إحسان طالبصفحات سورية

مآلات السياسة الدولية في سوريا جرس الإنذار/ احسان طالب

    لقد كان من النتائج المباشرة للسياسة الدولية التي يهيمن عليها قطبان رئيسيان هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي انهيار كامل لمنظومة المجتمع السوري وتفتت قسري للرابطة الوطنية وحلول ثقيل لمنطق الاستقواء الطائفي والعشائري. وحلول اختلال رهيب في دور وواجبات النظام السياسي ومهام الدولة وعلاقاتها بالشعب. وتدمير متصاعد لمؤسسات الدولة وممتلكاتها. إلى جانب إزهاق روح ما يربو على 150 ألف إنسان ومئات الآلاف من المصابين بإعاقات مؤقتة ودائمة ، وتشريد ونزوح داخلي وخارجي لعشرة ملايين سوري باتوا على حافة الجوع والعوز والفقر والأمراض السارية هذا على الصعيد السوري ، لكن الأخطر من ذلك والأشد مأساوية ما زال في طور التكاثر والانتشاء.

    بداية من تفشي الجماعات الجهادية في كافة أنحاء العالم

    فالجماعات الجهادية الشيشانية والأزبكية ومثيلاتها من أنحاء عديدة في روسيا الاتحادية تقاتل في سوريا وستجتاح العالم ولن تكون محصورة في سوريا فقط ، ورغم محدودية الأعداد المتواجدة اليوم لكنها تشكل نواة ونقطة استقطاب قابلة للنمو والتكاثر.

    كشفت الجريدة الأولى في كوسوفو «كوها ديتوره» في بحث استقصائي لها تحت عنوان «الجهاد في سورية» (عدد 5/6/2013) عن وجود حوالى 150 كوسوفياً يقاتلون في صفوف «جبهة النصرة». وهم عناصر في «جماعة التوحيد والجهاد في كوسوفو» يحملون أفكار الجهادية السلفية الداعية لإقامة دين الله في الأرض فوق كل ما سواه لتكون كلمة الله هي العليا ، فالمهمة في سوريا ليست نهائية بل هي مرحلة ابتدائية لمشروع عالمي شامل .

    ووفقا المركز الدولي لدراسة التطرف فأن ما يقرب من 500 مقاتل أوربي يتواجدون في سوريا وهم في حالة دخول وخروج ، ومنهم العائدون لبلادهم ومنهم القادمون الجدد. ويقدر المركز بناء على بيانات ومعلومات متقاطعة عدد المقاتلين الأجانب في سوريا ما بين 5000 إلى 3000 مقاتل أجنبي ، حسب ما تم جمعه خلال الربع الأول من عام 2013، ومن المؤكد أن تلك الأرقام ستستمر في التصاعد والتزايد، فالمقاتل العائد إلى أوربا يشكل مادة دسمة لمعارفه وزملائه ما يعني تحفيزا جديد لخروج آخرين للقتال في سوريا ، وربما يكون بؤرة استقطاب لتجنيد آخرين للقتال هناك. ولن يكون مستبعدا إنشاء خلايا جهادية نائمة في كبريات العواصم العالمية.

    وتتضارب أرقام المقاتلين العرب في صفوف الجهاديين المتواجدين في سوريا حيث تعدهم الصحافة الموالية لنظام الأسد بعشرات الآلاف ، في حين تقلل المعارضة السورية من تلك الأعداد لتصبح بالمئات ، لكن الحقيقة الثابتة أن أعداد غير محددة من المقاتلين العرب من شمال إفريقيا ودول الجوار السوري يتواجدون في ساحات الحرب الدائرة هناك، طبعا هذا الحديث لا يشمل المرتزقة من كوريا وجورجيا وباكستان واليمن كما لا يضم الكتائب والألوية والمليشيات الإيرانية العراقية واللبنانية النظامية وشبه الرسمية والمدربة تدريبا عاليا التي تقف بجانب نظام الأسد ، بالمحصلة تدور على الساحة السورية صراعات وقتال دولي وإقليمي تحت رايات دينية وطائفية لكن المؤسف أن تكون بعضها مدعومة شعبيا ورسميا كتلك القادمة من لبنان والعراق وإيران. أو تلك التي تلقى تسهيلات وغض بصر من تركيا، وكل تلك المظاهر هي ارتدادات للسياسة الدولية الانتهازية والمترددة ثنائية القطب.

    وما الجدل الدائر بين جبهة النصرة ودولة العراق والشام بعد رسالة الظواهري إلا دليل قوي على مدى عالمية التنظيمات الجهادية العاملة في سوريا وامتداداتها لأقرب البلدان إليها ـ لبنان والأردن ، حيث انحاز أبو قتادة القائد السلفي الأردني الفلسطيني الأصل لجانب إعلان الظواهري لحل داعش باعتباره اليوم القائد المباشر لجماعات الجهاد في الأردن مع ما يواجههه من معارضة من قبل أخوة أبو مصعب الزرقاوي وتنبئ الرسائل المتبادلة داخل أروقة التيار السلفي الأردني حيوية قضية الجهاد في سوريا ومؤشراتها الإقليمية والدولية ويرى أبو قتادة (في إحدى رسائله «إن جهادكم في بلاد الشام ملك للأمة لا ملككم ، وكل يوم يتأخر الإخوة في حل خلافاتهم يعني مزيداً من الإثم ، وكل دم سيراق اليوم أو غداً إنما هو من آثار الافتراق) ومع إصرار بعض فصائل الدولة الإسلامية في العراق والشام على استمرار القتال داخل سوريا وإبقاء راية داعش مرفوعة ، هناك ويقول أبو قتادة الذي كان يصنف أنه الذراع اليمنى لأسامة بن لادن في أوروبا: «من نافلة القول تذكير إخواني أن الإمرة اليوم هي إمرة جهاد، والطوائف إلى الآن طوائف جهاد، فليس هناك أمير ممكن أن يعامل معاملة الخليفة أو ما أشبهه من الأسماء والألقاب، ومن لم يبصر هذا كان فساده أشد) عن جريدة الحياة

    وجاء رد أنصار داعش في الأردن على أبو قتادة في سياق مفهوم الفقه الجهادي ومتعلقاته النظرية والعملية ، فالفكر القاعدي المتحكم في قلوب ورؤوس أتباع السلفية الجهادية العربية والعالمية ليس مجرد وجدانيات أو طوباويات فلسفية مكنونة بين السطور وبين طيات القلوب، بل هو محرض عملي مباشر لفعل وعمل مزاول على أرض الواقع ( أصدر عمر مهدي زيدان، أحد أبرز زعماء السلفية الجهادية في مدينة إربد، ثاني أكبر مدن المملكة الأقرب إلى سورية رسالة وصلت لجريدة الحياة اللندنية » نسخة منها وتأكدت من صحتها: «لقد اطلعت على رسالة مسربة للشيخ أبو قتادة يتكلم فيها عن الخلاف الحاصل في بلاد الشام بين الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، فألفيته بعيداً من الواقع، بل فيه غمز ولمز بالدولة الإسلامية، وأميرها أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي حفظه الله، واتهام صريح له ولقادته وجنوده بالجهل، والهوى، وحب الرياسة، وما هذا شأن الناصح، ولا هكذا تكون النصيحة، مع ادعاء صاحب الرسالة النصح والبكاء على حال المجاهدين».

    باستقراء الحوار الدائر والجدل السائر في سواقي الدم السوري وأخطار انتشاره وتفشيه إلى الدول المجاورة ، يبدو بوضوح لا غشاوة فيه أن هناك عهرا عالميا تمارسه كبريات الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبرئيسها التائه الضائع في أحسن التحليلات والتفسيرات، والاتحاد الروسي الذي يكن عداء مستحكما وعميقا للإسلام الجهادي وفصائله السنية المنتشرة في كافة أنحاء العالم. إن تلك السياسات الغبية التي تركت الأمور تصل إلى حدود متفجرة وما زالت بين شد وجذب، ستفضي بصورة مباشرة وملحة لفوضى جهادية قتالية تجتاح سوريا والدول المجاورة، لها باستثناء إسرائيل المحصنة بالقوة اللازمة ، وبخشية من قبل الجهاديين من التجرؤ عليها لما تملكه من تكنولوجيا متطورة ومن غطاء عملي دفاعي وسياسي غير محدود من بقية دول العالم، سيفتح أبواب الجحيم على القوى الجهادية في حال فكرت بمهاجمة إسرائيل في هذه المرحلة ، خاصة بعد الضعف الشديد والتشتت المفزع للقوى السياسية والمقاومة الفلسطينية ، لكن بقية الدول المجاورة لسوريا سيحرقها لهيب الحرب الطائفية تدريجا بل هو نار متوثبة تحت الرماد وما تشهده مدينة طرابلس اللبنانية من صراع طائفي متنامي إلا دليل على خطورة الاستمرار في سياسة شرب القهوة على ضفاف نهر الدماء السورية من قبل القوى العالمية الكبرى.

    سياسة أوباما الغير واضحة المعالم تجاه إيران والتدخل السافر المدعوم حكوميا ورسميا لكل من مليشيات حزب الله اللبناني وكتائب أبو الفضل العباس العراقي المدعومة بتوجهات رسمية عراقية لمنع سقوط نظام الأسد في سوريا اتاح مبررات بل ومحرضات لكافة الجهاديين في العالم للتوجه إلى سوريا وهكذا كانت الشيعية السياسية محفزا للقتال في سوريا ضد المعارضة محللة الدم السوري رجلا كان أم إمرة أم طفلا ، لهذا كان المقابل أشد وأقسى من لدن الجهاديين الإسلاميين السنة.

    تفيد تقارير وكالة أنباء رويترز البريطانية إلى أن مقاتلين من الشيشان انضموا إلى الجهاد في صفوف الثوار السوريين في مواجهة قوات الرئيس بشار الأسد المدعومة من النظام الروسي الذي يحتل الشيشان.ـ حسب وصفهم ـ وفي فيديو لقي انتشارا واسعا يجلس أبو عمر الشيشاني مرتديا ملابس سوداء فوق سجادة محاطا بعشرين رجلا مسلحين بالبنادق وهو يلقي كلمة حماسية يحث فيها المسلمين على دعم الجهاد ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ويعلن المتشدد القادم من منطقة الشيشان (الروسية) أن دولة الإسلام تقترب. ويترجم زملاء من كتيبة المتشددين الأجانب التي يقودها كلماته الروسية إلى العربية”.. لنفهم جيدا ما يقوله هؤلاء ولننظر لعالمية منطق المجاهدين المتشددين ” إن دولة الإسلام تقترب ” فالقضية ليست محصورة في سوريا أو الشيشان أو كوسوفو أو الأردن أو لبنان بل هي ممتثلة لقول الشاعر الإسلامي الشهير محمد إقبال : اضحى الإسلام لنا دينا وجميع الكون لنا وطنا ، إنها نهاية المحلية الوطنية وتذويب القومية العرقية في بوتقة الوطن الكوني لدولة الإسلام ، كل ذلك بالغ الوضوح مباشر الدلالة، لكن مستشاري قطبي العالم ما زالوا بين الفودكا الروسية والبلاك بيري الكندي ، يترنحون على أصوات عذابات السوريين وصراخ المحاصرين جوعا بلا ماء وبلا دواء . إنهم يلهون بأشلاء الإنسان السوري في مبارزة عبثية غير مفهومة ولا مبررة .

    أن يحاول الدب الروسي قهر الدبلوماسية الخرقاء لجون كيري عبر إطالة زمن الحرب في سوريا وكسر إرادة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وبالمقابل يفكر الرئيس أوباما بسذاجة بالغة أنه قادر على إنهاء أسلحة الدمار الشامل السورية بالدبلوماسية الجوفاء والانتقال إلى إنهاء الملف النووي الإيراني بالمفاوضات أيضا ، لهو قمة في اللهو والعبث الملف النووي الإيراني كلف الشعب الإيراني عشرات المليارات وعشرات السنين وعلى أساسه تقوم أيديولوجيا الشيعية السياسية المرتكزة على منطق امتلاك القوة لفتح الباب أمام الانتشار الثوري الإيراني وإخضاع العرب والمسلمين وحتى العالم ـ في مخيال مريض بوهم السيطرة والانتقام ولمواجهه لمنطق كونية الوطن الإسلامي السني ـ فهل يظن ذلك الرئيس الضعيف المتردد أنه سيلغي ذلك كله بمجرد حدوث مصافحة وتبادل للنكات مع وزيره العاطفي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني الداهية محمد جواد ظريف ويتلو ذلك فك جزئي للعقوبات عن بعض المصالح النقدية الإيرانية أو أنه أقتنع بتخلي نظام الأسد عن سلاحه الكيميائي دون استخدامه بدائل أشد فتكا وقوة كسلاح المحاصرة والتجويع.

    (يفيد تقرير ، نشرته صحيفة وورلد تربيون الأمريكية، إن السعودية أرسلت دفعة من المال لباكستان لقاء شرائها مجموعة من الصواريخ النووية، على أن يتم تسليمها حين تمتلك إيران مثل هذه القدرة.

    وقالت مصادر أوروبية وإسرائيلية إن السعودية استثمرت مئات الملايين من الدولارات في برنامج باكستان النووي، مؤكدة أن اسلام أباد صنعت مجموعة من الرؤوس النووية بانتظار التسليم للرياض.

    ولطالما حذرت السعودية الولايات المتحدة الأمريكية من أنها سترد على إيران بالأسلحة النووية في حال شنت أي هجوم) عن الـ cnn

    إن كل تأخير ومماطلة في لملمة الحرب في سوريا سيفجر منطقة الشرق الأوسط والعالم ، والتصريحات السورية الرسمية والإيرانية في السنة الأولى من الثورة السورية والتأكيد عليها في الخطاب الرسمي السوري الإيراني كل مرة يؤكد بأن الأزمة ستحرق دول الشرق الأوسط والعالم.

    إن نهج الانتهازية والميكافيلية الذي تتبعه إدارة بوتن حيال الأزمة السورية وما يقابله من تشتت وضعف وتردد ـ بافتراض حسن النوايا ـ من قبل إرادة الرئيس أوباما ستخلق أوضاعا مضطربة طويلة الأمد وانفجاريات متناثرة ستصيب بشررها كل ما يمكن الوصول إليه ، وما نذر الحرب النووية التي بدأت بالتشكل في بقعة جديدة في الشرق الأوسط بين المحور الإيراني والمحور السعودي إلا دليل لا يرتقي إليه الشك على فشل السياسة العالمية الجديدة.؛ في عهد الإمبراطور بوتن ، والطفل المسلم الأفريقي الذي تحول إلى المسيحية ليضع يده على أقوى وأكبر قوة عسكرية واقتصادية وسياسية عالمية، ليحولها إلى قط عجوز مقلم الأظافر يخشى كل من حوله، ما سيترتب عليه من إخلال خطير في التوازنات الاستراتيجية العالمية وسيتيح دخول قطب ثالث هو الصين سيكون له دور رهيب في خلق فوضى عالمية جديدة تتيح له اختراق السياسة العالمية الحالية الثنائية القطب لتكون ثلاثية، خاصة بما تتمتع به الصين من استقرار سياسي وفائض مالي هائل حيث أوضحت بيانات رسمية صادرة يوم 25/04/2013 من الصين أن الحساب الجاري لثاني أكبر اقتصاد عالمي والذي يعد مقياساً أوسع نطاقاً لمتابعة ميزانها التجاري مع العالم الخارجي ارتفع فائضه إلى 55.2 ملياردولار في الربع الأول من العام الجاري.، إذن التنين الصيني ليس في حالة ثبات إنه في حالة تأهب ، لنقرأ (وقالت وزارة التجارة الصينية في الشهر الماضي ان حجم التجارة بين الصين والدول العربية وصل الآن الى 222 مليار دولار سنويا وهو ما يزيد 12 مرة عن مثيله في عام 2002 ويتفوق هذا على حجم التجارة بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط الذي بلغ 193 مليار دولار في عام 2011 ،) عن الجزيرة مباشر ، على جهة أخرى ذات صلة ، يبلغ حجم التبادل التجاري السنوي التركي الصيني 24 مليار دولار . كما تسعى تركيا الدول العضو في حلف الأطلسي والمفترض أنها حليفة للولايات المتحدة الأمريكية ، إلى صفقة تاريخية تحصل بموجبها على منظومة صواريخ صينية تشمل نظام دفاع صاروخي من طراز اف دي 2000 بقيمة 3,4 مليار دولار من الصين بدلا من النظم الأمريكية أو الأوروبية المنافسة .

    ما لم تفكك عناصر القضية السورية المتشابكة في سوريا فسيكون لها أثر بالغ السوء على تنامي الإرهاب العالمي المتصاعد والمتستر برعاية رسمية لدول شمولية أيديولوجية ،واستشراء الحروب الطائفية المقيتة، وسيادة الفوضى المدمرة ، واضطراب التوازن الإستراتيجي الدولي ، وتسعير المعترك النووي الشرق أوسطيي التي تفوح رائحته في الأجواء ، وسينجم عنها هلاك وموت مئات الألوف من المدنيين في سوريا وجوارها ،كل ذلك نتائج وآثار متوقعة لاستمرار التلاعب بالقضية السورية وحرمان السوريين من حقهم الطبيعي والقانوني والدستوري في نظام تعددي ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة ويحترم فيه الإنسان، وتنال فيه كافة أطياف مكونات سوريا، التاريخ والحضارة ، حقوقها وتحافظ على خصوصياتها. في حال توفر الإرادة الدولية فإن ذلك الحلم لن يكون مجرد رؤية عقلية ، بل واقع ليس من المستحيل تحقيقه شرط حدوث تغييرات جذرية في الرؤى الدولية لما يجري في سوريا والتفكير بالاحتمالات الفرضية الخطيرة لما ستؤول إليه الأوضاع الدولية في حال استمرار حالة اللامبالاة أو السذاجة والاستغلال والانتهازية التي تهيمن على سادة العالم اليوم.

    إن علاج وحل القضية السورية سيخفف من حدة التوترات الإقليمية ويسقط ماءً باردا على محرضات حروب شاملة، ويضع حدا لتنامي التنظيمات المتطرفة والمتشددة المنخرطة في بنية الإرهاب العالمي، ويتيح فرصة لإعادة التوازن الاستراتيجي الدولي وفق محددات جديدة من ضمنها إعادة إصلاح منظمة الأمم المتحدة؛ التي كان لها دور سلبي سيء في إدارة التراجيديا السورية. وهو في المقام الأول سينهي مأساة شعب جرب كل أنواع الموت والدمار والهلاك، حتى غدت صور الأطفال السوريين مقطعي الأوصال أو الهياكل العظمية السورية المستورة بجلد رقيق جراء الجوع والجفاف والمرض أمر اعتياديا ومشهدا مسرحيا لا يثير في الضمير العالمي رأفة أو رحمة، بل لعله للأسف بات منفرا للهروب وتجاهل المأساة الكونية وتردي الإنسان المعاصر في مهاوي المصالح الدنيئة واللامبالاة البلهاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى