صفحات الحوار

ليلى سليماني: الاستسلام للخوف هو ما يريده الإرهابيون

 

 

أجرت الحوار: ياسمين أبو طالب

نالت الكاتبة الفرنسية ذات الأصول المغربية ليلى سليماني (35 عامًا) جائزة الغونكور الفرنسية أواخر العام الماضي عن روايتها الثانية “أغنية هادئة” (غاليمار 2016)، وتعد الجائزة الشهيرة أرفع جوائز الأدب الفرنكفوني على الإطلاق، وتوجت الجائزة روايتها التي تدور حول الضغوط الحياتية والتحديات اليومية التي تواجه الأمهات اللواتي يصارعن الحياة في العمل والبيت ورعاية أطفالهن، ليكنّ الأمهات المثاليات بحسب النظرة الاجتماعية الراهنة تجاه الأم، تلك النظرة التي تطالب كل أنثى أن تكون الأم الأفضل على الإطلاق، وهو ما توضحه لنا سليماني في الحوار التالي (أجرته معها صحيفة “NRC” الهولندية قبل أيام بمناسبة صدور الترجمة الهولندية لروايتها الفائزة تحت عنوان “يد ناعمة”)، تقول سليماني: “أردت فقط أن أخبركم أن الأمهات لا يسعدن دائمًا أن يصرن أمهات”.

وتضيف سليماني: “ابني أشقر الشعر وعيناه زرقاوان، في حين أنني أحمل ملامح الشمال الإفريقي، مما يجعل من يرونني مع طفلي بحديقة عامة يعتقدون أنني مربّيته ولست أمه، كانت هذه التجربة مضحكة لي في البداية، ثم سرعان ما بدأت تثير فضولي ككاتبة، فحين أخرج بأطفالي إلى المتنزهات والحدائق العامة، تظن المربيّات الأخريات أنني مثلهنّ أعمل مربية أو جليسة للأطفال، وبالتالي يتعاملون معي بثقة كبيرة، هذه الثقة جعلتني أطّلع على حيواتهن المختلفة وظروفهن المعيشية القاسية، صرن يحكين لي عن حياتهن ومشاكلهن الزوجية وأطفالهن، أو عن الوقت في بلادهن قبل أن يأتين مهاجرات إلى فرنسا، وهو ما كان المادة الخام التي نسجت منها روايتي”.

تنظر ليلى سليماني المولودة بمدينة الرباط المغربية في العام 1981 بعينين واسعتين تلمعان تحت هالة شعرها الإفريقي المجعد، وتتحدث بحماس شديد عن عملها، حماس يشاركها فيه آخرون بالتأكيد بعد أن صعد نجم الكاتبة الشابة بين ليلة وضحاها بحصول روايتها على أرفع جوائز الأدب الفرنسي، والتي تدور حول زوجين طموحين لديهما طفلان جميلان ترعاهما مربّيتهما المثالية، وقد بيع من الرواية ما يقرب من 500 ألف نسخة في فرنسا وحدها حتى اليوم، وصارت صورة كاتبتها الشابة تحتل جميع أغلفة المجلات والصحف الناطقة بالفرنسية في جميع أنحاء العالم.

سليماني نفسها لا تجد ضرورة للحديث عن شعورها بالجائزة، بل تفضل أن تتحدث عن أبطال روايتها “مريم” و”بول” ومربّية طفليهما، وعن الهم الأساسي في روايتها، وهو الضغوط التي تواجه كل أنثى تعمل وتكافح في الحياة المعاصرة لتكون الأم الأفضل، بدلًا من الخوض في الشهرة التي نزلت عليها بعد حصولها على الغونكور، تركز سليماني في روايتها على الفوارق الطبقية الكبيرة التي تعاني منها فرنسا المعاصرة، وتعتبر أن هذا التركيز هو “همّها الأكبر ككاتبة” في سبيل “تعريته وكشف مساوئه العديدة”.

* أي نوع من النشأة تلقيته في طفولتك؟

ولدت وكبرت بمدينة الرباط المغربية، كانت والدتي تعمل طبيبة فيما والدي يعمل بمجال البنوك والمصارف، كانا يعملان طيلة اليوم تلبية لشروطهما الطموحة في الحياة الأفضل، وكانت لدينا أنا وشقيقتيّ مربّية تعيش معنا في البيت بسبب انشغالات والديّ، وكنا نناديها بكلمة “مويما” والتي تعني الأم الصغيرة في الدارجة المغربية.

*  وأي نوع من المربّيات كانت مويما بالنسبة لك؟

مويما كانت امرأة وحيدة، ليس لديها زوج أو أطفال، لم يكن لديها حياة من أي نوع، لكنها كانت أمّنا الصغيرة التي ترعانا طيلة اليوم، كانت تعيش معنا في البيت كأنها واحدة من الأسرة، ترعانا أكثر من والدينا، أمّنا الطبيبة كانت أيضًا حنونة، لكن انشغالها بالعمل لم يكن ليترك لها أيّ وقت للتواجد معنا، ولهذا حرصتْ على أن نكمل دراستنا في فرنسا، كان والديّ مهووسين بمستقبلنا وكان علينا الحصول على التعليم المناسب لبدء مستقبل مهني ناجح. وعاشت مويما معنا حتى غادرت المنزل للدراسة في باريس.

*هل استوحيت شخصية مربّية الطفلين في الرواية من شخصية مويما إذن؟

بالطبع، أستطيع أن أتذكر أنني كنت في بعض الأحيان أشعر بالحزن الشديد بسبب غيابها عنا بعد رحيلنا إلى باريس للدراسة، لأني كنت أعرف كم تحبنا كما لو كنا أولادها، لكننا لم نكن أولادها، عاشت معنا في بيتنا لكنه لم يكن بيتها. قال الجميع دائمًا إن مويما كانت جزءًا من الأسرة، لكنها لم تكن أبدًا فردًا من الأسرة. كنت مدركة تمامًا لكل هذه التناقضات التي تشعر بها في كل يوم عاشته معنا، وكنت أعرف أن هذا الشعور كان يؤلمها بعمق.

* لديك طفلان (6 سنوات و3 أشهر)، هل تستعينين أيضًا بمربّية لرعايتهما؟

نعم، ولكنها بعيدة تمامًا عن مربّية الطفلين في الرواية (تضحك)، بل بشوشة وتتمتع بمخيلة مذهلة أثناء اللعب معهما، ولها أيضًا حياتها الخاصة مع الأصدقاء والعائلة وعشاقها العابرين.

لفترة طويلة بقيت شخصية مربّية الأطفال تراوغ مخيلة ليلى سليماني على حد قولها، لكن الرواية لم تكتب إلا متأخرًا، بالأحرى بدأت تخايلها الرواية للمرة الأولى في العام 2012، عندما قرأت سليماني عن جليسة أطفال أجنبية قتلت أطفال الأسرة الأميركية التي تعمل لديها في نيويورك، كان هذا الخبر هو البداية لتنسج سليماني من هذه المأساة خلفية لروايتها، ولترصد من خلالها الواقع الصعب الذي تعيشه كثير من النساء في فرنسا، خاصة المهاجرات منهن.

*إلى أي مدى تشبهك شخصية “مريم” الأم في الرواية؟

ربما في الشعور الدائم بالذنب بسبب أي تقصير في واجباتي كأم، خاصة إذا كان عليّ ترك الطفلين لساعات طويلة بصحبة مربّيتهما، أو حتى عندما أذهب إلى العشاء في الخارج لعمل أو مع الأصدقاء، أجدني أفكر دائمًا في أنني ربما أكون أمًّا سيئة، ولكن أعتقد أن كل أم تعاني من ذلك الشعور الدائم بالتقصير، كذلك تشبهني شخصية مريم في الطموح الكبير الذي تمتلكه حيال عملها، لأني تربيت على فعل كل شيء بالشكل الأفضل، لكن ثمة بالطبع الكثير من الاختلافات بيني وبين شخصية مريم في الرواية، منها أنني لست متخوفة على الدوام مثلها، كما أنني أعتقد أن شخصيتي أكثر بساطة منها وأنني أكثر سعادة، مريم تطرح على نفسها باستمرار الكثير من الأسئلة التي ليس لها إجابات، هي تريد دومًا شيئًا آخر لا تعرف كيف تحدد هويته.

* تطرحين في الرواية فكرة الصعوبات التي تواجه النساء في عالمنا المعاصر، كأنك تعترفين بمدى صعوبة أن تجمع المرأة بين عملها وبين أمومتها، هل إلى هذا الحد صارت حياتنا المعاصرة معقدة؟

ليس على هذا النحو، أنا فقط أحببت أن أقول من خلال الرواية إن كثيرًا من الأمهات لسن فرحات بأنهن صرن أمهات، وفي الوقت الذي يسيطر عليهن هذا الشعور الطاغي بعدم الرضا على كونهن صرن أمهات، تجدينهن يعشقن أولادهن بقوة، ويقمن بجميع واجباتهن على أكمل وجه، لكنهن يفتقدن شيئًا مهمًّا في حياتهن وهو الحرية، الأمومة قيد شئنا أم أبينا، يضاف إلى العديد من القيود التي تفرضها علينا مجتمعاتنا المعاصرة، ولكن في بعض الأحيان تتمنى الكثير من الأمهات أن يقضين يومًا في بيوتهن دون وجود أطفال، يشتقن أحيانًا إلى التحرر من تبعات الأمومة، لكنهن لا يجرؤن على الإعلان عن هذا، لأن النظرة المجتمعية ستدينهن بقوة باعتبارهن أمهات سيئات.

وتستطرد سليماني متنهدة: “تبذل الأم في الرواية قصارى جهدها للحفاظ على صورتها كأم جيدة أمام المحيطين بها، وهذا أمر مرهق للغاية، فكل أم تريد أن يظهر أبناؤها باعتبارهم الأجمل والأذكى والأحسن، ومع تعدد منصات التواصل الاجتماعية اليوم، نجد أن هذه الرغبة في إظهار السعادة صارت هي لغة العصر، حتى ولو كانت سعادة مزيفة، وهو ما نراه من انتشار صور العائلات على إنستغرام أو تويتر أو فيسبوك أثناء العطلات الصيفية أو حفلات الزفاف، صارت مواقع التواصل الاجتماعي منصات معدة سلفًا لإظهار مدى السعادة، وبطلا روايتي “مريم” و”بول” من هذه الفئة من الناس الذين يحبون الإعلان عن سعادتهم أمام الآخرين، حاولت أن أظهر ما الذي سيحدث حين يقتحم حياتهما الهادئة شخص غريب يتجسد في شخصية المربّية، كيف سيتعاملون معها خاصة حين تكون ابنة طبقة اجتماعية مختلفة تمامًا عن طبقتهما، عانى الزوجان كثيرًا في العثور على مربّية أطفال تتلاءم مع احتياجاتهما، ورغم ذلك بقيا يضعان الشروط الصعبة، لذلك فإن علاقتهما بالمربية شهدت منعطفات كثيرة في الرواية أدت إلى هذه الجريمة البشعة التي انتهت بها الأحداث”.

* بطلة الرواية لديها جذور شمال إفريقية مثلك، لكن هذه التفصيلة لم يتم استثمارها في الرواية بأي شكل، وبالتالي لم تكن ذات أهمية في بناء الشخصية من وجهة نظر بعض النقاد، هل كنت منتبهة إلى هذه النقطة أثناء الكتابة؟

نعم، أردت أن أظهر أن هذا الأصل لن يفرق في شيء، سواء كانت مريم لها جذور مغربية أو تونسية أو جزائرية، أو حتى كانت فرنسية، ما الفرق؟ الأدب يعلمنا دومًا إعادة النظر إلى الأشياء التي ربما نراها مهمة ومصيرية، وهي في واقع الأمر ليست على هذا النحو، التركيز على الإثنيات الموجودة حولنا شيء مجنون، لأنه سيكون ضد فكرة التنوع التي يجب أن تكون ركيزة مجتمعاتنا الحديثة، وشخصية مريم لم يؤثر فيها أصولها الإفريقية، بقدر ما تظهر الرواية أن كونها امرأة عاملة يلعب دورًا أكبر في تشكل شخصيتها خلال الأحداث.

* في روايتك الأولى “في حديقة الغول – Dans le jardin de l’ogre، غاليمار 2014، كانت بطلتك أما تعمل كصحفية ومدمنة على الجنس خارج الزواج، موضوع مثير للجدل في المغرب، وعلى الرغم من ذلك احتفى ملك المغرب بنجاح روايتك وبارك لك هذا النجاح، كيف تفسرين هذا التناقض حيال فكرة الجنس في المغرب والعالم العربي اليوم؟

“في حديقة الغول” تدور بالفعل حول الجنس، وهو تابو بشكل أو بآخر في العالم العربي حتى اليوم، ولكن بطلة الرواية لم تكن مغربية، وكانت الأحداث تدور في فرنسا، يجب أن أقول هنا أيضًا أننا كمغاربة أحرار فيما نكتب اليوم، وهناك الكثير من الأسماء المغاربية الأصل التي تكتب بالفرنسية الآن ويتحلون بالكثير من الشجاعة، ومن بينهم المغربي عبد الله طايع الذي يكتب عن مثليته الجنسية بتحرر تام دون أن يعترض عليه أحد.

*لكن الكثير من الكتاب ذوي الأصول العربية مثلك ومثل طايع تم تهديدهم بالقتل؟

في الوقت الحاضر يتعرض الجميع للتهديد بالقتل، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ما من رقيب أو محاسبة في العديد من البلدان، ويستطيع كاتب مثل الجزائري كمال داود أن يحدثك عن هذه النقطة باستفاضة أكثر مني، لأنه عانى من حملات تشويه أكبر مني ومن عبد الله طايع بكثير، فهذا هو العالم كما نعيشه اليوم، عقلية داعش تعشش في الكثير من العقول دون أن يدري أصحابها أنهم أسوأ من كثير من الإرهابيين.

*  هل هذا الواقع العدائي يقيد حريتك أثناء الكتابة؟

على الإطلاق، أكتب ما أريده بالشكل الذي أريده دون أن أضع في اعتباري ردود فعل أصحاب هذه العقلية التكفيرية، لأني مؤمنة أنني لو استسلمت للخوف أكون قد حققت ما يتمنونه، وهو أن يزرعوا الخوف في قلوب المختلفين عنهم ومعهم، وهذا ما لن أمكّنهم منه أبدًا، وليس فيما أقوله أي بطولة وهمية من أي نوع، أنا فقط أومن أن الاحترام هو أساس كل خلاف عقلي أو مذهبي، وأن الديموقراطية هي لب التعايش على هذه الأرض، ومن ثم أنا مع الحريات الجنسية لأنها حق من حقوق الإنسان.

*هل ترين أنك قادرة من خلال الكتابة على لعب دور مهم في تدمير التابوهات التي تحكم بعض مجتمعاتنا الراهنة؟

بل متأكدة تمامًا أنني قادرة على لعب هذا الدور، خاصة لو امتلكت القدرة على مناقشة هذه التابوهات والمحرمات أمام الجمهور في لقاءات مباشرة، لأن السكوت عن هذه التابوهات يكسر بداخلنا الكثير من إنسانيتنا.

بعد يوم واحد من إجراء هذا الحوار، أكدت ليلى سليماني كلماتها السابقة بالفعل المعلن، حين أرسلت لي رسالة عبر البريد الإلكتروني تعرب فيها عن قلقها من أحداث الريف في المغرب قائلة: “أشعر بالقلق الشديد إزاء تطورات الأحداث الأخيرة في منطقة الريف المغربية، إن الحركة السلمية التي استمرت طيلة الشهور الماضية تستحق الإعجاب، خاصة وأن معظم المتظاهرين من الشباب الذين يطالبون بحقهم في الحصول على بنية تحتية لائقة لمدينتهم، وتوزيع عادل للخدمات الطبية ومحاربة البطالة المتفشية بين الشباب، كل هذا الحراك يدعو للفرح، لكنني قلقة من ردود الفعل العنيفة التي صدرت عن السلطات المغربية، حيث قامت مؤخرًا باعتقال العديد من المتظاهرين وتغييبهم في السجون، لم يكن هناك داع للعنف الأمني الذي قامت به السلطات تجاه التحرك السلمي لأبناء الريف، وآمل أن تستجيب السلطات لمطالب السكان المشروعة، قبل أن ينفجر الوضع إلى ما هو أسوأ”.

 

ليلى سليماني في نقاط:

أديبة فرنسية من أصل مغربي، ولدت يوم 3 أكتوبر(تشرين الأول) 1981 لأب مغربي وأم فرنسية من أصل جزائري، نشأت بوسط فرنكفوني ودرست بالثانوية الفرنسية بالرباط، ثم انتقلت عام 1999 إلى باريس لمتابعة دراستها حيث حصلت على دبلوم معهد الدراسات السياسية بباريس. كما درست الإعلام بالمدرسة العليا للتجارة في باريس.

عملت بمجلة “جون أفريك” عام 2008 مكلفة بشؤون أفريقيا الشمالية لخمس سنوات، ثم استقالت وتفرغت للكتابة.

أصدرت سليماني باكورة أعمالها الأدبية عام 2013 عن مدينة الداخلة، وكان بعنوان “خليج الداخلة”.

أصدرت عام 2014 روايتها الأولى “في حديقة الغول – Dans le jardin de l’ogre”. والتي سرعان ما رشحت لجائزة لو فلور Le flore في السنة نفسها، وفازت الرواية بجائزة “المامونية” عام 2015.

وصلت إلى القائمة القصيرة لجوائز الغونكور الفرنسية العريقة عام 2016 عن روايتها “أغنية هادئة -Chanson Douce” (غاليمار 2016)، وفازت الرواية بالجائزة، متفوقة بذلك على ثلاث روايات أخرى هي: “الآخر الذي نعبد” للكاتبة الفرنسية كاترين كيسيه، و”متوحشون” للفرنسي لريجيس جوفري، و”بلد صغير” للفرنسي الرواندي غايل فاي.

بحصولها على الغونكور أصبحت سليماني ثالث وجه أدبي عربي يتوج بالغونكور بعد المغربي الطاهر بنجلون الذي فاز بها عام 1987 عن رواية “ليلة القدر”، واللبناني أمين معلوف الذي نال الجائزة عام 1993 عن روايته “صخرة طانيوس”.

ترجم الحوار من الهولندية: عماد فؤاد

المصدر: صحيفة NRC الهولندية

المترجم: عماد فؤاد

ضفة ثالثة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى