صفحات سوريةغسان المفلح

مؤتمر اصدقاء سورية..استمرار الثورة.


غسان المفلح

من المعروف أن هذه الكتلة من الدول، قد اجتمعت بعد أن أخفق المجتمع الدولي باستصدار قرار من مجلس الآمن الدولي بإدانة هذه العصابة الحاكمة على جرائم الابادة التي ارتكبتها بحق الشعب السوري منذ عام لحظة انطلاق الثورة من حوران..مع أن المجتمع الدولي قال كلمته في قرار الجمعية العامة للامم المتحدة واصدر قرار ادانة واضح لهذه العصابة وأن ما تقوم به عبارة عن جرائم ضد الانسانية، مع أن بعض الدول اخترعت توليفة جديدة، تحت مسمى” جرائم ترتقي لأن تكون جرائما ضد الانسانية” وهذا الاشتقاق لا علاقة له بالواقع بل هو اشتقاق سياسي، تمليه بعض التوازنات الدولية، وما يترتب على تبنى مفهوم” جرائم ضد الانسانية” من تدخل عاجل من قبل المجتمع الدولي، بعد عشرة ألاف شهيد من المتظاهرين السلميين والسكان المدنيين من اطفال ونساء، وتهديم احياء بالقصف المدفعي العنيف، في حمص باباعمرو وادلب ودرعا..وللعلم لم يتعرض شعب سورية في تاريخه المكتوب منذ عشرات القرون، لمذبحة على يد حكام فاسدين كما يحدث اليوم…وهذه قضية يعرفها القاصي والداني في سورية، المعارض والموالي، الثائر والخائف، لا قبل الاسلام ولا بعده ولا اثناء التتار والمغول، لا ابان الحكم العثماني أو الاستعمار الفرنسي..كما لم يتعرض اي شعب من شعوب دول بلاد الشام كلها..إننا أمام حالة فريدة تستحق الدراسة والتوقف عندها مليا، هذه حقائق يعرفها المجتمع الدولي ومراكز ابحاثه، وصانعي قراراته، بما فيهم الروس والاسرائيليين، الذين أظهروا فرحتهم باستخدام روسيا لحق النقض الفيتو، باستطلاع رأي اجرته كبريات الصحف الاسرائيلية، فرحوا لأن مجلس الامن عجز عن استصدار قرار يدين هذه العصابة، وبالتالي يلزم المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه المجزرة..لهذا وضمن هذه الاجواء كان انعقاد مؤتمر اصدقاء سورية، كله كان مطروحا على الطاولة ماعدا حماية الشعب السوري من هذا الاجرام المعمم، من هذه الابادة الجماعية، لهذا وجد الموقف السعودي بالانسحاب من هذا المؤتمر صدى ايجابيا عميقا في اوساط الشارع السوري الثائر..الغريب بالموضوع أن الزميل برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري بكلمته لم يطالب بالتدخل العسكري، لديه حساسية خاصة من هذه المطالبة، حساسية مثقف او اكاديمي أم حساسية هيئة التنسيق؟ لم نعد نعرف في الواقع؟

مؤتمر اصدقاء سورية مشكورين أكدوا على انه يجب على الشعب السوري أن يزيل هذا النظام بيديه وبثورته فقط، وليتحمل ما سيتحمله نتيجة لخياره الشمشوني هذا أو الدونكيشتوي، كما جاء على لسان احد المسؤولين العرب، نعم الشعب السوري ينبعث كطائر الفينيق، وهي من اساطيره أيضا، كي يحوز على حريته..لهذا ليقوم الساسة بالمعارضة بما يشاؤون من ترهات لكن ليبقوا الدعم للثورة ومظاهراتها أولوية مطلقة، يجري الآن حرب ابادة جماعية في بعض المناطق في سورية، عائلات على الحدود السورية الاردنية تعيش اقصى حالة تنكيل وعسف، من قبل العصابة الحاكمة، مجاز في بلدة حلفايا، مجازر وابادة لسكان حي باباعمر في حمص..هذه اعتقد فحوى الرسالة التي يجب أن نفهمها جيدا من مؤتمر اصدقاء إسرائيل الذي عقد في تونس!! أنا احترم مواقف كل الدول طبعا، لكن ما يهمني في النهاية هي النتائج السياسية على الارض من كل سلوك سياسي، الجو الاسرائيلي لايزال هو الحكم الظاهر في سلوك المجتمع الدولي، وشعبنا عندما يسقط هذا النظام فإنه يسقط معه النظام الاقليمي الذي تعبت عليه إسرائيل منذ خمسة عقود تقريبا لأجل تكريسه كنظام حل نهائي لكل معضلات الشرق الاوسط. شعبنا مستمر في ثورته وعلى المعارضين أن يخجلوا من أنفسهم قليلا…

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى