صفحات سوريةغسان المفلح

مجازر العصابة الأسدية ثقافة وسياسة


غسان المفلح

“لا داعي لتعزية احد من اهالي مزرعة” القبير” لانه ببساطة وفعلا لم يبق احد لتعزيته…” فقد قضت الأيادي الأسدية المجرمة على كامل سكان المزرعة.

من مجزرة أنخل في حوران كانت البداية, مرورا بمجازر, حماه, الموحسن, بابا عمرو ,الجسر, البيضا , الاتارب, الدير, العمري, الحولة, الحفة , ولن تكون مزرعة القبير في حماة آخرها, حيث ضحايا الثورة لما قبل هذه المجزرة تجاوزت: 15,868, من الأطفال: 1,178, ومن النساء: 1,103, ومن العسكر: 1,350, والذين ماتوا تحت التعذيب: أكثر من 632 حالة موثقة, أما المفقودون: أكثر من 65,000, والمعتقلون حالياً نحو: أكثر 212,300 معتقل.

مجزرة مزرعة “القبير” في ريف حماة, والتي استشهد فيها 80 مدنياً, بينهم 22 طفلاً و20 امرأة, وخطف 30 مدنيا من المزرعة ما زالوا في عداد المفقودين, ومجزرة الحفة التي استشهد فيها 17 مدنياً, ومجزرة كفرزيتا حيث تم حرق ستة أشخاص وهم أحياء.

في كل مجزرة, يحاول بعضنا ردها لأسباب لحظية, بحيث تبدو منقطعة عن سياق الفعل السياسي الثقافي للكتلة الأسدية داخل سورية, هذه الكتلة التي تقودها دائرة مطيفة, ذات بعد ثقافي وسياسي, في كل مرة نحاول أن نتجنب الحديث عن هذه القضية حرصا على وحدة الصف الوطني, وتجنبا لحساسيات معينة, ورغم اننا في مكل مرة نلمح لهذا الأمر نجد أن هناك من يحاول أن يفتح النار علينا, وحججهم كثيرة بالطبع, أن السياسة هي وراء ما يبدو أنه ممارسات طائفية,!! على فرض هذا الكلام صحيح نظريا وزمنيا,نظريا أن كل ممارسات القوة والسيطرة والهيمنة في هذا الزمن هي سياسة, لكن ينسى بعض الاصدقاء أن السياسية تحتاج إلى حاضن ثقافي, وتحتاج إلى عدم وجود صمام عدم رجوع, بين الفاعل التاريخي وكتلته التي يتحرك ضمنها, تحتاج إلى بقاء قنوات تفاعل مفتوحة, بين الفاعل التاريخي وبين كتلته وهنا نتحدث عن العصابة الأسدية ذات السلطة المشخصنة, والتي أسست لهذه السياسة, وعن كتلتها الطائفية, كيف يمكن لهذه السياسة أن تستمر كل هذا الزمن? وكيف يمكن ان تثمر هذا القتل بطرائق وحشية, لولا تجادل امرين: المصلحي عبر تقديم تلك السلطة المشخصنة رشاوى تمييزية لكتلتها الطائفية, وعبر تمرير مقولات طائفية متحصنة بثقافة متعالية على النقد, ومن يعرضها للنقد حتى من كتلة السلطة المشخصنة يتعرض للاعتقال أو التصفية احيانا,وهذا الأمر أيضا مرتبط بطرائق الضبط القهري اللاقانوني واللاشرعي معتمدا على القوة العارية لبقية المجتمع السوري, كانت هذه السلطة تحتاج إلى قوة عارية محتضنة شعبيا,بدأت بضخ سياستها المطيفة تلك,واستطاعت ان تكون الفاعل التاريخي الوحيد ضمن كتلتها المطيفة, السؤال كيف تفاعلت جماهير هذه الكتلة بعد أكثر من 40 عاما مع هذه السياسة وماهي الثقافة التي ربيت عليها أجيال هذه الكتلة? هذا ما نجده على حد السكين التي يحملها شبيح, أو مغلفة لرصاصة بندقية يطلقها عسكري على مواطن مدني سوري,

هنا في هذه البوابة تنفتح المجازر التي تقوم بها العصابة الأسدية وبهذه البشاعة على هذا المفصل الذي دفع وسيدفع السوريون ثمنه طويلا,سنفتح هذا الملف وأتمنى من الجميع المساهمة فيه, يجب عدم التستر عليه, وفي كل مرة يخرج أصدقاء ورفاق لي,ليردوا: الطائفة ليست مع النظام,لا الطائفة بحركيتها العامة مع النظام,لا تكذبوا على انفسكم, ومرتزقة المصالح ومن ارتبطت مصالحهم بالنظام من كل الطوائف, الطائفة الوحيدة التي لم تبد أي احتجاج تظاهري رغم كل ما تمر به سورية, بغض النظر الآن عمن يتحمل مسؤولية ذلك,أو أن هذه الكتابة هي غايتها تشهيرية أو تحريضية بل يجب أن نصل إلى نتيجة مفادها أن ما ظهر” بأنه يحكم سورية هو سلفية طائفية من نوع لم يعرفه الارهاب العالمي يوما من الايام,” نعم إنها سلفية طائفية, ويجب الحديث عنها الآن للعالم, إن المتابع لما يجري, يجد أن هذه الكتلة تفتقد إلى اي فاعل تاريخي لا يقف مع العصابة الأسدية طوعا ومصلحة, ثقافة وسياسة, المغزى من كل هذا أننا يجب أن نقول للعالم أننا محكمون بسلفية طائفية, إضافة إلى ما يذكرونه من اوصاف خلبية, لاتوصف حالتنا

,ليس نحن من يتحدث عن ذنوب, ولسنا قضاة بل نحن ندعي أننا نقول الحقيقة, والبقاء في دائرة أنه لا يوجد سلفية طائفية وممنوع علينا الحديث في هذا الموضوع, أيضا هذه سياسة لكنها سياسة لم تعد مجدية أن نبقى كالنعامة, يجب أن يعرف العالم أننا الشعب السوري يعيش تحت حكم سلفي ارهابيا وطائفيا, لكي ننزع عنه كل التوصيفات التي يلعب بها هو وأعوانه في الشرق والغرب, وأسياده أيضا, تتهم الثورة بالارهاب والسلفية ويطالبون بضمانات من الأكثرية السورية الدينية, أي تراجيديا نعيشها وتعيشها ثورتنا ويعيشها شعبنا لقد أدخل سورية في “غينيس” التاريخ العالمي,وعندما يتم كسر هذه القوقعة السلفية الطائفية,وتنتقل سورية دستوريا لما بعدها, نتحدث عن العدالة الانتقالية, والمصالحة الشعبية والوطنية, أما انا نبقى نعزف على اوتار بالية وننظر بمقولات مستهلكة, فالمستفيد هي هذه العصابة السلفية طائفيا,إن ما تقوم به هذه السلفية الطائفية يعجز الانسان النظر إليه او تقبله, لكنها ثقافة تأصلت على مدار اربعة عقود,إن المجازر تتحدث عن نفسها, نحتاج إلى فاعلين منحدرين من الطائفة العلوية أن يثبتوا العكس,وانا هنا لااتحدث عن رفاقي واصدقائي في المعارضة السورية, المنحدرين من الطائفة لان أكثريتهم تريد لسورية ان تخرج سليمة من نفق هذه العصابة الأسدية, ويعملون على ذلك ومنخرط منهم في الثورة حتى النخاع, أنا اتحدث عن فاعل ديني واحد, أعتقد تظاهرة واحدة تكفيني في حي من احياء اللاذقية او دمشق أو حمص التي تقطنها أغلبية علوية, أما صمت القبور هذا على المجازر واستقبال مرتكبيها بالاهازيج والافراح, فهذه لم تحدث في تاريخ الانسانية, قليل من الضمير نحتاجه اليوم كثيرا, والكف عن الحديث عن دور روسي ودور إيراني فقط, فجرم دعمها لقتل شعبنا بات اوضح بكثير من كل ما نرميه بوجه القارئ من تحليلات.

نحتاج إلى تظاهرة واحدة في تلك الاحياء, كي نستطيع أن نساعد دم اطفالنا في باباعمرو وانخل والحولة والقبير على ان يسامح, تظاهرة واحدة كافية لفك هذه القوقعة السلفية طائفيا.

السياسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى