صفحات الناسلقمان ديركي

ماما ميركل والطيب جداً أردوغان/ لقمان ديركي

 

 

طول عمره السوري عنده عقدة الفيزا. الفيزا ليست له. محكوم عليه بالبقاء على قيد الوطن الممانع المقاوم للهواء. والجيش الذي يحارب المجهول على جبهات الأحلام.

يمر بربيع مع إحدى دول الجوار. ربما لعام. وأحياناً لأعوام. ولكن حرية تنقّله لن تكون لأبعد من ذلك. فحتى قبرص بدها فيزا. قبرص التركية أو قبرص اليونان. إلى أن جاء ربيع الأسد وأردوغان. وصار الحلبيون يأكلون اللحم بعجين في عنتاب ظهراً. ويعودون في المساء.

وصار تجار الشنطة الأتراك يبسطون في باب الفرج. حتى صرخ أصحاب الصناعات الثقيلة عندنا من علكة وبسكويت ومحارم أنو دمرتونا. لقد غزت البضائع التركية الأسواق.

لم نعرف من السياحة سوى السياحة الداخلية. ولم نفهم لماذا وضعوا لنا وزيرة للمغتربين تدعى بثينة شعبان. فكل المغتربين هم من الهربانين من بطش الوطن. ومع ذلك تلحقهم وزيرة لتعرض عليهم الخدمات. وذات مرة هربت مع طاقم التصوير والمذيعة من مؤتمر في بلاد الألمان. إبان انتفاضة القامشلي التي لم يعترَف بها في أدبيات الثورة حسب قناة الوصال ودفاتر الأخوان.

فالأخوان الذين سرقوا ثورة أواخر السبعينات بالإتفاق مع النظام، وثورة الآن بذات الإتفاق، هم المعارضة المعترف بها من قبل النظام. وباسمهم واسم معارضتهم وملاحقتهم تم إحراق حماه. وباسمهم يتم الآن إحراق كامل المكان. تتكرر الآن ألعاب أيام زمان. وكأن الثورة التي اندلعت من درعا إلى أقاصي الشمال لم تكن. كانت مجرد منام.

ولم يترك الطيب جداً أردوغان شعبنا وحيداً. فلقد تركه يدخل بدون فيزا إلى بلاده. كما أنه وفي عز حسن استقباله قال بأنه لن يسمح بحماه ثانية. وليش ليسمح بحماه. طالما أنو الخريطة كلها صارت تحت الضرب. بلاد تحت البراميل. وشعب مضطر أن يسمع لكلام معسول من هنا وهناك. من الأتراك ومن العربان. إلى أن ظهر الباطل وبان. وصار ممنوعاً على السوري أن يهرب من القتل حتى ولو إلى لبنان.

صارت تركيا بفيزا يا خال. لكان. مشان ما تندلقوا بالسياحة. يعني شعب ممنوع كان من السفر. صار هلأ كله من صنف السواح. لا لن نسمح بهجرات أخرى. قرر أردوغان. بعد أن تمت زيارة ماما ميركل له. نفحته أم النفرات تلاتة مليار دولار. قام صاروا النفرات يغرقوا بقدرة قادر بهالبحار. وصارت الطلعة على تركيا بفيزا. وطبعاً بدك تدفع مشانها شي ستين دولار.

وصار الشعب شي مقلَّع من دول العربان. وشي بتركيا علقان. وشي بالبحر غرقان. وشي لأوربا وصلان بس لم شمله مع عيلته بده سنة زمان. وشي بدول الجوار عايش البهدلة على أصولها. وشي تحت سقف الوطن عم يعد البراميل اللي عم تنزل على بيت الجيران. وما حدا من الموت فلتان.

وكله بالحصار. بس معه يختار كيف يموت. بتحب تموت ببرميل. بتحب بقناصة. بتحب بفيروس غامض. بتحب من الجوع. بتحب من البرد. أنت يا سوري من حقك أن تختار. ولسه بان كيمون قلقان. يا حرام.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى