صفحات العالم

ماذا يلوح في افق الأزمة السورية … !!


آدم الحسن

بعد تجربتها المريرة في العراق لم تعد الولايات المتحدة الأمريكة مستعدة للدخول في اي حرب مباشرة لأسقاط الأنظمة الديكتاتورية , وسوف لن يكون لحلف الناتو دور في سوريا بشبه الدور الذي لعبه في اسقاط نظام القذافي في ليبيا لذا صار ما ينتظر سوريا هو مجرد عقوبات اقتصادية و ضغط دبلوماسي واعلامي قاسي .

ستكون كل الأجراءات المتوقعة ضد سوريا مؤلمة جدا لكنها سوف لن تؤدي الى اسقاط نظام البعث الأستبدادي الدموي في سوريا لأن النظام السوري هو من الأنظمة المقاومة و الممانعة لأي تغيير يشمل كرسي القائد .

لذلك سنرى ان هذا النظام وقد كرس كل ما لديه من قدرات لمواجهة و تحمل كل الأجراءات العقابية حتى لو استمرت هذه الأجراءات العقابية لسنوات طويلة وسببت انهيارا شاملا للأقتصاد السوري .

بأختصار … سنجد في النهاية ان نظام بشار الأسد باقي و مستأسد اكثر على الشعب السوري وسنجد ان الطرف الخاسر الوحيد هو الشعب السوري … !!

ولربما ستتوسع الضحكة التافهة للرئيس بشار و هو يتحدث بعنجهية فارغة عن المقاومة و الممانعة و الصمود و التحدي و التصدي .

من بين الأجراءات المتوقعة ضد سوريا كنظام و كدولة :

اولا :عقوبات اقتصادية شديدة (( دون غطاء من مجلس الأمن بسبب الموقف الروسي والصيني الرافض لأي شكل من اشكال الضغط على النظام السوري )) تشارك في هذه العقوبات الكثير من الدول اهمها الولايات المتحدة الأمريكية .. الدول الأوربية .. اليابان .. كندا .. استراليا .. دول مجلس التعاون الخليجي … تركيا وغيرها وستضع هذه العقوبات الأقتصاد السوري المنهك اصلا في مأزق حقيقي .

ثانيا : مقاطعة دبلوماسية واسعة للنظام السوري حيث ستوثر هذه المقاطعة على الكثير من الفعاليات التنموية لسوريا كدولة و كشعب اما النظام فسيتقوقع حول نفسه كمحاولة لتوفير حماية ذاتية لكرسي القائد .

ثالثا : حرب اعلامية قاسية على نظام بشار الأسد تشترك فيها دول عديدة بالأضافة الى حركات و منظمات سياسية تمتد من الأتجاهات الأسلامية السلفية المتطرفة الى الأتجاهات العلمانية و سيعمل النظام السوري على مواجهتها بصخب اعلامي يتحدث فيه عن ملاحم التحدي للمؤامرات الأمبريالية و الصهيونية التي تستهدف قلعة العروبة الصامدة سوريا … !!

رابعا : غلق الحدود البرية و الجوية بين كل من تركيا و الأردن مع سوريا وسيبقى لسوريا ممرات عبر العراق و البحر و لبنان .

خامسا : الضغط على حكومة المالكي لغلق الحدود العراقية مع سوريا و لتجميد الأتفاقيات التجارية و الأقتصادية بين العراق وسوريا و التي تم تفعيلها مؤخرا و سيقود هذا الضغط كل من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانية حيث من المتوقع نجاح الضغط الأنكلوأمريكي لتحييد الموقف العراقي .

سادسا : العمل على اقامة مناطق آمنه للاجئين السوريين داخل الأراضي السورية تحت اشراف وحماية ومراقبة الأمم المتحدة و من المرجح ان تكون هذه المناطق عند الحدود مع تركيا .

سابعا : تجميد ارصدة الحكومة السورية في الكثير من بلدان العالم و ملاحقة الحسابات المصرفية لها .

ثامنا : تحرك دول مجلس التعاون الخليجي لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الأسلامي .

تاسعا : التهديد بعمليات عسكرية محدودة تستهدف رموز النظام السوري .

عاشرا :تحريك منظمات حقوق الأنسان في العالم للتصدي للأنتهاكات الخطيرة التي مارسها وسيمارسها النظام السوري ضد ابناء شعبه .

هذه الأجراءات العقابية وغيرها و التي ستفرض على النظام السوري بشكل تصاعدي مع استمرار المواجهات الدامية بين تظاهرات المعارضة السورية في الداخل و النظام السوري ستتعب النظام لكنها لن تكون كافية لأسقاطه ….

و سيبقى النظام السوري صامدا يحكم دولة خربة فاشلة و شعب محبط مغدور … !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى