صفحات العالم

ماذا لو تنحى الأسد اليوم ؟!/ سميح المعايطة

حديث اليوم ليس بحثا عن إجابة لأن بشار الأسد يعلن انه سيبقى، وأنه سيخوض الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجرى هذا العام، وتوقعات بعض الجهات أن بشار الأسد سيحصل على نسبة جيدة لو جرت الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة لأسباب مختلفة.

لكن الحديث عن الحالة السورية التي أصبحت مضحكة مبكية، لأننا مع كل يوم نفقد فرصة الحل السياسي الحقيقي، كما يتلاشى الحل العسكري لدى المعارضة التي دخلت في دوامة (الحرب الأهلية! ) والاقتتال بين الفصائل في الميدان.

وفي ظل المعطيات الحالية فإن ما نسمعه من قادة المعارضة عن اشتراط تنحي الأسد وخروجه من الحياة السياسية أشبه بالخيال، فإزالة النظام السوري مرهونة بتدخل عسكري خارجي، وهذا أمر تحكمه معادلات الدول والإقليم والأولويات، وليس في الأفق المنظور حدوث مثل هذا، وبخاصة في ظل الأولوية لدى كل خصوم الأسد وأنصاره من الدول في شن حرب على تنظيمات التطرف التي تتجمع اليوم على الأرض السورية بعد أن تم البدء بتدمير السلاح الكيماوي السوري.

لكن حتى لو قرر الأسد ونظامه اليوم الرحيل فمن أو ما هو البديل!

هل هي المعارضة السورية ( المعتدلة ) الموزعة بين الائتلاف والتحالف والمستقلين، حيث نشاهدهم على الفضائيات يتبادلون الاتهامات ويختلفون، ولكل منهم مرجعيته من الدول.

أم البديل التنظيمات الميدانية المتشددة التي تحمل السلاح، واستطاعت أن تصنع في ذاكرة السوريين تجربة مريرة بتعاملها وطريقة إدارتها لأرواح الناس ومسار الحياة، أم الفوضى وتوزع الأرض السورية لجزر ولاء ونفوذ بين الميليشيات.

ما نقوله لا يعني أي انحيازٍ هنا أو هناك، لكن الصورة اليوم لا تحمل أي أفق لحلول سياسية حقيقية، فليس هناك طرف سياسي موحد ويملك قراراً في مواجهة الطرف الرسمي، والقوى الميدانية على الأرض متناحرة ويقتل بعضها بعضاً، بل إن القوى الفاعلة عسكرياً ليست من المؤمنين بحلول سياسية، وهي أيضاً غير مقبولة من أطراف الأزمة إقليمياً ودولياً.

النظام السوري استفاد من كل المتغيرات والمعطيات التي ظهرت خلال سنوات الأزمة، والتحالف الدولي الذي يدعمه كان منظماً وقوياً وصادقاً مع نظام بشار، وكل خصوم النظام السوري راهنوا رهانات غير سليمة، فقد راهنوا على سقوطه خلال أشهر، ثم عندما لم يحدث هذا كان الرهان على تعزيز قوى المعارضة المسلحة، لكن التوازن لم يحدث في الميدان، ثم تغيرت تحالفات المنطقة وبخاصة في معسكر خصوم النظام السوري، ثم كان الرهان على تدخل عسكري أمريكي، ولم يحدث لأن أمريكا عينها على السلاح الكيماوي وتنظيمات التشدد، فحصلت على الأول، وما يجري اليوم في الميدان قد يحقق الهدف الثاني.

اليوم سوريا بلا أفق لحسم عسكري، وبلا أفق لحل سياسي حقيقي، وربما على كل الأطراف أن تتعامل على أساس هذا الأمر بعد أن تلاشت أحلام وتغيرت معادلات.

أما نحن في الأردن فإن استمرار الأمور كما هي يعني مزيداً من الأعباء واللاجئين والاستنفار، وهي أعباء لا يتحملها من يسعون لاطالة أمد الصراع إما عبر افشال الحل السياسي أو إبقاء شلال الدم السوري.

الرأي ألردنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى