صفحات الحوار

مايكل مان، الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون : الأولوية اليوم في سورية لوقف الحرب

 بروكسيل – ايليا. ج. مغناير

اعلن مايكل مان، الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان اجتماعات عدة ستُعقد بين المجموعة الدولية وايران خلال الأشهر الستة المقبلة لمواصلة التفاوض في شأن الاتفاق النهائي حول الملف النووي الايراني، الذي من المتوقّع إنجازه خلال سنة واحدة.

وقال مان في حديث الى «الراي» انه «لم يتمّ تحديد جدول زمني معيّن لعقد مثل هذه اللقاءات، لكننا سنكون على تواصل مع ايران في الاسابيع المقبلة لتحديد مواعيد لاجتماعات مستقبلية تُعقد خلال الأشهر الستة المقبلة»، لافتاً الى ان «الاتحاد الاوروبي مستعدّ لايجاد التشريع المناسب لرفع العقوبات عن ايران في اسرع وقت اذا تأكدنا من التزامها بما تعهّدت به». وإذ رأى ان ما تم الاتفاق عليه في «جنيف النووي» اخيراً شكل «انتصاراً للجميع من دون غالب او مغلوب«، اعتبر ان «الاتفاق الذي أُنجز لم يحدد الخطوة الاولى فقط بل حدد مسار الاتفاق النهائي»، متوقعاً التوصل الى الاتفاق النهائي حول النووي الايراني خلال سنة واحدة.

وفي الملف السوري، اعرب مان عن اعتقاده ان اعلان جميع أطراف الصراع في سورية عن استعدادهم للمشاركة في مؤتمر جنيف – 2 «انجاز في حد ذاته، لانهم قرروا الجلوس معاً والاعتراف ببعضهم البعض«، لكنه اشار الى ان «جنيف – 2 لن يكون منتجاً الا في حال ايجاد طريقة لوقف القتال»، ولافتاً الى «ضرورة حصول عملية سياسية لانتقال السلطة حيث تكون جميع الاطراف والطوائف متمثلة ومشاركة وجزءاً من بناء المجتمع».

ورد مان بـ «ضحكة» على سؤال عن رأيه في الكلام الذي يتهّم آشتون بتأييد «الاخوان المسلمين» في مصر. وقال في معرض شرحة لـ «البراغماتية الاوروبية» في التعاطي مع الواقع الحالي في مصر: «الاتحاد الاوروبي يتعامل مع السلطة الموجودة، الا انه يتكلم مع الجميع من دون استثناء ويؤيد عودة الديموقراطية حيث يشارك الجميع في العملية السياسية من دون استثناء احد»، كاشفاً ان «اوروبا قدّمت 90 مليون يورو لبرنامج الربيع المصري».

واكد موقف الاتحاد الاوروبي الثابت في شأن القضايا المتصلة بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وقال: «نتطلع الى قيام دولة فلسطينية ديموقراطية مستقرة تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل بسلام».

وفي ما يأتي نص الحوار:

• الاتحاد الأوروبي مستعدّ لإقرار قانون برفع العقوبات عن إيران في أسرع وقت إذا تأكدنا من التزامها بما تعهّدت به

• الاتفاق في جنيف تضمن بنوداً واضحة وترك أخرى ليطلق العنان لتفسيرات متعددة في شأنها

• التطور المهم في «جنيف – 2» السوري سيكون جلوس الجميع معاً على الطاولة وبدء المفاوضات

• « جنيف – 2» لن يكون منتجاً إلا إذا تم الاتفاق على وقف الحرب ووضْع حد لمعاناة المدنيين

• اتفاق «الخطوة الأولى» مع إيران حدّد مسار الاتفاق النهائي

• الاتحاد الأوروبي يقارب ببراغماتية الوضع في مصر… يتعامل مع السلطة الموجودة ويدعو لعودة الديموقراطية

• آشتون أبلغت إلى ليفني موقف الاتحاد الأوروبي الثابت من بناء المستوطنات

• نتطلع إلى قيام دولة فلسطينية ديموقراطية مستقرة تعيش جنباً الى جنب مع إسرائيل وبسلام

• ما الخطوة التالية بعد الاتفاق الذي تم في اجتماع جنيف-2 حول النووي؟ هل الموعد المقبل بعد ستة أشهر؟ وهل كانت هناك مواقف مهمة تريد الاشارة اليها؟

– لقد سررنا كثيراً بنتائج جنيف – 2 وبالاتفاق الذي وقّع عليه جميع الاطراف. الجميع خرج منتصراً من دون غالب او مغلوب. وقد ادى حسن إدارة المفاوضات التي قامت بها كاثرين آشتون الى تذليل عقبات كادت تكون جدية وحرجة لأكثر من طرف، وهي استطاعت مع الوزير الايراني محمد جواد ظريف إشاعة جو من الثقة المتبادلة انعكست ايجاباً في النتائج الممتازة للمفاوضات.

الآن علينا المتابعة وملاحقة الخطوات الاولى للإتفاقية من الناحية الاوروبية التي تفرض أكثر العقوبات ايلاماً، فنحن مستعدون لوقف العقوبات على اشياء متعددة مثل البترو- كيمياويات، والمعادن الثمينة واشياء اخرى من ضمن الاتفاقية الاولى الموقّعة، كما اننا مستعدون لايجاد التشريع المناسب ضمن المجموعة الاوروبية لضمان وضع الاتفاقية حيز التنفيذ. الا اننا سننتظر التنفيذ الى حين وفاء الجانب الايراني بالتزامه وتثبيت هذا الالتزام من جهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (التي من المقرر ان تزور مفاعل آراك للمياه الثقيلة يومي 8 و9 ديسمبر). وعند التأكد من التزام ايران ورفع التقرير الينا من الوكالة الدولية والتأكد من مطابقته لما اتفقنا عليه، عندها ستجري الامور بسرعة كبرى الى الامام وسيجتمع مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي للموافقة على التشريع المطلوب لرفع العقوبات. لا استطيع القول متى سيحصل كل هذا وكم من الوقت سيستغرق لأننا لم نحدّد جدولاً زمنياً معيناً، الا اننا على تواصل مع الجانب الايراني لتحديد مواعيد للقاءات في الاسابيع المقبلة.

• هل ستنتظرون تقرير الوكالة الدولية للبدء من جانب الاتحاد الاوروبي برفع العقوبات؟

– يجب ان يكون هناك تزامن لخطوات الطرفين (الايراني والمجموعة الدولية). ولذلك ستكون هناك اتصالات متواصلة ومتعددة كي يتم التأكد من ان كل جهة تفي بالالتزامات التي وقّعت عليها. بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي فإن الامور ستجري بسرعة ونحن مستعدون للإيفاء بالإلتزام المتعلق بنا دون تأخير. وأعتقد ان الولايات المتحدة ستتبع الخطوات عيْنها ايضاً. من ناحيتنا، فإن العقوبات التي فرضتها اوروبا ليست معقّدة وهي واضحة وتالياً سهل جداً التعامل معها والعمل على إزالتها ضمن الاتفاقية الموقّعة والتي تمهّد للاتفاق النهائي ايضاً.

• هل ستلتقون خلال الاشهر الستة المقبلة او ان اللقاء حُدد بعد ستة اشهر؟

– سنلتقي مجدداً ومرات عدة ضمن الاشهر الستة المقبلة، وخلالها سنفاوض من اجل الاتفاق النهائي مع ايران.

• هل تعتقد ان ايران بدت جدية في التوجه لتنفيذ الاتفاق؟ وهل الغرب جدي ايضاً وخصوصاً في ضوء تصريحات وتصريحات مضادة في شأن بنود الاتفاق؟

– الاتفاق الاول حدد المسار كله للاتفاق النهائي ولم يحدد فقط الخطوة الاولى التي بدأ تنفيذها الآن. أعتقد ان ايران جدية، وليس لدينا سبب للتفكير بخلاف ذلك. إذا نظرنا الى النتيجة الايجابية التي حصلت اثناء اجتماع جنيف – 2 نفهم أن الاطراف تتبادل الثقة اليوم وتبني عليها للمستقبل مما يخولنا الوصول الى الاتفاق النهائي خلال سنة واحدة من اليوم. وقد نص الاتفاق على بنود بكل وضوح، وترك اموراً اخرى لم يذكرها، وهذا ما يطلق العنان لتفسيرات متعددة. نحن لا شأن لنا الا بما ذُكر واضحاً في الوقت الحاضر. ولكن علينا ان ندرك ان طبيعة الاتفاق صعبة، وعندما تصل المفاوضات الى نقطة مهمة تتطلب تضحية من الاطراف ما يجعلنا نمرّ بلحظات حرجة، وتالياً تبرز حاجة كل فريق الى مراجعة بلاده للتوقف وإعادة النظر بالخطوط الحمر لإفساح المجال لأفكار جديدة. هنا ما حصل ولكن المهم هو النتيجة النهائية، وعليها نستطيع اليوم بناء اسس متينة للمفاوضات المقبلة والاتفاق الشامل والنهائي.

• لقد تقرر موعد جنيف – 2 السوري على مستوى وزراء الخارجية. هل ستكون كاثرين آشتون جزءاً منها؟ وما توقعاتك؟

– من الصعب ان ننظر الى كرة زجاجية ورؤية المستقبل. أهمّ تطور في جنيف – 2 هو ان الافرقاء المتخاصمين قرروا الذهاب واللقاء والجلوس مع بعضهم البعض والاعتراف ببعضهم البعض على طاولة المفاوضات المشتركة. هذا هو الأهمّ، لقد أملنا كثيراً في الاشهر الماضية بجمع الاطراف جميعهم ولم نستطع ذلك، الا اننا الآن قد حصلنا على وعد من تلك الاطراف بأنها ستحضر جنيف-2 وستتكلم مع بعضها البعض، وهذا حصل بفضل المفاوض الروسي والاميركي والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. كاثرين آشتون وزملاؤها في الاتحاد الاوروبي سيكونون موجودين في جنيف-2 ليقولوا للجميع ان لا حل للحرب الدائرة في سورية الا من خلال المفاوضات والاتفاق بين الافرقاء جميعاً، ومهمتنا ان نحصل على اتفاق ينهي الحرب.

• لكن كيف تتصور الحل؟

– مجرد لقاء الاطراف ببعضها البعض إنجاز في حد ذاته. الا ان اللقاء لمجرد اللقاء لن يكون منتجاً. لذلك علينا ايجاد طريقة لوقف القتال.

• ولكن ما مصير مطالبة العالم بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد؟ هل ستقبل المعارضة بتخلّيكم عن هذا المطلب؟

– عليك توجيه هذا السؤال الى المعارضة اذا قبِلت ام لا (التخلي عن تنحية الرئيس السوري). الاولوية اليوم هي لوقف الحرب والتقاتل ولوقف معاناة السوريين المدنيين. نحن نعتبر ان من الضروري حصول عملية سياسية لانتقال السلطة حيث تكون الاطراف جميعها متمثلة وكل الطوائف مشاركة وجزءاً من بناء المجتمع.

• كاثرين آشتون كانت آخر مَن قابل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي واتهمها الكثيرون بأنها تتعاطف مع الاخوان المسلمين«. هل هي فعلاً تؤيدهم وتتعاطف مع مرسي؟ هل تعتبر ان ما حصل إنقلاب على سلطة منتخَبة بالمعايير الغربية ام ان هناك تسمية اخرى؟

– (يضحك) نعم هي كانت آخر مسؤول غربي يلتقي بالسيد مرسي (وليس الرئيس) واعتبرنا ان اللقاء كان جيداً. موقفنا الرسمي واضح جداً رغم ما قيل عن آشتون وكُتب. نحن نؤمن بضرورة العودة الى التحول الديموقراطي للسلطة حيث تشارك في هذا التحول جميع الاطراف دون استثناء.

هذا لا يعني أننا نؤيد فريقاً دون الآخر او ضد الآخر، نحن نؤيد الشمولية والديموقراطية. نرغب في ان نرى عودة العملية الديموقراطية في مصر. ولكن العملية التي نتكلم عنها ليست فقط سياسية بل ايضاً اقتصادية. لذلك هناك ضرورة لرؤية الوضع الاقتصادي الحرج حالياً ينمو متساوياً مع نمو الديموقراطية، ولهذا الغرض إلتقت كاثرين آشتون نائب رئيس الوزراء المصري قبل ايام حيث بحثت معه مطولاً، ليس فقط الوضع السياسي، ولكن الحاجة الى برنامج اقتصادي جيد لتسهيل الوضع العام في مصر.

• ولكن عندما تلتقي نائب رئيس الوزراء المصري الحالي يعني أنها تعترف بالحكومة الحالية وتوافق على ما حصل للرئيس مرسي؟

– الاتحاد الاوروبي يعمل بطريقة براغماتية، وتالياً فإنه يتعامل مع السلطة الموجودة للمساهمة بدفع مصر نحو الامام. نحن نتكلم مع الجميع دون استثناء، وهذا هو مصدر قوة الاتحاد الاوروبي الذي يستطيع استخدام موقعه المميز الحيادي والمتوازي مع جميع الاطراف للمساعدة في عودة الامور الى طبيعتها بين جميع الفرقاء. هدفنا الاساسي يتجه الى دعم رغبة الشعب اولاً، وقد لاحظنا ان الشعب يريد وضعاً اقتصادياً أفضل من الحالي، وبدأنا بالعمل في هذا الاتجاه ووقّعنا بالأمس اتفاقية نقدّم بموجبها مبلغ 90 مليون يورو تحت عنوان «برنامج الربيع« لدعم الفقراء والمؤسسات التعليمية.

• تطلب اسرائيل مساعدة الاتحاد الاوروبي في مشروع عنوانه «افق 2020« في الوقت الذي تبني المستوطنات. هل صحيح أن اوروبا رفضت تقديم اي دعم مادي الا اذا اوقفت اسرائيل البناء في المستوطنات الجديدة؟

– ان بناء المستوطنات يخضع للقانون الدولي. وموقفنا كان ولا يزال ثابتاً في هذا الخصوص، وقد أبرزنا موقفنا للاسرائيليين بصراحة كلما أُحطنا علماً ببناء مستوطنات جديدة. نحن نتطلع الى دولة ديموقراطية مستقرة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل بسلام. هذا ما نريد تحقيقه، ولهذا اجتمعت كاثرين آشتون مع تسيبي ليفني بخصوص مشروع ««افق 2020« حيث اصررينا على موقف الاتحاد وقبِلت به ليفني. لا يحق لي الدخول بتفاصيل الاتفاق ولكن ما أستطيع قوله ان الاتحاد الاوروبي أبرز موقفه الثابت ووافقت اسرائيل عليه.

الراي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى