صفحات سورية

مجازر بيرق الأسد القادمة وحتمية الحماية الدولية


سعاد جبر

انطلقت قبل أيام المرحلة الثانية للرعاية الإيرانية للثورات العربية مالياً ولوجستياً وعسكرياً واعلامياً ؛ بعد تسريب معلومات مهمة في هذا الصدد ؛علماً بأن تلك الرعاية الإيرانية للثورات العربية تنطلق في محورين اثنين هما :

– المحور الأول : افتعال الثورات وتأجيجها لإسقاط الحكم وفي مقدمة تلك الدول الأردن بحملة شاملة تقدر تكلفتها بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي؛ وتتضمن هذه المرحلة ملفاً عالقاً هو ملف البحرين حيث أفضت غرف التنسيق الإيرانية بهذا الشأن الى تفعيل العمل الإعلامي لتأجيج الرأي العام الدولي بشأن البحرين وتوسيع دائرة التظاهر لخلق حالة من الفوضى العامة مقرونة بالضغط الإعلامي متجاهلة تلك الغرف التنسيقية الإيرانية وصمة النقد اللاذعة للثورة البحرينية في أنها تمثل طرفاً واحدا له تعلقاته المذهبية وأنها لم ترقى لاحتواء حالة التنوع المذهبي والثقافي واستيعابها أو حتى حالة المجتمع المدني ومتطلباته ، وأكدت تلك المعلومات المسربة الى أن الهدف من تلك الاحتجاجات هو تحقيق حلم الجمهورية الإسلامية في البحرين تحت مظلة ولاية الفقيه مع ما يحمل هذا المسمى من استبداد للرأي وإجهاض للديمقراطية كما هو في إيران ؛ علماً بأن هذا مرفوض دولياً قبل أن يكون عربياً أوخليجياً.

– المحور الثاني : إجهاض الثورات العربية في مناطق مصالحها الإستراتيجية متضمنا ملفاً عالقاً في المرحلة الأولى للثورات وهو ملف الثورة السورية ، حيث خرجت غرفة العمليات الإيرانية السورية في إرهابها الدموي الى إطلاق حملة بيرق الأسد، يقودها الأمن السوري بالتعاون مع القوى الاستخباراتية الإيرانية والحرس الثوري وعناصر حزب الله وجيش المهدي لتطيهر سوريا من كافة الحركات الاحتجاجية مستبقة أي تدخل دولي لحماية الشعب السوري تحت ما يعرف بعملية بيرق الأسد ، وتضمنت بنود هذا الاتفاق على قيام إيران بدور تضليلي إعلامي مفاده أن إيران تحترم مطالب الشعب السوري وإنها تدعو لوقف العنف ضده ، حتى تغطي على دورها الدموي في عملية بيرق الأسد الإرهابية وبالتالي تخرج من دائرة المواجهات الدولية وتخفف من حالة الاحتقان العربية والإسلامية والدولية ضدها وضد حزب الله وجيش المهدي في العراق بعد سمعتهم السيئة الذكر في مجال انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا؛ إذ ما زالوا يعيثون قتلا وتدميرا وجزراً بشعاً في سوريا.

والمتتبع لمنظومة التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان السوري والدولية ، وشهادات العيان الثقات في الداخل السوري قبيل انطلاق منظومة مجازر عملية بيرق الأسد ، يلحظ الأتي:

– تمادي بشاعة العنف ضد الأطفال على وجه التحديد بشكل هستيري ؛ من خلال اعتقالهم وتعذيبهم تعذيباً لا يتخيله عقل إنساني ومن ثم قتلهم ببشاعة.

– تحليق المروحيات السورية وإلقائها كم هائل من الجثث على إحدى القرى المحاذية للشريط الحدودي الأردني قبيل مجئ لجنة الصليب الحمر لزيارة السجون السورية ، إذ بشهادة ثقات قام الأهالي هناك بدفنها في تلك القرى المحاذية للشريط الحدودي الأردني.

– وصول تقارير موثقة من الداخل السوري تفيد وجود مافيا لبيع الأعضاء من خلال جملة من الأطباء الإيرانيين ؛ وتسفير تلك الأعضاء المنتزعة ببشاعة من قبل الشهداء السوريين الى إيران لغايات بيعها من خلال مافيا متخصصة بذلك ، وهذا يفسر بشاعة القتل في سوريا من خلال قلع العيون وبقر البطون وغير ذلك من قتل أطفال الخداج لانتزاع الأعضاء وبيعها من حلال مافيا إيرانية متخصصة في ذلك .

– تفعيل الدور الإيراني الاستخباراتي من خلال تقديم إيران أجهزة متخصصة لضبط أجهزة الثريا في سوريا وتحديد أماكن من يحملونها وقتلهم ببشاعة مقيتة.

– افتقاد مقومات الحياة الإنسانية للشعب السوري في المدن المنكوبة مثل حماة وحمص وادلب جعلت الأهالي يأكلون ورق الشجر وتفتيش القمامة بحثاً عن الطعام ، وتقطيع أوصال المدن وقطع الاتصالات والكهرباء والماء والحليب عن الأطفال.

– تعمد استفزاز الشعب السوري من خلال انتهاك حرمة المساجد وهدم المآذن وقتل المصلين بدموية من قبل باصات تحمل أعداد كبيرة من عصابات الأسد لغايات القتل والتعذيب والتنكيل بالمصلين؛ وتصفية كل من لا يستجيب للأمن السوري من قبل خطباء المساجد من خلال إلقاء خطب مكتوبة من قبل الأمن السوري على منابر الجمعة.

– استمرار حالة التفنن في تعذيب المعتقلين السوريين في المعتقلات والمدارس والملاعب والمزارع ، سواء من خلال سلخ الجلد وقلع العيون واستئصال الأعضاء التناسلية وحرق الشعر والجسد كل ذلك قبل القتل وسلخ الرقبة عن الرأس .

– إعطاء أولوية في القتل الفوري في حلب ، خشية توسع الاحتجاجات فيها لأهميتها الإستراتيجية في حسم الثورة السورية ، إذ فور شعور الأمن السوري بتحول الرأي لبعض الشخصيات المؤثرة في حلب قبيل اعلانها على الملأ؛ فإن المخابرات السورية تبادر بتعجيل القتل الفوري لتلك الشخصيات المؤثرة كما حصل مع مفتي حلب ابراهيم سلقيني .

– تمادي حالة إذلال وامتهان كرامة الشعب السوري سواء من خلال الضرب المبرح على الوجه والرأس والدوس على الظهر واعتقال الأطفال لغاية تعذيب الأهل كما هو مستمر في درعا .

– تواصل عمليات تحليق المروحيات في المدن المنكوبة وعمليات القصف العشوائي ورمي الرصاص الحي ودهم المنازل وسرقة الممتلكات الشخصية واغتصاب النساء بوحشية مقيتة.

– انتشار ظاهرة إلقاء الأمن السوري والشبيحة أجهزة خلوية وغير ذلك ، هي في حقيقتها قنابل ومتفجرات ، حيث وقعت في أيدي أطفال وغيرهم ، وسببت في الأسبوع السابق مقتل أسر بكاملها ، وهذا شكل من أشكال إرهاب ودموية السد وعصاباته في سوريا الجريحة.

وبناء على معطيات ما أفرزته التقارير الحقوقية وشهادات العيان الثقات من هستيريا حال القتل والتعذيب اليومي من قبل عصابات الأسد والحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله وجيش المهدي العراقي ، وبالأخص الإرهاب الجوي الذي تمارسه الطائرات السورية في المدن المنتفضة المنكوبة ،فإن المطالبة بالحماية الدولية ضرورة حتمية وحقوقية ، لأجرام بشار الأسد وعصاباته المنظم محليا والمعزز إيرانياً ، والغاية من هذا الإجرام المنظم هو تصفية الشعب السوري المنتفض جسديا بكافة الطرق الدموية المتاحة وفي مقدمتها عملية بيرق الأسد وما تحمله من متسلسلات دموية من المجازر اليومية في كافة الثرى السوري ، استباقاً لأي تدخل دولي محتمل لحماية المدنيين في سوريا.

وبعد ذلك تعد محاولات الجامعة العربية من خلال دبلوماسية نبيل العربي لمد عمرهذ النظام لسنوات قادمة هو من باب شر البلية ما يضحك؛ وهي في الواقع مرفوضة شعبياً لدى الداخل السوري جملة وتفصيلا ، لأن المطالب الشعبية السورية الآن تتركز في حماية الشعب السوري دولياً من المجازر اليومية التي يتعرض لها من قبل عصابات الأسد والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وجيش المهدي العراقي، فمساحات التفاوض مع هذا النظام اللاخلاقي والخارج عن القانون والإنسانية غير مستساغة عقليا وإنسانياً ، لأن فيها تبرئه للقاتل من دم الضحية ومكافأة له على مجازره اليومية ، وكأننا نقول له: معك مساحة من السنين لقتل الشعب السوري واستبداله بكثافة سكانية من إيران ، وليس هذا مستغرباً فالتقارير من الداخل السوري تشير الى تجنيس أكثر من خمسمائة ألف إيراني بالجنسية السورية قبيل انطلاق الثورة السورية في الوقت الذي حرم منها الكثير الكثير من مستحقيها من السوريين الأحرار في الداخل السوري ومن المغتربين.، هذا عدا ما ورد من شهادات الثقات في ممارسات النظام السوري اللانسانية في إخراج سوريين من بيوتهم في دمشق على وجه التحديد وعلى مقربة من المسجد الأموي وسوق الحميدية وباب توما وإعطائها لإيرانيين مجنسين بالجنسية السورية ؛ فضلا عن تولي هؤلاء مناصب قيادية في سوريا.

فالإرهاب السوري الهستيري المستشري هو عنوان عملية بيرق الأسد القادمة ، والدم السوري في الثري السوري سيجري بلا نهاية ، فهلا استيقظ الضمير الدولي والعربي والإسلامي لوقف هذا المدد الإجرامي القادم من خلال حظر الطيران السوري ، وإعطاء الفرصة للمنشقين من الجيش السوري للدفاع عن شعبهم الحر الأبي ، فهلا كان لنداءات جمعة الحماية الدولية صداها اليوم ، هذا ما نـأمله ، ونداءنا للمنظمات الحقوقية أن تعلي صوتها في الدعوة لحماية الشعب السوري من مجازر الحرب ضد الإنسانية اليومية من خلال عملية بيرق الأسد القادمة، لأن تلك العملية الإرهابية مفترق خطير في الأحداث سيشهد مجازر نوعية يندى لها الجبين ، وقتل بشع هستيري يفوق البشاعة التي تشهدها سوريا هذه الأيام ، بشكل جرائم حرب دموية ضد الإنسانية وسيقود تلك المرحلة الطيران الحربي ، لغايات قتل أكثر وأوسع ما أمكن من خلال متسلسلان مجازر دموية؛ لغايات التطهير بحسب معطيات هذا النظام اللااخلاقي الخارج عن القانون والإنسانية ، مما يتطلب جهود إعلامية وحقوقية نوعية لتفعيل المطالبة الدولية بحماية الشعب السوري من المجازر الجماعية التي لحقت به والتي تنتظره مع عملية بيرق الأسد الدموية، ومن هنا يجب أن يتحرك جميع المعنيين لغايات جلب بشار الأسد كمجرم حرب لدى المحكمة الجنائية لارتكابه مجازر حرب ضد الإنسانية لا يمكن السكوت عنها وإمرارها دون محاسبة السادي القاتل وعصاباته، وهذا ما نأمله من المنظمات الحقوقية في مجال تكثيف جهودها لتفعيل المطالبات بحماية الشعب السوري دولياً من مجازر الأسد الدموية اليومية ومنظومة انتهاكاته المريعة لحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى