام السوري ضد الجماعات الإرهابية والإجرامية سيعقد في جوٍ ديمقراطي صرف يؤمنه لكم أسيادكم في النظام السوري المجرم.

عاشت سورية ويسقط نظام الأسد

مالك فندي

فرانكفورت،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى