بدرالدين حسن قربيصفحات سورية

مابين القارورة الليبية والشبيحة السوريّة


بدرالدين حسن قربي

عيد بلا قذافي، يكفي في وصف عيد الفطر عند الإخوة الليبين لتعلم كيف كان طعمه عندهم، بل ومما زاد في روعة الطعم بهجتهم باعتقال امرأة قارورة من نوع مختلف وخطير، عُرفت والعياذ بالله بأنها مصاصة دماء الليبيين، واشتهرت بمشاركتها في عمليات إعدامات مروّعة، ومداهمات كثيرة نفّذها نظام القذافي خلال عشرات السنين، تصيب من يقرأ عنها بالقرف حد الإعياء، ولو قدّر للثورة أن تفشل فستكون القارورة الدكتورة هدى بن عامر هي شانقة الثوار وشنّاقتهم، فنداؤها للقذافي في ساحات المشانق والقتل: ياقايد..! صفيهم بالدم، سر ولا تهتم، ما نبوش كلام خواني، نبو شنقاً في الميداني.

باتت الشنّاقة أحد أعمدة القمع والقتل القذافي بتنفيذها عملية شنق المعارض الشاب الصادق حامد الشويهدي عام 1984 ، التي تُشكّل بما كان فيها أقبح المعاني خسة ودناءة ووحشية وانعداماً للإنسانية مما تقشعر لها الأبدان، ثم مشاركتها في إعدام عدد من طلبة الجامعة 1987 في المدينة الرياضية في بنغازي، وهو ماتوجها مجرمة على عرش الفتك والتنكيل، ولمثلها عند مجرم ليبيا وسفّاحها تُفتح أبواب السيادة والريادة.  فمن الراهبات الثوريات إلى الطلائع فاللجان الثورية، ثم رئيسة لبلدية مدينة بنغازي التي خاطبت أهلها يوماً: هنا لا يوجد رجال، أنا الرجل الوحيد في بنغازي..! ثم أمينة لشؤون المرأة في مؤتمر الشعب العام، ثم اختيارها نائباً لرئيس البرلمان العربي ثم رئيسة له من عام 2009 حتى تعليق عضوية النظام القذافي في الجامعة العربية في آذار/مارس 2011 ومن ثم عزلها.  وهي اليوم في قبضة العدالة الدنيوية والتي نأمل لها أن تنال فيها محاكمة عادلة، تنال فيها حقوقها كاملة مكمّلة كمجرمة من طراز فريد لاتظلم فيها شيئاً.

وبالمناسبة، فإنه في 17 شباط/ فبراير الماضي التقت مصاصة دماء الليبين بشار الأسد في دمشق، وهو اليوم الذي اندلعت فيه شرارة الثورة الليبية، وانطلقت فيه الانتفاضة السورية أيضاً في منطقة الحريقة الدمشقية باعتداء شرطي مرور على شاب يريد أن يوقف سيارته على طرف الشارع وإدمائه بشكل وحشي مهين أدى إلى تجمع المارة والمتسوقين وتجار الحريقة الذين أغلقوا جميعاً محلاتهم ليغدو الأمر تظاهرة عفوية قدّر عددها بأربعة آلاف، ونداؤها: الشعب السوري مابينذل، والتي تتالت الأحداث من بعدها لتشتعل سوريا باحتجاجات وتظاهرات، ومازالت مطالبة بإسقاط النظام.  وكان مما كتبت يومها: شرارة الانتفاضة من الحريقة انطلقت، وعلى بركة الله تريد الخروج من أسر الفساد والقمع تحركت، روائحها ياسمين شامنا وجوريّ حلبنا، سلامها سنابل قمح جزيرتنا وحوراننا، رسوخها صلابة الزيتون في ساحلنا وشمالنا، ونخوتها من أبي الفداء وابن الوليد راياتنا، وحداؤها الشعب السوري مابينذل نشيدنا.

نتكلم عن رئيسة البرلمان العربي السابقة وبعض معالمها في التوحش، لنذكّر بأن لدينا في سوريا من أمثالها الكثير في مناصب رسمية مماثلة ومختلفة، وقد تسببوا مع ميليشياتهم من الشبيحة والشبيحات بمقتل الآلاف بل وعشراتها من مواطنيهم، وهم يظنون أنْ لم يرهم أحد، أو أن لن يقدر عليهم أحد.  عقيدتنا أنه آتيهم يوم لاريب فيه تنالهم فيهم العدالة عاجلاً أو آجلاً، فلكل ظالم يوم، وأن القذافي وجوقته، أو الشنّاقة وشلّتها مثل حاضر بين أيدينا لمن أراد أن يتذكّر من السوريين.  وإنما يبقى سؤال يتردد، ولكنه بالتأكيد لن يجد جواباً شافياً: أي نوع من البشر هؤلاء القتلة المجرمون حكاماً وشبيحة، شنّاقين وشنّاقات، الذين يملكون هذا الكمّ من الحقد والكراهية والإجرام، ويرسلون شواظ ناره على مواطنيهم وناسهم في ليبيا وسوريا مما لو وُزّع على أهل الأرض لأظهر فيها الرعب والذعر والفساد، وتبقى دعوتنا قائمة للثوار الليبيين: لطفاً ياكرام بقارورتكم الليبية، لأنها على كل جرائمها الوحشية، ليست شيئاً مذكوراً أمام فظائع الشبيحة على الأرض السورية، والتي ترشحهم (نظامي) ليقفوا قريباً ومعهم أسيادهم وكبراؤهم، والأصفاد في أيديهم والأغلال في أعناقهم، ووجوههم مسودة أمام المحاكم الدولية.

http://www.youtube.com/watch?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى