صفحات سورية

ماذا تفعل الآن ؟؟

 


عزيز تبسي

ماذا تفعل الآن ؟تنظر إلى مايحصل أمامك وتسرع إلى البيت حاملاً أكياس الحاجيات كأنك في بلاد أخرى ,تدخل البيت تضع كل شيء في مكانه تغسل يديك ,تجلس أمام التلفازكقط هرم,شيئاً فشيئاً تسترخي على الديوانة تشعل لفافتك وتدخن كعجوز هالك,ما الذي يحصل معك أنت’ أنت الذي يتمدد الآن والذي سيشخر بعد قليل .كنت تأمل بسوفيتات في المشرق العربي وتمتد احلامك لتكون سوفيتات شرق أوسطية والان تعجز عن مناصرة أهلك في حوران ,تتحدث عن الحرية وتزعم أن لامجيب, والآن كل شعبك يهتف للحرية وانت تبلع لسانك الثقيل كحذاءٍ تالف        ’ تحاول أن تهرب للتفكير في أشياء تدعي أنها أكثر جدوى, من يقترب منك يخالك وعداً ما ,وعد بأشياء حلوة وأنت توهمه أنك راضٍ بحالك ولكنك تكذب ,  هل تعلمت الكذب أيضاً

ماالذي حصل لك في سجن تدمر هل  “عبدوك العجل ” كما يقول صديقك همساً للمحيطين بكما,ليرر صمتك ؟ تسمع من يزعم أن للحرية شروطا حضارية غير متوفرة في بلادك الآن وينبغي العمل الدوؤب على تحقيقها , تنظر إليه لتتأكد من تشديده  على كلمة دوؤب ,تخالها دهراً ,لماذا لم ترد عليه ؟ لماذا صمتت  ؟كأنك توافقه !! وهو سيزهو “بفكرته” وأنت تعرف أنه إبن قحبة ومخبر  ,ولكن لماذا تسمح له ان يرافقك لماذا تمشي معه؟ هل وصلت بك الأمور لترافق هؤلاء أيضاً !!ماالذي يحصل معك  هل ماتت فيك النخوة ؟إنسى الكتب التي كنت تقرضها وماتزال كفأر , إنس الثقافةوالمشاريع الاستراتيجية وأفق الثورة العربية والبديل الانساني ,إنس دوراً للمثقف إنقاذي وتبشيري ورؤيوي’هذه الحركة في بلادك وأنت تتابعها من شاشة التلفاز, طيب إنزل ووجه الحركةإلى ماتهدف إليه أنت,من الذي حقنك    ب”سيروم الذل” ماعدت تضحك أو تبكي !! من حولك إلى عمود من الكلس؟ شعبك يقتل أمامك وأنت تخجل من أن تظهر مشاعرك           أمام أولادك وزوجتك  !!’  تخرج إلى غرفةأخرى تجلس في الظلام كقنفذ وتبكي  ,إخس إخس عليك!! كنت قد وقفت بمبدئية ضد من سيستحضر الحريةمن الخارج  وهذا موقف شجاع ,لكنه غير كاف , لكنك وقفت عنده ولم تستطع مبارحته وحولته إلى أفيون ,به تسكن أوجاعك وتوقك العارم إلى الحرية ’تهرب من كل الاسئلة إلا أن سؤال التحرر من        القمع يفاجئك أنً أجلت عقلك ’وتهرب منه دون أن تتحرر من أسئلة “صموده” , ومن أجل أن تشغل نفسك أو  لكي     تعطي معنى لماضيك الذي بات ينضب كحساب مصرفي جامد’تسترخي كعجائز القرى والمتقاعدين لتلوك حوارات تعيد أمجاد أسبقية الدجاجة والبيضة مع”قوى” أول ما ينبغي أن يطلب منها أن تغادر تحالفاتها ليغدو الحوار متكافئاً على المستوى الشكلي بأقل تقدير ممكن و ضروري وواقعي أما غير ذلك فهو أشبه بوعظ التقاة في الضالين والمجرمين والعاهرات ,إقناع الذات بأنك تقدم       شيئاً هاماً ,لكنك لا تقدم شيئاً ,كيف خطر في ذهنك أن تحاور أحزاباً هي وجهاً آخر للقمع والاستغلال   ؟,أنت مقتنع بالتغيير لكنك لا تفعل إلاما يعيقه ’!!تنام وأنت تحلم أن يفا جئك “بابا نويل” بتحقيق أحلامك !! تهرب إلى مهمات “وطنية” تحاول أن تظهر حواملها الواقعيين بغير حقيقتهم ,تغض النظر عن الظلامية والفاشية والطائفية اللاتي تكون جزءاً اصيلاً من مشروعهم فتسقط مصداقيتك أمام من يعتبرك داعية تحرر , وأنت تأمل أن يطول بك العمر لتقدم المزيد !! المزيد من التشويش الفكري والسياسي ,قم إنهض بما تبقى عندك من قوة وإمكانية لتصنع حريتك بنفسك وتساهم  بما يفعل الآخرين إنها فرصتك الاخيرة لتتحرر من أوهامك .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى