صفحات الناسفاروق البرازي

مازن درويش ما زال في المعتقلات السورية!/ فاروق البرازي

 

قد يكون مستغرباً، ان الصديق مازن درويش، المدافع عن الحريات والتعبير، ورئيس مركز بهذا الشأن، وله سمعة طيّبة بين النشطاء، والديمقراطيين، والثوار، أن تطول فترة اعتقاله كل هذه المدة، ومن المستغرب أكثر، ان البعثات الدولية والدبلوماسيّة، وأيضاً الصحافيين والإعلاميين الزائرين إلى دمشق لا يذكرون اسم مازن درويش في المداولات التي تجرى بين الاستبداد وبينهم، مع انّ سجين الثورة السلمية يعتبر من النشطاء وله صفة عالمية، بحكم أنه يصب جل اهتمامه بمسألة الحريّات، والحريّات هي مسألة عالميّة بامتياز.

مازن الحر والديمقراطي لم يؤمن يوماً بحالة الانقلابات، تماماً ما كان يقبل ان يرى في بلده احد تُنتهك حقوقه، فحقوق المواطنين السوريين هي حقوق مازن دون أدنى شك.

أتذكر كلام مازن، بعد حين من إطلاق سراحي(صيف 2009)، وكنا معاً أنا، وهو، وصديق يعيش الآن في السودان، وصديق يقيم في غازي عنتاب مع زوجته يعمل في الإعلام بصمت ودون شوشرة، حينما تحدّث عن السجن، وكيف انّه يعيش مع المعتقل لحين إطلاق سراحه، وأستغرب، كيف أننا نتحمّل غيابك؟؛ فعدا عن كلام كهذا، وكان صادقاً في كلامه، فانّ الاهتمام بالحريّات يكفي انّه يستحق لقب الحرّ، وتالياً الحريّة.

مازن الذي تنقل في السجون السورية منذ أكثر من 3 سنوات، ونجهل محل سجنه الآن، وتجرى له المحكمة الشكلية بين فترة وأخرى أمام قاض خصص لمحكمة الإرهاب، والذي يُعيب أصلاً تواجد رجل كقامة درويش أن يُقاضى بتهمّ لا علاقة له بها ، فالحرّ عدو الإرهاب، ولو كان طليقاً لأدان الإرهاب في أي مكان كان.

والحق، منذ اعتقال الرجل، وكان لاعتقاله مآرب أخرى، وقد يكون المراد هو: ترهيب الكل من خلال اعتقاله، وإلا، لماذا اعتقل؟ مازن معروف بنضاله واهتماماته منذ «ربيع دمشق» أنه المنادي بإحداث الديمقراطية وتحقيق دولة المواطنة الحقة، وهو لأجل ذك كُرّم من قبل المنظمات غير الحكومية العالمية وحاز الجوائز التكريمية تكريما لنشاطه المتعلق بالحريّات والتعبير عن الرأي، ومن الغرابة بمكان يُكرّم من قبل المنظمات وهو في سجنه، حتى لا يفسح له إرسال كلمة شكر.

في هذا الزمن السوريّ المرتبك او الصعب، نحتاج إلى رجال بقامة مازن، ليضاف إلى روحنا شيء من الأمل، لكن هيهات، ومن الاستحالة بمكان ان يفكر الاستبداد بفك قيود الحرّ، لأن الاستبداد هو نقيض الحرّ ومبتلعه.

ما زلنا ننتظر قدومك كاك مازن، وانّ حضورك في وسط من تلتقيه ذهنيّا وتطلعاً انه لفائدة بلدك سوريا، نريد ان نعيد لسوريا سوريتها، وبغيابك وغياب الأحرار لا يمكن ان تُعاد لسوريا سوريتها، بمعنى سوريا لجميع أبنائها دون إقصاء طرف على حساب طرف آخر!

ما زلنا ننتظر قدومك أيها الحر وقدوم أحرار من أمثالك، وسنبقى ننتظر إلى يوم الفرح الكبير…يوم سوريا بامتياز…وبنكهة سوريا!

المستقبل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى