صفحات سورية

ماذا يعني عودة الأسد الى قيادته الحزبية

 


صلاح بدرالدين

” تمخض الأسد فولد فأرا ” هذا ما يمكن استخلاصه من وقائع المؤتمر الصحفي للسيدة مستشارته ليلة البارحة التى حملت في جعبتها الخبر اليقين عن موقف النظام المتجاهل لارادة السوريين وتجاه مايجري في البلاد من مجازر ومن مطالبات شعبية مازالت في أول الطريق واذا كان الموقف الرسمي لحاكم دمشق المستبد لايختلف عن مواقف زملائه السابقين من ( الجملوكيين ) على رأس نظامي تونس ومصر العربية واللاحقين في نظامي اليمن وليبيا والجزائرفي المكابرة الفارغة والتخويف والمراوغة والارتشاء بصورة عامة الا أنه يمكن قراءة الحقائق التالية في الحالة السورية الراهنة على ضوء الموقف المعلن باسم رأس النظام :

أولا – التجاهل التام لمحنة أهلنا في درعا وتجريم الشهداء الأبرار وكأنهم عصابة مسلحة مدفوعة من الخارج مما يعني ذلك تورط النظام ورأسه على الخصوص في اقتراف الجرائم وكان السورييون عموما على علم وقناعة تامة بأن ماحصل في درعا جاء بقرار من فوق بحكم درايتهم بطبيعة النظام المستبد وتحكم أمن ومخابرات القصر الجمهوري بكل صغيرة وكبيرة في كل أنحاء سوريا .

ثانيا – اعلان الموقف الأخير وربطه باجتماع – القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم – يحمل أكثر من تفسير فمن جهة يحاول رأس النظام اشراك حزبه بالجريمة للتخفيف على نفسه كما كان يفعل الدكتاتور أمين البعث العراقي المقبور صدام حسين عندما قضى على معارضيه في حفلات الموت الجماعية بمسدسات جميع أعضاء قيادة البعث وباشراكهم في اقرار جريمة حلبجة والأنفال وغيرها ومن جهة أخرى يحاول حاكم دمشق الدكتاتور اظهار حكمه وكأنه يقاد من حزب مليوني وليس من فرد واحد كما يريد ارسال رسالة الى السوريين بأن حزب البعث ” القائد للدولة والمجتمع ” كما يرد في دستوره باق ومستمر وهو اشارة أيضا بأنه يريد الاصلاح ولكن الحزب يرفض محاولة في ايهام بعض السذج ممن يعتقد بامكانية اجراء التغيير في ظل هذا النظام المستبد .

ثالثا – مضي النظام في اتهام كل من يعارض في جميع أنحاء سوريا بموالاة – الامبريالية – وتمسكه بأذيال الممانعة اللفظية الفارغة من أي محتوى يدل مرة أخرى على أن النظام لم يستفد من الدرس كما يدل على العجز والفشل في مواجهة الواقع والاستجابة لارادة الشعب السوري الذي لن يرضى بأقل من اسقاط النظام ورحيل رأسه بدون رجعة .

رابعا – الاعلان عن تعديل المرسوم الجمهوري العنصري رقم 49 وليس الغائه ينم عن اهانة أخرى للشعب الكردي أولا باعتبارهذه المسألة وكأنها القضية القومية الكردية التي تنتظر الحل منذ قيام سوريا ثانيا تصريح السيدة المستشارة المتضمن انكار وجود الكرد وأية فئة قومية أخرى في سوريا يدل على استمرارية النظام في تجاهل حقيقة المجتمع السوري المتعدد القوميات والثقافات وبالتالي رفض الحديث عن أية استحقاقات قادمة للشعب الكردي السوري وغيره والموقف هذا برسم بعض متزعمي التنظيمات الكردية الذين هرولوا الى دمشق منذ ماقبل قدوم مناسبة الثاني عشر من آذار الجاري ووقعوا على توجيهات أجهزة النظام بخصوص الذكرى السابعة للهبة الكردية وعيد نوروز القومي والانتفاضة المنشودة للشعب السوري هذا التردي الذي دفع الكثير من الشرفاء في تلك التنظيمات الى الانسحابات واصدار البيانات عبر وسائل الاعلام ضد توجهات المتزعمين .

خامسا – اعلان السيدة بثينة شعبان باسم رئيسها وحزبها الحاكم شكل فرصة – للمترددين – من النخب السورية لاعادة النظر في المواقف السابقة ومنها من كانت قريبة من النظام أو مراهنة على الاصلاح وقد سمعنا وقرأنا اليوم لعينة من تلك النخب وهي تحاول العودة الى طريق الصواب والتكفير عن ذنوبهم أمام الشعب وهذا تطور ايجابي يوحي بامكانية التحاق من بقي من المترددين بصفوف الشعب والالتزام بقرارات الشباب السوري في الانتفاضة الشاملة في البلاد في سبيل اسقاط نظام الاستبداد والاتيان بالبديل الوطني الديموقراطي عبر الانتخابات النزيهة .

ان الاستخلاص الرئيسي من أول رد فعل سياسي معلن من جانب النظام هو التأكد من أن الانتفاض يشكل الآن أكثر من ضرورة وفي كافة مناطق البلاد من درعا الى القامشلي .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى