صفحات الثقافةعمر سليمان

ما لم تذكرْهُ وكالاتُ الأنباء/ عمر يوسف سليمان

 

ثمة ما لم تذكرْهُ وكالاتُ الأنباء يا غودو: النحلةُ التيْ نجت من القصف، ثم حطَّتْ على كفِّك، ليغلبها النعاس إلى الأبد.

 

الجنود الذين بأحذيتهم هزّوا الشعاب. كانوا يحلمون بنسائهم. من بين عشبٍ غطّوا به خوذاتهم، نبتتْ ذاكراتُهم كالورود، فامتصَّت النحلة رحيقها. لم يظلّ من الجنود سوى خلايا عسلٍ لها شكل الأرحام في كهوف الزمن.

منذ قرونٍ والنحلةُ شامةٌ هائمة في أكتاف الجبال، تمتصّ مناديل مبتلَّة ببحَّةِ القطارات.

 

عجلاتٌ تدهس الحروب والنحلةُ غارقةٌ في صداها. هي كانت مطرةً قبل أن تصبح نحلة.

اسألِ السماءَ عن بطنها الغارق بالملح، وعن عيونها المغطاة بزرقة البدايات، يا غودو: على كفِّكَ مطرةٌ بجناحَين!

النهار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى