صفحات مميزة

ما قاله رفعت الاسد حقيقة لم يقلها عربي آخر


إبراهيم إبراهيم

أدرك تماماً أن بعضاً ممن سيقرأ هذه الاسطر سيحمِّل ما تشاء له مخيلته الواسعة الذمة و القاحلة و المزروعة بالفكر التخويني و المؤامراتي البعثي من عناوين تتعلق بي شخصياً و برفعت الاسد ثانياً و بالكلمة التي قالها ارتجالياً ثالثاً لذلك و بناءُ عليه أود توضيح بعض النقاط لأوفر للصيادين الماهرين في المياه العكرة تعب التفكير بطرق المزاودة عليَّ كما على كل من اختلف معهم، وعلى دم الشهداء الذين سقطوا و يسقطون في الشوارع السورية بأيدي أجهزة النظام السوري و شبيحته المرتزقة.

أولاً: أنا مع رفعت الاسد و لماذا لا…؟؟ إن كان هو مع حق تقرير مصير الشعب الكردي ليس في سوريا لا بل و على مستوى كردستان كله في الوقت الذي رفضته معظم المعارضة العربية التي تضامن معها بعض الاكراد و يأتمرون بأمرها بذريعة اولويات الثورة… لا بل كانت و منذ فترة ليست ببعيدة ضد كل كردي مطالب بحقوقه لا بل و تتفق مع النظام ضد الاكراد. كما أنني مع كل من يعترف بهذه الحقيقة القانونية و السياسية و التاريخية.

ثانياً: أنا مع نسف كل منظومات النظام السوري الأمنية و الثقافية و السياسية بقيادة بشار الاسد و يشرفني أنني كنت ضحية من ضحايا مخابراته و أجهزته الأمنية القذرة و الكثير من الأخوة المعارضين العرب و الاكراد يعرفون أن وجودي في أوربة لم يكن رغبة مني بل هروباً من النظام السوري.

ثالثاً: إن رفعت الاسد لم يقتل 5000كردي كما قتلهم أردوغان الذي يتسابق بعض الاكراد لنيل رضاه، و رفعت الاسد لم يكتب على جدار الازقة و الشوارع في مدينة حلب عبارات تهين الاكراد كما فعل الاخوان المسلمين.

رابعاً: أنني لم و لن أقتنع برواية الاخوان المسلمين عن أحداث حماه لأنني عاصرت تلك الاحداث في حلب على الاقل و التي بدأت منها حركتهم المسلحة بقتل 90 ضابطاً سورياً و شاهدت كيف أنهم كانوا يضربونا الناس في باصات النقل الداخلي لإجبارهم على التظاهر ضد النظام، أي كما فعل و يفعل النظام اليوم، سأعارضهم و أعارض نهجهم و أيديولوجيتهم ما حييّت لأنهم علة العلل في شرقنا الرائع، و علينا أن لا ننسى أن كل الحركات السلفية و الجهادية هم انتجوها و صنعوها، كما أنهم يستغلون و ببشاعة وضوح الثورة السورية و دماء الشهداء من أجل الانتقام من بقايا نظام لم يختلف عنهم كثيراً و كان خصماً لهم في معركتهم من أجل الاستيلاء على السلطة في سورية حتى لو كان ذلك بتدخل تركي أو اسرائيلي أو أمريكي ” رياض الشقفة المراقب العام للإخوان المسلمين يرحب بتدخل عسكري تركي ” 17 / 11 /2011 تلفزيون العربية.

خامساً: لم أكن حاضراً في مؤتمر باريس رغم دعوتي للحضور و يا ليتني كنت حاضراً لصفقت له.

و هذا يكفي… طبعاً مع بقاء الساحة مفتوحة للمزاودين…..!!!!!

 الآن سنبدأ بما قاله د. رفعت الاسد مشكوراً في كلمة له في مؤتمر عقد في باريس دعت له مؤسسة القرن القادم البريطانية ثم نتناول رأيه و بكل تواضع بالتحليل: كلام د. رفعت // لم أكن اعلم انني سأتعرض إلى هذه النقاشات أو أكون بصددها ” يبدو أن بعض الاكراد الذين حضروا المؤتمر طالب المؤتمر بتبني حق تقرير مصير الشعب الكردي و عارضه قومي عربي آخر ” متابعة كلمة رفعت الاسد: حق تقرير مصير الشعب الكردي حق مقدس في اقليم الشرق الاوسط و يستند إلى أيديولوجية تاريخية و ليست هي حديثة العهد ويتابع الدكتور رفعت إن 50 مليون شخص يتوزعون بين ايران و سوريا والعراق و تركية، نحن العرب ننادي بحق تقرير مصير الشعب العربي، فكيف إذا لا نقبل للأكراد أن يقرروا مصيرهم، ألا لهذا الحد وصل بنا التعصب القومي، أهذه هي المعرفة…؟؟ علينا أن نعترف بأن بيننا شعب كردي.. ينتشر على امتداد الوطن له تاريخه و لغته الخاصة به و لا يجوز أن نقول القومية العربية و الوحدة العربية و نمنع عليهم هذا الحق وهذا منتهى الظلم و منتهى الشوفينية، أتألم كثيراً بأن أسمع من أخ هنا بأن الحديث في الموضوع الكردي هو محاولة تقسيم سوريا، ثم يتابع حديثه الأقليات الصغيرة التي تعيش على أرضها التاريخية ضمن الوطن السوري لها حق المواطنة لكن… القوميات التي تنتشر على مساحات واسعة كالقومية الكردية لها الحق في حق تقرير مصير الشعب الكردي // انتهى كلام د. رفعت الاسد.

لن أتناقش عن ماهية رفعت الاسد التاريخية و السلطوية رغم ضبابية موقف المعارضين له و عدم امتلاكهم للإثباتات و الشهادات التي تؤكد اتهامهم له بجرائم ارتكبت في حماه اثر صراع على السلطة بين حركة الاخوان المسلمين المسلحة آنذاك و النظام السوري الذي كان رفعت الأسد جزء منه و بالتالي سيكون من حقه كجزء من السلطة و بصرف النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع السلطة بالدفاع عن نفسها سيما و كما تشير الدراسات أنهم ” الاخوان المسلمين ” هم الذين بدوءا بالحرب وقتل الناس و أعلنوا الحرب و ليس النظام، فضلاً على أن الشخص ” د. رفعت الأسد ” مازال يرفض هذه الاتهامات و يصفها بالأسطورة و أنه لا يمانع من فتح هذه القضية لأنه على قناعة بأنه بريء من هذه التهمة و أن الذي سيحاكم من قبل الشعب السوري و من قبل المحاكم الدولية ليس رفعت الاسد بل جماعة الاخوان المسلمين الذين حاربوا الشعب السوري منذ 1963 قبل أن يحاربوا النظام السياسي السوري، كما أن صراعهم على السلطة لم يبدأ كما يظن البعض السطحي مع استلام حافظ الاسد السلطة بل قبله بــ 15 سنة.و.

و قبل البدء بهذا التحليل المتواضع لما قاله رفعت الأسد و مقارنته بما قال غيره عن الكرد و الشعب الكردي:

• علي صدرالدين بيانوني المراقب العام الاسبق الذي وصف أكثر من 15 مليوناً كردياً بالإرهاب لا بل و تضامن مع الدولة التركية في قصفها للقرى و المدن الكردية.

• برهان غليون الذي وصف الكرد السوريين بالمهاجرين على التلفزيون الالماني واعتذاره و قبول الاكراد اعتذاره لأنه كان جاهلاً بالتاريخ و هو الاستاذ في جامعة السوربون…!!!!! و قفز بعض الاكراد و مازالوا على كل الاهانة القومية التي مازال معظم مكونات المجلس الوطني يمارسونها بحق الشعب الكردي في سوريا….!!

•  أما وتنسيقات الثورة السورية التي تمثل ثورة الحرية و الديمقراطية و التي خدعت التنسيقيات الكردية و أبخلت على الكرد الفرحة بمشاهدة ثلاث كلمات بلغتهم الام مكتوبة على اللافتات في معظم المظاهرات في المدن السورية حيث ” قامت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد أكبر صفحات الثورة على الفيسبوك بنشر شعار خاص مغاير لشعار شبكة شام الإخبارية تحت مسمى (أربعاء التآخي) و بدون تدوين ترجمتها باللغة الكردية. كما قامت صفحة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أيضا بنشر شعار يوم الأربعاء تحت مسمى (أربعاء التآخي الوطني) متجاهلة أيضا اللغة الكردية. هذه الخطوة وصفتها حركة الشباب الكورد بأنها إنكار للهوية الكردية و للشعب الكردي كمكون أساسي من مكونات الشعب السوري، كما أنها إنكار لثورة الشباب الكردي التي تعتبر جزءا أساسيا من الثورة السورية الكبرى ” نقلاً عن موقع sûriya nû أو سوريا الجديدة.

ويأتي اليوم شخص عربي سوري غير عادي هو عم الرئيس السوري بشار الاسد و الذي قامت ثورة الحرية و الديمقراطية ضده و ضد نظامه القمعي المستبد و يطالب الشعب اليوم بمحاكمته كما و كان له الدور و من قبله والده الذي هو أخ الدكتور رفعت في محاربة الشعب الكردي و إقصائه و محاولة صهره في بوتقة القومية العربية و بأسلوب قمعي و استبدادي، شخص كان نائباً لرئيس الجمهورية و رئيساً لتجمع سياسي تحوي الكثير من القوى والقوميين العرب ليعترف و بكل جرأة بان ابن أخيه بجب أن يعيد السلطة للشعب و أن الشعب الكردي في جميع أجزائه يجب أن يقرر مصيره بيده في الوقت الذي كانت و مازالت معظم المؤسسات الثقافية و السياسية العربية السورية المقربة من الشعب الكردي أو من المفترض أنها مقربة لا بل في خندق واحد مع الثورة لا تريد الاعتراف و لا بأي شكل من الاشكال بالمكون القومي الكردي السوري لا بل و يريد إلغاء شروط انتماء الشعب الكردي في سوريا إلى الامة الكردية المنتشرة على جغرافية واسعة من منطقة الشرق الاوسط مرة تحت ذرائع الثورة و الديمقراطية و الحرية و مرة أخرى تخت ذريعة قوانين المواطنة المطاطية التي ستأتي بعد سقوط النظام و التي لم نعرف حتى الآن كيف و متى ومن أين ستأتي هذه القوانين هل من المجلس الوطني السوري أم على شاكلة المواطنة التركية الآردوغانية أو من هيئة التنسيق الوطنية التي معظم قياديها من الاخوة العرب كانوا يرفضون الحديث بالقضية الكردية و سبل حلها ” رجا الناصر مثالاً رئيس لجنة نصرة الشعب العراقي قبل الحرب الامريكية على العراق “…!! هذا على المستوى السوري أما على رؤية العربية عامة – فحدّث و لا حرج – أقصد المؤسسات السياسية و الاعلامية و الثقافية العربية من محطة الجزيرة و العربية إلى محطة الحوار و الوصال و اورينت التي لم تتصل منذ أكثر من شهرين بأي من ممثلي المكون الكردي في الهيئات القيادية للمعارضة السورية إلى المراكز الثقافية العربية و النوادي الاجتماعية العربية المنتشرة في الوطن العربي و العالم و المثقفين و السياسيين المستقلين / و خجلاً استثني أصدقائي /. أذا… ماذا يقصد الدكتور رفعت الاسد من هذا الكلام الخطير عن الشعب الكردي….؟؟ ماذا يريد من الاكراد…؟؟ ماذا يريد من النظام السوري…!! هل بالفعل يريد تحييد الاكراد و إلى أية جهة يريد تحييدهم إذا كان هو إلى جانب الثورة و إلى جانب تغيير النظام…؟؟

قال د. رفعت الاسد و في 2004 وفي بيان إدانة له لما قامت به أجهزة النظام البعثي العنصري على قتل الشعب الكردي أثناء انتفاضة قامشلي علينا: الاعترافِ بالخصوصية القومية وحقِ تقرير المصير، وذلك في ضوء التحولات الاستراتيجية، التي تفرض نفسها كبعد ثقافي في البيئة القومية والاقليمية، كما جاء في نفس البيان أنه لا يجوز من كافة جوانب المشروعية السياسية، أو الأخلاقية، أن يظل منهج التعامل مع القومية الكردية،مستندا إلى بحث عفا عليه الزمن، كتبه ملازم في الجيش يُدعى ( محمد طلب هلال ) عام 1963، بتكليف من ( أمين الحافظ ) وهو البحث الذي أُخذ في تنفيذ بنوده، في منطقة الجزيرة، بدءا من عام 1965، بالتهجير والفصل والأحزمة العازلة، وإسقاط حقوق المواطنة،

وفي المؤتمر الاخير للتجمع القومي الموحد الذي انعقد في 2007 أعلن رفعت الاسد التزام تجمعه بحق تقرير المصير للشعب الكوردي في سوريا و في كافة انحاء كردستان، إذاً فهذا الالتزام بحق تقرير مصير الشعب الكردي ليس وليد اللحظة و هو ليس لتحييد الكرد عن الثورة إذا ما درسنا الموقف بواقعية و بعيداً عن الاحكام المسبقة.

المهم في هذا الشأن هو اننا كأكراد سوريين علينا أن نتعامل مع الحدث السوري الهام هذا على ضوء مصالحنا القومية التي يجب أن تكون ضمن الاطار السوري و أن لا ننسى أننا وطنيون أباً عن جد و علينا أن لا ننتظر شهادة حسن السلوك من الآخرين، و إذا كانت صدقنا الوطني يقاس بعدد الشهداء، فنحن وطنيون منذ أكثر 100 عام لأننا أكثر المجموعات السورية التي امتهنت الشهادة من أجل سوريا.

ايلاف

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يبدو أن الكاتب انجر وراء كلمات رفعت الأسد النماقة كما يلهث الكلب وراء عظمة جوفاء. و لم يختلف الكاتب كثيرا عن النظام السوري و أتباعه ،،بالتخوين و التكفير و الغدر و الخيانة و المؤامرة ووووو ،،، حتى أنه بدأ مقالته بذلك و بذلك يكون قد سبقهم.. ماذا فعل رفعت الأسد لنا ،، ألم يكن نائبا لرئيس الجمهورية و قد كان رئيسا فعليا حكم سوريا و نهبها … هل ننسى جرائمه لمجرد كلمات تفوه بها ،، و الله أعلم هل هو صاح أم…. هل أصبح تفكير الكاتب سطحيا لدرجة أنه ينتمي لعائلة الأسد التي ترفض كل أحد … هل انقرضت القيادات في سوريا و لم يبق سوى هذا الشخص المستهلك -بضم الميم-؟ يا أخي إذا كنت ممن يعلنون أن سوريا الأسد فقط ،،،فنحن نقولها جهارا نهارا ::سوريا لينا و ما هيه لبيت الأسد.
    وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى